إيجاز البيان عن معاني القرآن - ج ٢

محمود بن أبي الحسن النّيسابوري

إيجاز البيان عن معاني القرآن - ج ٢

المؤلف:

محمود بن أبي الحسن النّيسابوري


المحقق: الدكتور حنيف بن حسن القاسمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٢
الجزء ١ الجزء ٢

٢ (أَلَّا تَتَّخِذُوا) : معناه الخبر لئلا يتخذوا.

٣ (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا) : أي : يا ذريّة (١).

٤ (وَقَضَيْنا) : أعلمنا وأوحينا ، كقوله (٢) : (وَقَضَيْنا إِلَيْهِ) (... أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ).

٥ (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ) : خلّيناهم وإياكم ، وكان أولئك هم العمالقة (٣).

وقيل : إنّه بختنصّر (٤) ، إذ كان أصحاب سليمان بن داود عرفوا من جهة أنبيائهم خراب الشّام ثم عودها إلى عمارتها ، ولما وقفوا على قصد بختنصّر انجلوا عنها واعتصموا بمصر (٥).

__________________

النهاية : ٥ / ١٧٥.

(١) معاني القرآن للفراء : ٢ / ١١٦ ، وقال الزجاج في معانيه : ٣ / ٢٢٦ : «وهي منصوبة على النداء ، كذا أكثر الأقوال ، المعنى : «يا ذرية من حملنا مع نوح ...».

(٢) سورة الحجر : آية : ٦٦.

(٣) نقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٤٢٣ ، والكرماني في غرائب التفسير : ١ / ٦٢١ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٥ / ٩ عن الحسن رحمه‌الله تعالى.

(٤) بختنصّر : كان حاكما لبلاد بابل من قبل ملك الفرس.

وكلمة «بختنصر» مركب مزجى ، وتركيبه من «بخت» معرب «بوخت» ، بمعنى : ابن و «نصر» اسم صنم.

ينظر تاريخ الطبري : ١ / ٥٥٨ ، والصحاح : ١ / ٢٤٣ (بخت) ، والمعرّب للجواليقي : ١٢٩.

(٥) ينظر هذه الرواية في تفسير الطبري : (١٥ / ٢١ ـ ٣٠) ، وتفسير الماوردي : ٢ / ٤٢٣ ، والتعريف والإعلام للسهيلي : ٩٨ ، وزاد المسير : ٥ / ٩.

وأشار إليها ابن كثير في تفسيره : ٥ / ٤٤ ، ثم قال : «وقد وردت في هذا آثار كثيرة إسرائيلية لم أر تطويل الكتاب بذكرها ؛ لأن منها ما هو موضوع ، من وضع زنادقتهم ، ومنها ما قد يحتمل أن يكون صحيحا ، ونحن في غنية عنها ، ولله الحمد. وفيما قص الله تعالى علينا في كتابه غنية عما سواه من بقية الكتب قبله ، ولم يحوجنا الله ولا رسوله إليهم. وقد أخبر الله تعالى أنهم لما بغوا وطغوا سلط عليهم عدوهم ، فاستباح بيضتهم ، وسلك خلال بيوتهم وأذلهم وقهرهم ، جزاء وفاقا ، وما ربك بظلام للعبيد ، فإنهم كانوا قد تمردوا وقتلوا خلقا من الأنبياء والعلماء» اه.

٢١

(فَجاسُوا) : مشوا وترددوا (١). وقيل (٢) : عاثوا وأفسدوا.

٧ (وَعْدُ الْآخِرَةِ) : [وعد] (٣) المرّة الآخرة (٤).

(لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) : أي : الموصوفون بالبأس يسوءوا ساداتكم (٥).

(وَلِيُتَبِّرُوا) : يهلكوا ويخرّبوا (٦).

(ما عَلَوْا) : ما وطئوا من الديار.

(حَصِيراً) : محبسا (٧).

٩ (لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) : للحال التي هي أقوم وهي توحيد الله ، والإيمان برسله ، والعمل بطاعته / (٨).

١١ (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ) : يدعو على نفسه وولده غضبا ، أو يطلب

__________________

(١) ذكره الماوردي في تفسيره : ٢ / ٤٢٤ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

وانظر المفردات للراغب : ١٠٣ ، وتفسير الفخر الرازي : ٢٠ / ١٥٧ ، وتفسير البيضاوي : ١ / ٥٧٨.

(٢) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٥١ ، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٥ / ١٠ ، والفخر الرازي في تفسيره : ٢٠ / ١٥٧ عن ابن قتيبة أيضا.

(٣) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».

(٤) تفسير الطبري : ١٥ / ٣١ ، وتفسير الماوردي : ٢ / ٤٢٥ ، وتفسير البغوي : ٣ / ١٠٦ ، وتفسير الفخر الرازي : ٢٠ / ١٥٩.

(٥) ذكره القرطبي في تفسيره : ١٠ / ٢٢٣ فقال : «قيل : المراد بـ «الوجوه» السادة ، أي : ليذلوهم».

(٦) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٥١ ، وتفسير الطبري : ١٥ / ٤٣ ، وتفسير الفخر الرازي : ٢٠ / ١٦٠.

(٧) في مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٣٧١ : «من الحصر والحبس ، فكأن معناه : محبسا ، ويقال للملك : حصير ، لأنه محجوب».

وانظر تفسير الطبري : ١٥ / ٤٥ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣ / ٢٢٨ ، وتفسير القرطبي : ١٠ / ٢٢٤.

(٨) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٣ / ٢٢٩.

وانظر هذا المعنى في تفسير الطبري : (١٥ / ٤٦ ، ٤٧) ، والمحرر الوجيز : ٩ / ٢٦ ، وتفسير القرطبي : ١٠ / ٢٢٥.

٢٢

ما هو شرّ له ليعجّل الانتفاع.

١٢ (فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ) : هو السواد الذي في القمر (١).

(مُبْصِرَةً) : أهلها بصراء كمضعف لمن قومه ضعفاء.

١٣ (طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) : عمله (٢) : فيكون في اللّزوم كالطوق للعنق ، أو (طائِرَهُ) : كتابه الذي يطير إليه يوم القيامة (٣).

١٤ (كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) : شاهدا ، وقيل : حاكما.

ولقد أنصفك من جعلك حسيبا على نفسك.

١٦ (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً) : هذه الإرادة على مجاز المعلوم من عاقبة الأمر.

(أَمَرْنا) (٤) (مُتْرَفِيها) : أمرناهم على لسان رسولهم بالطاعة.

(فَفَسَقُوا) : خرجوا عن أمرنا ، كقوله : أمرته فعصى (٥) ، أو أمرنا :

__________________

(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٥ / ٤٩ عن ابن عباس ، ومجاهد.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥ / ٢٤٧ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن الأنباري في «المصاحف» عن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

(٢) ذكره الفراء في معانيه : ٢ / ١١٨ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٥ / ٥١ عن ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة.

(٣) نص هذا القول في البحر المحيط : ٦ / ١٥ عن السدي.

وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٥٢ : «المعنى فيما أرى ـ والله أعلم ـ : أن لكل امرئ حظا من الخير والشر قد قضاه الله عليه فهو لازم عنقه. والعرب تقول لكل ما لزم الإنسان ـ قد لزم عنقه ، وهو لازم صليف عنقه. وهذا لك عليّ وفي عنقي حتى أخرج منه. وإنما قيل للحظ من الخير والشر : طائر ، لقول العرب : جرى له الطائر بكذا من الخير ، وجرى له الطائر بكذا من الشر ؛ على طريق الفأل والطيرة ، وعلى مذهبهم في تسمية الشيء بما كان له سببا ، فخاطبهم الله بما يستعملون ، وأعلمهم أن ذلك الأمر الذي يجعلونه بالطائر ، هو ملزمة أعناقهم ...».

(٤) بفتح الميم وإسكان الراء ، وهي قراءة الجمهور وعليها القراء السبعة.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٣٧٩ ، والبحر المحيط : ٦ / ١٧.

(٥) ينظر البحر المحيط : ٦ / ١٨.

٢٣

كثّرنا (١) ، أمره وآمره. وفي الحديث (٢) : «خير المال مهرة مأمورة» (٣).

٢٠ (كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ) : أي : من أراد العاجلة ومن أراد الآخرة.

(مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ) : من رزقه.

٢٣ (أُفٍ) : معناه التكرّه والتضجّر (٤).

٢٤ (وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ) : لن لهما جانبك متذللا من مبالغتك في الرحمة لهما (٥).

٢٦ (وَلا تُبَذِّرْ) : لا تنفق في غير طاعة الله شيئا.

٢٧ (إِخْوانَ الشَّياطِينِ) : قرناءهم في النّار (٦) ، أو أتباعهم في

__________________

(١) ورد هذا المعنى على قراءة الجمهور بالقصر وفتح الميم وإسكان الراء ، وكذلك على قراءة «آمرنا» بالمد. وهي قراءة عشرية ، قرأ بها يعقوب بن إسحاق البصري ، وتنسب هذه القراءة أيضا إلى علي بن أبي طالب ، وابن عباس ، والحسن ، وقتادة ، وأبي العالية ، وعاصم ، وابن كثير ، وأبي عمرو ، ونافع.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٣٧٩ ، والمحتسب لابن جني : (٢ / ١٥ ، ١٦) ، والغاية في القراءات العشر لابن مهران : ١٩٠ ، والنشر : ٣ / ١٥٠ ، وإتحاف فضلاء البشر : ٢ / ١٩٥ ، والبحر المحيط : ٦ / ٢٠.

(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده : ٣ / ٤٦٨ عن سويد بن هبيرة ، ورفعه.

وكذا الطبراني في المعجم الكبير : ٧ / ٩١ ، والقضاعي في مسند الشهاب : (٢ / ٢٣٠ ، ٢٣١).

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد : ٥ / ٢٦٠ وقال : «رجال أحمد ثقات».

وأورده السيوطي ـ أيضا ـ في الجامع الصغير : ٢ / ١١ ، ورمز له بالصحة.

(٣) أي : كثيرة الولد.

مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٣٧٣.

(٤) قال ابن عطية في المحرر الوجيز : (٩ / ٥٥ ، ٥٦) : «ومعنى اللفظة أنها اسم فعل ، كأن الذي يريد أن يقول : أضجر ، أو أتقذر ، أو أكره ، أو نحو هذا ، يعبر إيجازا بهذه اللفظة فتعطي معنى الفعل المذكور ، وجعل الله تعالى هذه اللفظة مثلا لجميع ما يمكن أن يقابل به الآباء مما يكرهون ، فلم ترد هذه اللفظة في نفسها وإنما هي مثال الأعظم منها والأقل ، فهذا هو مفهوم الخطاب الذي المسكوت عنه حكمه حكم المذكور».

(٥) عن معاني القرآن للزجاج : ٢ / ٢٣٥.

(٦) ذكره الفخر الرازي في تفسيره : ٢٠ / ١٩٥ ، وقال : «كما قال : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ

٢٤

آثارهم (١).

٢٨ (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ) : أي : الذين أمرنا بإعطائهم إذا أعرضت عنهم لعوز فقل لهم قولا ليّنا ييسّر عليهم فقرهم.

و «الرحمة» : الرزق (٢).

٢٩ (مَحْسُوراً) : منقطعا به (٣) ، أو ذا حسرة (٤) ، أو مكشوفا ، من حسرت الذراع (٥).

٣١ (خِطْأً) : يجوز اسما كـ «الإثم» (٦) ، ومصدرا كـ «الحذر» (٧).

__________________

نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) ، وقال تعالى : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ) ، أي قرناءهم من الشياطين. اه.

وانظر هذا القول في الكشاف : ٢ / ٤٤٦ ، وتفسير القرطبي : ١٠ / ٢٤٨ ، والبحر المحيط : ٦ / ٣٠.

(١) قال الطبري في تفسيره : ١٥ / ٧٤ : «وكذلك تقول العرب لكل ملازم سنة قوم وتابع أثرهم : هو أخوهم».

وانظر تفسير الفخر الرازي : ٢٠ / ١٩٥.

(٢) ذكره الطبري في تفسيره : ١٥ / ٧٥ ، والبغوي في تفسيره : ٣ / ١١٢ ، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٥ / ٢٨ ، وقال : «قاله الأكثرون».

(٣) ينظر هذا القول في معاني الفراء : ٢ / ١٢٢ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٥٤ ، وتفسير الطبري : ١٥ / ٧٦ ، وتفسير البغوي : ٣ / ١١٣ ، والكشاف : ٢ / ٤٤٧.

(٤) ذكر القرطبي هذا القول في تفسيره : ١٠ / ٢٥١ عن قتادة ، ثم قال : «وفيه بعد ؛ لأن الفاعل من «الحسرة» حسر وحسران ، ولا يقال : محسور».

(٥) اللسان : ٤ / ١٨٩ (حسر).

(٦) معاني القرآن للفراء : ٢ / ١٣٣ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٧٦ ، وتفسير الطبري : ١٥ / ٧٩ ، ومعاني الزجاج : ٣ / ٢٣٦.

(٧) قرأ ابن عامر ـ من السبعة خطا بفتح الخاء والطاء.

قال أبو زرعة في حجة القراءات : ٤٠١ : «وهو مصدر لـ خطى الرجل يخطأ خطئا».

ووجه الطبري لقراءة الكسر وجهين فقال : أحدهما : أن يكون اسما من قول القائل : خطئت فأنا أخطأ ، بمعنى : أذنبت وأثمت.

ويحكى عن العرب : خطئت : إذا أذنبت عمدا ، وأخطأت : إذا وقع منك الذنب خطأ على غير عمد منك له.

٢٥

٣٦ (وَلا تَقْفُ) : لا تتبع ، من «قفوت أثره» (١).

(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) : أي : عن الإنسان ؛ لأنها الأشهاد يوم القيامة ، أو كان الإنسان عن ذلك مسؤولا ؛ لأنّ الطاعة والمعصية بها (٢).

٣٨ كان سيئة (٣) عند ربك مكروها : أراد بـ «السيئة» : الذنب (٤).

أو (مَكْرُوهاً) بدل عن السّيئة وليس بوصف (٥). وأمّا (سَيِّئُهُ) بالإضافة (٦) ؛ فلأنّه تقدّم أوامر ونواهي فما كان في كلّ المذكور من سيئ كان عند الله مكروها / ، فيعلم به أنّ ما كان من حسن كان مرضيّا.

٤٠ (أَفَأَصْفاكُمْ) : أخلص لكم البنين فاختصكم بالأجلّ.

٤١ (وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ) : صرّفنا القول فيه على وجوه من أمر

__________________

والثاني : أن يكون بمعنى «خطأ» بفتح الخاء والطاء ، ثم كسرت الخاء وسكنت الطاء ، كما قيل : قتب وقتب ، وحذر وحذر ، ونجس ونجس. و «الخطء» بالكسر اسم ، و «الخطأ» بفتح الخاء والطاء مصدر من قولهم : خطيء الرجل ، وقد يكون اسما من قولهم : أخطأ ، فأما المصدر منه فـ «الإخطاء ...» اه.

راجع تفسيره : ١٥ / ٧٩ ، والسبعة لابن مجاهد : ٣٧٩ ، والتبصرة لمكي : ٢٢٤ ، والمحرر الوجيز : ٩ / ٦٧.

(١) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ١٢٣ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٣٧٩ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : (٢٥٤ ، ٢٥٥) ، وتفسير الطبري : ١٥ / ٨٧ ، ومعاني الزجاج : ٣ / ٢٣٩.

(٢) عن تفسير الماوردي : ٢ / ٤٣٥.

وانظر تفسير البغوي : ٣ / ١١٤ ، والمحرر الوجيز : (٩ / ٨٦ ، ٨٧).

(٣) هذه قراءة ابن كثير ، ونافع ، وأبي عمرو.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٣٨٠ ، والتبصرة لمكي : ٢٤٤ ، والتيسير للداني : ١٤٠.

(٤) زاد المسير : ٥ / ٣٦.

(٥) والتقدير : كان سيئة وكان مكروها.

ينظر تفسير الفخر الرازي : ٢٠ / ٢١٣ ، والمحرر الوجيز : ٩ / ٩١ ، وتفسير القرطبي : ١٠ / ٢٦٢ ، والبحر المحيط : ٦ / ٣٨.

(٦) بإضافة السيء إلى الهاء ، وهي قراءة عاصم ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٣٨٠ ، وحجة القراءات : ٤٠٣ ، والتبصرة لمكي : ٢٤٤.

٢٦

ونهي ، ووعد ووعيد ، وتسلية وتحسير وتزكية وتقريع وقصص وأحكام وتوحيد وصفات وحكم وآيات.

(وَما يَزِيدُهُمْ) : أي : هذه المعاني ، (إِلَّا نُفُوراً) إلّا اعتقادهم الشبه.

٤٢ (لَابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً) : إلى ما يقرّبهم إليه لعظمته عندهم.

٤٤ (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) : أي : من جهة خلقته ، أو في معنى صفته وهي حاجته بحدوثه إلى صانع أحدثه.

٤٥ (حِجاباً مَسْتُوراً) : ساترا لهم عن إدراكه ، كـ «مشؤوم» و «ميمون» في معنى شائم ويا من لأنّه من شامهم ويمنهم (١).

وقيل (٢) : مستورا عن أبصار النّاس.

٤٦ (نُفُوراً) : جمع «نافر» (٣).

٤٧ (وَإِذْ هُمْ نَجْوى) : اسم للمصدر ، أي : ذوو نجوى يتناجون (٤).

٥٠ (قُلْ كُونُوا حِجارَةً) : أي : استشعروا أنكم منها فإنّه يعيدكم ، إذ القدرة التي بها أنشأكم هي التي بها يعيدكم (٥).

__________________

(١) عن معاني القرآن للأخفش : ٢ / ٦١٣.

وانظر هذا المعنى في تفسير الطبري : (١٥ / ٩٣ ، ٩٤) ، والمحرر الوجيز : ٩ / ٩٩ ، وزاد المسير : ٥ / ٤١.

(٢) ذكره الطبري في تفسيره : ١٥ / ٩٤ ، ورجحه.

وانظر تفسير الماوردي : ٢ / ٤٣٧ ، وتفسير البغوي : ٣ / ١١٧ ، وتفسير القرطبي : ١٠ / ٢٧١.

(٣) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن : ١ / ٣٨١ : «بمنزلة قاعد وقعود وجالس وجلوس».

(٤) عن معاني القرآن للزجاج : ٣ / ٢٤٣.

(٥) قال الزجاج في معانيه : ٣ / ٢٤٤ : «ومعنى هذه الآية فيه لطف وغموض ، لأن القائل يقول : كيف يقال لهم كونوا حجارة أو حديدا وهم لا يستطيعون ذلك؟.

فالجواب في ذلك أنهم كانوا يقرّون أن الله جل ثناؤه خالقهم ، وينكرون أن الله يعيدهم خلقا آخر ، فقيل لهم : استشعروا أنكم لو خلقتم من حجارة أو حديد لأماتكم الله ثم أحياكم ؛ لأن القدرة التي بها أنشأكم وأنتم مقرون أنه أنشأكم بتلك القدرة بها يعيدكم ، ولو

٢٧

٥١ (فَسَيُنْغِضُونَ) : يحرّكون ، وهو تحريك المستبطئ للشيء والمبطل له المستهزئ به.

٥٢ (فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ) : أي : بأمره (١). وقيل (٢) : تستجيبون حامدين.

(إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً) : أي : في الدنيا بالقياس إلى الآخرة.

٦٠ (وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ) : أي : علمه وقدرته فيعصمك منهم.

(إِلَّا فِتْنَةً) : ابتلاء بمن كفر به ، فإنّ قوما أنكروا المعراج فارتدوا (٣).

(وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ) : أي : وما جعلنا الشجرة الملعونة [في القرآن] (٤) إلّا فتنة ، إذ قال أبو جهل : هل رأيتم الشّجر ينبت في النّار (٥).

وقيل (٦) : الشجرة الملعونة بنو أميّة ؛ فإنّهم الذين بدلوا وبغوا.

__________________

كنتم حجارة أو حديدا ، أو كنتم الموت الذي هو أكبر الأشياء في صدوركم».

(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٥ / ١٠١ عن ابن عباس ، وابن جريج. ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٤٣٩ عن ابن جريج وسفيان.

وانظر المحرر الوجيز : ٩ / ١٠٩ ، وزاد المسير : ٥ / ٤٥.

(٢) ذكره الماوردي في تفسيره : ٢ / ٤٣٩ دون عزو. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٥ / ٤٥ عن سعيد بن جبير.

(٣) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٥٨. وأخرج ـ نحوه ـ الطبري في تفسيره : ١٥ / ١١٠ عن الحسن.

(٤) ما بين معقوفين عن «ج» و «ك».

(٥) أخرج الطبري في تفسيره : ١٥ / ١١٤ عن قتادة قال : «هي شجرة الزقوم ، خوف الله بها عباده ، فافتنوا بذلك ، حتى قال قائلهم أبو جهل بن هشام : زعم صاحبكم هذا أن في النار شجرة ، والنار تأكل الشجر».

وانظر تفسير الماوردي : ٢ / ٤٤٣ ، وتفسير البغوي : ٣ / ١٢٠.

(٦) ذكر الحافظ ابن كثير هذا القول في تفسيره : ٥ / ٩٠ ، ثم قال «وهو غريب ضعيف».

والأثر الذي أخرجه الطبري في تفسيره : ١٥ / ١١٢ عن سهل بن سعد قال : «رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بني فلان ينزون على منبره نزو القرود ، فساءه ذلك ، فما استجمع ضاحكا

٢٨

والرؤيا : ما رآه النبي ـ عليه‌السلام ـ من نزوهم (١) على منبره.

٦٢ (أَرَأَيْتَكَ) : معناه أخبر ، والكاف للخطاب ولا موضع لها ، لأنّها للتوكيد ، والجواب محذوف ، و (هذَا) منصوب بـ «أرأيت» ، أي : أخبرني عن هذا الذي كرّمته عليّ لم كرّمته (٢)؟.

(لَأَحْتَنِكَنَّ / ذُرِّيَّتَهُ) : لأستولينّ عليهم وأستأصلنّهم كما يحتنك [٥٥ / ب] الجراد الزّرع (٣).

٦٤ (وَاسْتَفْزِزْ) : استخفّ (٤) ، أو استزل بصوتك بدعائك إلى المعاصي (٥).

وقيل (٦) : إنه الغناء بالأوتار والمزامير.

__________________

حتى مات ـ قال : وأنزل الله في ذلك : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) ... الآية.

وضعف ابن كثير إسناده فقال : «وهذا السند ضعيف جدا ، فإن محمد بن الحسن بن زبالة متروك ، وشيخه أيضا ضعيف بالكلية.

ولهذا اختار ابن جرير أن المراد بذلك ليلة الإسراء ، وأن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم ، قال : لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك ، أي : في الرؤيا والشجرة» اه.

(١) أي : وثوبهم عليه.

النهاية لابن الأثير : ٥ / ٤٤ ، واللسان : ١٥ / ٣١٩ (نزا).

(٢) عن معاني القرآن للزجاج : ٣ / ٣٤٩.

وانظر إعراب القرآن للنحاس : ٢ / ٤٣٢ ، والبحر المحيط : ٦ / ٥٧.

(٣) معاني القرآن للفراء : ٢ / ١٢٧ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٣٨٤ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٥٨ ، وتفسير الطبري : ١٥ / ١١٧ ، والمفردات للراغب : ١٣٤.

(٤) معاني القرآن للفراء : ٢ / ١٢٧ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٣٨٤ ، وتفسير غريب القرآن : ٢٥٨ ، وتفسير الطبري : ١٥ / ١١٨ ، والمحرر الوجيز : ٩ / ١٣٥.

(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٥ / ١١٨ عن ابن عباس ، وقتادة.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥ / ٣١٢ ، وزاد نسبته إلى ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

(٦) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٥ / ١١٨ عن مجاهد.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥ / ٣١٢ وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور ، وابن أبي

٢٩

(وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ) : أجمع عليهم ، (بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ) : بكل راكب وماش في الضلالة ، (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ) : ما يكسبونه من حرام وينفقونه في معصية (١) ، (وَالْأَوْلادِ) : إذا ولدوهم بالزنا (٢) ، أو عوّدوهم الضلالة والبطالة.

٦٧ (ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ) : بطل ، كقوله (٣) : (أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) ، أو غاب كقوله (٤) : (أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ).

«الحاصب» (٥) : الحجارة الصغار (٦). وقيل (٧) : الريح التي ترمى

__________________

الدنيا في «ذم الملاهي» ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد رحمه‌الله تعالى.

وعقّب الطبري على هذه الأقوال بقوله : «وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال : إن الله تبارك وتعالى ـ قال لإبليس : واستفزز من ذرية آدم من استطعت أن تستفزه بصوتك ، ولم يخصص من ذلك صوتا دون صوت ، فكل صوت كان دعاء إليه وإلى عمله وطاعته ، وخلافا للدعاء إلى طاعة الله ، فهو داخل في معنى صوته الذي قال الله تبارك وتعالى اسمه ـ له : (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ) اه.

(١) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٥٨.

وأخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : ١٥ / ١١٩ عن ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٤٤٤ عن الحسن رحمه‌الله تعالى.

(٢) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٥٨.

وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٥ / ١٢٠ ، ١٢١) عن ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥ / ٣١٢ ، وزاد نسبته إلى ابن مردويه عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

(٣) سورة محمد : آية : ١.

(٤) سورة السجدة : آية : ١٠ ، ومصدره في القولين ـ فيما يبدو ـ تفسير الماوردي : ٢ / ٤٤٥.

وانظر زاد المسير : ٥ / ٦١.

(٥) في قوله تعالى : (أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً) [آية : ٦٨].

(٦) تفسير الطبري : ١٥ / ١٢٤ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣ / ٢٥١.

(٧) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٥٩.

٣٠

بالحصباء ، كما سمّي الجمار بالمحصّب لرمي الحصباء بها. وحصب في الأرض : ذهب فيها (١).

و «القاصف» (٢) : الريح التي تقصف الشّجر (٣).

والتبيع : المنتصر الثائر (٤).

٧١ (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) : بنيّهم (٥) ، أو بدينهم وكتابهم (٦) ، أو بأعمالهم (٧) ، أو بقادتهم ورؤسائهم (٨).

__________________

وانظر تفسير الطبري : ١٥ / ١٢٤ ، وتفسير البغوي : ٣ / ١٢٤.

(١) اللسان : (١ / ٣١٩ ، ٣٢٠) (حصب).

(٢) في قوله تعالى : (فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِما كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً) [آية : ٦٩].

(٣) عن ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٥٩.

وانظر تفسير الماوردي : ٢ / ٤٤٥ ، والمفردات للراغب : ٤٠٥ ، وتفسير البغوي : ٣ / ١٢٥.

(٤) معاني القرآن للفراء : ٢ / ١٢٧ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٥٩ ، وتفسير الطبري : ١٥ / ١٢٥ ، وتفسير البغوي : ٣ / ١٢٥.

(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٥ / ١٢٦ عن مجاهد ، وقتادة.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٤٤٦ عن مجاهد ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ٩ / ١٤٨ عن قتادة ومجاهد.

وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير : ٥ / ٦٥ إلى أنس بن مالك ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، ومجاهد.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥ / ٣١٦ ، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والخطيب عن أنس رضي‌الله‌عنه.

(٦) ذكره الزجاج في معانيه : ٣ / ٢٥٣ ، والماوردي في تفسيره : ٢ / ٤٤٦ ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ٩ / ١٤٨.

(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١٥ / ١٢٦ ، ١٢٧) عن ابن عباس ، والحسن ، والربيع بن أنس.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٤٤٦ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

(٨) ذكر ـ نحوه ـ ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٥٩ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٥ / ٦٤ ، وقال : «قاله أبو صالح عن ابن عباس».

٣١

٧٢ (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى) : أي : عن الطاعة والهدى ، (فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى) : عن طريق الجنة (١). أو من عمي عن هذه العبر المذكورة فهو عمّا غاب عنه من أمر الآخرة أعمى (٢).

٧٣ (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) : همّوا صرفك. في وفد ثقيف حين أرادوا الإسلام على أن يمتّعوا باللّات سنة ويكسر باقي أصنامهم (٣).

٧٤ (لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ) : هممت من غير عزم (٤) ، وهو حديث النفس المرفوع.

٧٥ (ضِعْفَ الْحَياةِ) : ضعف عذاب الحياة (٥) ، أي : مثليه ، لعظم ذنبك

__________________

وأورد ابن عطية الأقوال التي قيلت في المراد بـ «الإمام» ، ثم قال : «ولفظة «الإمام» تعمّ هذا كله ، لأن الإمام هو ما يؤتم به ويهتدى به في القصد ...».

(١) ذكره الماوردي في تفسيره : ٢ / ٤٤٦.

(٢) تفسير الطبري : ١٥ / ١٢٩ ، والمحرر الوجيز : ٩ / ١٥٠ ، وتفسير القرطبي : ١٠ / ٢٩٨.

(٣) ذكر نحوه الزمخشري في الكشاف : ٢ / ٤٦٠ ، وقال الحافظ في الكافي الشاف : ١٠٠ : «لم أجده ، وذكره الثعلبي عن ابن عباس من غير سند».

وأخرج الطبري في تفسيره : ١٥ / ١٣٠ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال : «... أن ثقيفا كانوا قالوا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا رسول الله أجلنا سنة حتى يهدى لآلهتنا ، فإذا قبضنا الذي يهدى لآلهتنا أخذناه ، ثم أسلمنا وكسرنا الآلهة ، فهمّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يعطيهم ، وأن يؤجلهم ، فقال الله : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً).

وفي إسناده محمد بن سعد عن أبيه عن عمه عن أبيه ، وهذا الإسناد مسلسل بالضعفاء.

وقد تقدم بيان حالهم ، راجع ص (١٣٥).

وانظر أسباب النزول للواحدي : ٣٣٥ ، وتفسير البغوي : (٣ / ١٢٦ ، ١٢٧) ، والفتح السماوي : ٢ / ٧٧٨.

(٤) قال ابن عطية في المحرر الوجيز : ٩ / ١٥٥ : «ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يركن ، ولكنه كاد بحسب همه بموافقتهم طمعا منه في استئلافهم».

وقال الكرماني في غرائب التفسير : ١ / ٣٦٧ : «لولا تدل على امتناع الشيء لوجود غيره ، فالممتنع في الآية إرادة الركون لوجود تثبيت الله إياه ، هذا هو الظاهر في الآية» اه.

وانظر تفسير القرطبي : ١٠ / ٣٠٠.

(٥) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٣٨٦ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٥٩ ، وتفسير الطبري : ١٥ / ١٣٢.

٣٢

على شرف منزلتك. أو «الضعف» هو العذاب (١) ، لتضاعف الألم كما هو عذاب لاستمراره في الأوقات ، كالعذاب الذي يستمر في الحلق ، ولما نزلت هذه الآية قال عليه‌السلام (٢) : «اللهم لا تكلني [إلى نفسي] (٣) طرفة عين».

٧٦ (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ) ، حين قالت اليهود : إن أرض الشّام أرض الأنبياء وفيها الحشر والنشر (٤).

والاستفزاز : الاستخفاف بالإزعاج (٥).

٧٨ (لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) : لزوالها (٦). والآية جمعت الصلوات الخمس ، لأنّه بدأ (٧) من / الزوال إلى «الغسق» وإلى (قُرْآنَ الْفَجْرِ) وهو صلاته ، [٥٦ / أ]

__________________

(١) ذكره الماوردي في تفسيره : ٢ / ٤٤٨ ، وانظر تفسير البيضاوي : ١ / ٥٩٣.

(٢) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٥ / ١٣١ عن قتادة ورفعه ، واللفظ عنده : «اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين».

وذكر مثله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٤٤٨ ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ٩ / ١٥٤ ، والزمخشري في الكشاف : ٢ / ٤٦١.

وقال الحافظ في الكافي الشاف : ١٠١ : «لم أجده ، وذكره الثعلبي عن قتادة مرسلا».

(٣) في الأصل : «على طرفة عين» ، والمثبت في النص عن الهامش و «ج» ، الذي أشار ناسخه إلى وروده في نسخة أخرى.

(٤) أخرج ـ نحوه ـ الطبري في تفسيره : ١٥ / ١٣٢ ، عن حضرمي.

وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة : ٥ / ٢٥٤ ، عن عبد الرحمن بن غنم رضي‌الله‌عنه وذكر الحافظ ابن كثير هذا القول في تفسيره : ٥ / ٩٧ ، وقال : «وهذا القول ضعيف ؛ لأن هذه الآية مكية ، وسكنى المدينة بعد ذلك» ، ثم أورد رواية البيهقي ، وقال : «وفي هذا الإسناد نظر ، والأظهر أن هذا ليس بصحيح ، فإن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يغز تبوك عن قول اليهود ، إنما غزاها امتثالا لقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ) وقوله تعالى : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ ، وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ) ، وغزاها ليقتص وينتقم ممن قتل أهل مؤتة من أصحابه ، والله أعلم ...» اه.

(٥) معاني القرآن للفراء : ٢ / ١٢٩ ، وتفسير الطبري : ١٥ / ١٣٢ ، والمفردات للراغب : ٣٧٩.

(٦) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ١٢٩ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٣٨٧ ، وتفسير الطبري : (١٥ / ١٣٥ ، ١٣٦) ، ومعاني الزجاج : ٣ / ٢٥٥.

(٧) في «ج» : مدّ.

٣٣

سمّيت الصلاة قرآنا لتأكيد القراءة فيها (١) ، ونصب (قُرْآنَ) على الإغراء (٢).

(كانَ مَشْهُوداً) : يشهده ملائكة الليل وملائكة النّهار (٣).

٧٩ (نافِلَةً لَكَ) : خاصة.

(مَقاماً مَحْمُوداً) : الشفاعة (٤). وقيل (٥) : إعطاؤه لواء الحمد.

(مُدْخَلَ صِدْقٍ) : أي : أدخلني فيما أمرتني به وأخرجني عما نهيتني عنه (٦).

٨١ (وَزَهَقَ الْباطِلُ) : ذهب.

٨٢ (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ) : وذلك أنّه البيان الذي يزيل عمى الجهل وحيرة الشكّ ، وأنّه برهان معجز يدلّ على صدق الرسول ، وأنه يتبرّك به فيدفع به المضارّ والمكاره ، وأنّ تلاوته الصلاح الداعي إلى كل صلاح.

__________________

(١) ذكره الماوردي في تفسيره : ٢ / ٤٥٠ ، وانظر معاني القرآن للزجاج : (٣ / ٢٥٥ ، ٢٥٦).

(٢) والتقدير : وعليك قرآن الفجر (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً).

ينظر تفسير الطبري : ١٥ / ١٣٩ ، والتبيان للعكبري : ٢ / ٨٣٠ ، وتفسير القرطبي : ١٠ / ٣٠٥.

(٣) ثبت ذلك في صحيح البخاري : (٥ / ٢٢٧ ، ٢٢٨) ، كتاب التفسير ، باب قوله : (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) من رواية أخرجها عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعا.

وكذا في صحيح مسلم : ١ / ٤٥٠ ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب «فضل صلاة الجماعة ، وبيان التشديد في التخلف عنها» عن أبي هريرة أيضا.

(٤) يدل عليه ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه : ٥ / ٢٢٨ ، كتاب التفسير ، باب قوله : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) عن آدم بن علي قال : سمعت ابن عمر رضي‌الله‌عنهما يقول : إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كلّ أمة تتبع نبيّها ، يقولون : يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود».

وانظر صحيح مسلم : ١ / ١٧٩ ، كتاب الإيمان ، باب «أدنى أهل الجنة منزلة فيها».

(٥) ذكره الماوردي في تفسيره : ٢ / ٤٥١ ، دون عزو.

(٦) نقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٤٥٢ ، عن بعض المتأخرين.

وأورده القرطبي في تفسيره : ١٠ / ٣١١ ، وقال : «وهذا القول لا تنافر بينه وبين الأول ، فإنه يكون بيده لواء الحمد ويشفع».

٣٤

(وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) : لكفرهم به وحرمان أنفسهم المنافع التي فيه.

٨٣ (وَنَأى بِجانِبِهِ) : بعّد بنفسه عن القيام بحقوق النّعم ، كقوله (١) : (فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ).

(كانَ يَؤُساً) : لا يثق بفضل الله (٢).

٨٤ (شاكِلَتِهِ) : عادته أو طريقته التي تشاكل أخلاقه (٣).

طريق ذو شواكل : متشعب منه الطرق (٤).

٨٥ (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) : من خلق ربّي ، لأنهم سألوه عنه : أقديم (٥)؟ ، وإن كان معناه : من علم ربّي ، فإنما لم يجبهم عنه لأن طريق معرفته العقل لا السّمع ، فلا يجري القول فيه على سمت النّبوّة كما هو في كتب الفلاسفة ، ولئلا يصير الجواب طريقا إلى سؤالهم عما لا يعنيهم ، وليراجعوا عقولهم في معرفة مثله لما فيه من الرياضة على استخراج الفائدة.

وقيل في حد الروح : إنه جسم رقيق هوائيّ على بنية حيوانية في كل

__________________

(١) سورة الذاريات : آية : ٣٩.

(٢) قال القرطبي في تفسيره : ١٠ / ٣٢١ : «أي إذا ناله شدة من فقر أو سقم أو بؤس يئس وقنط ، لأنه لا يثق بفضل الله تعالى».

(٣) في «ج» أخلاطه.

(٤) ينظر معاني القرآن للزجاج : ٣ / ٢٥٧ ، والكشاف : ٢ / ٤٦٤ ، واللسان : ١١ / ٣٥٧ (شكل).

(٥) وفي سبب نزول هذه الآية أخرج الإمامان البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي‌الله‌عنه قال : بينا أنا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حرث وهو متكئ على عسيب إذ مر عليه اليهود ، فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح ، فقال : ما رابكم إليه؟ وقال بعضهم : لا يستقبلكم بشيء تكرهونه ، فقالوا : سلوه ، فسألوه عن الروح ، فأمسك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم يرد عليهم شيئا. فعلمت أنه يوحى إليه ، فقمت مقامي ، فلما نزل الوحي قال : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً).

راجع صحيح البخاري : ٥ / ٢٢٨ ، كتاب التفسير ، باب «ويسألونك عن الروح».

وصحيح مسلم : ٤ / ٢١٥٢ ، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، باب «سؤال اليهود النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الروح» ، وأسباب النزول للواحدي : ٣٣٧.

٣٥

جزء منه حياة (١).

٨٦ (وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَ) : أي : لمحوناه من القلوب والكتب (٢).

(ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ) : من تتوكّل عليه في ردّ شيء منه (٣).

٨٧ (إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) : أي : لكن رحم الله فأثبته في قلبك وقلوب المؤمنين (٤).

و «ينبوع» (٥) يفعول من «ينبع بالماء» (٦) ، أي : يفور.

٩٢ (كِسَفاً) : قطعا (٧) ، كسفت الثوب أكسفه وذلك المقطوع كسف.

__________________

(١) في تفسير الماوردي : ٢ / ٤٥٥ ـ عن بعض المتكلمين ـ : «أنه لو أجابهم عنها ووصفها بأنها جسم رقيق تقوم معه الحياة ، لخرج من شكل كلام النبوة ، وحصل في شكل كلام الفلاسفة ، فقال : (مِنْ أَمْرِ رَبِّي) ، أي : هو القادر عليه» اه.

وأورد القرطبي في تفسيره : ١٠ / ٣٢٤ الأقوال التي قيلت في «الروح» ، ثم عقب عليها بقوله : «والصحيح الإبهام لقوله : (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) دليل على خلق الروح ، أي : هو أمر عظيم وشأن كبير من أمر الله تعالى ، مبهما له وتاركا تفصيله ليعرف الإنسان على القطع عجزه عن علم حقيقة نفسه مع العلم بوجودها. وإن كان الإنسان في معرفة نفسه هكذا كان يعجزه عن إدراك حقيقة الحق أولى. وحكمة ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له ، دلالة على أنه عن إدراك خالقه أعجز» اه.

(٢) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : (١٥ / ١٥٧ ، ١٥٨) عن عبد الله بن مسعود رضي‌الله‌عنه.

وانظر معاني القرآن للزجاج : ٣ / ٢٥٨ ، وتفسير الماوردي : ٢ / ٤٥٥ ، وزاد المسير : ٥ / ٨٣.

(٣) عن معاني القرآن للزجاج : ٣ / ٢٥٩ ، وانظر تفسير الماوردي : ٢ / ٤٥٥ ، وتفسير البغوي :٣ / ١٣٥.

(٤) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٣ / ٢٥٩.

(٥) في قوله تعالى : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) [آية : ٩٠].

(٦) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٣٩٠ ، ومعاني الزجاج : ٣ / ٢٥٩ ، وتفسير القرطبي : ١٠ / ٣٣٠.

وقال ابن عطية في المحرر الوجيز : ٩ / ١٩٣ : «والينبوع» : الماء النابع ، وهي صفة مبالغة إنما تقع للماء الكثير».

(٧) معاني القرآن للفراء : ٢ / ١٣١ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٣٩٠ ، وتفسير غريب القرآن

٣٦

(قَبِيلاً) : معاينة نعاينهم (١) ، أو جميعا من «قبائل العرب» ، و «قبائل الرأس» : شؤونه لاجتماع / بعضها إلى بعض (٢).

٩٧ (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً) : أي : عمّا يسرّهم.

بكما : عن التكلّم بما ينفعهم.

١٠١ (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ) : العصا ، واليد ، واللسان ، والبحر ، والطوفان ، والجراد ، والقمّل ، والضفادع ، والدّم (٣).

(مَثْبُوراً) : مهلكا (٤). قال المأمون لرجل : يا مثبور ، ثم حدّث عن الرّشيد ، عن المهدي ، عن المنصور ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس ـ رضي‌الله‌عنه ـ أنّ «المثبور» ناقص العقل (٥).

١٠٤ (لَفِيفاً) : جميعا من جهات مختلفة (٦).

__________________

لابن قتيبة : ٢٦١ ، والمفردات للراغب : ٤٣١.

(١) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن : ١ / ٣٩٠ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٦١.

وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٥ / ١٦٢ عن قتادة ، وابن جريج.

ورجحه الطبري بقوله : «وأشبه الأقوال في ذلك بالصواب ، القول الذي قاله قتادة من أنه بمعنى المعاينة ، من قولهم : قابلت فلانا مقابلة ، وفلان قبيل فلان ، بمعنى قبالته ...».

وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٣ / ٢٥٩ ، وتفسير البغوي : ٣ / ١٣٧ ، والمحرر الوجيز : ٩ / ١٩٧.

(٢) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٢ / ٤٥٧ عن ابن بحر.

(٣) تفسير الطبري : (١٥ / ١٧١ ، ١٧٢) ، وتفسير الماوردي : ٢ / ٤٥٩ ، وتفسير ابن كثير : ٥ / ١٢٢ ، والدر المنثور : ٥ / ٣٤٣.

(٤) قال الزجاج في معانيه : ٣ / ٢٦٣ : «يقال : ثبر الرجل فهو مثبور إذا هلك».

وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٣٩٢ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٦١ ، وتفسير الطبري : ١٥ / ١٧٦ ، وغريب الحديث للخطابي : ٢ / ٣٦٥ ، وتفسير القرطبي : (١٠ / ٣٣٧ ، ٣٣٨).

(٥) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير : (٥ / ٩٤ ، ٩٥) ، وقال : «رواه ميمون بن مهران عن ابن عباس».

وكذا القرطبي في تفسيره : ١٠ / ٣٣٧.

(٦) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ١٣٢ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٦٢ ، وتفسير

٣٧

١٠٦ (مُكْثٍ) : تثبّت وتوقّف (١) ليقفوا على مودعه فيعملوا به.

١٠٩ (يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ) : إذا ابتدأ المبتدئ يخرّ فأقرب الأشياء من وجهه إلى الأرض الذقن (٢).

١١٠ (أَيًّا ما تَدْعُوا) : أي : أيّ أسمائه تدعو ، و «ما» أيضا بمعنى «أيّ» ، كررت مع اختلاف اللّفظ للتوكيد ، كقولك : ما إن رأيت كالليلة ليلة.

١١١ (وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً) : أي : عما لا يجوز في صفته ، أو صفه بأنّه أكبر من كلّ شيء (٣).

__________________

الطبري : ١٥ / ١٧٧ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣ / ٢٦٣.

(١) في تفسير الماوردي : ٢ / ٤٦١ عن مجاهد.

وانظر الكشاف : ٢ / ٤٦٩ ، والمحرر الوجيز : ٩ / ٢١٦ ، وزاد المسير : ٥ / ٩٧.

(٢) عن معاني القرآن للزجاج : ٣ / ٢٦٤ ، وقال ابن الجوزي في زاد المسير : ٥ / ٩٨ : «ويجوز أن يكون المعنى : يخرون للوجوه ، فاكتفى بالذقن من الوجه كما يكتفى بالبعض من الكل ، وبالنوع من الجنس».

وانظر القول الذي ذكره المؤلف في تفسير الفخر الرازي : ٢١ / ٧٠ ، وتفسير القرطبي : ١٠ / ٣٤١.

(٣) ذكر الماوردي هذين القولين في تفسيره : ٢ / ٤٦٤ دون عزو.

٣٨

ومن سورة الكهف

١ ، ٢ (أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً) : أي : أنزل الكتاب قيّما على الكتب كلّها (١). وقيل (٢) : مستقيما ، إليه يرجع ، ومنه يؤخذ.

(وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً) : عدولا عن الحق.

٥ (كَبُرَتْ كَلِمَةً) : أي : كبرت الكلمة.

(كَلِمَةً) : نصب على القطع (٣) ، ولفظ البصريين نصب على التمييز (٤) ، أي : كبرت مقالتهم بالولد كلمة.

٦ (باخِعٌ نَفْسَكَ) : قاتل لها (٥). بخع الشاة : بالغ في ذبحها ، وبخع الأرض : نهكها وتابع حراثها (٦).

(إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا) : كسرت (إِنْ) لأنّها في معنى الجزاء ، ولو فتحت

__________________

(١) معاني القرآن للفراء : ٢ / ١٣٣ ، وتفسير الطبري : ١٥ / ١٩٠ ، وتفسير الماوردي : ٢ / ٤٦٥.

(٢) عن تفسير الماوردي : ٢ / ٤٦٥ ، وانظر تفسير الطبري : ١٥ / ١٩٠ ، وتفسير البغوي : ٣ / ١٤٤.

(٣) أي : على الحال ، وهو اصطلاح الكوفيين.

البحر المحيط : ٦ / ٩٧.

(٤) ينظر تفسير الطبري : ١٥ / ١٩٣ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣ / ٢٦٨ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٢ / ٤٤٧ ، والبيان لابن الأنباري : ٢ / ١٠٠ ، والتبيان للعكبري : ٢ / ٨٣٨ ، والبحر المحيط : ٦ / ٩٧.

(٥) معاني القرآن للفراء : ٢ / ١٣٤ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٦٣ ، وتفسير الطبري : ١٥ / ١٩٤ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣ / ٢٦٨ ، والمفردات للراغب : ٣٨.

(٦) تهذيب اللغة : ١ / ١٦٨ ، واللسان : ٨ / ٥ (بخع).

٣٩

في مثل هذا جاز (١).

٨ (صَعِيداً) : أرضا مستوية ، (جُرُزاً) : يابسة لا نبات فيها ، أو كأنه حصد نباتها ، من «الجرز» : القطع (٢).

٩ (وَالرَّقِيمِ) : واد عند الكهف (٣). ورقمة الوادي : موضع الماء (٤).

وقيل (٥) (الرَّقِيمِ) : لوح كتب فيه قصّة أصحاب الكهف.

١١ (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ) : كقوله : ضربت على يده إذا منعته عن التصرف.

١٢ (أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى) : الفتية أم أهل زمانهم (٦)؟.

(أَمَداً) : غاية (٧).

__________________

(١) في معاني القرآن للفراء : «وتفتحها إذا أردت أنها قد مضت ؛ مثل قوله في موضع آخر : (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ) و (إِنْ كُنْتُمْ) اه.

(٢) تفسير الطبري : (١٥ / ١٩٦ ، ١٩٧) ، وتفسير البغوي : ٣ / ١٤٤ ، والمفردات للراغب :٩١ ، والبحر المحيط : ٦ / ٩٢.

(٣) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن : ١ / ٣٩٤ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٥ / ١٩٨ عن ابن عباس ، وقتادة ، ومجاهد.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٤٦٧ عن الضحاك ، وعزاه ابن عطية في المحرر الوجيز : ٩ / ٢٣٧ إلى ابن عباس ، وقتادة.

(٤) تفسير الطبري : ١٥ / ١٩٩ ، والمحرر الوجيز : ٩ / ٢٣٩ ، واللسان : ١٢ / ٢٥٠ (رقم).

(٥) ذكره الفراء في معاني القرآن : ٢ / ١٣٤ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٦٣ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٥ / ١٩٩ عن سعيد بن جبير ، وابن زيد.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٢ / ٤٦٧ ، عن مجاهد.

وأورده البغوي في تفسيره : ٣ / ١٤٥ ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ٩ / ٢٣٨ عن سعيد بن جبير.

ورجح الطبري هذا القول في تفسيره : ١٥ / ١٩٩ ، وأورده ابن كثير في تفسيره : ٥ / ١٣٥ ، ثم قال : «وهذا هو الظاهر من الآية ، وهو اختيار ابن جرير ...».

(٦) ذكره الماوردي في تفسيره : ٢ / ٤٦٩ دون عزو.

(٧) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ٣٩٤ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٦٤ ، وتفسير الطبري : ١٥ / ٢٠٦ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٣ / ٢٧١.

٤٠