إيجاز البيان عن معاني القرآن - ج ٢

محمود بن أبي الحسن النّيسابوري

إيجاز البيان عن معاني القرآن - ج ٢

المؤلف:

محمود بن أبي الحسن النّيسابوري


المحقق: الدكتور حنيف بن حسن القاسمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٢
الجزء ١ الجزء ٢

«أناسين» جمع «إنسان» ، فعوّضت الياء من النون (١).

٥٠ (وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا) : أي : المطر مرّة هاهنا ومرة هناك (٢).

وعن ابن عباس (٣) رضي‌الله‌عنه : ما عام بأمطر من عام ولكنّ الله يصرّفه كيف يشاء.

(فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) : يقولون مطرنا بنوء كذا (٤).

٥٣ (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) : مرج وأمرج : خلّى (٥) ، كأنّه أرسلهما في مجاريهما كما يرسل الخيل في المرج.

(حِجْراً مَحْجُوراً) : لا يفسد أحدهما الآخر (٦).

٥٥ (وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً) : على أولياء ربّه معينا يعاديهم (٧).

__________________

(١) عن معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٦٩ ، وانظر تفسير الطبري : ١٩ / ٢١ ، ومعاني الزجاج : ٤ / ٧١.

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٩ / ٢٢ عن ابن زيد ، وأخرج نحوه عن مجاهد.

وذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣١٤.

(٣) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٩ / ٢٢ ، والحاكم في المستدرك : ٢ / ٤٠٣ ، كتاب التفسير ، وقال : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.

وأخرجه أيضا ـ البيهقي في السنن الكبرى : ٣ / ٣٦٣ ، كتاب صلاة الاستسقاء ، باب «كثرة المطر وقلته».

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٢٦٤ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

(٤) ينظر تفسير الطبري : ١٩ / ٢٢ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ٧١ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ١٦٠ ، وتفسير البغوي : ٣ / ٣٧٣.

(٥) في «ج» : خلط. وفي معاني القرآن للزجاج : ٤ / ٧٢ : «معنى «مرج» خلّى بينهما ، تقول : مرجت الدابة وأمرجتها إذا خليتها ترعى ...».

وانظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٧٧ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٧٨ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣١٤ ، وتفسير الطبري : ١٩ / ٢٣ ، واللسان : ٢ / ٣٦٤ (مرج).

(٦) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٧٠ ، وتفسير الطبري : ١٩ / ٢٤ ، وتفسير القرطبي : ١٣ / ٥٩.

(٧) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ١٦٢ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٦ / ٩٧ دون عزو.

قال الماوردي : «مأخوذ من المظاهرة ، وهي المعونة».

١٤١

أو كان هيّنا عليه لا وزن له (١) ، من قولك : ظهرت بحاجتي إذا لم تعن بها.

٥٩ (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً) : سل بسؤالك إياه خبيرا ، وسل به عارفا يخبرك بالحق في صفته.

٥٨ (وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ) : احمده منزّها له عما لا يجوز عليه.

٦٢ (جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً) : خلفا عن صاحبه فمن فاته من عمل في أحدهما قضاه في الآخر (٢) ، أو إذا مضى أحدهما خلفه صاحبه (٣).

يقال : الأمر بينهم خلفة ، أي : نوبة كل واحد يخلف صاحبه (٤) ،

__________________

(١) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٧٧.

وأورده القرطبي في تفسيره : ١٣ / ٦٢ ، وقال : «هذا معنى قول أبي عبيدة».

وذكره الطبري في تفسيره : ١٩ / ٢٧ ، وعقب عليه بقوله : «وكأن «الظهير» كان عنده «فعيل» صرف من مفعول إليه من مظهور به ، كأنه قيل : وكان الكافر مظهورا به ...».

وقال الفخر الرازي في تفسيره : ٢٤ / ١٠٢ : «وقياس العربية أن يقال «مظهور» ، أي مستخف به متروك وراء الظهر ، فقيل فيه «ظهير» في معنى «مظهور» ، ومعناه : هين على الله أن يكفر الكافر وهو ـ تعالى ـ مستهين بكفره» اه.

(٢) ذكره الفراء في معانيه : ٢ / ٢٧١ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : (١٩ / ٣٠ ، ٣١) عن عمر ابن الخطاب ، وابن عباس ، والحسن رضي الله تعالى عنهم.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ١٦٣ عن عمر رضي‌الله‌عنه ، والحسن رحمه‌الله تعالى.

وأورد السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٢٧٠ رواية أبي داود الطيالسي عن الحسن : أن عمر أطال صلاة الضحى ، فقيل له : صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه فقال : إنه بقي عليّ من وردي شيء وأحببت أن أتمه أو أقضيه. وتلا هذه الآية : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً) ... الآية ، ولم أقف على هذا الخبر في مسند الطيالسي المطبوع.

(٣) ذكره الفراء في معانيه : ٢ / ٢٧١ ، وأبو عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٧٩ ، واليزيدي في غريب القرآن : ٢٧٩ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣١٤ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٩ / ٣١ عن مجاهد ، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره : ٧٧٢ (سورة الفرقان).

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٢٧٠ ، وزاد نسبته إلى الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن مجاهد.

(٤) المفردات للراغب : (١٥٥ ، ١٥٦) ، واللسان : ٩ / ٨٦ (خلف).

١٤٢

والقوم خلفة ، أي : مختلفون.

٦٣ (وَعِبادُ الرَّحْمنِ) : مرفوع إلى آخر السورة على الابتداء ، وخبره : (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ) (١).

(هَوْناً) : بسكينة ووقار دون مرح واختيال.

وقيل (٢) : حلماء علماء لا يجهلون ، وإن جهل عليهم.

(قالُوا سَلاماً) : تسلما منكم ، أي : نتارككم ولا نجاهلكم (٣).

وقيل (٤) : سلما : سدادا من القول.

٦٥ (غَراماً) : هلاكا لازما (٥).

٦٨ (أَثاماً) : عقوبة وجزاء.

٦٩ (يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ) : عذاب الدنيا والآخرة ، وجزمه على البدل ؛ لأن مضاعفة العذاب هي لقيّ الآثام (٦).

__________________

(١) من الآية : ٧٥ ، من سورة الفرقان ، وهذا القول الذي ذكره المؤلف في معاني القرآن للزجاج : ٤ / ٧٤.

ونقله النحاس في إعراب القرآن : ٣ / ١٦٧ عن الزجاج ، وكذا مكي في مشكل إعراب القرآن : ٢ / ٥٢٤.

قال الزجاج : «ويجوز أن يكون قوله : (وَعِبادُ الرَّحْمنِ) رفعا بالابتداء ، وخبره (الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً).

وقال أبو حيان في البحر المحيط : ٦ / ٥١٢ : «والظاهر أن (وَعِبادُ) مبتدأ ، و (الَّذِينَ يَمْشُونَ) الخبر» اه.

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٩ / ٣٤ عن عكرمة ، والحسن.

(٣) عن معاني القرآن للزجاج : ٤ / ٧٤.

(٤) نص هذا القول في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣١٥ ، وتمامه : «لا رفث فيه ، ولا هجر».

وأخرج نحوه الطبري في تفسيره : ١٩ / ٣٥ عن مجاهد.

(٥) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٨٠ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٧٩ ، وتفسير الطبري : ١٩ / ٣٥ ، والمفردات للراغب : ٣٦٠.

(٦) هذا قول سيبويه في الكتاب : ٣ / ٨٧ ، وهو في معاني القرآن للزجاج : ٤ / ٧٦ ، وإعراب

١٤٣

٧٠ (يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ) : يغيّر أعمالهم أو يبدلها بالتوبة والندم على فعلها حسنات.

٧٢ (مَرُّوا كِراماً) : أي : مرّ الكرماء الذين لا يرضون باللّغو ومخالطة أهله.

٧٣ (لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها) : لم يسقطوا عليها.

(صُمًّا وَعُمْياناً) : بل سجّدا وبكيا.

[٧٠ / ب] (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) : توحيده على المصدر (١) ، أمّ إماما / كقام قياما أو هو جمع آم كقائم وقيام ، أو إمام نفسه جمع إمام ، وإن كان على لفظه كقولهم : درع دلاص (٢) وأدرع دلاص ، وناقة هجان (٣) ونوق هجان ،

__________________

القرآن للنحاس : ٣ / ١٦٨ ، وتفسير القرطبي : ١٣ / ٧٧ عن سيبويه أيضا.

وقراءة الجزم لنافع ، وأبي عمرو ، وحمزة ، والكسائي ، وعاصم في رواية حفص.

وقرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم يضاعف بالرفع.

السبعة لابن مجاهد : ٤٦٧ ، والتبصرة لمكي : ٢٧٦ ، والتيسير للداني : ١٦٤.

قال مكي في مشكل إعراب القرآن : ٢ / ٥٢٦ : «من جزم جعله بدلا من (يَلْقَ) لأنه جواب الشرط ولأن لقاء الأثام هو تضعيف العذاب والخلود فأبدل منه ، إذ المعنى يشتمل بعضه على بعض ، وعلى هذا المعنى يجوز بدل الأفعال بعضها من بعض ، فإن تباينت معانيها لم يجز بدل بعضها من بعض».

وانظر حجة القراءات : ٥١٤ ، والكشف لمكي : ٢ / ١٤٧ ، والبيان لابن الأنباري : ٢ / ٢٠٩.

(١) ينظر هذا المعنى في الكشاف : ٣ / ١٠٤٠ ، والتبيان للعكبري : ٢ / ٩٩٢ ، وتفسير القرطبي : ١٣ / ٨٣.

(٢) درع دلاص : براقة ملساء لينة بينة الدّلص ، ويقال : درع دلاص وأدرع دلاص ، الواحد والجمع على لفظ واحد».

انظر الصحاح : ٣ / ١٠٤٠ ، واللسان : ٧ / ٣٧ (دلص).

(٣) الهجان من الإبل : البيض الكرام ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع ، يقال : بعير هجان وناقة هجان.

وفي اللسان : ١٣ / ٤٣١ (هجن) عن ابن سيده : «الهجان من الإبل البيضاء الخالصة اللون».

١٤٤

وفقهه أنه يكسر فعيل على فعال كثيرا ، فيكسر فعال على فعال أيضا ؛ لأنّ فعيلا وفعالا أختان كلاهما ثلاثي الأصل وثالثة حرف لين ، وقد اعتقبا أيضا على الشيء الواحد ، نحو عبيد وعباد ، وكليب وكلاب.

٧٧ (ما يَعْبَؤُا بِكُمْ) : ما يصنع بكم (١) ، أو أيّ وزن يكون لكم (٢)؟.

(لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) : رغبتكم إليه وطاعتكم له ، أو دعاؤه إياكم إلى طاعته.

وقيل (٣) : ما يصنع بعذابكم لولا ما تدعون من دونه.

(فَقَدْ كَذَّبْتُمْ) : على القول [الأول] (٤) قصّرتم في طاعتي (٥).

(لِزاماً) : عذابا لازما.

__________________

وانظر تهذيب اللغة : ٦ / ٥٨ ، والصحاح : ٦ / ٢٢١٦ (هجن).

(١) هذا قول الفراء في معانيه : ٢ / ٢٧٥ ، وذكره الطبري في تفسيره : ١٩ / ٥٥.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ١٦٩ عن مجاهد ، وابن زيد.

ونقل الفخر الرازي في تفسيره : ٢٤ / ١١٦ عن الخليل : «ما أعبأ بفلان ، أي : ما أصنع به.

كأنه يستقله ويستحقره».

(٢) في معاني القرآن للزجاج : ٤ / ٧٨ : «وتأويل : (ما يَعْبَؤُا بِكُمْ) أي : أيّ وزن يكون لكم عنده ، كما تقول : ما عبأت بفلان ، أي : ما كان له عندي وزن ولا قدر.

وأصل العبء في اللغة الثقل ، ومن ذلك : عبأت المتاع جعلت بعضه على بعض».

وانظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٨٢ ، وتفسير الطبري : ١٩ / ٥٥ ، والكشاف : ٣ / ١٠٣ ، والمفردات : ٣٢٠.

(٣) ذكر نحوه ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن : ٤٣٨ ، فقال : «في هذه الآية مضمر ، وله أشكلت ، أي : ما يعبأ بعذابكم ربي لولا ما تدعونه من دونه من الشريك والولد. ويوضح ذلك قوله : (فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً) ، أي : يكون العذاب لمن كذب ودعا من دونه إلها لازما» اه.

وأشار الطبري في تفسيره : ١٩ / ٥٧ إلى قول ابن قتيبة فقال : «وقد كان بعض من لا علم له بأقوال أهل العلم يقول في تأويل ذلك : قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ما تدعون من دونه من الآية والأنداد.

وهذا قول لا معنى للتشاغل به لخروجه عن أقوال أهل العلم من أهل التأويل».

(٤) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».

(٥) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ١٦٩ ، وقال : «مأخوذ من قولهم : قد كذب في الحرب ، إذا قصّر».

١٤٥

ومن سورة الشعراء

٤ (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) : جماعاتهم ، عن عنق من النّاس : جماعة (١).

وقيل (٢) : رؤساؤهم ، ومن حملها على ظاهرها استعارة فتذكيرها للإضافة إلى المذكر.

ومعنى «ظلت» تظلّ ، والماضي في الجزاء بمعنى المستقبل ، كقولك : إن زرتني أكرمتك ، أي : أكرمك (٣).

٧ (زَوْجٍ كَرِيمٍ) : منتفع به ، كـ الكريم في النّاس : النّافع المرضيّ ، ومعنى الزوج : كلّ نوع معه قرينه من أبيض وأحمر وأصفر ، ومن حلو وحامض ، ومن رائحة مسكيّة وكافوريّة.

١٣ (فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) : ليعينني ويؤازرني (٤).

__________________

(١) ذكر الأخفش هذا القول في معانيه : ٢ / ٦٤٤ ، وقال الزجاج في معانيه : ٤ / ٨٣ : «وجاء في اللغة : جماعاتهم ، يقال : جاء لي عنق من الناس ، أي : جماعة».

(٢) ذكره الفراء في معانيه : ٢ / ٢٧٧ ، والطبري في تفسيره : ١٩ / ٥٩ ، ونقله البغوي في تفسيره : ٣ / ٣٨١ ، والقرطبي في تفسيره : ١٣ / ٨٩ عن مجاهد.

وانظر المفردات للراغب : ٣٥٠ ، وزاد المسير : ٦ / ١١٦.

(٣) ينظر معاني القرآن للأخفش : ٢ / ٦٤٤ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣ / ١٧٤ ، والبحر المحيط : ٧ / ٥.

(٤) قال الفراء في معانيه : ٢ / ٢٧٨ : «ولم يذكر معونة ولا مؤازرة. وذلك أن المعنى معلوم كما تقول : لو أتاني مكروه لأرسلت إليك ، ومعناه : لتعينني وتغيثني وإذا كان المعنى معلوما طرح منه ما يرد الكلام إلى الإيجاز».

١٤٦

١٦ (إِنَّا رَسُولُ) : يذكر الرسول بمعنى الجمع (١) ، أو كلّ واحد منا رسول (٢).

أو هو في موضع رسالة فيكون صفة بمعنى المصدر (٣).

٢٠ (وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) : الجاهلين (٤) بأنّها تبلغ القتل. ومعنى (إِذاً) : إذ ذاك (٥).

١٩ (وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ) : أي : بحق نعمتي وتربيتي (٦).

٢٢ (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ) : كأنّه اعترف بنعمته أن (٧) لم يستعبده كما استعبدهم ، أو هو على الإنكار (٨) ، وتقدير الاستفهام ، كأنه : أو تلك نعمة؟ أي : تربيتك نفسا مع إساءتك إلى الجميع.

٣٢ (ثُعْبانٌ مُبِينٌ) : أي : وجه الحجة به.

٣٦ (أَرْجِهْ) (٩) : أخّره واحبسه.

__________________

(١) ذكره اليزيدي في غريب القرآن : ٢٨١ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣١٦.

(٢) أورده الماوردي في تفسيره : ٣ / ١٧٢ ، وقال : «ذكره ابن عيسى».

وذكره البغوي في تفسيره : ٣ / ٣٨٢ دون عزو ، وكذا الزمخشري في الكشاف : ٣ / ١٠٨.

(٣) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٨٤ ، وذكره اليزيدي في غريب القرآن : ٢٨١ ، ونقله ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣١٦ عن أبي عبيدة.

وانظر تفسير الطبري : ١٩ / ٦٥ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ٨٥ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ١٧٢.

(٤) تفسير الطبري : ١٩ / ٦٧ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ٨٦ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ١٧٢.

والضمير في قول المؤلف : «بأنها» يرجع إلى الضربة التي قتل بها موسى عليه‌السلام القبطي.

(٥) تفسير القرطبي : ١٣ / ٩٥.

(٦) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٧٩ ، وتفسير الطبري : ١٩ / ٦٦ ، ومعاني الزجاج : ٤ / ٨٦.

(٧) في «ك» : أنه ، وفي معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٧٩ : «يقول : هي ـ لعمري ـ نعمة إذ ربيتني ولم تستعبدني كاستعبادك بني إسرائيل. فـ «أن» تدل على ذلك».

(٨) ذكره الزجاج في معانيه : ٤ / ٨٦.

(٩) تقدم بيان معنى هذه اللفظة عند تفسير قوله تعالى : (قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ فِي الْمَدائِنِ

١٤٧

[٧١ / أ] (لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) (١) : أي : كلّ واحد / قليل ذليل ، فجمع على المعنى (٢).

وشرذمة كلّ شيء : بقيّته (٣) ، وكانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا (٤).

٥٦ حذرون (٥) : متيقظون (٦) ، و (حاذِرُونَ) : مستعدون بالسلاح ونحوه (٧).

وأصل «فعل» للطبع و «فاعل» للتكلّف (٨).

٦٠ (مُشْرِقِينَ) : داخلين في وقت شروق الشّمس وهو طلوعها (٩).

__________________

حاشِرِينَ) [الأعراف : آية : ١١١].

(١) من قوله تعالى : (إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) [آية : ٥٤].

(٢) ينظر تفسير الطبري : ١٩ / ٧٥ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ٩١ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ١٧٤.

(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٨٦ ، وتفسير الطبري : ١٩ / ٧٤ ، والمحرر الوجيز : ١١ / ١١١.

(٤) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره : ١٩ / ٧٥ عن ابن مسعود رضي‌الله‌عنه ، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره : ١٠٠ (سورة الشعراء).

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٢٩٥ ، وزاد نسبته إلى الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن ابن مسعود.

وانظر معاني القرآن للزجاج : ٤ / ٩١ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ١٧٤ ، ومفحمات الأقران : ١٥١.

(٥) «حذرون» بغير ألف ، قراءة أبي عمرو بن العلاء ، ونافع ، وابن كثير.

السبعة لابن مجاهد : ٤٧١ ، والتبصرة لمكي : ٢٧٨ ، والتيسير لأبي عمرو الداني : ١٦٥.

(٦) ينظر معاني القرآن للزجاج : ٤ / ٩٢ ، وحجة القراءات : ٥١٧ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ١٧٥.

(٧) «حاذرون» بألف ، قراءة عاصم ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي ، كما في السبعة لابن مجاهد : ٤٧١ ، والتيسير للداني : ١٦٥.

(٨) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٨٠ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٨٢ ، وتفسير الطبري : ١٩ / ٧٧ ، والكشف لمكي : ٢ / ١٥١.

(٩) تفسير الماوردي : ٣ / ١٧٥.

١٤٨

٦٣ (كُلُّ فِرْقٍ) : كلّ جزء انفرق منه. والفرق والفريقة : القطيع من الغنم يشذّ عن معظمها (١).

٦٤ (وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ) : قرّبناهم إلى البحر ـ بحر القلزم (٢) ـ الذي يسلك النّاس فيه من اليمن ومكة إلى مصر.

٦٦ (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) : الآخر الثاني من قسمي أحد ، كقولك : أعطي أحدهما وحرم الآخر ، والآخر الثاني من قسمي الأول تقول : أعطي الأول وحرم الآخر.

٦٧ (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) : أي : لم يؤمن أكثرهم مع هذا البرهان فلا تستوحش أيّها المحق (٣).

٧٧ (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ) : أي : إلّا من عبد ربّ العالمين (٤).

٨٢ (أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي) : على التلطف فيما هو كائن كالعلم إذا جاء على المظاهرة في الحجاج ذكر بالظن ، أي : يكفي في مثله الظن (٥).

٨٤ (لِسانَ صِدْقٍ) : ثناء حسنا ، أو خلفا يصدّق بالحق بعدي ، وهو محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم والمؤمنون (٦) به.

__________________

(١) ذكره الزجاج في معانيه : ٤ / ٩٢ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٦ / ١٢٦.

ينظر الصحاح : (٤ / ١٥٤٢ ، ١٥٤٣) ، واللسان : ١٠ / ٣٠٤ (فرق).

(٢) وهو المعروف الآن بالبحر الأحمر.

(٣) قال الفخر الرازي ـ رحمه‌الله ـ في تفسيره : ٢٤ / ١٤١ : «وفي ذلك تسلية له (أي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم) فقد كان يغتم بتكذيب قومه مع ظهور المعجزات عليه فنبهه الله تعالى بهذا الذكر على أن له أسوة بموسى وغيره ، فإن الذي ظهر على موسى من هذه المعجزات العظام التي تبهر العقول لم يمنع من أن أكثرهم كذبوه وكفروا به مع مشاهدتهم لما شاهدوه في البحر وغيره. فكذلك أنت يا محمد لا تعجب من تكذيب أكثرهم لك واصبر على إيذائهم فلعلهم أن يصلحوا ويكون في هذا الصبر تأكيد الحجة عليهم» اه.

(٤) ذكر البغوي هذا القول في تفسيره : ٣ / ٣٨٩ عن الحسين بن الفضل.

(٥) ينظر تفسير الفخر الرازي : ٢٤ / ١٤٥.

(٦) ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز : ١١ / ١٢٥ عن مكي ، ثم قال : «وهذا معنى حسن إلا أن

١٤٩

٨٦ (وَاغْفِرْ لِأَبِي) : اجعله من أهل المغفرة.

٨٩ (بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) : مسلم أو سالم من الشّكّ (١) ، والجوارح إنّما تسلم بسلامة القلب.

٩٤ (فَكُبْكِبُوا) : قلبوا بعضهم على بعض (٢) ، أو كبّوا وأسقطوا على وجوههم (٣) ، وحقيقته تكرر الانكباب (٤).

٩٨ (نُسَوِّيكُمْ) : نشرككم في العبادة.

١٠١ (صَدِيقٍ حَمِيمٍ) : قريب. حمّ الشّيء : قرب (٥) ، أو الصّديق : الذي يصدق في المودّة ، والحميم : الذي يحمي لغضب صاحبه (٦).

١٢٨ (رِيعٍ) : مكان مشرف (٧) ، (آيَةً) : بناء يكون لارتفاعه كالعلامة.

١٣٧ (خُلُقُ) (٨) (الْأَوَّلِينَ) : خرصهم واختلاقهم (٩) ، وإن أراد الإنشاء

__________________

لفظ الآية لا يعطيه إلا بتحكم في اللفظ».

(١) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : ١٩ / ٨٧ عن مجاهد.

وقال البغوي في تفسيره : ٣ / ٣٩٠ : «أي خالص من الشرك والشك ، فأما الذنوب فليس يسلم منها أحد ، هذا قول أكثر المفسرين».

(٢) غريب القرآن لليزيدي : ٢٨٢ ، ومعاني الزجاج : ٤ / ٩٤ ، ومعاني النحاس : ٥ / ٨٩.

(٣) ذكره الطبري في تفسيره : ١٩ / ٨٨ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ١٧٩ عن ابن زيد ، وقطرب.

وانظر المفردات للراغب : ٤٢٠ ، وتفسير القرطبي : ١٣ / ١١٦.

(٤) هذا قول الزجاج في معانيه : ٤ / ٩٤ ، ونص كلامه : «ومعنى «كبكبوا» طرح بعضهم على بعض ، وقال أهل اللغة : معناه هوّروا ، وحقيقة ذلك في اللغة تكرير الانكباب كأنه إذا ألقى ينكبّ مرة بعد مرة حتى يستقر فيها يستجير بالله منها».

وانظر اللسان : ١ / ٦٩٧ (كبب) ، وزاد المسير : ٦ / ١٣٢.

(٥) الصحاح : ٥ / ١٩٠٤ ، واللسان : ١٢ / ١٥٢ (حمم).

(٦) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ١٨٠ عن ابن عيسى.

(٧) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٨٨ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٨٣ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣١٨ ، وتفسير الطبري : ١٩ / ٩٣ ، والمفردات للراغب : ٢٠٨.

(٨) بفتح الخاء المعجمة وإسكان اللام ، قراءة الكسائي ، وأبي عمرو ، وابن كثير.

السبعة لابن مجاهد : ٤٧٢ ، والتبصرة لمكي : ٢٧٨ ، والتيسير للداني : ١٦٦.

(٩) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٨١ ، وتفسير الطبري : ١٩ / ٩٧ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ٩٧.

١٥٠

فالمعنى : ما خلقنا إلا كخلق الأولين ونراهم يموتون ولا يبعثون.

و «خلق (١) الأولين» بالضّم : عادتهم في ادعاء الرسالة (٢) ، فيرجع الضمير إلى الأنبياء أو إلى آبائهم ، أي : تكذيبنا لك كتكذيب آبائنا للأنبياء.

١٤٨ (طَلْعُها / هَضِيمٌ) (٣) : منضمّ منفتق انشق عن البسر لتراكب (٤) بعضه بعضا.

١٤٩ فرهين (٥) : أشرين ، وفارهين : حاذقين (٦).

١٥٣ (الْمُسَحَّرِينَ) : المسحورين مرّة بعد أخرى (٧). وقيل : المعلّلين بالطعام والشراب.

ولم يقل في شعيب : أخوهم (٨) ، لأنه لم يكن من نسبهم (٩).

__________________

(١) بضم الخاء واللام ، قراءة نافع ، وابن عامر ، وعاصم ، وحمزة.

(٢) ينظر معاني الفراء : ٢ / ٢٨١ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ٩٧ ، والبحر المحيط : (٧ / ٣٣ ، ٣٤).

(٣) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣١٩ : «والهضيم : الطلع قبل أن تنشق عنه القشور وتنفتح. يريد : أنه منضم مكتنز. ومنه قيل : أهضم الكشحين ، إذا كان منضمهما».

(٤) في «ج» : كتراكب.

(٥) «فرهين» بغير ألف قراءة ابن كثير ، ونافع وأبي عمرو ، وقرأ عاصم وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي «فارهين» بألف.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٤٧٢ ، والتبصرة لمكي : ٢٧٨ ، والتيسير للداني : ١٦٦.

(٦) راجع هذا المعنى ، وتوجيه القراءتين في معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٨٢ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٨٨.

(٧) ذكره الزجاج في معانيه : ٤ / ٩٧ فقال : «وجائز أن يكون من المسحرين ، من «المفعلين» من السحر ، أي ممن قد سحر مرة بعد مرة».

وانظر تفسير الطبري : ١٩ / ١٠٢ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ١٨٣.

(٨) إشارة إلى قوله تعالى : (إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ) [آية : ١٧٧].

(٩) قال ابن الجوزي في زاد المسير : ٦ / ١٤١ : «إن قيل : لم لم يقل : أخوهم كما قال في الأعراف؟ (آية : ٨٥) ، فالجواب : أن شعيبا لم يكن من نسل أصحاب الأيكة ، فلذلك لم يقل : أخوهم ، وإنما أرسل إليهم بعد أن أرسل إلى مدين ، وهو من نسل مدين ، فلذلك قال هناك : أخوهم».

١٥١

١٨٢ (بِالْقِسْطاسِ) : بالميزان (١) ، وقيل (٢) : بالعدل.

١٨٩ (يَوْمِ الظُّلَّةِ) : أظلهم سحاب فاستظلّوا بها من حرّ نالهم فأطبق عليهم فاحترقوا (٣).

١٩٣ ـ قوله تعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) : جبريل عليه‌السلام ؛ لأنّ الأرواح تحيى بما ينزله من البركات ، أو لأنّ جسمه رقيق روحانيّ ، أو الحياة أغلب عليه فكأنّه روح كله.

(عَلى قَلْبِكَ) : أي : نزل عليه فوعاه فثبت فيه فلا ينساه.

١٩٧ (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ) : (أَنْ يَعْلَمَهُ) اسم كان ، و (آيَةً) خبرها ، أي : أو لم يكن علم علماء بني إسرائيل ومن آمن منهم بمحمد ـ عليه‌السلام ـ آية لهم؟.

١٩٨ (عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ) : أي : إذا لم يؤمنوا به وأنفوا ، كذلك حالهم ، وقد أنزلنا عليهم وسلكناه في قلوبهم ، أي : هم معاندون.

وحكى [محمد] (٤) بن أبي موسى قال : كنت واقفا بعرفات مع عبد الله بن مطيع (٥) فقرأت هذه الآية ، فقال : لو أنزل على جملي هذا وعلى كلّ

__________________

وانظر تفسير البغوي : ٣ / ٣٩٧ ، وتفسير القرطبي : ١٣ / ١٣٥.

(١) ذكره الطبري في تفسيره : ١٩ / ١٠٨ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ١٨٣ عن الأخفش ، والكلبي.

(٢) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٩٠ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٨٤ ، والمفردات للراغب : ٤٠٣.

(٣) ينظر تفسير الطبري : (١٩ / ١٠٩ ، ١١٠) ، وتفسير ابن كثير : ٦ / ١٧٠ ، والدر المنثور : ٦ / ٣٢٠.

(٤) في الأصل ونسخة «ك» و «ج» : عمر بن أبي موسى ، والتصويب من تفسير الطبري : ١٩ / ١١٤ ، والتاريخ الكبير للبخاري : ١ / ٢٣٦ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٤٨٣.

(٥) هو عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة القرشي العدوي المدني ، صحابي جليل.

أمره ابن الزبير على الكوفة ، وقتل معه بمكة سنة ثلاث وسبعين للهجرة.

ينظر ترجمته في الاستيعاب : ٣ / ٩٩٤ ، وأسد الغابة : ٣ / ٣٩٣ ، والإصابة : ٥ / ٢٥.

وأشار الحافظ ابن حجر إلى هذا الأثر عن عبد الله بن مطيع ، وعزا إخراجه إلى البغوي من طريق داود بن أبي هند عن محمد بن أبي موسى.

١٥٢

دابّة عجماء فقرأ عليهم ما كانوا به مؤمنين (١).

٢١٤ (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) : خصّهم لأنّه يمكنه أن يجمعهم.

أو الإنسان يساهل قرابته ، فأمر بإنذارهم من غير تليين ، أو ليعلموا أنّه لا يغني عنهم من الله شيئا (٢).

٢١٨ (يَراكَ) : رؤية الله الإدراك بما يغني عن بصره (٣).

٢١٩ (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) : ليكفيك كيد من يعاديك.

٢٢٣ (يُلْقُونَ السَّمْعَ) : الكهنة (٤).

٢٢٥ (يَهِيمُونَ) : يجارون ويكذبون (٥).

٢٢٧ (وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا) : شعراء المسلمين نافحوا عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال عليه‌السلام لحسّان : «اللهم أيده بروح القدس» (٦).

__________________

ووصف هذا الأثر بأنه موقوف.

(١) أخرج نحوه الطبري في تفسيره : ١٩ / ١١٤ عن عبد الله بن مطيع موقوفا.

(٢) يدل عليه الحديث الذي أخرجه الإمامان البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : «قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين أنزل الله : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) ، قال : يا معشر قريش ـ أو كلمة نحوها ـ اشتروا أنفسكم لا أغنى عنكم من الله شيئا ، يا بني عبد مناف لا أغنى عنكم من الله شيئا يا عباس بن عبد المطلب لا أغنى عنك من الله شيئا ...».

الحديث في صحيح البخاري : ٦ / ١٧ ، كتاب التفسير ، باب قوله : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) ، وصحيح مسلم : (١ / ١٩٢ ، ١٩٣) ، كتاب الإيمان ، باب في قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ).

(٣) الأولى إجراء هذه الصفة على ظاهرها بما يليق بجلاله ، ولا داعي لمثل هذا التأويل.

(٤) أي أن الشياطين يسترقون السمع ثم يلقون ما سمعوه إلى أوليائهم من الإنس وهم الكهنة.

ينظر تفسير الطبري : ١٩ / ١٢٥ ، وتفسير البغوي : ٣ / ٤٠٢ ، وزاد المسير : ٦ / ١٤٩.

(٥) تفسير الطبري : ١٩ / ١٢٨ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ١٠٤.

(٦) أخرجه الإمام البخاري ـ رحمه‌الله تعالى ـ في صحيحه : ٤ / ٧٩ ، كتاب بدء الخلق ، باب «ذكر الملائكة صلوات الله عليهم».

والإمام مسلم ـ رحمه‌الله تعالى ـ في صحيحه : ٤ / ١٩٣٣ ، كتاب فضائل الصحابة ، باب «فضائل حسان بن ثابت رضي‌الله‌عنه».

١٥٣

ومن سورة النمل

٦ (لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ) : يقال : لقّاني كذا : أعطاني (١) ، فتلقّيته منه : قبلته.

٧ (بِشِهابٍ قَبَسٍ) : مقبوس ، أو ذي قبس على الوصف (٢).

وبالإضافة (٣) يكون الشهاب قطعة من القبس (٤) ، و «القبس» النار ، كقولك / : ثوب خزّ (٥).

٨ (نُودِيَ أَنْ بُورِكَ) : نودي موسى أنه قدّس من في النّار.

(مَنْ) إما صلة (٦) ، أو بمعنى «ما» ، أي : ما في النار من النور أو

__________________

(١) ينظر تفسير الماوردي : ٣ / ١٨٨ ، والمحرر الوجيز : ١١ / ١٦٨ ، واللسان : ١٥ / ٢٥٥ (لقا).

(٢) أي أن «القبس» صفة لـ «شهاب» ، وهي قراءة التنوين لعاصم ، وحمزة ، والكسائي.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٤٧٨ ، والتبصرة لمكي : ٢٨١ ، والتيسير للداني : ١٦٧ ، والكشف لمكي : ٢ / ١٥٤.

(٣) قراءة نافع ، وابن كثير ، وأبي عمرو ، وابن عامر.

(٤) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٢٢ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣ / ١٩٩.

(٥) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره : ١٩ / ١٣٣ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ١٨٩ عن ابن عباس أيضا ، وكذا البغوي في تفسيره : ٣ / ٤٠٧ ، ونقله القرطبي في تفسيره : ١٣ / ١٥٨ عن ابن عباس ، والحسن ، وسعيد بن جبير.

(٦) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير : ٦ / ١٥٥ عن مجاهد.

وقال القرطبي في تفسيره : ١٣ / ١٥٨ : «وحكى أبو حاتم أن في قراءة أبيّ ، وابن عباس ، ومجاهد «أن بوركت النار ومن حولها».

قال النحاس : «ومثل هذا لا يوجد بإسناد صحيح ، ولو صح لكان على التفسير ، فتكون البركة راجعة إلى النار ، ومن حولها إلى الملائكة وموسى».

١٥٤

الشجرة التي في النار ، وكانت تزداد على اشتعال النار اخضرارا.

وقيل (١) : (بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ) : أي : الملائكة ، (وَمَنْ حَوْلَها) : أي : موسى.

أو بورك من في طلب النّار ، (وَمَنْ حَوْلَها) ، من الملائكة (٢).

أو بورك من في النار سلطانه وكلامه ، فيكون التقديس لله المتعالي عن المكان والزمان.

وفي التوراة (٣) : جاء الله من سيناء وأشرق من [ساعير] (٤) واستعلن من فاران.

أي : منها جاءت آيته ورحمته حيث كلّم موسى بسيناء ، وبعث عيسى من [ساعير] ومحمدا من فاران جبال مكة (٥).

١٠ (وَلَمْ يُعَقِّبْ) : لم يرجع ولم يلتفت ، من «العقب» (٦).

__________________

(١) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ١٨٩.

(٢) ذكره القرطبي في تفسيره : ١٣ / ١٥٩.

(٣) سفر التثنية ، الإصحاح الثالث والثلاثون ، ص ٢٨٠ ، والنص هناك : «وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته ، فقال : جاء الربّ من سيناء ، وأشرق من سعير ، وتلألأ من جبل فاران ، وأتى من ربوات القدس ...» ، وأورد البغوي في تفسيره : ٣ / ٤٠٧ هذا النص عن التوراة ولم يعلق عليه ، وكذا ابن عطية في المحرر الوجيز : (١١ / ١٧٣ ، ١٧٤) وعزاه إلى الثعلبي.

(٤) في الأصل : «ساعين» ، والمثبت في النص من «ك» و «ج» ، وفي معجم البلدان : ٣ / ١٧١ : «ساعير : في التوراة اسم لجبال فلسطين ... وهو من حدود الروم وهو قرية من الناصرية بين طبرية وعكا».

(٥) قال ياقوت في معجم البلدان : ٤ / ٢٢٥ : «فاران : بعد الألف راء ، وآخره نون ، كلمة عبرانية معربة ، وهي من أسماء مكة ذكرها في التوراة. وقيل : هو اسم لجبال مكة».

(٦) وهو مؤخر الرجل.

ينظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٩٢ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٢٢ ، وتفسير الطبري : ١٩ / ١٣٦ ، والمفردات للراغب : ٣٤٠ ، واللسان : ١ / ٦١٤ (عقب).

١٥٥

١١ (إِلَّا مَنْ ظَلَمَ) : استثناء منقطع ، أي : لكن من ظلم من غيرهم ؛ لأنّ الأنبياء لا يظلمون.

١٢ (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ) : كان عليه مدرعة (١) صوف بغير كمين (٢).

١٣ (مُبْصِرَةً) : مبصّرة من البصيرة ، أبصرته وبصّرته ، مثل : أكذبته وكذبته أو ذوات بصر نحو أمر مبين ، أي : ذو بيان.

١٦ (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) : أي : ملكه ونبوّته (٣) ، وكانت له تسعة عشر ولدا (٤).

(عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) : كان يفهمهم (٥) كما يتفاهم بعضها عن بعض وكما يفهم بكاء الفرح من بكاء الحزن.

(وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) : يؤتاه الأنبياء والناس (٦).

١٧ (وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ) : كان معسكره مائة فرسخ

__________________

(١) أي : القميص.

النهاية : ٢ / ١١٤ ، واللسان : ٨ / ٨٢ (درع).

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٩ / ١٣٨ عن مجاهد ، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره : ٨٦ (سورة النمل).

(٣) ذكره الفراء في معانيه : ٢ / ٢٨٨ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٩ / ١٤١ عن قتادة ، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره : ١١١ (سورة النمل).

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٣٤٤ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر.

وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٦ / ١٩٢ ، ثم قال : «وليس المراد وراثة المال ؛ إذ لو كان كذلك لم يخص سليمان وحده من بين سائر أولاد داود ، فإنه كان لداود مائة امرأة ، ولكن المراد بذلك وراثة الملك والنبوة ؛ فإن الأنبياء لا تورث أموالهم ، كما أخبر بذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نحن معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه».

(٤) ذكره الفراء في معانيه : ٢ / ٢٨٨ ، والبغوي في تفسيره : ٣ / ٤٠٨ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ١٩١ عن الكلبي.

(٥) في «ج» : كان يفهم عنهم.

(٦) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٤ / ١١١ ، وانظر تفسير البغوي : ٣ / ٤١٠.

١٥٦

[خمسة] (١) وعشرون للإنس ، ومثلها للجن ، ومثلاها للطير والوحش (٢).

(فَهُمْ يُوزَعُونَ) : يكفّون ويحبسون ، أي : يحبس أولهم على آخرهم (٣).

ومعرفة تلك النّملة لسليمان (٤) ، وحديث هدهد ، على اختصاصهما به وحدهما في زمن نبيّ بما يكون معجزة له ، بمنزلة كلام الذئب (٥) وكلام الصّبيّ في المهد ، وأمّا من كلّ نوع من الحيوان وفي كل زمن فلا فضل في معارف العجم منها على خاص مصالحها.

١٩ (أَوْزِعْنِي) : ألهمني ، وحقيقته : كفّني عن الأشياء إلّا عن شكرك (٦).

٢٠ (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ) : هذا التفقد منه أدب / للملوك والأكابر في

__________________

(١) في الأصل : «خمس» ، والمثبت في النص من «ك».

(٢) أخرج نحوه الطبريّ في تفسيره : ١٩ / ١٤١ عن محمد بن كعب ، وأخرجه الحاكم في المستدرك : ٢ / ٥٨٩ ، كتاب التاريخ ، باب «ذكر نبي الله سليمان بن داود وما آتاه الله من الملك صلى‌الله‌عليه‌وسلم».

(٣) عن معاني القرآن للزجاج : ٤ / ١١٢ ، وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣٢٣ : «وأصل «الوزع» : الكفّ والمنع. يقال : وزعت الرجل : إذا كففته. و «وازع الجيش» هو الذي يكفهم عن التفرق ، ويردّ من شذّ منهم».

وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٩٢ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٨٦ ، وتفسير الطبري : ١٩ / ١٤١ ، والمفردات للراغب : ٥٢١.

(٤) يريد قوله تعالى : (حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) [آية : ١٨].

(٥) ثبت ذلك في حديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه : ٤ / ١٤٩ ، كتاب الأنبياء عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، وذلك أن ذئبا اختطف شاة من الغنم أيام مبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فانتزعها الراعي منه ، فقال الذئب : من لها يوم السّبع.

وأما كلام الصّبي في المهد فمنه معجزة عيسى عليه الصلاة والسلام. قال تعالى : (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ) [سورة آل عمران : آية : ٤٦].

(٦) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : (٤ / ١١٢ ، ١١٣) ، وانظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٨٩ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٨٦ ، وتفسير الطبري : ١٩ / ١٤٣ ، والمفردات للراغب : ٥٢٢.

١٥٧

استشفاف (١) أمر الجند ومقابلة من أخلّ منهم بمكانه من الإمكان بما يستحقه.

٢١ (لَيَأْتِيَنِّي) : إن كانت النون ثقيلة مشاكلة لقوله : (لَأُعَذِّبَنَّهُ) ، فحذفت إحداهما استثقالا ، وإن كانت الخفيفة فلا حذف ، ولكن أدغمت في نون الإضافة (٢).

٢٢ (مِنْ سَبَإٍ) : صرفه لأنّه في الأصل اسم رجل غلب على اسم البلد (٣).

٢٥ (أَلَّا يَسْجُدُوا) : ألا يا ، ثم استؤنف وقال : اسجدوا ، وليست «يا» للنداء (٤) [بل استعملت للتنبيه كقول الشاعر :

ألا يا اسلمي ذات الدماليج والعقد] (٥).

وقريء : (أَلَّا) (٦) (يَسْجُدُوا) أي : زيّن الشّيطان أعمالهم لئلا يسجدوا.

__________________

(١) بمعنى النظر في أمرهم.

اللسان : ٩ / ١٨٠ (شفف).

(٢) ينظر هذا المعنى في إعراب القرآن للنحاس : (٣ / ٢٠٢ ، ٢٠٣) ، والكشف لمكي : ٢ / ١٥٥.

وقراءة التشديد لابن كثير ، وقرأ باقي السبعة بالتخفيف.

السبعة لابن مجاهد : ٤٧٩ ، والتيسير للداني : ١٦٧.

(٣) ينظر تفسير الطبري : ١٩ / ١٤٧ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ١١٤ ، والتبيان للعكبري : ٢ / ١٠٠٧ ، والبحر المحيط : ٧ / ٦٦.

(٤) ورد هذا التوجيه على قراءة التخفيف ، وهي للكسائي من السبعة ، وهي أيضا قراءة أبي جعفر ، ويعقوب في رواية رويس عنه ، وهما من العشرة.

قال الزجاج في معانيه : ٤ / ١١٥ : «من قرأ بالتخفيف فـ «ألا» لابتداء الكلام والتنبيه ، والوقوف عليه «ألايا» ، ثم يستأنف فيقول : اسجدوا لله».

وانظر السبعة لابن مجاهد : ٤٨٠ ، والغاية في القراءات العشر لابن مهران : ٢٢٦ ، والكشف لمكي : ٢ / ١٥٦ ، والنشر : ٣ / ٢٢٦.

(٥) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» ، والبيت في البحر : ٧ / ٦٨ غير منسوب ، وفي اللسان : ٢ / ٢٧٦ (دمج) : الدملجة تسوية الشيء كما يدملج السوار. دملج الشّيء : إذا سوّاه وأحسن صنعته.

(٦) في الأصل : «أن لا» ، وأثبت رسم المصحف ، والتوجيه الذي ذكره المؤلف ورد لقراءة

١٥٨

٣١ (أَلَّا) (١) (تَعْلُوا) : موضع «أن» رفع على البدل من ([كِتابٌ) ، أو نصب ، بمعنى : بأن لا تعلوا (٢).

٢٥ (يُخْرِجُ الْخَبْءَ) : غيب السّماوات والأرض (٣).

وقيل (٤) : خبء السماوات المطر ، وخبء الأرض النبات.

(فِي السَّماواتِ) : أي : منها ، لأنّ ما أخرج من شيء فهو فيه قبله.

٤٠ (الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) : رجل من الإنس عنده علم اسم الله الأعظم الذي هو : يا إلهنا وإله الخلق جميعا إلها واحدا لا إله إلّا (٥) أنت. وكان يجاب دعوته معجزة لسليمان.

(قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) : أي : تديم النّظر حتى يرتدّ الطّرف كليلا (٦).

__________________

التشديد ، وعلى هذه القراءة القراء السبعة إلا الكسائي.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٤٨٠ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ١١٥ ، وحجة القراءات : ٥٢٧ ، والكشف لمكي : ٢ / ١٥٧ ، والبحر المحيط : ٧ / ٦٨.

(١) في الأصل : «أن لا» ، والمثبت موافق لرسم المصحف.

(٢) إعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٢٠٩ ، والبيان لابن الأنباري : (٢ / ٢٢١ ، ٢٢٢) ، والتبيان للعكبري : ٢ / ١٠٠٨.

(٣) ذكره الفراء في معانيه : ٢ / ٢٩١.

(٤) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٩١ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٢٤ ، وتفسير الطبري : ١٩ / ١٥٠.

(٥) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٣ / ١٦٣ عن الزهري ، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره : ٢٤٧ (سورة النمل) ، وفي إسناديهما عثمان بن مطر الشيباني ، وهو ضعيف كما في التقريب : ٣٨٦.

(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٩ / ١٦٤ عن مجاهد ، وكذا ابن أبي حاتم بإسناد صحيح ، ينظر تفسيره : ٢٥٣ (سورة النمل).

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٣٦١ ، وزاد نسبته إلى الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن مجاهد.

١٥٩

وقيل (١) : هو على المبالغة في السرعة.

و «العفريت» (٢) : النافذ في الأمر مع خبث ونكر (٣).

وفي الحديث (٤) : «إنّ الله يبغض العفرية (٥) النّفرية» ، أي : الداهي الخبيث.

٤٣ (وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ) : عن أن تهتدي للحق (٦). وقيل (٧) : صدها سليمان عما كانت تعبد.

٤٧ (تُفْتَنُونَ) : تمتحنون بطاعة الله ومعصيته.

٤٩ (تَقاسَمُوا) : تحالفوا.

٥١ إنا دمرناهم : على الاستئناف (٨) ، أو معناه بيان العاقبة ، أي : انظر أيّ شيء كان عاقبة مكرهم ، ثم يفسّره إنا دمرناهم.

ويقرأ (أَنَّا) (٩) بمعنى لأنا دمّرناهم ، أو على البدل من (كَيْفَ).

__________________

(١) تفسير الفخر الرازي : ٢٤ / ١٩٨.

(٢) من قوله تعالى : (قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِ) [آية : ٣٩].

(٣) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٩٤ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٢٤ ، وغريب الحديث للخطابي : ١ / ٢٤٩ ، واللسان : ٤ / ٥٨٦ (عفر).

(٤) أورده الحافظ ابن حجر في المطالب العالية : ٢ / ٣٤١ ، كتاب الطب ، باب «كفارات المرض وثواب المريض» بلفظ : «إن الله يبغض العفريت النفريت ...» ، وهو من مسند الحارث بن أبي أسامة ، رواه مرسلا.

والحديث باللفظ الذي أورده المؤلف ـ رحمه‌الله ـ في الفائق : ١ / ٤١٤ ، وغريب الحديث لابن الجوزي : ٢ / ١٠٧ ، والنهاية : ٣ / ٢٦٢.

(٥) في «ج» : العفريت النفرية.

(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٩ / ١٦٧ عن مجاهد ، وذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢٠٣ دون عزو.

(٧) ذكره الفراء في معانيه : ٢ / ٢٩٥ ، والطبري في تفسيره : ١٩ / ١٦٨ ، والماوردي في تفسيره : ٣ / ٢٠٣.

(٨) على قراءة كسر الهمزة ، وهي لنافع ، وابن كثير ، وأبي عمرو ، وابن عامر.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٤٨٤ ، والتبصرة لمكي : ٢٨٢ ، والتيسير للداني : ١٦٨.

(٩) وهي قراءة عاصم ، وحمزة ، والكسائي كما في السبعة : ٤٨٤.

١٦٠