إيجاز البيان عن معاني القرآن - ج ٢

محمود بن أبي الحسن النّيسابوري

إيجاز البيان عن معاني القرآن - ج ٢

المؤلف:

محمود بن أبي الحسن النّيسابوري


المحقق: الدكتور حنيف بن حسن القاسمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٢
الجزء ١ الجزء ٢

بعده عن ابن عمر (١).

٢٩ (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) : حاجتهم من مناسك الحجّ (٢) من الوقوف ، والطواف ، والسّعي ، والرّمي ، والحلق بعد الإحرام من الميقات.

وقيل (٣) : هو تقشّف الإحرام ؛ لأن «التفث» الوسخ (٤) ، وقضاؤه : التنظف بعده من الأخذ عن الأشعار وتقليم الأظفار (٥).

(وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) : من الطّوفان (٦).

__________________

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٣٧ ، وعزا إخراجه إلى أبي بكر المروزي في كتاب «العيدين» عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

(١) أورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٣٨ وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم ، وابن المنذر عن ابن عمر رضي‌الله‌عنهما. وأورد الحافظ ابن كثير رواية ابن أبي حاتم عن ابن عمر وصحح إسناده.

ينظر تفسيره : ٥ / ٤١٢.

(٢) ذكر المؤلف ـ رحمه‌الله ـ هذا القول في كتابه وضح البرهان : ٢ / ٨٦ عن مجاهد ، وأخرج نحوه الطبري في تفسيره : (١٧ / ١٤٩ ، ١٥٠) عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما.

(٣) في النهاية : ٤ / ٦٦ : «القشف : يبس العيش. وقد قشف يقشف ورجل متقشّف ، أي : تارك للنظافة والترفّد».

وانظر اللسان : ٩ / ٢٨٢ (قشف).

(٤) الكشاف : ٣ / ١١ ، وزاد المسير : ٥ / ٤٢٧.

وفي تفسير القرطبي : ١٢ / ٥٠ عن قطرب قال : «تفث الرجل إذا كثر وسخه».

(٥) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٧ / ١٤٩ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٧٧ عن الحسن.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٤٠ ، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما. ورجح ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير : ٥ / ٤٢٧.

وانظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٢٤ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٥٠ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٦١.

(٦) ذكره الزجاج في معانيه : ٣ / ٤٢٤ بصيغة التمريض فقال : «وقيل : إن البيت العتيق الذي عتق من الغرق أيام الطوفان ، ودليل هذا القول : (وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ) ، فهذا دليل أن البيت رفع وبقي مكانه».

١٠١

أو من استيلاء الجبابرة (١).

أو «العتيق» : القديم (٢) ، وهو أول بيت وضع للنّاس (٣) ، بناه آدم ثم [٦٥ / أ] جدّده إبراهيم عليهما‌السلام (٤). / وهذا طواف الزيارة الواجب (٥).

٣٠ (إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) : أي : من الصّيد (٦).

__________________

وأورد السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٤١ القول الذي ذكره المؤلف ، وعزا إخراجه إلى ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير.

ونقله ابن كثير في تفسيره : ٥ / ٤١٤ عن عكرمة.

(١) يدل على هذا القول ما أخرجه الإمام البخاري في تاريخه : ١ / ٢٠١ عن عبد الله بن الزبير رضي‌الله‌عنهما عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنما سمى الله البيت العتيق لأنه أعتقه من الجبابرة».

وأخرج ـ نحوه ـ الترمذي في سننه : ٥ / ٣٢٤ ، كتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة الحج» عن عبد الله بن الزبير ، وقال : «هذا حديث حسن صحيح وقد روي هذا الحديث عن الزهري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرسلا».

وأخرجه الحاكم في المستدرك : ٢ / ٣٨٩ ، كتاب التفسير ، وقال : «هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه».

وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة : ١ / ١٢٥ ، والطبري في تفسيره : ١٧ / ١٥١.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٤١ ، وزاد نسبته إلى ابن مردويه ، والطبراني عن ابن الزبير أيضا.

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٧ / ١٥١ عن ابن زيد ، وعزاه الزجاج في معاني القرآن : ٣ / ٤٢٤ إلى الحسن. ورجحه الطبري ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٢ / ٥٢.

وانظر أخبار مكة للأزرقي : ١ / ٢٨٠ ، والعقد الثمين : ١ / ٣٥ ، وشفاء الغرام : ١ / ٤٨.

(٣) قال تعالى : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ) [آل عمران : ٩٦].

(٤) ينظر تفسير القرطبي : ٢ / ١٢٠ ، وتفسير ابن كثير : ١ / ٢٥٩ ، والدر المنثور : ١ / ٣٠٨.

(٥) وهو طواف الإفاضة.

قال الطبري ـ رحمه‌الله ـ في تفسيره : ١٧ / ١٥٢ : «عني بالطواف الذي أمر جل ثناؤه حاجّ بيته العتيق به في هذه الآية طواف الإفاضة الذي يطاف به بعد التعريف ، إما يوم النحر ، وإما بعده ، لا خلاف بين أهل التأويل في ذلك».

وانظر أحكام القرآن لابن العربي : ٣ / ١٢٨٤ ، وزاد المسير : ٥ / ٤٢٧ ، وتفسير القرطبي : ١٢ / ٥٠.

(٦) لعله يريد : (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ).

١٠٢

(مِنَ الْأَوْثانِ) : «من» لتلخيص الجنس ، أي : اجتنبوا الرجس الذي هو وثن (١).

٣١ (حُنَفاءَ لِلَّهِ) : مستقيمي الطريقة على أمر الله (٢).

٣٢ (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ) : مناسك الحج (٣) ، أو يعظّم البدن المشعرة ويسمّنها ويكبّرها (٤).

٣٣ (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) : إلى أن تقلد أو تنحر (٥).

٣٤ (جَعَلْنا مَنْسَكاً) : حجا (٦). وقيل (٧) : عيدا وذبائح.

(وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) : المطمئنين بذكر الله.

__________________

وقد ذكر هذا القول الماوردي في تفسيره : ٣ / ٧٨ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٥ / ٤٢٨ ، والقرطبي في تفسيره : ١٢ / ٥٤.

وجمهور المفسرين على أن المراد : «إلا ما يتلى عليكم من : المنخنقة والموقودة والمتردية ...».

ينظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٢٤ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٢ ، وتفسير الطبري : ١٧ / ١٥٣ ، ومعاني الزجاج : ٣ / ٤٢٤ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ٧٨ ، وزاد المسير : ٥ / ٤٢٨ ، وتفسير القرطبي : ١٢ / ٥٤.

(١) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٣ / ٤٢٥ ، وذكره النحاس في إعراب القرآن : ٣ / ٩٦ ، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٥ / ٤٢٨ عن الزجاج.

(٢) تفسير الماوردي : ٣ / ٧٨ ، والمفردات للراغب : ١٣٣ ، وتفسير القرطبي : ١٢ / ٥٥.

(٣) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : ١٧ / ١٥٦ عن ابن زيد.

وانظر تفسير الماوردي : ٣ / ٧٩ ، والمفردات للراغب : ٢٦٢ ، وزاد المسير : ٥ / ٤٣٠.

(٤) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : ١٧ / ١٥٦ عن ابن عباس ، ومجاهد.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٥٦ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

(٥) ينظر تفسير الطبري : ١٧ / ١٥٨ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ٧٩ ، وتفسير البغوي : ٣ / ٢٨٧.

(٦) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٣ / ٨٠ عن قتادة ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٢ / ٥٨.

(٧) ذكره الزجاج في معانيه : ٣ / ٤٢٦ ، والماوردي في تفسيره : ٣ / ٨٠ ، ورجحه القرطبي في تفسيره : ١٢ / ٥٨.

١٠٣

٣٥ (الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) : الوجل يكون عند خوف الزّيغ والتقصير في حقوقه ، والطمأنينة عن ثلج اليقين وشرح الصّدور بمعرفته ، فهما حالان ، فلهذا جمع بينهما مع تضادّهما.

٣٦ (وَالْبُدْنَ) : الإبل المبدّنة بالسّمن ، بدّنت النّاقة : سمّنتها (١).

(مِنْ شَعائِرِ اللهِ) : معالم دينه (٢).

(صَوافَ) : مصطفة معقولة (٣) ، وصوافي (٤) : خالصة لله.

وصوافن (٥) : معقّلة في قيامها بأزمّتها.

(وَجَبَتْ) : سقطت لنحرها (٦).

(وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) : (الْقانِعَ) الذي ينتظر الهدية ، (وَالْمُعْتَرَّ) من يأتيك سائلا (٧) ، .....

__________________

(١) ينظر الصحاح : ٥ / ٢٠٧٧ ، واللسان : ١٣ / ٤٨ (بدن).

(٢) تفسير القرطبي : ١٢ / ٥٦ ، واللسان : ٤ / ٤١٤ (شعر).

(٣) ورد هذا المعنى على قراءة الجمهور كما في معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٢٦ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٥٠.

(٤) بكسر الفاء وبعدها ياء ، ونسبت هذه القراءة إلى الحسن ، وأبي موسى الأشعري ، ومجاهد ، وزيد بن أسلم ، والأعرج ، وسليمان التيمي ، وهي من شواذ القراءات.

ينظر تفسير الطبري : ١٧ / ١٦٥ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٩٩ ، والمحتسب : ٢ / ٨١ ، والبحر المحيط : ٦ / ٣٦٩.

(٥) نسبت هذه القراءة إلى ابن مسعود ، وابن عمر ، وابن عباس ، وقتادة ، ومجاهد ، وعطاء ، والضحاك.

ينظر تفسير الطبري : ١٧ / ١٦٢ ، والمحتسب : ٢ / ٨١ ، والبحر المحيط : ٦ / ٣٦٩ ، وإتحاف فضلاء البشر : ٢ / ٢٧٥.

(٦) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٥١ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٦٢ ، وتفسير الطبري : ١٧ / ١٦٦ ، والمفردات للراغب : ٥١٢.

(٧) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٥١ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : (١٧ / ١٦٧ ، ١٦٨) عن ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٨٢ عن قتادة.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٥٤ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عباس رضي‌الله‌عنهما.

١٠٤

وقيل (١) على العكس.

وفي الحديث (٢) : «لا تجوز شهادة القانع مع أهل البيت لهم» ، وهو كالتابع والخادم.

٣٧ (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها) : لن يتقبل الله اللّحم والدماء ولكن يتقبّل التقوى.

٣٩ (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ) : أول آية في القتال (٣).

__________________

(١) أي أن القانع هو الذي يسأل ، والمعتر الذي لا يتعرض للناس.

وهو قول الفراء في معانيه : ٢ / ٢٢٦ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٩٣.

وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٧ / ١٦٨ عن الحسن ، وسعيد بن جبير.

ورجح الطبري هذا القول.

(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده : ٢ / ٢٠٤ عن عبد الله بن عمرو مرفوعا ، وصحح الشيخ أحمد شاكر رحمه‌الله إسناده في شرح المسند : ١١ / ١٢٢.

وأخرجه الترمذي في سننه : ٤ / ٥٤٥ ، كتاب الشهادات ، باب «ما جاء فيمن لا تجوز شهادته».

وأخرج ـ نحوه ـ أبو داود في سننه : ٤ / ٢٤ ، كتاب الأقضية ، باب «من ترد شهادته».

وفي معالم السنن للخطابي : «ومعنى رد هذه الشهادة : التهمة في جر النفع إلى نفسه ، لأن التابع لأهل البيت ينتفع بما يصير إليهم من نفع ، وكل من جر إلى نفسه بشهادته نفعا فهي مردودة ...».

وانظر النهاية لابن الأثير : ٤ / ١١٤.

(٣) ثبت ذلك في أثر أخرجه الإمام أحمد في مسنده : ١ / ٢١٦ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما ، وصحح الشيخ أحمد شاكر إسناده في شرح المسند : ٣ / ٢٦١.

وأخرجه ـ أيضا ـ عبد الرزاق في تفسيره : ٣٢٥ ، والنسائي في تفسيره : ٦ / ٢ ، كتاب الجهاد ، باب «وجوب الجهاد» ، والطبري في تفسيره : ١٧ / ١٧٢ ، والحاكم في المستدرك : / ٣٩٠ ، كتاب التفسير ، وقال : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى : ٩ / ١١ ، كتاب السير ، باب «مبتدأ الإذن بالقتال».

وانظر أسباب النزول للواحدي : ٣٥٧ ، وتفسير ابن كثير : ٦ / ٤٣٠ ، والدر المنثور : ٦ / ٥٧.

١٠٥

٤٠ (وَبِيَعٌ) : كنائس النّصارى (١) ، (وَصَلَواتٌ) : كنائس اليهود (٢) ، وكانت «صلوتا» : فعرّبت (٣). والمراد من ذلك في أيام شريعتهم.

وقيل (٤) : (وَصَلَواتٌ) مواضع صلوات المسلمين.

٤٥ (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) : أي : أهلكنا البادية والحاضرة ، فخلت القصور من أربابها والآبار من واردها (٥).

والمشيد : المبنيّ بالشّيد (٦).

٤٦ (وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) : لبيان أنّ محلّ العلم القلب ، ولئلا يقال إنّ القلب يعنى به غير هذا العضو على قولهم : القلب لبّ كل شيء.

والهاء في (فَإِنَّها) للعماية ، وهو الإضمار على شريطة التفسير (٧).

٥١ (مُعاجِزِينَ) : طالبين للعجز كقوله : غالبته (٨) ، أو مسابقين (٩) كأن المعاجز يجعل صاحبه في ناحية العجز منه كالمسابق.

__________________

(١) ذكره الفراء في معاني القرآن : ٢ / ٢٢٧ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٩٣ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٧ / ١٧٦ عن قتادة.

(٢) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٢٧ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٣ ، وتفسير الطبري : ١٧ / ١٧٦ ، ومعاني الزجاج : ٣ / ٤٣٠.

(٣) ينظر المعرّب للجواليقي : ٢٥٩ ، والمهذّب للسيوطي : ١٠٧.

(٤) أخرج نحوه الطبري في تفسيره : ١٧ / ١٧٧ عن ابن زيد.

(٥) تفسير الطبري : ١٧ / ١٨٠.

(٦) وهو الجصّ كما في مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٥٣ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٦٢ ، ومعاني الزجاج : ٣ / ٤٣٢ ، واللسان : ٣ / ٢٤٤ (شيد).

(٧) تفسير القرطبي : ١٢ / ٧٧ ، والبحر المحيط : ٦ / ٣٧٨.

(٨) ذكره البغوي في تفسيره : ٣ / ٢٩٢ ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠ / ٣٠٢.

(٩) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٩٤ ، ونقله القرطبي في تفسيره : ١٢ / ٧٩ عن الأخفش.

وذكر الزمخشري في الكشاف : ٣ / ١٨ ، وقال : «وعاجزه : سابقه ، لأن كل واحد منهما في طلب إعجاز الآخر عن اللحاق به ، فإذا سبقه قيل : أعجزه وعجزه».

١٠٦

٥٢ (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) : الرسول الشّارع ، والنّبيّ :الحافظ شريعة / غيره (١) ، والرسول يعمّ البشر والملك (٢).

(إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) : كلّ نبيّ يتمنى إيمان قومه فيلقي الشّيطان في أمنيته بما يوسوس إلى قومه ثم يحكم الله آياته (٣) ، أو يوسوس إلى النبي بالخطرات المزعجة عند تباطئ القوم عن الإيمان ، أو تأخر نصر الله.

وإن حملت الأمنية على التلاوة فيكون الشّيطان الملقي فيها من شياطين الإنس ، فإنّه كان من المشركين من يلغوا في القرآن (٤) ، فينسخ الله ذلك فيبطله ويحكم آياته.

وما يروى في سبب النزول أنّه ـ عليه‌السلام ـ وصل (وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) (٥) بـ «تلك الغرانقة الأولى (٦) ، وإنّ شفاعتهن لترتجى». إن

__________________

(١) ذكر الماوردي نحو هذا القول في تفسيره : ٣ / ٨٧ عن الجاحظ.

وأورد الفخر الرازي ـ رحمه‌الله ـ عدة فروق بين الرسول والنبي ، فقال :

«أحدها : أن الرسول من الأنبياء من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه ، والنبي غير الرسول من لم ينزل عليه كتاب ، وإنما أمر أن يدعو إلى كتاب من قبله.

والثاني : أن من كان صاحب المعجزة وصاحب الكتاب ونسخ شرع من قبله فهو الرسول ، ومن لم يكن مستجمعا لهذه الخصال فهو النبي غير الرسول.

والثالث : أن من جاءه الملك ظاهرا وأمره بدعوة الخلق فهو الرسول ، ومن لم يكن كذلك بل رأى في النوم كونه رسولا ، أو أخبره أحد من الرسل بأنه رسول الله فهو النبي الذي لا يكون رسولا. وهذا هو الأولى» اه.

ينظر تفسيره : ٢٣ / ٥٠.

(٢) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٨٦ دون عزو.

(٣) ذكر المؤلف ـ رحمه‌الله ـ هذا القول في كتابه وضح البرهان : ٢ / ٩١ ، وعزاه إلى جعفر بن محمد.

(٤) واستدل قائلو هذا القول بقوله تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) [فصلت : ٢٦].

(٥) سورة النجم : آية : ٢٠.

(٦) في «ك» : «تلك الغرانيق العلى».

١٠٧

ثبت (١) لم يكن ثناء على أصنامهم ؛ إذ مخرج الكلام على زعمهم ، كقولهم (٢) : (يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) ، أي : نزل عليه الذكر على زعمه وعند من آمن به ، ولو كان عند القائل لما كان عنده مجنونا.

٥٥ (يَوْمٍ عَقِيمٍ) : شديد لا رحمة فيه (٣) ، أو فرد لا يوم مثله (٤).

٦٨ (وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ) : أي : جادلوك مراء وتعنتا كما يفعله السّفهاء فلا تجادلهم وادفعهم بهذا القول ، وينبغي أن يتأدّب بهذا كلّ أحد.

__________________

وقال ابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠ / ٣٠٧ : «واختلفت الروايات في الألفاظ ففي بعضها : «تلك الغرانقة» ، وفي بعضها : «تلك الغرانيق» ، وفي بعضها : «وإن شفاعتهم» ، وفي بعضها : «فإن شفاعتهن ...».

(١) لكنه لم يثبت ، وقد رد الأئمة العلماء هذه الرواية من أساسها ، وأوردوا الأدلة على بطلانها نقلا وعقلا.

قال القاضي عياض رحمه‌الله في الشفا : ٢ / ٧٥٠ : «يكفيك أن هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل ، وإنما أولع به ويمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب ، المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم» اه.

ثم أورد القاضي عياض طرق الحديث وكشف ضعفها وبطلانها ، ثم قال : «أما من جهة المعنى فقد قامت الحجة وأجمعت الأمة على عصمته صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونزاهته عن مثل هذه الرذيلة ، إما من تمنيه أن ينزل عليه مثل هذا من مدح آلهة غير الله ، وهو كفر ، أو أن يتسور عليه الشيطان ، ويشبّه عليه القرآن حتى يجعل فيه ما ليس منه ، ويعتقد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن من القرآن ما ليس منه حتى ينبهه جبريل عليه‌السلام ، وذلك كله ممتنع في حقه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أو يقول ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من قبل نفسه عمدا ، وذلك كفر ، أو سهوا ، وهو معصوم من هذا كله ...».

وأشار الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٥ / ٤٣٨ إلى الروايات التي وردت في سياق هذه القصة ثم قال : «ولم أرها مسندة من وجه صحيح».

وممن رد هذه الرواية ابن العربي في أحكام القرآن : (٣ / ١٣٠٠ ـ ١٣٠٣) ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠ / ٣٠٥ ، والفخر الرازي في تفسيره : ٢٣ / ٥١ ، والقرطبي في تفسيره : ١٢ / ٨٠.

(٢) سورة الحجر : آية : ٦.

(٣) نقل ـ نحوه ـ الماوردي في تفسيره : ٣ / ٨٨ عن الحسن رحمه‌الله تعالى.

(٤) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٨٨ ، والبغوي في تفسيره : ٣ / ٢٩٥.

١٠٨

٧٣ (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ) : بإفساده لطعامهم وثمارهم (١).

٧٦ (ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) : أول أعمالهم ، (وَما خَلْفَهُمْ) : آخرها (٢).

٧٨ (مِلَّةَ أَبِيكُمْ) : أي : حرمة إبراهيم ـ عليه‌السلام ـ على المسلمين كحرمة الوالد على الولد ، وإلّا فليس يرجع جميعهم إلى ولادة إبراهيم.

(لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ) : بالطاعة والمعصية في تبليغه.

(وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) : بأعمالهم فيما بلّغتموهم من كتاب ربّهم وسنّة نبيهم.

__________________

(١) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٣ / ٨٩.

وذكره القرطبي في تفسيره : ١٢ / ٩٧ ، وقال : «وخص الذباب لأربعة أمور تخصه : لمهانته وضعفه ولاستقذاره وكثرته».

(٢) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : (٣ / ٨٩ ، ٩٠) عن الحسن رحمه‌الله ، وكذا البغوي في تفسيره : ٣ / ٢٩٩.

١٠٩

ومن سورة المؤمنين

١ (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) : فازوا بما طلبوا ونجوا عما هربوا (١).

٢ (خاشِعُونَ) : خائفون بالقلب ، ساكنون بالجوارح. والخشوع في الصلاة بجمع الهمّة لها ، والإعراض عمّا سواها ، ومن الخشوع أن لا يجاوز بنظره موضع سجوده.

و «اللّغو» (٢) : كلّ سلام ساقط حقّه أن يلغى (٣) ، يقال : لغيت ألغى [٦٦ / أ] ولغوت / ألغو (٤).

٤ (لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ) : لما كانت الزكاة توجب زكاء المال كان لفظ الفعل أليق به من لفظ الأداء والإخراج.

١٠ (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ) : قال عليه‌السلام (٥) : «ما منكم إلّا وله

__________________

(١) ذكر المؤلف هذا القول في كتابه وضح البرهان : ٢ / ٩٥ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

ونقل الماوردي في تفسيره : ٣ / ٩٢ عن ابن عباس قال : «المفلحون الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا».

(٢) من قوله تعالى : (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) [آية : ٣].

(٣) معاني القرآن للزجاج : ٤ / ٦ ، ومعاني النحاس : (٤ / ٤٤٢ ، ٤٤٣) ، وزاد المسير : ٥ / ٤٦٠ ، والبحر المحيط : ٦ / ٣٩٥.

(٤) اللسان : ١٥ / ٢٥٠ (لغا).

(٥) أخرج نحوه ابن ماجة في سننه : ٢ / ١٤٥٣ ، كتاب الزهد ، باب «صفة الجنة» عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه مرفوعا.

وصحيح البوصيري إسناده في مصباح الزجاجة : ٢ / ٣٦١ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٨ / ٦.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٩٠ ، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في كتاب «البعث» عن أبي هريرة مرفوعا.

١١٠

منزلان فإن مات على الضّلال ورث منزله في الجنة أهل الجنّة ، وإن مات على الإيمان ورث منزله في النّار أهل النّار».

١٢ (مِنْ سُلالَةٍ) : سلّ كلّ إنسان من ظهر أبيه (١).

(مِنْ طِينٍ) : من آدم (٢) عليه‌السلام.

وجمعت العظام مع إفراد أخواتها لاختلافها (٣) بين صغير وكبير ، ومدوّر وطويل ، وصلب وغضروف.

١٤ (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) : بنفخ الروح فيه (٤) ، أو بنبات الشّعر والأسنان (٥) ، أو بإعطاء العقل والفهم (٦).

وقيل (٧) : حين استوى شبابه.

__________________

(١) والسّلّ : انتزاع الشيء وإخراجه في رفق. والسليل : الولد ، سمي سليلا لأنه خلق من السلالة.

اللسان : (١١ / ٣٣٨ ، ٣٣٩) (سلل).

(٢) رجحه الطبري في تفسيره : ١٨ / ٨ ، والنحاس في معانيه : ٤ / ٤٤٧ ، وقال : «وهو أصح ما قيل فيه ، ولقد خلقنا ابن آدم من سلالة آدم ، وآدم هو الطين لأنه خلق منه».

وانظر زاد المسير : ٥ / ٤٦٢ ، وتفسير القرطبي : ١٢ / ١٠٩.

(٣) في قوله تعالى : (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً) ... [آية : ١٤].

(٤) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٩٦ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : (١٨ / ٩ ، ١٠) عن ابن عباس ، وعكرمة ، والشعبي ، ومجاهد ، وأبي العالية ، والضحاك ، وابن زيد. ورجح الطبري هذا القول ، وكذا النحاس في معانيه : ٤ / ٤٤٩.

(٥) ذكره الزجاج في معاني القرآن : ٤ / ٩ ، والنحاس في معانيه : ٤ / ٤٤٩ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٥ / ٤٦٣ ، والقرطبي في تفسيره : ١٢ / ١١٠ عن الضحاك.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٩٢ ، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد عن الضحاك.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٩٥ ، والبغوي في تفسيره : ٣ / ٣٠٤ عن قتادة.

(٦) نص هذا القول في زاد المسير : ٥ / ٤٦٣ عن الثعلبي.

وذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٩٥ دون عزو.

(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٨ / ١٠ عن مجاهد.

وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير : ٥ / ٤٦٣ ، والقرطبي في تفسيره : ١٢ / ١١٠ إلى ابن عمر ، ومجاهد.

١١١

وقيل (١) : بل ذلك الإنشاء في السّنة الرابعة ؛ لأنّ المولود في سني التربية يعدّ في حيّز النقصان ، والشّيء قبل التمام في حدّ العدم.

١٧ (سَبْعَ طَرائِقَ) : سبع سموات ؛ لأنها طرائق الملائكة (٢) ، أو لأنها طباق بعضها على بعض. أطرقت النّعل : خصفتها (٣) ، وأطبقت بعضها على بعض.

٢٠ (سَيْناءَ) : فيعال (٤) من السّناء ، كـ «ديّار» ، و «قيّام». وسيناء (٥)

__________________

(١) تفسير البغوي : ٣ / ٣٠٤ ، وزاد المسير : ٥ / ٤٦٣.

وعقّب ابن عطية رحمه‌الله على هذه الأقوال بقوله : «وهذا التخصيص كله لا وجه له ، وإنما هو عام في هذا وغيره من وجوه النطق والإدراك وحسن المحاولة هو بها آخر ، وأول رتبة من كونه آخر هو نفخ الروح فيه ، والطرف الآخر من كونه آخر تحصيله المعقولات إلى أن يموت» اه.

وانظر تفسير القرطبي : ١٢ / ١١٠.

(٢) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٩٥ ، وقال : «قاله ابن عيسى».

وانظر هذا القول في تفسير البغوي : ٣ / ٣٠٥ ، وتفسير القرطبي : ١٢ / ١١١ ، والبحر المحيط : ٦ / ٤٠٠.

(٣) ينظر الصحاح : ٤ / ١٥١٦ ، واللسان : ١٠ / ٢١٩ (طرق).

(٤) على قراءة عاصم ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي بفتح السين.

السبعة لابن مجاهد : ٤٤٥ ، وحجة القراءات : ٤٨٤ ، والتبصرة لمكي : ٢٦٩.

و «السّناء» : المجد والشرف.

ينظر اللسان : ١٤ / ٤٠٣.

(٥) على قراءة الكسر وهي لابن كثير ، ونافع ، وأبي عمرو ، كما في السبعة : ٤٤٤ ، والتيسير للداني : ١٥٩.

ولم أقف على من ذكر أن «سيناء» على وزن «فيعال».

قال الزجاج في معانيه : ٤ / ١٠ : «يقرأ : (مِنْ طُورِ سَيْناءَ) بفتح السين ، وبكسر السين ، ... فمن قال «سينا» فهو على وصف صحراء ، لا ينصرف ، ومن قال «سيناء» ـ بكسر السين ـ فليس في الكلام على وزن «فعلاء» على أن الألف للتأنيث ، لأنه ليس في الكلام ما فيه ألف التأنيث على وزن «فعلاء» ، وفي الكلام نحو «علباء» منصرف ، إلّا أن «سيناء» هاهنا اسم للبقعة فلا ينصرف».

وانظر الكشف لمكي : (٢ / ١٢٦ ، ١٢٧).

١١٢

فيعال. كـ «ديماس» (١) و «قيراط».

(تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) : تنبت ما تنبت والدهن فيها (٢).

وذكر ابن درستويه (٣) : أن الدّهن : المطر اللين (٤). ومن فتح التاء (٥) فمعناه : تنبت وفيها دهن ، تقول : جاء زيد بالسّيف ، أي : سيفه معه (٦).

٢٤ (يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ) : يكون أفضل منكم.

٢٧ و (اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا) : أي : تصنعه وأنت واثق بحفظ الله له ورؤيته إياه فلا تخاف.

٣٦ (هَيْهاتَ) : بعد الأمر جدا حتى امتنع. وبني لأنّها بمنزلة الأصوات غير مشتقة من فعل (٧).

__________________

(١) الديماس : الكن والحمام.

الصحاح : ٣ / ٩٣٠ (دمس) ، والنهاية لابن الأثير : ٢ / ١٣٣.

(٢) هذا المعنى على قراءة «تنبت» بضم التاء وهي لابن كثير ، وأبي عمرو.

ينظر توجيه هذه القراءة في الكشف لمكي : ٢ / ١٢٧.

(٣) ابن درستويه : (٢٥٨ ـ ٣٤٧ ه‍).

هو عبد الله بن جعفر بن محمد بن درستويه ، من أئمة اللغة في بغداد في عصره.

صنف تصحيح الفصيح ، والإرشاد في النحو ، وأخبار النحويين ، ونقض كتاب العين ...

وغير ذلك.

وضبط ابن ماكولا في الإكمال : ٣ / ٣٢٢ درستويه بفتح الدال والراء. وفي الأنساب للسمعاني : ٥ / ٢٩٩ بضم الدال المهملة والراء وسكون السين المهملة وضم التاء.

وانظر ترجمته في تاريخ بغداد : ٩ / ٤٢٨ ، وإنباه الرواة : ٢ / ١١٣ ، وسير أعلام النبلاء : ١٥ / ٥٣١.

(٤) ينظر قوله المذكور هنا في تفسير الماوردي : ٣ / ٩٦ ، وتفسير القرطبي : ١٢ / ١١٦.

(٥) قراءة عاصم ، ونافع ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٤٤٥ ، وحجة القراءات : ٤٨٤ ، والتبصرة لمكي : ٢٦٩.

(٦) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٤ / ١٠ ، وانظر معاني القرآن للنحاس :٤ / ٤٥٣ ، ومشكل إعراب القرآن لمكي : ٢ / ٤٩٩ ، والكشاف : ٣ / ٢٩.

(٧) قال النحاس في إعراب القرآن : ٣ / ١١٤ : «وبنيت على الفتح وموضعها رفع ؛ لأن المعنى البعد ؛ لأنها لم يشتق منها فعل فهي بمنزلة الحروف فاختير لها الفتح لأن فيها هاء التأنيث ،

١١٣

٤٠ (عَمَّا قَلِيلٍ) : «ما» في مثله لتقريب المدى (١) ، أو تقليل الفعل ، كقوله بسبب ما ، أي : بسبب وإن قلّ.

٤١ (فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً) : هلكى ، كما يحتمله الماء من الزبد والورق البالي (٢).

(فَبُعْداً) : هلاكا ، على طريق الدعاء عليهم ، أو بعدا لهم من رحمة الله ، فيكون بمعنى اللّعنة (٣).

٤٤ (تَتْرا) : متواترا. وأصله : وتر ، من وتر القوس لاتصاله (٤).

(آيَةً) : حجة على اختراع الأجسام من غير شيء ، كاختراع عيسى من [٦٦ / ب] غير أب وحمل أمه / إياه من غير فحل (٥).

(إِلى رَبْوَةٍ) : الرّملة من فلسطين (٦).

__________________

فهي بمنزلة اسم ضمّ إلى اسم ، كـ «خمسة عشر» ...».

وانظر المحرر الوجيز : ١٠ / ٣٥٤ ، والبيان لابن الأنباري : ٢ / ١٨٤.

(١) البحر المحيط : ٦ / ٤٠٥.

(٢) ينظر هذا المعنى في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٧ ، وتفسير الطبري : ١٨ / ٢٢ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ١٣ ، ومعاني النحاس : ٤ / ٤٥٨.

(٣) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٩٧ ، والقرطبي في تفسيره : ١٢ / ١٣٤.

(٤) عن تفسير الماوردي : ٣ / ٩٧ ، وانظر اللسان : ٥ / ٢٧٨ (وتر).

(٥) ذكر نحوه الطبري في تفسيره : ١٨ / ٢٥ ، وانظر معاني الزجاج : ٤ / ١٤ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ٩٨.

(٦) أخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره : ٣٥٧ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، وكذا أخرجه الطبري في تفسيره : ١٨ / ٢٦.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ١٠١ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وأبي نعيم ، وابن عساكر عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه.

واستبعد الطبري هذا القول ، فقال : «لأن الرملة لا ماء بها معين ، والله تعالى ذكره وصف هذه الربوة بأنها ذات قرار ومعين».

وقال النحاس في معانيه : ٤ / ٤٦٣ : «والصواب أن يقال : إنها مكان مرتفع ، ذو استواء ، وماء ظاهر».

١١٤

(ذاتِ قَرارٍ) : استواء يستقر عليها. وقيل (١) : ثمارا ، أي : لأجل الثمار يستقرّ فيها.

(وَمَعِينٍ) : مفعول عنته أعينه (٢) ، أو هو «فعيل» من معن «يمعن» ، وهو الماعون للشيء القليل (٣).

٥٢ (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) : سأل سهولة ملتكم وطريقتكم في التوحيد وأصول الشرائع. وفتح أن (٤) على تقدير : ولأنّ هذه أمّتكم ، أي : فاتقون لهذا (٥) ، وانتصاب (أُمَّةً) على الحال.

٥٣ (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً) : افترقوا في دينهم فرقا ، كلّ ينتحل كتابا ويدّعي نبيا.

وعن الحسن (٦) : قطّعوا كتاب الله قطعا وحرفوه.

وهو في قراءة : (زُبُراً) (٧) ظاهر ، أي : قطعا جمع

__________________

(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٨ / ٢٨ عن قتادة ، وعقب عليه بقوله : «وهذا القول الذي قاله قتادة في معنى (ذاتِ قَرارٍ) وإن لم يكن أراد بقوله : إنها إنما وصفت بأنها ذات قرار لما فيها من الثمار ، ومن أجل ذلك يستقر فيها ساكنوها ، فلا وجه له نعرفه».

(٢) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٣٧ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٧ ، وتفسير الطبري : ١٨ / ٢٨ ، ومعاني القرآن للنحاس : ٤ / ٤٦٤.

(٣) ذكره الطبري في تفسيره : ١٨ / ٢٨ ، والزجاج في معانيه : ٤ / ١٥ ، واستبعده بقوله : وهذا بعيد لأن «المعن» في اللغة الشيء القليل ، والماعون هو الزكاة ، وهو «فاعول» من المعن ، وإنما سميت الزكاة بالشيء القليل ، لأنه يؤخذ من المال ربع عشره ، فهو قليل من كثير».

(٤) وهي قراءة نافع ، وابن كثير ، وأبي عمرو ، كما في السبعة لابن مجاهد : ٤٤٦ ، وحجة القراءات : ٤٨٨ ، والتبصرة لمكي : ٢٧٠.

(٥) ذكر المؤلف ـ رحمه‌الله ـ هذا القول في كتابه وضح البرهان : ٢ / ١٠٢ عن الخليل.

وانظر معاني القرآن للزجاج : ٤ / ١٥ ، والتبيان للعكبري : ٢ / ٩٥٦.

(٦) أورد السيوطي هذا المعنى في الدر المنثور : ٦ / ١٠٣ عن الحسن ، وعزا إخراجه إلى عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم عنه.

(٧) بضم الزاي وفتح الباء ، وهي قراءة شاذة.

انظر غرائب التفسير للكرماني : ٢ / ٧٧٩.

١١٥

«زبرة» (١). كـ «برمة» و «برم» (٢).

٥٦ (نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ) : نقدّم لهم ثواب أعمالهم لرضانا عنهم!!.

(بَلْ) : لا ، بل للاستدراج والابتلاء.

٦١ (وَهُمْ لَها سابِقُونَ) : لأجلها سبقوا الناس ، أو سبقوا إلى الجنّة (٣).

٦٣ (وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ) : من دون ما ذكروا بها من أعمال البرّ.

٦٦ (تَنْكِصُونَ) : ترجعون إلى الكفر.

٦٧ (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ) : أي : بالحرم (٤) ، أي : بلغ أمركم أنكم تسمرون

__________________

ونسبها النحاس في معاني القرآن : ٤ / ٤٦٦ إلى الأعمش ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠ / ٣٦٧ إلى أبي عمرو ، والأعمش ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٢ / ١٣٠ ، ونسبها ابن الجوزي في زاد المسير : ٥ / ٤٧٨ إلى ابن عباس ، وأبي عمران الجوني.

وأشار الطبري ـ رحمه‌الله ـ إلى هذه القراءة فقال : «وقرأ ذلك عامة قراء الشام ...

بمعنى : فتفرقوا أمرهم بينهم قطعا كزبر الحديد ، وذلك القطع منها واحدتها «زبرة» من قول الله : (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ) فصار بعضهم يهودا ، وبعضهم نصارى.

والقراءة التي نختار في ذلك قراءة من قرأه بضم الزاي والباء لإجماع أهل التأويل في تأويل ذلك على أنه مراد به الكتب ، فذلك يبين عن صحة ما اخترنا في ذلك ؛ لأن «الزبر» هي الكتب ، يقال منه : زبرت الكتاب : إذا كتبته» اه. انظر تفسيره : ١٨ / ٣٠.

(١) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٦٠ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٦٦ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٨ ، والكشاف : ٣ / ٣٤.

(٢) في اللسان : ١٢ / ٤٥ (برم) : «والبرمة : قدر من حجارة ، والجمع برم وبرام وبرم».

(٣) ذكر الماوردي هذين الوجهين في تفسيره : ٣ / ١٠٠.

وقال الزجاج في معانيه : ٤ / ١٧ : «فيه وجهان ، أحدهما : معناه إليها سابقون ، كما قال : (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) ، أي : أوحى إليها.

ويجوز : (وَهُمْ لَها سابِقُونَ) ، أي : من أجل اكتسابها ، كما تقول : أنا أكرم فلانا لك ، أي : من أجلك».

(٤) ذكره الفراء في معاني القرآن : ٢ / ٢٣٩ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٩٨.

وأخرجه الطبري في تفسيره : (١٨ / ٣٨ ، ٣٩) عن ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن ، وسعيد ابن جبير ، وقتادة ، والضحاك.

١١٦

بالبطحاء لا تخافون ، وتوحيد (سامِراً) على المصدر (١) ، أي : تسمرون سمرا كقولك : قوموا قائما ، ويجوز حالا للحرم (٢) ؛ لأنّ السمر ظلّ القمر (٣) ، يقال : جاء بالسّمر والقمر ، أي : بكل شيء.

ويجوز السّامر جمعا (٤) ، كالحاضر للحيّ الحلول (٥) ، والباقر والجامل جمع البقر والإبل.

(تَهْجُرُونَ) : أي : القرآن. أو تقولون الهجر وهو البهتان (٦).

و «تهجرون» (٧) من الإهجار ، وهو الإفحاش في القول (٨) ، وفي الحديث (٩) : «إذ طفتم بالبيت فلا تلغوا ولا تهجروا».

٧١ (بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ) : بشرفهم ، بالرسول منهم ، والقرآن بلسانهم (١٠).

__________________

(١) التبيان للعكبري : ٢ / ٩٥٨.

(٢) مشكل إعراب القرآن لمكي : ٢ / ٥٠٤ ، والبيان لابن الأنباري : ٢ / ١٨٧ ، والتبيان للعكبري : ٢ / ٩٥٨.

(٣) ذكره الزجاج في معانيه : ٤ / ١٨ ، وكذا النحاس في معاني القرآن : ٤ / ٤٧٥.

(٤) وهو قول المبرد في الكامل : ٢ / ٧٩٩ ، وقال : «وهم الجماعة يتحدثون ليلا».

وانظر معاني القرآن للنحاس : ٤ / ٤٧٥ ، وتهذيب اللّغة للأزهري : ٤ / ١٩٩ ، واللسان : ٤ / ١٩٧ (سمر).

(٥) في تهذيب اللغة : ٤ / ١٩٩ : «والعرب تقول : حيّ حاضر بغير هاء إذا كانوا نازلين على ماء عدّ ...».

(٦) عن معاني القرآن للزجاج : ٤ / ١٨.

(٧) بضم التاء وكسر الجيم ، وهي قراءة نافع كما في السبعة لابن مجاهد : ٤٤٦ ، وحجة القراءات : ٤٨٩ ، والتبصرة لمكي : ٢٧٠.

(٨) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٩ ، والكشف لمكي : ٢ / ١٢٩ ، والنهاية : ٥ / ٢٤٦ ، واللسان : ٥ / ٢٥١ (هجر).

(٩) ذكره أبو عبيد في غريب الحديث : ٢ / ٦٤ موقوفا على أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه.

وهو ـ أيضا ـ في غريب الحديث لابن الجوزي : ٢ / ٤٨٩ ، والنهاية : ٥ / ٢٤٦.

قال ابن الأثير : «يروى بالضم والفتح».

(١٠) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٣ / ١٠٣.

وانظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٣٩ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٩ ، وتفسير

١١٧

٧٦ (فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ) : بالجدب الذي أصابهم بدعائه عليه‌السلام (١).

٧٧ (باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ) : يوم بدر (٢).

٨٧ سيقولون الله : لمطابقة السؤال في (مَنْ) ، وذكر أنه في مصاحف الأمصار بغير ألف ، إلّا مصحف أهل البصرة (٣) ، فيكون على المعنى كقولك : من مولاك؟ فيقول : لفلان (٤).

__________________

الطبري : ١٨ / ٤٣ ، ومعاني الزجاج : ٤ / ١٩.

(١) ثبت ذلك في أثر أخرجه النسائي في تفسيره : ٢ / ١٠٠ (السنن الكبرى) عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما ، وكذا الطبري في تفسيره : (١٨ / ٤٤ ، ٤٥) ، والطبراني في المعجم الكبير :١١ / ٣٧٠ حديث رقم (١٢٠٣٨).

وأخرجه الحاكم في المستدرك : ٢ / ٣٩٤ ، كتاب التفسير ، وقال : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ، وأخرجه الواحدي في أسباب النزول : ٣٦٢ ، والبيهقي في دلائل النبوة : ٤ / ٨١.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ١١١ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٨ / ٤٥ عن ابن عباس ، وابن جريج.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ١٠٤ ، عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ١١٢ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة ، وابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.

قال ابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠ / ٣٨٩ : «و «العذاب الشديد» إمّا يوم بدر بالسيوف كما قال بعضهم ، وإما توعد بعذاب غير معين ، وهو الصواب لما ذكرناه من تقدم بدر للمجاعة».

(٣) قرأ أبو عمرو بن العلاء البصري ، من السبعة ، ويعقوب من القراء العشرة بإثبات الألف في لفظ الجلالة ، وقرأ الباقون : (لِلَّهِ) بغير ألف.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٤٤٧ ، وحجة القراءات : ٤٩٠ ، والتبصرة لمكي : ٢٧٠ ، والغاية في القراءات العشر لابن مهران : ٢١٦ ، والنشر : ٣ / ٢٠٦.

وأورد الطبري ـ رحمه‌الله ـ القراءتين ثم قال : «والصواب من القراءة في ذلك أنهما قراءتان قد قرأ بهما علماء من القراء متقاربتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب ، غير أني مع ذلك أختار جميع ذلك بغير ألف ، لإجماع خطوط مصاحف الأمصار على ذلك ، سوى خط مصحف أهل البصرة».

(تفسير الطبري : ١٨ / ٤٨).

(٤) ينظر هذا المعنى في تفسير الطبري : (١٨ / ٤٧ ، ٤٨) ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ٢٠.

١١٨

٩٧ (هَمَزاتِ الشَّياطِينِ) : دفعهم / بالإغواء إلى المعاصي.

١٠٠ (وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ) : من أمامهم حاجز ، وهو ما بين الدنيا والآخرة (١) أو ما بين الموت والبعث (٢).

١٠١ (وَلا يَتَساءَلُونَ) : أن يحمل بعضهم عن بعض ، ولكن يتساءلون عن حالهم وما عمّهم من البلاء ، كقوله (٣) : (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ).

وسألت عائشة رضي‌الله‌عنها : يا رسول الله أإنا نتعارف؟ فقال : «ثلاث مواطن تذهل فيها كلّ نفس : حين يرمى إلى كلّ إنسان كتابه ، وعند الموازين ، وعلى جسر جهنم» (٤).

و «اللّفح» (٥) : إصابة سموم النّار (٦) ، و «الكلوح» : تقلّص الشفتين عن الأسنان (٧).

__________________

(١) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٦٢ ، واليزيدي في غريب القرآن : ٢٦٨ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣٠٠ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٨ / ٥٣ عن الضحاك.

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٨ / ٥٣ عن مجاهد ، وابن زيد.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ١٠٥ عن ابن زيد.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ١١٥ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة ، وهناد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وأبي نعيم عن مجاهد.

(٣) سورة الصافات ، آية : ٥٠.

(٤) لم أقف عليه بهذا اللفظ ، وأخرج ـ نحوه ـ الإمام أحمد في مسنده : ٦ / ١١٠ ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : (١٠ / ٣٦١ ، ٣٦٢) ثم قال : رواه أحمد ، وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف ، وقد وثّق ، وبقية رجاله رجال الصحيح.

(٥) من قوله تعالى : (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ) [آية : ١٠٤].

(٦) ينظر المفردات للراغب : ٤٥٢.

(٧) ورد هذا المعنى في حديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده : ٣ / ٨٨ عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته».

وأخرجه ـ أيضا ـ الترمذي في سننه : ٥ / ٣٢٨ ، كتاب التفسير ، باب «ومن سورة

١١٩

١٠٨ (اخْسَؤُا) : اسكتوا وابعدوا. خسأته فخسأ وخسئ وانخسأ (١).

١١٤ (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً) : في الدنيا ، أو في القبور بالإضافة إلى لبثهم في النّار (٢).

__________________

المؤمنون» ، وقال : «هذا حديث حسن صحيح غريب».

والحاكم في المستدرك : ٢ / ٣٩٥ ، كتاب التفسير ، وقال : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ١١٨ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا في «صفة النار» ، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.

وانظر تفسير الطبري : (١٨ / ٥٥ ، ٥٦) ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ٢٣.

(١) ينظر تفسير الطبري : ١٨ / ٥٩ ، ومعاني الزجاج : ٤ / ٢٤ ، ومعاني النحاس : ٤ / ٤٨٨.

(٢) أورد الماوردي القولين في تفسيره : ٣ / ١٠٦ دون عزو.

وانظر تفسير البغوي : ٣ / ٣١٩ ، وزاد المسير : ٥ / ٤٩٥ ، وتفسير القرطبي : ١٢ / ١٥٥.

١٢٠