مركز الأبحاث العقائديّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-02-7
ISBN الدورة:
الصفحات: ٥٢٠
وهذا النوع من الأحكام الظاهرية أصبح بعد الانقطاع عن عصر التشريع وإلى الآن مستوعباً لأكثر مسائل الفقه ، أو كلّها تقريباً ، ما عدا الأحكام الواضحة الثبوت في الإسلام.
ومراد الفقهاء بقطعية الحكم هو قطعية الحكم الظاهري ، أي إنّ هذه الفتوى هي غاية تكليف المكلّفين في عصر الاحتجاب عن عصر التشريع.
٤ ـ الأحكام غير المطبّقة في المجتمع الإسلامي ، بالرغم من وضوحها وثبوتها إسلامياً ، سواء في ذلك الأحكام الشخصية العائدة إلى الأفراد ، أو العامّة العائدة إلى تكوين المجتمع والدولة الإسلامية.
ومع وجود هذه الجهات من النقص والقصور في الأحكام الإسلامية خلال عصر الانفصال عن عصر التشريع ، يكون بوسع الإمام المهديّ عليهالسلام إكمال تلك النواقص التي أشرنا إليها ، وسيكون له تجاه كلّ نقص موقف معيّن.
أمّا موقفه بالنسبة إلى الأمر الأوّل فهو واضح كلّ الوضوح ، فإنّ الأُمّة بعد بلوغها المستوى اللائق لفهم الأحكام الدقيقة المفصّلة ، وبعد أن كان الإمام المهديّ عليهالسلام هو الوريث الوحيد من البشر أجمعين ، لتلك الأحكام غير المعلنة ، يرويها عن آبائه عن رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الله جلّ جلاله ، إذاً يكون الوقت قد أزف لإعلان تلك الأحكام.
وأمّا موقفه بالنسبة إلى الأحكام التالفة فهو أيضاً واضح جدّاً ، فإنّ المفروض أنّ هذه الأحكام كانت معلنة في صدر الإسلام ، وإنّما كانت تحتاج المحافظة عليها ، وعدم إتلافها إلى مستوى معيّن من القدرة الدفاعية ، والشعور بالمسؤولية لدى المسلمين ، الذي كان قليلاً عند الأجيال الماضية التي فقدت هذه الأحكام.
والإمام المهديّ عليهالسلام بالفهم الإمامي يكون عارفاً بهذه الأحكام عن طريق الرواية عن آبائه ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، عن الله عزّ وجلّ.
وأمّا بالنسبة إلى الأمر الثالث فواضح أيضاً ، بعد الذي عرفناه من أنّ
الأحكام الظاهرية تعني تعيين تكليف الإنسان من الناحية الإسلامية ، ووظيفته في الحياة عند الجهل بالحكم الواقعي ، ذلك الجهل الناشئ من البعد عن عصر التشريع.
وأمّا إذا كان الفرد مطّلعاً على الحكم الإسلامي الواقعي ، فيحرم عليه العمل بالحكم الظاهري ، والإمام المهديّ عليهالسلام يعلن الأحكام الواقعية الإسلامية بأنفسها.
وأمّا بالنسبة إلى عدم وصول بعض الأحكام الإسلامية إلى مستوى التطبيق في عصر ما قبل الظهور ، فيقوم الإمام المهديّ عليهالسلام بنفسه بتطبيق الأحكام العامّة ، فيؤسّس الدولة العالمية العادلة الكاملة ، ويقوم بإدارة شؤونها.
وبعد أن اتّضح كلّ ما قلناه ، نعرف بكلّ جلاء ما هو المراد ممّا ورد من : أنّ الإمام المهديّ عليهالسلام يأتي بأمر جديد ، وسلطان جديد.
( طالب خالد ـ الجزائر ـ ٢٧ سنة ـ التاسعة أساسي )
مثلّث برمودا لا صلة له بالجزيرة الخضراء :
س : هل هناك تفسير ديني لما يحدث في مثلّث برمودا؟
ج : إنّ الحديث عن مثلث برمودا مثل الحديث عن الحكايات الخرافية ، والأساطير الإغريقية ، والقصص الخيالية ، ولكن يبقى الفارق هنا هو : أنّ مثلّث برمودا حقيقة واقعية ، لمسناها في عصرنا هذا ، وقرأنا عنها في الصحف والمجلاّت العربية والعالمية ، ويذهب بنا القول بأنّ مثلّث برمودا يعتبر التحدّي الأعظم الذي يواجه إنسان هذا القرن ، والقرون القادمة.
والتفسيرات التي تفسّر لغز هذا المثلّث :
١ ـ نظرية الزلازل وعلاقتها بما يحدث في مثلّث برمودا.
تقول هذه النظرية : إنّ حدوث الهزّات الأرضية في قاع المحيط تتولّد عنها موجات عاتية وعنيفة ومفاجئة ، تجعل السفن تغطس ، وتتّجه إلى القاع بشدّة في لحظات قليلة.
وبالنسبة للطائرات يتولّد عن تلك الهزّات والموجات في الأجواء ، ممّا يؤدي إلى اختلال في توازن الطائرة ، وعدم قدرة قائدها على السيطرة عليها.
٢ ـ نظرية الجذب المغناطيسي ، وعلاقتها بما يحدث في مثلّث برمودا.
إنّ أجهزة القياس في الطائرات أثناء مرورها فوق مثلّث برمودا تضطرب ، وتتحرّك بشكل عشوائي ، وكذلك في بوصلة السفينة ، ممّا يدلّ على وجود قوّة مغناطيسية ، أو قوّة جذب شديدة وغريبة.
هذا ، ولا يوجد تفسير ديني لهذا المثلّث ، إلاّ أنّه من الظواهر الغريبة الدالّة على عظمة الله تعالى وقدرته.
نعم ، حاول البعض أن يربط بين الجزيرة الخضراء التي يقال أنّ الإمام المهديّ عليهالسلام يعيش فيها وبين مثلّث برمودا ، وهو لم يثبت بدليل قطعي.
( ياسر حسن يعقوب ـ البحرين ـ .... )
يصلّي الإمام الحسين على جنازته :
س : سؤالي يتعلّق بخروج المهديّ المنتظر عليهالسلام إذ هو آخر الأئمّة`عليهمالسلام ، السؤال هو : من الذي سيصلّي على الإمام المهديّ حين وفاته؟
ج : نحن نعتقد بالرجعة التي هي بمعنى : رجوع بعض الأموات إلى الحياة الدنيوية ، قبل قيام يوم القيامة في صورتهم التي كانوا عليها ، وذلك عند قيام المهديّ عليهالسلام.
وروي أنّ أوّل من يرجع هو الإمام الحسين عليهالسلام ، فيستلم الحكم بعد الإمام المهديّ عليهالسلام ، فيكون الإمام الحسين عليهالسلام هو الذي يلي غسله ، وكفنه وحنوطه ، ويواريه في حفرته ، نصّت على هذا المعنى الرواية المروية عن الإمام الصادق عليهالسلام ، التي نقلها العلاّمة المجلسيّ في كتابه بحار الأنوار (١).
__________________
١ ـ بحار الأنوار ٥٣ / ١٠٣.
إذاً ، عندنا أنّ المصلّي على جنازة الإمام المهديّ عليهالسلام هو الإمام الحسين عليهالسلام.
بينما يقول الشيخ مرعي بن يوسف المقدسي الحنبلي ـ من علماء القرن الحادي عشر الهجري ـ في كتابه « فرائد فوائد الفكر في الإمام المهديّ المنتظر » ما نصّه : « ذكر العلماء : أنّ المهديّ يستمرّ مع عيسى عليهالسلام إلى بيت المقدس ، فيموت بها ، ويصلّي عليه هو ومن معه من المسلمين ، ويدفنه هناك » (١).
( عبد السلام ـ هولندا ـ سنّي )
نسبه وعلاقته بالخضر :
س : من هو المهديّ المنتظر؟ هل سيولد من جديد؟ أو هو مولود وموجود في الأرض ، لكن لا يعرفه أحد؟ وهل هو معصوم؟ وما هي علاقته بالخضر؟ والذي تشبه قصّته بالمهديّ المنتظر ، وشكراً لكم.
ج : إنّ المهديّ المنتظر عليهالسلام هو الإمام محمّد بن الحسن العسكريّ بن علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي السجّاد بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام.
قد ولد عليهالسلام يوم الخامس عشر من شهر شعبان ٢٥٥ هـ في مدينة سامراء ، ثمّ لأسباب خاصّة غاب عليهالسلام عن الأنظار إلى أن يأذن له المولى تعالى بالظهور ، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت ظلماً وجوراً.
وهو عليهالسلام معصوم عن الخطأ والمعصية ، و ... كما دلّت عليه أدلّة عصمة الأئمّة عليهمالسلام.
وأمّا علاقته عليهالسلام بالخضر عليهالسلام ، فقد ورد في بعض الروايات عن الإمام الرضا عليهالسلام ما نصّه : « وسيؤنس الله به ـ أي بالخضر ـ وحشة قائمنا في غيبته ، ويصل به وحدته » (٢).
__________________
١ ـ فرائد فوائد الفكر : ١٣٧.
٢ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٣٩١.
( محمّد ـ السعودية ـ ١٦ سنة ـ طالب ثانوية )
الاعتماد عليه لا يوجب طول الأمل والرقود عن الحقّ :
س : إنّ الناس متخاذلون عن الحقّ ، ويقولون : « اللهم عجّل فرجه » ألا تلاحظون أنّ الناس معتمدين على الإمام الحجّة أكثر مما هم معتمدين على أنفسهم؟ ويقولون : سيظهر الحجّة ، ويسود السلام في أرجاء المعمورة.
وسؤالي : لماذا قال الرسول صلىاللهعليهوآله وأهل بيته : أنّ الحجّة سيظهر ، وهم يعلمون أنّ هذا من أسباب الظلم ، وعدم المبالاة بين المسلمين؟
ألا تعتقدون أنّ هذا من طول الأمل ، والرقود عن الحقّ؟ والله من وراء القصد ، وأشكركم على هذا الموقع الخادم لأهل البيت.
ج : في الجواب نشير إلى عدّة مسائل :
١ ـ الدعاء للفرج ممدوح عقلاً ونقلاً :
أمّا عقلاً ، فبما أنّه يبعث بروح الأمل في المؤمن ، ويطرد عنه اليأس والقنوط ، فالدعاء في الحقيقة هو : توطين النفس لهذا المستقبل الزاهر في ظلّ حكومته عليهالسلام ، وعدم الركون للظلم السائد في الأنظمة الحكومية غير الإسلامية.
وأمّا نقلاً ، فوردت عدّة روايات في هذا المجال ، لعلّ أصرحها هو التوقيع الشريف الذي صدر عن الحجّة عليهالسلام ، الذي جاء في نهايته : « وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإن ذلك فرجكم » (١).
٢ ـ إنّ الاعتماد على الحجّة عليهالسلام لإنقاذ البشرية أمر صحيح ، ولكن لا ملازمة بين هذا الاعتقاد وبين التخلّي عن الوظيفة ، فالعمل على طبق الوظيفة تكليف عامّ لا يختصّ بزمان دون زمان.
وباختصار ، نحن نعتقد أنّ الإمام عليهالسلام سيطهّر الأرض من الظلم والبغي ،
__________________
١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٤٨٥ ، الغيبة للشيخ الطوسيّ : ٢٩٣ ، كشف الغمّة ٣ / ٣٤٠.
وسيطبّق الإسلام في كلّ أرجائها ، ولكن لا يعني هذا أن نتخاذل في عصر الغيبة عن نصرة الحقّ ، وأن نتهاون في التكليف المتوجّه إلينا.
٣ ـ قول الرسول صلىاللهعليهوآله وأهل البيت عليهمالسلام في المقام ، هو بشرى للشيعة ، ولمن يأمل أن يرى المدينة الفاضلة للبشرية ، فالإنسان المؤمن عندما يسمع ويقرأ الأحاديث المتعلّقة بشأن الظهور يفرح ويستبشر بالمستقبل ، ويتمنّى ويأمل بأن يكون من أنصار الحجّة عليهالسلام ، فيسعى لنيل هذا المقام بقدر الإمكان ، وهذا يعني الالتزام والعمل الأفضل والأكمل.
وعليه فليس في المسألة ما يعتبر أمراً سلبياً حتّى نتوقّف فيه ، وإن كان شخص يسيء فهم انتظار الفرج ويخدع نفسه لأجل الدعة والراحة وترك التكليف ، فهذا أمر يختصّ بمورده ـ فالعتب عليه ـ لا بأصل الفكرة.
( بشير الحسيني ـ العراق ـ .... )
هو حجّة علينا رغم عدم ظهوره :
س : إذا اتّفقنا أنّ الأرض لا تخلو من حجّة ، ومن المعلوم أنّ الإمام غائب عن الأنظار ، وعدم ظهوره لا يدلّ على عدم وجوده ، هل يعتبر حجّة علينا في الوقت الحالي رغم عدم ظهوره؟!
يرجى الإجابة بالدليل العقليّ ، لا بالدليل الروائي.
ج : المقصود أنّ الأرض لا تخلو من حجّة ـ وهو الأمر المتواتر ، ومن ضرورات المذهب ـ هو عدم خلوّها من الإمام عليهالسلام من عصر الرسالة إلى يوم القيامة.
والحجّية هي مهمّة من مهام الإمام ووظائفه ، ومعناها أنّ الله تعالى يحتجّ به على عباده ، فلذا يسمّى حجّة الله على الخلق.
والمعنى الآخر للحجّية هو : أنّ أقواله وأوامره ونواهيه يجب الالتزام بها والعمل عليها ، ويكفي في صحّة إطلاق الحجّية بهذا المعنى هو التزام المؤمن ، بأنّه إذا صدر أمر أو نهي من الإمام ، فهو سوف يطبّقه ويسير على نهجه ، سواء صدر
ذلك فعلاً أو لم يصدر ، كما في زمن الغيبة.
مضافاً إلى أنّ الكثير من الأوامر والنواهي قد صدرت في زمن الغيبة الصغرى ، فيصحّ إطلاق كلمة الحجّة عليه بهذا المعنى أيضاً.
علماً أنّ وجود الإمام لا يقتصر على الحجّية كما سبق ، بل له مهام ووظائف أُخرى كثيرة جدّاً ، حيث يكون الانتفاع به كالشمس إذا غيّبتها السحاب ، كما ورد في روايات أهل البيت عليهمالسلام.
ثمّ إنّ الدليل الروائي يعتبر من الأدلّة الأربعة في الحجّية والاستنباط ، بل هو يأتي بالمرحلة الثانية بعد القرآن الكريم ، هذا إذا كان حديث آحاد ، أمّا إذا كان الحديث متواتراً فيكون قطعي الصدور ، وفي نفس رتبة القرآن الكريم ، لأنّ كلامهما يمثّلان الوحي الإلهيّ.
( ... ـ .... ـ .... )
ليس هو عيسى نفسه :
س : لقد قرأت في القرآن الكريم قوله تعالى : ( وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ ) (١).
وقوله : ( إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتوفّيكَ وَرَافِعُكَ ) (٢).
وتفسير الآية : إنّ سيّدنا المسيح سيخرج آخر الزمان ، لأنّه رفعه الله تعالى وهو في سنّ الشباب ، لذلك ذكر القرآن الكهولة ـ وهي في حوالي سنّ الأربعين ـ أفلا يعني أنّ المنتظر المهديّ هو المسيح عيسى بن مريم ، حيّ يرزق حتّى يشاء الله العليّ القدير؟ إذ كيف يحكم الإمام موجود ، وخصوصاً نعلم أنّ السيّد المسيح سوف يخرج آخر الزمان ، فالنبيّ ينزل عليه الوحي ، أمّا الإمام فلا؟
ج : قد ثبت في مصادر المسلمين ـ وهو من المتّفق عليه ـ أنّ المهديّ من ولد
__________________
١ ـ آل عمران : ٤٦.
٢ ـ آل عمران : ٥٥.
فاطمة عليهماالسلام ، فهو إذاً غير المسيح ابن مريم عليهماالسلام.
كما ثبت عند الفريقين : أنّ عيسى ينزل ويصلّي خلف الإمام المهديّ عليهالسلام.
قال السيوطي : « فإنّ صلاة عيسى خلف المهديّ ثابتة في عدّة أحاديث صحيحة بإخبار رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهو الصادق المصدّق الذي لا يخلف خبره » (١).
وفي الصواعق : « دعوى تواتر الأحاديث في صلاة عيسى خلف المهديّ » (٢).
ومع تواتر الأخبار بتبعية عيسى للإمام فلا مجال للسؤال عن كيفية حكم الإمام مع وجود السيّد المسيح عليهالسلام ، مضافاً إلى أنّ دين عيسى قد نسخ بالإسلام ، وإلاّ للزم أن يحكم بدين المسيحية ، وهو ضروري البطلان.
( حسن محمّد يوسف ـ البحرين ـ ١٨ سنة. طالب جامعة )
القيام ووضع الكفّ على الرأس عند ذكر لقب القائم :
س : لماذا نحن عندما نذكر لقب صاحب العصر عليهالسلام ( القائم ) نقف ونضع اكفنا على رؤوسنا؟ هل هذه تحية للإمام؟ وشكراً.
ج : لقد وردت روايات وأحاديث تنصّ بأنّ الأئمّة عليهمالسلام قد حثّوا على هذا الأمر ، بل وقد طبّقوها على أنفسهم أحياناً بالقيام ، وتارةً بالقيام ووضع اليد على الرأس متواضعاً ؛ والظاهر أنّها كلّها في سبيل إعطاء الموضوع اهتماماً بالغاً في نفوس الشيعة.
وقال الشيخ النمازيّ في « مستدرك سفينة البحار » ما نصّه : ويستحبّ القيام عند ذكر هذا اللقب ـ القائم ـ لما روي عن تنزيه الخواطر : سئل الإمام الصادق عليهالسلام عن سبب القيام عند ذكر لفظ القائم من ألقاب الحجّة.
قال : « لأنّ له غيبة طولانية ، ومن شدّة الرأفة إلى أحبّته ، ينظر إلى كلّ من يذكره بهذا اللقب المشعر بدولته ، ومن تعظيمه أن يقوم العبد الخاضع عند نظر
__________________
١ ـ الحاوي للفتاوي ٢ / ١٦٧.
٢ ـ الصواعق المحرقة ٢ / ٤٨٠.
المولى الجليل إليه بعينه الشريفة ، فليقم وليطلب من الله جلّ ذكره تعجيل فرجه ».
وروي أيضاً عن الإمام الرضا عليهالسلام في مجلسه بخراسان ، أنّه قام عند ذكر لفظة القائم ، ووضع يديه على رأسه الشريف وقال : « اللهم عجّل فرجه ، وسهّل مخرجه ».
وذكر المحدّث النوري في كتابه « النجم الثاقب » ما ترجمته بالعربية : هذا القيام والتعظيم سيرة تمام أبناء الشيعة في كلّ البلاد ....
وروى العلاّمة المامقاني في رجاله في دعبل ، عن محمّد بن عبد الجبّار في مشكاة الأنوار ، أنّه لما قرأ دعبل قصيدته المعروفة على الإمام الرضا عليهالسلام ، وذكر الحجّة عليهالسلام إلى قوله :
خروج إمام لا محالة خارج |
|
يقوم على اسم الله والبركات |
وضع الرضا عليهالسلام يده على رأسه ، وتواضع قائماً ، ودعا له بالفرج (١).
( أبو حيدر ـ فنلاندا ـ .... )
تعليق على السؤال السابق :
القيام ووضع اليد على الرأس عند ذكر لقبه بالقائم ليس واجباً ، بل من باب التعظيم والاحترام ، وللمعتقد بغيبته وظهوره دليل على انتظار فرجه الشريف ، والاستعداد لنصرته ، وأسوة لمن سبقه من أهل البيت عليهمالسلام بهذا الفعل ، وشكراً.
( .... ـ البحرين ـ .... )
ولادته في كتب أهل السنّة :
س : حشرنا الله مع آل محمّد وإيّاكم.
__________________
١ ـ مستدرك سفينة البحار ٨ / ٦٢٩.
هل هناك روايات عند أهل السنّة تقول : بأنّ الإمام المهديّ ولد؟ جزاكم الله ألف خير ، ونسألكم الدعاء.
ج : قد اعترف علماء كثيرون من أهل السنّة بولادة الإمام المهديّ عليهالسلام فراجع كتاب دفاع عن الكافي (١) للسيّد ثامر العميدي ، فقد ذكر فيه مائة وثمانية وعشرين شخصاً من أهل السنّة ، من الذين اعترفوا بولادة الإمام المهديّ عليهالسلام ، مع ترتيبهم بحسب القرون ، ونحن نقتصر على ذكر بعضهم :
سهل بن عبد الله البخاريّ ، المتوفّى ٣٤١ هـ (٢) ، محمّد بن طلحة الشافعي ، المتوفّى ٦٥٢ هـ (٣) ، سبط ابن الجوزيّ ، المتوفّى ٦٥٤ هـ (٤) ، محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي ، المتوفّى ٦٥٨ هـ (٥) ، ابن خلكان ، المتوفّى ٦٨١ هـ (٦) ، عزيز بن محمّد النسفي الصوفي ـ المتوفّى ٦٨٦ هـ ـ في رسالته ، كما في ينابيع المودّة (٧) ، إسماعيل بن علي أبو الفداء ، المتوفّى ٧٣٢ هـ (٨) ، محمّد الذهبيّ ، المتوفّى ٧٤٨ هـ (٩) ، خليل الصفدي ، المتوفّى ٧٦٤ هـ (١٠) ، عبد الله بن علي اليافعي ، المتوفّى ٧٦٨ هـ (١١) ، ابن الصبّاغ المالكي ، المتوفّى ٨٥٥ هـ (١٢) ، محمّد بن طولون الحنفي ، المتوفّى ٩٥٣ هـ (١٣) ، حسين الديار بكري القاضي ،
__________________
١ ـ دفاع عن الكافي ١ / ٥٦٨.
٢ ـ سرّ السلسلة العلوية : ٤٠.
٣ ـ مطالب السؤول ٢ / ١٥٢.
٤ ـ تذكرة الخواص : ٣٢٥.
٥ ـ البيان في أخبار صاحب الزمان : ٩٧.
٦ ـ وفيات الأعيان ٤ / ٣١.
٧ ـ ينابيع المودّة ٣ / ٣٥٢.
٨ ـ المختصر في أخبار البشر ١ / ٣٦١.
٩ ـ العبر في خبر من غبر ١ / ٣٧٣.
١٠ ـ الوافي بالوفيات ٢ / ٢٤٩.
١١ ـ مرآة الجنان ٢ / ١٢٧.
١٢ ـ الفصول المهمّة : ٢٩٢.
١٣ ـ الأئمّة الإثنا عشر : ١١٧.
المتوفّى ٩٦٦ هـ (١) ، عبد الوهّاب الشعراني الشافعي ، المتوفّى ٩٧٣ هـ (٢) ، أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي ، المتوفّى ٩٧٤ هـ (٣) ، ابن عماد الدمشقي الحنبلي ، المتوفّى ١٠٨٩ هـ (٤) ، محمّد بن علي الصبّان الشافعي ، المتوفّى ١٢٠٦هـ (٥).
( حسين عبد الأمير ـ البحرين. ١٨ سنة ـ طالب )
ماذا يجب أن نفعله في الغيبة :
س : ما واجبنا اتجاه الإمام المهديّ المنتظر وهو في غيبته؟ وما يجب علينا فعله؟
ج : من الأعمال المفروض بنا أن نعملها في زمن الغيبة ، هي :
١ ـ انتظار فرجه عليهالسلام وظهوره ، فقد ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : « أفضل أعمال أُمّتي انتظار الفرج » (٦).
٢ ـ الدعاء له عليهالسلام بتعجيل فرجه ، فقد ورد من الناحية المقدّسة على يد محمّد ابن عثمان في آخر توقيعاته عليهالسلام : « وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإنّ ذلك فرجكم » (٧).
٣ ـ معرفة صفاته عليهالسلام ، وآدابه ، والمحتومات من علائم ظهوره.
__________________
١ ـ تاريخ الخميس ٢ / ٣٤٣.
٢ ـ ينابيع المودّة ٣ / ٣٤٥.
٣ ـ الصواعق المحرقة ٢ / ٦٠١.
٤ ـ شذرات الذهب ٢ / ٢٩٠.
٥ ـ إسعاف الراغبين : ١٣٣.
٦ ـ الإمامة والتبصرة : ١٦٣ ، تحف العقول : ٣٧ ، مناقب آل أبي طالب ٣ / ٥٢٧ ، مجمع الزوائد ١٠ / ١٤٧ ، ينابيع المودّة ٣ / ٣٩٧ ، الجامع الكبير ٥ / ٢٢٥.
٧ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٤٨٥ ، الغيبة للشيخ الطوسيّ : ٢٩٣ ، الاحتجاج ٢ / ٢٨٤.
٤ ـ مراعاة الأدب عند ذكره عليهالسلام ، بأن لا يذكره إلاّ بألقابه الشريفة : كالحجّة والقائم ، والمهديّ ، وصاحب الزمان ، وصاحب الأمر ، وغيرها ، وترك التصريح باسمه الشريف ، وهو اسم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وتكملة ذكره عليهالسلام بقول : عليهالسلام ، أو ( عجّل الله تعالى فرجه ) ، والقيام عند ذكر لقبه « القائم ».
٥ ـ إظهار محبّته عليهالسلام وتحبيبه إلى الناس.
٦ ـ إظهار الشوق إلى لقائه عليهالسلام ورؤيته ، والبكاء والإبكاء والتباكي والحزن على فراقه.
٧ ـ الدعاء والطلب من الله تعالى أن نكون من جنوده وأنصاره واتباعه ، ومن المقاتلين بين يديه ، وأن يرزقنا الشهادة في دولته.
٨ ـ التصدّق عنه عليهالسلام بقصد سلامته.
٩ ـ إقامة مجالس يذكر فيها فضائله عليهالسلام ومناقبه ، أو بذل المال في إقامتها ، والحضور في هكذا مجالس ، والسعي في ذكر فضائله ونشرها.
١٠ ـ إنشاء الشعر وإنشاده في مدحه عليهالسلام ، أو بذل المال في ذلك.
١١ ـ إهداء ثواب الأعمال العبادية المستحبّة له عليهالسلام ، كالحجّ والطواف عنه عليهالسلام ، والصوم والصلاة ، وزيارة مشاهد المعصومين عليهمالسلام ، أو بذل المال لنائب ينوب عنه في أداء تلك الأعمال.
١٢ ـ زيارته عليهالسلام وتجديد البيعة له عليهالسلام بعد كلّ فريضة من الفرائض اليومية ، أو في كلّ يوم جمعة بما ورد عن الأئمّة عليهمالسلام في ذلك.
١٣ـ تعظيم مواقفه عليهالسلام ومشاهده ، كمسجد السهلة ، ومسجد الكوفة وغيرهما.
١٤ ـ ترك توقيت ظهوره عليهالسلام ، وتكذيب المؤقّتين ، وتكذيب من ادّعى النيابة الخاصّة ، والوكالة عنه عليهالسلام في زمن الغيبة الكبرى.
جعلنا الله تعالى وإيّاكم من الممهّدين لدولته ، والمرضيّين عنده.
( عقيل أحمد جاسم ـ البحرين ـ ٣٢ سنة ـ بكالوريوس )
معنى يأتي بكتاب جديد :
س : بخصوص الإمام المنتظر ، قال الإمام أبو عبد الله عليهالسلام : « والله كأنّي أنظر إليه بين الركن والمقام ، يبايع الناس على كتاب جديد » (١) ، والمقصود من ذلك كتاب غير القرآن ، لأنّهم يدّعون بأنّنا نقول : بأنّ القرآن محرّف ، والقرآن الحقيقيّ عند الغائب.
ج : من أين لنا أن نحكم بأنّ الكتاب الجديد هو قرآن جديد ـ والعياذ بالله ـ؟ والظاهر من الرواية إنّه عهد وبرنامج جديد يتعاهده هو عليهالسلام مع أصحابه ، وظهور الكلام كما نعلم حجّة ، وليس في الرواية أية قرينة على خلاف هذا الظهور.
فالنتيجة : إنّ الكتاب ـ هنا ـ بمعنى مخطّط جديد ، مرسوم من قبل الإمام عليهالسلام لتطبيق الدين الإسلامي الحنيف.
( أحمد العصفور ـ عمان ـ ١٤ سنة )
من مميّزات أنصاره :
س : كيف تكون صفات الناس الذين سوف يقاتلون مع الإمام المهديّ عليهالسلام؟ وكيف سيكون العالَم قبل أن يأتي؟ وهل يجب أن يرى كلّ واحد الإمام المهديّ كي يحارب معه؟ وإذا دعوت في صلاتي أن أكون من جيوشه ـ إن شاء الله باستمرار ودائماً ـ هل سأكون؟ وشكراً.
ج : البحث عن موضوع الإمام المهديّ عليهالسلام وكلّ ما يتعلّق به بحث مفصّل ، لا يسعنا التطرّق إليه ، ولكن نشير هنا إلى رؤوس بعض المواضيع ، فإن أردت التفصيل فعليك بالكتب المختصّة في هذا المجال.
__________________
١ ـ الغيبة للنعماني : ١٩٤.
وأمّا الوضع العام للعالم والبشرية قبيل ظهوره عليهالسلام فهو وضع مأساوي وسلبي إلى أبعد الحدود معنوياً ومادّياً ، بحيث لا يبقى طريق وحلّ للخروج من هذا الوضع المؤلم إلاّ اللجوء إليه ، والتمكين لحكمه ودولته عليهالسلام.
أمّا وظيفة المؤمن في عصر الغيبة ، فهي لا تقتصر بجهةٍ دون أُخرى ، بل تشمل الالتزام والعمل بجميع جوانب العقيدة والشريعة ، بما فيها الدفاع عن المبادئ والقيم والمقدّسات.
وأمّا مميّزات أنصار الحجّة عليهالسلام ، فهي باختصار : العمل بالوظائف الدينية في أعلى مراتبها ، ومنها : شدّ أواصر المحبّة والعُلقة القلبية مع صاحب العصر والزمان عليهالسلام ، بحيث يراه كالحاضر والناظر على أفعاله وأعماله.
فالمؤمنون في عصر الغيبة ، وقبيل الظهور ليسوا بقلّة ، ولكن أصحاب الإمام عليهالسلام هم الصفوة من هذه المجموعة ، نتيجةً لسعيهم وثباتهم في سبيل الدين والعقيدة في عصر الغيبة.
وأمّا الدعاء للتوفيق في نصرة الإمام عليهالسلام فهو مندوب وممدوح ، وينبغي لكلّ مسلم وموالي أن يفعل ذلك ؛ فإنّه من رآه الله تعالى على هذه الحالة ، فقد نال ثواب المشاركة والنصرة للحجّة عليهالسلام ، وإن لم يدرك أيّام الظهور.
( علي سلمان ـ البحرين ـ ١٨ سنة ـ طالب جامعة )
المقصود من سرداب الغيبة :
س : ما هي حقيقة سرداب الغيبة؟ وماذا نقصد به؟ والأدعية الواردة له إلى ماذا ترمز؟
ج : إنّ المقصود من سرداب الغيبة هو : سرداب الدار التي كان يسكنها الإمام الهادي والإمام العسكريّ والإمام المهديّ عليهمالسلام ، ويقال : إنّ غيبة الإمام المهديّ عليهالسلام حصلت منه ، أي إنه آخر مكان شوهد فيه الإمام قبل غيبته.
وقد وردت بعض الزيارات والأدعية عند الوقوف عليه ، والتي ترمز إلى إظهار
المحبّة والمودّة له عليهالسلام ، والدعاء له في تعجيل فرجه ، وغير ذلك.
( أحمد ـ السعودية ـ سنّي ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )
حجّة الله على الخلق :
س : كيف يكون الإمام المهديّ حجّة وهو غائب؟ وما هي الفائدة منه حال غيبته؟
ج : لاشكّ ولا ريب أنّ الإمام المهديّ عليهالسلام حجّة الله تعالى على الخلق ، بمعنى أنّ الله تعالى يحتجّ به على عباده يوم القيامة ، وعليه فالحجّية مهمّة من مهام الإمام ووظائفه.
فغيابه عليهالسلام عن أنظار الخلق ـ بمعنى أنّ الخلق لا يراه بينما هو يراهم ـ لا يضرّ على هذا المعنى من الحجّية ، فهو ناظر إلى أعمالنا ، ومطّلع عليها.
وإن قلنا : إنّ معنى الحجّية هو الالتزام بأقوال الإمام عليهالسلام ، وأوامره ونواهيه ، والعمل عليها ، فغيابه عليهالسلام أيضاً لا يضرّ ، إذ يكفي في صحّة إطلاق الحجّية بهذا المعنى هو التزام المؤمن ، بأنّه إذا صدر أمر أو نهي من الإمام سوف يطبّقه ، ويسير على نهجه ، سواء صدر ذلك فعلاً أو لم يصدر ، كما في زمن الغيبة.
علماً أنّ وجود الإمام عليهالسلام لا يقتصر على الحجّية ، بل له مهام وفوائد ووظائف أُخرى كثيرة جدّاً ، بحيث يكون الانتفاع به كالشمس إذا غيّبتها السحاب ، كما ورد ذلك في روايات أهل البيت عليهمالسلام.
فقد سئل النبيّ صلىاللهعليهوآله عن كيفية الانتفاع بالإمام المهديّ عليهالسلام في غيبته فقال : « إي والذي بعثني بالنبوّة ، إنّهم يستضيئون بنوره ، وينتفعون بولايته في غيبته ، كانتفاع الناس بالشمس ، وإن تجلّلها السحاب » (١).
وروي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال ـ بعد أن سئل عن كيفية انتفاع الناس
__________________
١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٥٣ ، ينابيع المودّة ٣ / ٢٣٨ ، كشف الغمّة ٣ / ٣١٥.
بالحجّة الغائب المستور ـ : « كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب » (١).
وروي أنّه خرج من الناحية المقدّسة إلى إسحاق بن يعقوب على يد محمّد بن عثمان : « وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي ، فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب » (٢).
فيمكن أن يقال : إنّ الشبه بين مهدي هذه الأُمّة ، وبين الشمس المجلّلة بالسحاب من عدّة وجوه :
١ ـ المهديّ عليهالسلام كالشمس في عموم النفع ، فنور الوجود والعلم والهداية يصل إلى الخلق بتوسّطه.
٢ ـ إنّ منكر وجود المهديّ عليهالسلام كمنكر وجود الشمس إذا غيّبها السحاب عن الأبصار.
٣ ـ إنّ الشمس المحجوبة بالسحاب مع انتفاع الناس بها فإنهم ينتظرون في كلّ آن انكشاف السحاب عنها وظهورها ؛ ليكون انتفاعهم بها أكثر ، فكذلك في أيّام غيبته عليهالسلام ، ينتظر المخلصون من شيعته خروجه ، وظهوره في كلّ وقت وزمان ولا ييأسون منه.
٤ ـ إنّ الشمس قد تخرج من السحاب على البعض دون الآخر ، فكذلك يمكن أن يظهر في غيبته لبعض الخلق دون البعض.
٥ ـ إنّ شعاع الشمس يدخل البيوت بقدر ما فيها من النوافذ ، وبقدر ما يرتفع عنها من الموانع ، فكذلك الخلق إنّما ينتفعون بأنوار هدايته بقدر ما يرفعون الموانع عن حواسّهم ومشاعرهم ، من الشهوات النفسية والعلائق الجسمانية ، والالتزام بأوامر الله والتجنّب عن معاصيه ، إلى أن ينتهي الأمر حيث يكون بمنزلة مَن هو تحت السماء يحيط به شعاع الشمس من جميع جوانبه بغير حجاب.
__________________
١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٠٧ ، الأمالي للشيخ الصدوق : ٢٥٣ ، روضة الواعظين : ١٩٩.
٢ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٤٨٥ ، الاحتجاج ٢ / ٢٨٤ ، الخرائج والجرائح ٣ / ١١١٥.
( السيد الموسوي البحراني ـ البحرين ـ ٣٦ سنة ـ طالب علم )
يحكم بالحكم الواقعي لا الظاهري :
س : الإمام الحجّة عليهالسلام عند خروجه ، هل يحكم بين الناس بالأحكام الظاهرية كأجداده أم له أحكام خاصّة تختلف عنهم؟ الرجاء دعم الإجابة بالروايات.
ج : قد وردت عندنا روايات صحيحة تشير إلى أنّ الإمام المهديّ عليهالسلام يحكم بحكم داود عليهالسلام ، فقد ورد عنهم عليهمالسلام : إنّ روح القدس يتلقّاهم بما ليس عندهم ، فعن عن عمّار الساباطي قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : بما تحكمون إذا حكمتم؟ قال : « بحكم الله وحكم داود ، فإذا ورد علينا الشيء الذي ليس عندنا ، تلقّانا به روح القدس » (١).
وعن الإمام الصادق عليهالسلام : « إذا قام قائم آل محمّد صلىاللهعليهوآله حكم بحكم داود عليهالسلام ، لا يحتاج إلى بيّنة ، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ، ويخبر كلّ قوم بما استبطنوه ، ويعرف وليّه من عدّوه بالتوسم ... » (٢).
فمن هذا يتبيّن : إنّ الإمام المهديّ عليهالسلام يحكم بالحكم الواقعي لا الظاهري ، والله أعلم.
( حسن ـ السعودية ـ سنّي ـ ٢٧ سنة ـ طالب جامعة )
عقيدتنا فيه :
س : أشكرك أخي على ردّك عليّ ، ولكن أردت أن أسألك عن المهديّ المنتظر ، هو معروف ومتعارف عليه لذي المذهبين السنّة والشيعة ، وما هو متعارف عندنا أنّه يأتي في آخر الزمان ، واسمه من اسم الرسول ، ويأتي وهو بسنّ الأربعين.
__________________
١ ـ الكافي ١ / ٣٩٨ ، بصائر الدرجات : ٤٧١.
٢ ـ روضة الواعظين : ٢٦٦ ، الإرشاد ٢ / ٣٨٦.
لو تكرّمت أخي الكريم : أُريد أن أعرف ما هو المهديّ المنتظر في مذهبكم؟ ولك منّي جزيل الشكر.
ج : الإمام المهديّ المنتظر عليهالسلام هو الإمام الثاني عشر من أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، الذين نصَّ عليهم النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وذكرتهم المجامع الحديثية عند الشيعة الإمامية بعددهم وأسمائهم ، واكتفت بعض المجامع الحديثية السنّية بذكر عددهم دون أسمائهم ، كما في صحيحي البخاريّ ومسلم ، في أحاديث الخلفاء اثنا عشر ، وفي بعض الأحاديث يرد ذكر القبيلة التي ينتمي إليها هؤلاء الخلفاء أو الأئمّة ، كقوله صلىاللهعليهوآله : « كلّهم من قريش » (١).
وأيضاً يرد امتداد خلافة هؤلاء الخلفاء حتّى قيام الساعة ، كما في الحديث الذي أورده مسلم في صحيحه : « لا يزال الدين قائماً حتّى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش ... » (٢).
ولم يستقم تفسير لهذه الأحاديث الشريفة إلاّ بما تذكره المجامع الحديثية
الشيعيّة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : بأنّ الخلفاء أو الأئمّة هم اثنا عشر ، أوّلهم علي بن أبي طالب عليهالسلام وآخرهم المهديّ المنتظر عليهالسلام.
ولا يوجد تفسير صحيح عند أيّ من المذاهب الإسلامية لهذه الأحاديث الصحيحة المتظافرة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، سوى ما نشهده عند الشيعة الإمامية فقط.
وهذه الأحاديث تذكر : أنّ امتداد خلافة الأئمّة عليهمالسلام تمتد إلى قيام الساعة ، وهو ما يستقيم تماماً وبالشكل الذي يفسّره حديث الثقلين ، بأنّ الكتاب وأهل البيت عليهمالسلام لن يفترقا حتّى يردا على النبيّ صلىاللهعليهوآله الحوض ، وهو كناية عن يوم
__________________
١ ـ مسند أحمد ٥ / ٨٧ ، صحيح البخاريّ ٨ / ١٢٧ ، صحيح مسلم ٦ / ٣ سنن أبي داود ٢ / ٣٠٩ ، الجامع الكبير ٣ / ٣٤٠.
٢ ـ صحيح مسلم ٦ / ٤ ، مسند أحمد ٥ / ٨٩.
القيامة ، كما في الحديث الذي رواه الحاكم في مستدركه : « إنّي تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله تعالى وعترتي ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (١).
فعقيدتنا في الإمام المهديّ عليهالسلام أنّه مولود في سامراء ، في الخامس عشر من شعبان سنة ٢٥٥ هـ ، وهو ابن الإمام الحسن العسكريّ عليهالسلام ، وهو حيّ غائب ، له غيبتان ، الغيبة الصغرى امتدت ما يقرب من سبعين عاماً ، ابتدأت بعد وفاة والده الإمام العسكريّ عليهالسلام سنة ٢٦٠ هـ. عيّن فيها الإمام المهديّ عليهالسلام أربعة وكلاء كانوا الواسطة بينه وبين شيعته ومواليه في تلك الفترة ، ثمّ خرج توقيع من الإمام المهديّ عليهالسلام على يد الوكيل الرابع علي بن محمّد السمري ، يخبره فيها بوقوع الغيبة الكبرى ، والتي ينتهي أمدها بأمر وإذنٍ من الله تعالى له بالخروج ، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما مُلئت ظلماً وجوراً ، كما هو الوارد في المجامع الحديثية عند الفريقين ، والتي اتفقت على ظهوره عليهالسلام.
فقد روى أحمد بن حنبل بسنده عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : « لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لبعث الله عزّ وجلّ رجلاً منّا ، يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً » (٢).
واسم الإمام المهديّ عليهالسلام هو محمّد اسم النبيّ المصطفى صلىاللهعليهوآله ، فقد أخرج أبو داود بسنده عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : « لا تذهب ـ أو لا تنقضي ـ الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي » (٣).
وقد ذكرت الأحاديث الواردة في خصوص الإمام المهديّ عليهالسلام أنّه سيخرج وهو على هيئة رجل شاب في الأربعين من عمره ، لم تعمل فيه السنين المتقادمة عملها من الهرم والعجز ، وذلك سرّ من أسرار الله في خلقه.
__________________
١ ـ المستدرك ٣ / ١٠٩ ، كتاب السنّة : ٣٣٧ و ٦٣٠.
٢ ـ مسند أحمد ١ / ٩٩.
٣ ـ سنن أبي داود ٢ / ٣١٠.
( زين العابدين أيوبي ـ سورية ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )
غير السفّاح الوارد في بعض الروايات :
س : كثيراً ما يتشدّق النواصب ويدّعون بأنّ لهم مهدياً غير مهدي آل محمّد عليهمالسلام ، الذي ينعتونه بالسفّاح وغير ذلك من الألقاب البذيئة ، فما القول الفصل فيمن يزعم وجود أكثر من مهدي؟
وهل يمكن اعتبار السفياني مهدي النواصب؟ ونرجو التفصيل أكثر بالنسبة للتمييز بين عدل المهديّ بشيعته وقسوته على أعدائه ، وشكراً.
ج : لقد وضع بنو العباس أحاديث تشير إلى أنّ المهديّ عليهالسلام من نسل جدّهم العباس ، وقد ضُعِّفت جميع تلك الأحاديث ، ولعلّ هذا الحديث أيضاً من الأحاديث التي أرادوا الإشارة بها إلى أحقّية خلافتهم المتمثّلة في أوّل خلفائهم ، وهو أبو العباس السفّاح ، والملاحظ لتلك الأحاديث التي ورد بها ذكر السفّاح ، أنّ هناك الكثير ممّن ذكر نفس تلك الأحاديث دون ذكر أنّ المهديّ يقال له السفّاح.
والاختلاف الحاصل في وجود أكثر من مهدي ناشئ من أنّ بعض علماء السنّة يقولون : إنّ المهديّ لم يولد ، بل سيولد ، فترى بين الحين والآخر يظهر من يدّعي أنّه المهديّ!
والذي عليه اعتقادنا نحن مذهب أهل البيت عليهمالسلام : إنّ المهديّ عليهالسلام ولد ، وهو الابن الوحيد للإمام الحسن العسكريّ عليهالسلام ، وقد اعترف بولادته الكثير من علماء السنّة.
وأهل السنّة الذين يقولون : إنّ المهديّ لم يولد ، لا يبعد منهم أن يتمسّكوا بأيّ شخص ، ويقولون إنّه المهديّ ، فلا يبعد أن يتمسّكوا بالسفيانيّ ، ليكون مهدياً لهم ، بعد أن تمسّكوا على مرّ التاريخ بأشخاص ادعوا المهديّة ، هم بعيدون كلّ البعد عن حقيقة ذلك.
إنّ قيام دولة الإمام المهديّ ، وتحقيق العدالة الكاملة فيها لا يتحقّق إلاّ