لأكون مع الصّادقين

الدكتور محمّد التيجاني السماوي

لأكون مع الصّادقين

المؤلف:

الدكتور محمّد التيجاني السماوي


المحقق: مركز الأبحاث العقائديّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-8629-15-3
الصفحات: ٤٥٥

علمي » (١) و « أبو ولدي » (٢) ويقول : « عليّ سيّد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجّلين » (٣).

ولكن مع الأسف مازادهم ذلك إلاّ حسداً وحقداً ، وبذلك استدعاه رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل موته فعانقه وبكى وقال له : « ياعليّ إنّي أعلم أنّ

__________________

الألباني في صحيحته تحت رقم ٢٢٢٣ بلفظ : « وهو ولي كلّ مؤمن بعدي » وقال : « أخرجه الترمذي ٣٧١٣ ، والنسائي في الخصائص ص ١٣ ـ ١٦ ـ ١٧ ، وابن حبان ٢٢٠٣ ، والحاكم ٣ : ١١٠ ، والطيالسي في مسنده ٨٢٩ ، وأحمد ٤ : ٤٣٧ ، وابن عدي في الكمال ٢ : ٥٦٨ ـ ٥٦٩ » الصحيحة ٥ : ٢٦١.

وقال الحاكم في المستدرك : « صحيح على شرط مسلم » ، وأقرّه الذهبي.

وقد ردّ الشيخ الألباني على ابن تيمية ومن لفّ لفّه في تضعيفهم لهذا الحديث ، فقال في الموضع المذكور من الصحيحة : « فمن العجب حقّاً أن يتجرّأ شيخ الإسلام ابن تيمية على إنكار هذا الحديث وتكذيبه في منهاج السنّة ٤ : ١٠٤ ... فلا أدري بعد ذلك وجه تكذيبه للحديث إلاّ التسرع والمبالغة في الردّ على الشيعة »!!

فانظر وأعجب لهؤلاء القوم الذين حدا بهم التعصّب المقيت والبغض للتشيع أن يطعنوا في الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟!!.

١ ـ في العمدة لابن البطريق : ٢٨١ عن ابن المغازلي في المناقب : ٥٠ : « فهو باب مدينة علمي ».

٢ ـ في ينابيع المودة ٢ : ٣٤٤ عن جواهر العقدين ٢ : ٢٠٦ وابن المغازلي ١٣ : « قال علي عليه‌السلام : فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه : أنت أبو ولدي غيري؟ » ، وفي الرياض النضرة ٤ : ١٠٧ ح ١٣٢٨ : « أنت أخي وأبو ولدي » ، قال : « أخرجه أحمد في المناقب ».

٣ ـ مستدرك الحاكم ٣ : ١٣٨ ، وقال : « هذا حديث صحيح الإسناد ولم

١٨١

لك ضغائن في صدور قوم سوف يظهرونها لك بعدي ، فإن بايعوك فاقبل ، وإلاّ فاصبر حتّى تلقاني مظلوماً » (١).

فإذا كان أبو الحسن سلام اللّه عليه لزم الصبر بعد بيعة أبي بكر ، فذلك بوصية الرسول له ، وفي ذلك من الحكمة ما لا يخفى.

خامساً : أضف إلى كلّ ماسبق أنّ المسلم إذا ماقرأ القرآن الكريم وتدبّر آياته ، يعرف من خلال قصصه التي تناولت الأُمم والشعوب

__________________

يخرّجاه » ، حلية الأولياء ١ : ٦٣ ، المعجم الصغير ٢ : ٨٩ ، نظم درر السمطين : ١١٤ ، شرح نهج البلاغة ٩ : ١٧٠ ، وفي الاصابة ٤ : ٥ بلفظ : « أوحي إليّ في عليّ أنّه إمام المتقين » ، أخبار أصبهان ٢ : ٢٢٩ ، المناقب للخورزمي : ١١٣ و ٢٩٥ و ٣٢٣ و ٣٦٠ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٣٠٢.

١ ـ نحوه تاريخ دمشق ٤٢ : ٣٢٤ ، المناقب للخوارزمي : ٦٥ ح ٣٥ ، الرياض النضرة ٤ : ١٥٨ ح ١٥١٨ ، مسند أبي يعلى ١ : ٤٢٦ ح ٥٦٥ ، مجمع الزوائد ٩ : ١١٨ وقال : « رواه أبو يعلى والبزار ، وفيه الفضل بن عميرة وثّقه ابن حبان وضعفه غيره ، وبقية رجاله ثقات ».

والذي يؤيّد هذا الكلام ، وأنّ الأُمّة ستنقلب على عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ : ١٤٠٦ ح ٤٧٣٤ وأقرّ الذهبي بصحته قول علي عليه‌السلام : « إنّ ممّا عهد إليّ النبي أنّ الأُمّة ستغدر بي بعده ».

١٨٢

السابقة أنّه وقع فيهم أكثر ممّا وقع فينا ، فها هو قابيل يقتل أخاه هابيل ظلماً وعدواناً ، وها هو نوح جدّ الأنبياء بعد ألف سنة من الجهاد لم يتبعه من قومه إلاّ القليل وكانت امرأته وابنه من الكافرين ، وها هو لوط لم يوجد في قريته غير بيت من المؤمنين ، وها هم الفراعنة الذين استكبروا في الأرض واستعبدوا الناس لم يكن فيهم غير مؤمن يكتم إيمانه.

وهاهم إخوة يوسف أبناء يعقوب ، وهم عصبة يتآمرون على قتل أخيهم الصغير بغير ذنب اقترفه ، ولكن حسداً له لأنّه أحبّ إلى أبيهم ، وها هم بنوا إسرائيل الذين أنقذهم اللّه بموسى ، وفلق لهم البحر ، وأغرق أعداءهم فرعونَ وجنوده بدون أن يكلّفهم عناء الحرب ، ما إن خرجوا من البحر ولم تجفّ أقدامهم ، فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا : ياموسى ، اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة! قال : إنّكم قوم تجهلون.

ولمّا ذهب إلى ميقات ربّه ، واستخلف عليهم أخاه هارون تآمروا عليه وكادوا يقتلونه ، وكفروا باللّه ، وعبدو العجل ، ثمّ قتلوا أنبياء اللّه ، قال تعالى : ( أفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) (١).

__________________

١ ـ البقرة : ٨٧.

١٨٣

وها هو سيّدنا يحيى بن زكريا ، وهو نبي وحصور ومن الصالحين ، يقتلُ ويهدى رأسه إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.

وها هم اليهود والنصارى يتآمرون على قتل وصلب سيّدنا عيسى.

وها هي أُمّة محمّد تعد جيشاً قُوامه ثلاثين ألفاً لقتل الحسين ريحانة رسول اللّه وسيّد شباب أهل الجنة ، ولم يكن معه غير سبعين من أصحابه ، فقتلوهم جميعاً بما في ذلك أطفاله الرضّع.

فأيّ غرابة بعد هذا؟!

أيّ غرابة بعد قول الرسول لأصحابه : « ستتبعون سُنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه » ، قالوا : أتراهم اليهود والنصارى؟ قال : « فمن؟ » (١).

أيّ غرابة ونحن نقرأ في البخاري ومسلم قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « يؤتى بأصحابي يوم القيامة إلى ذات الشمال ، فأقول : إلى أين »؟ فيقال : إلى النار واللّه ، فأقول : « ياربّ هؤلاء أصحابي » ، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : « سُحقاً لمن بدّل بعدي ، ولا آراه يخلص منهم

__________________

١ ـ صحيح البخاري ٨ : ١٥١ ، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة ، باب قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لتتبعن سنن ... ».

١٨٤

إلاّ مثل همل النعم » (١).

أيّ غرابه بعد قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ستفترق أُمّتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلّها في النار إلاّ فرقة واحدة » (٢).

وصدق العلّي العظيم ربّ العزّة والجلالة العليم بذات الصدور إذ يقول :

( وَمَا أكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ) (٣).

( بَلْ جَاءَهُمْ بِالحَقِّ وَأكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) (٤).

( لَـقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالحَقِّ وَلَكِنَّ أكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) (٥).

( ألا إنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) (٦).

( يُرْضُونَكُمْ بِأفْوَاهِهِمْ وَتَأبَى قُلُوبُهُمْ وَأكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ) (٧).

__________________

١ ـ راجع حديث الحوض بألفاظه المختلفة : صحيح البخاري ٧ : ٢٠٩ ، كتاب الرقاق ، باب في الحوض ، صحيح مسلم ٧ : ٦٥ ، كتاب الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا.

٢ ـ المصنّف لعبد الرزاق ١٠ : ١٥٦ ح ١٨٦٧٥ ، وقد تقدّم تخريجه فيما مضى ، فراجع.

٣ ـ يوسف : ١٠٣.

٤ ـ المؤمنون : ٧٠.

٥ ـ الزخرف : ٧٨.

٦ ـ يونس : ٥٥.

٧ ـ التوبة : ٨.

١٨٥

( إنَّ اللّهَ لَذُو فَضْل عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ ) (١).

( يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأكْثَرُهُمُ الكَافِرُونَ ) (٢).

( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأبَى أكْثَرُ النَّاسِ إلا كُفُوراً ) (٣).

( وَمَا يُؤْمِنُ أكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) (٤).

( بَلْ أكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ ) (٥).

( أفَمِنْ هَذَا الحَدِيثِ تَعْجَـبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلا تَـبْكُونَ * وَأنْتُمْ سَامِدُونَ ) (٦).

__________________

١ ـ يونس : ٦٠.

٢ ـ النحل : ٨٣.

٣ ـ الفرقان : ٥٠.

٤ ـ يوسف : ١٠٦.

٥ ـ الأنبياء : ٢٤.

٦ ـ النجم : ٥٩ ـ ٦١.

١٨٦

حسرة وأسى

كيف لا أتحسّر؟ بل كيف لا يتحسّر كلّ مسلم عند قراءة مثل هذه الحقائق ، على ماخسره المسلمون بإقصاء الإمام عليّ عن الخلافة التي نصّبه رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيها ، وحرمان الأُمّة من قيادته الحكيمة ، وعلومه الكثيرة؟!

وإذا مانظر المسلم بغير تعصّب ولا عاطفة لوجده أعلم الناس بعد الرسول ، فالتاريخ يشهد أنّ علماء الصحابة استفتوه في كلّ ما أشكل عليهم ، وقول عمر بن الخطاب أكثر من سبعين مرّة « لولا عليّ لهلك عمر » (١) ، في حين إنّه عليه‌السلام لم يسأل أحداً منهم أبداً.

كما أنّ التاريخ يعترف بأنّ عليّ بن أبي طالب أشجع الصحابة وأقواهم ، وقد فرّ الشجعان من الصحابة في مواقف عديدة من الزّحف ، في حين ثبتَ هو عليه‌السلام في المواقف كلّها ، ويكفيه دليلاً الوسام الذي وسّمه به رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عندما قال :

__________________

١ ـ المناقب للخوارزمي ٨١ ح ٦٥ ، نظم درر السمطين : ١٣٢ ، فيض القدير للمناوي ٤ : ٤٧٠ ، ذخائر العقبى : ٨٢ ، تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة : ١٥٢.

١٨٧

« لأعطين غداً رايتي إلى رجل يحبّ اللّه ورسوله ويحبُّه اللّه ورسولُه كرَّارٌ ليس فرّاراً امتحن اللّه قلبه للإيمان » (١).

فتطاول إليها الصحابة فدفعها إلى عليّ بن أبي طالب.

وباختصار فإنّ موضوع العلم والقوّة والشجاعة التي يَختصّ بها الإمام عليّ موضوع معروف لدى الخاصّ والعامّ ولا يختلف فيه اثنان ، وبقطع النظر عن النصوص الدالّة على إمامته بالتصريح والتلميح ، فإنّ القرآن الكريم لا يعترف بالقيادة والإمامة إلاّ للعالِم الشجاع القوي ، قال اللّه سبحانه وتعالى في وجوب اتّباع العلماء :

( أفَمَنْ يَهْدِي إلَى الحَقِّ أحَقُّ أنْ يُتَّبَعَ أمَّنْ لا يَهِدِّي إلا أنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (٢).

وقال تعالى في وجوب قيادة العالم الشجاع القوي : ( قَالُوا أنَّى يَكُونُ لَهُ المُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أحَقُّ بِالمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ المَالِ قَالَ إنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي العِلْمِ وَالجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي

__________________

١ ـ حديث الراية ورد بألفاظ وأسانيد مختلفة ، راجع : صحيح البخاري ٥ : ٧٦ ، كتاب فضائل الصحابة ، باب مناقب علي بن أبي طالب وكتاب المغازي ، باب غزوة خيبر ، صحيح مسلم ٥ : ١٩٥ ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل عليّ بن أبي طالب ، تاريخ دمشق ٤١ : ٢١٩ ، وغيرها من المصادر المعتبرة.

٢ ـ يونس : ٣٥.

١٨٨

مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (١).

ولقد زاد اللّه سبحانه الإمام عليّ بالنسبة إلى كل الصحابة زاده بسطة في العلم ، فكان بحقّ « باب مدينة العلم » ، وكان هو المرجع الوحيد للصحابة بعد وفاة رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان الصحابة كلّما عجزوا عن حلّ يقولون : « معضلة وليس لها إلاّ أبو الحسن » (٢).

وزاده بسطة في الجسم ، فكان بحقّ أسد اللّه الغالب ، وأصبحت قوّته وشجاعته مضرب الأمثال عبر الأجيال ، حتّى روى المؤرّخون فيها قصصاً تقارب المعجزات ، كاقتلاع باب خيبر وقد عجز عن تحريكه فيما بعد عشرون صحابياً (٣) ، واقتلاع الصنم الأكبر هبل (٤) من فوق سطح الكعبة ، وتحويل الصخرة العظيمة التي عجز الجيش كلّه عن تحريكها (٥) وغير ذلك من الروايات المشهورة.

وقد أشاد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بابن عمّه علي ، وأبان فضله وفضائله في كلّ

__________________

١ ـ البقرة : ٢٤٧.

٢ ـ راجع قول عمر في ذلك : أُسد الغابة ٤ : ٢٣ ، الإصابة ٤ : ٤٦٧ ، فتح الباري ١٣ : ٢٨٦ ، فيض القدير ٤ : ٤٧٠ ، الطبقات الكبرى ٢ : ٣٣٩ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٤٠٦ ، تهذيب الكمال للمزي ٢٠ : ٤٨٥.

٣ ـ المناقب للخوارزمي ١٧٢ ح ٢٠٧ ، تاريخ بغداد ١١ : ٣٢٣ ح ٦١٤٢ ، كشف الخفاء للعجلوني ١ : ٢٣٢ ح ٧١٠.

٤ ـ شرح النهج لابن أبي الحديد ١ : ٢١ المقدمّة.

٥ ـ المصدر نفسه.

١٨٩

مناسبة ، وعرّف بخصائصه ومزاياه :

فمرّة يقول : « إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا » (١).

ومرّة يقول له : « أنتَ منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نَبي بعدي » (٢).

وأُخرى يقول : « من أراد أن يحيا حياتي ، ويموت موتي ، ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي ، فليتولّ عليّ بن أبي طالب ، فإنّه لن يخرجكم من هدى ، ولن يدخلكم في ضلالة » (٣).

والأحاديث فيه فحسب ، بل إنّ أقواله تجسّدت في أعماله ، فلم يؤمِّر في حياته على عليّ أحداً من الصحابة بالرغم من تأميرهم على بعضهم البعض ، فقد أمرّ على أبي بكر وعمر في غزوة ذات

__________________

١ ـ تاريخ الطبري ٢ : ٦٣ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٤٩ ، الكامل لابن الأثير ٢ : ٦٣.

٢ ـ صحيح البخاري ٥ : ٥٧٦ ، كتاب فضائل الصحابة ، باب مناقب عليّ بن أبي طالب ، صحيح مسلم ٧ : ١٢٠ ، الموضع نفسه.

٣ ـ نحوه في المعجم الكبير للطبراني ٥ : ١٩٤ ، المناقب للخوارزمي : ٧٥ ح ٥٥ ، حلية الأولياء ١ : ١٢٧ ، وأخرجه الطبري في الذيل المذيل ـ كما في منتخبه : ٨٣ ـ عن يحيى بن يعلى المحاربي من رجال الصحيحين ، وفي المستدرك للحاكم ٣ : ١٢٨ عن يحيى بن يعلى الأسلمي وقال : « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه » ، والأسلمي هذا أخرج له ابن حبان في صحيحه حديثاً في تزويج فاطمة عليها‌السلام.

١٩٠

السلاسل عمرو بن العاص (١).

كما أمّر عليهم جميعاً شاباً صغيراً أُسامة بن زيد ، وذلك في سرية أُسامة قبل موته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

أمّا عليّ بن أبي طالب فلم يكن في بعث إلاّ وهو الأمير ، حتّى إنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث في مرّة بعثين ، وأمّر علياً على بعث وخالد بن الوليد على بعث وقال لهم : إذا افترقتُم فكلّ واحد على جيشه وإذا التقيتُم فعلىٌ على الجيش كلّه (٢).

ونستنتجُ من كلّ ماتقدّم بأنّ عليّاً هو ولىّ المؤمنين بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا ينبغي لأحد أن يتقدّم عليه.

ولكن مع الأسف الشديد فقد خسر المسلمون خسارة فادحة ، وهم يعانون حتّى اليوم ويجنون ثمار ماغرسوه ، وقد عرف التالون غبَّ ما أسّسه الأولون.

وهل يمكن لأحد أن يتصوّر خلافة راشدة كخلافة عليّ بن أبي طالب ، لو اتبعتْ هذه الأُمّة ما اختاره اللّه ورسوله؟! فعلىٌّ كان

__________________

١ ـ تاريخ الطبري : حوادث السنة الثامنة ، السيرة الحلبية ٣ : ٢٦٨ ، الطبقات الكبرى : سريّة عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل ، سير أعلام النبلاء للذهبي ٣ : ٥٩ ترجمة عمرو بن العاص.

٢ ـ السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٣٣ ح ٨٤٧٥ ، المعجم الأوسط للطبراني ٦ : ١٦٢ ، البداية والنهاية ٧ : ٣٨٠.

١٩١

بإمكانه أن يقود الأُمّة طول ثلاثين عاماً على نسق واحد ، كما قادها رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبدون أيّ تغيير ، ذلك لأنّ أبا بكر وعمراً غيّرا واجتهدا بأدائهما مقابل النصوص وأصبح فعلهما سنّة متّبعة ، ولّما جاء عثمان للخلافة غيّر أكثر حتى قيل : إنه خالف كتاب اللّه وسنّة رسوله وسنّة أبي بكر وعمر ، وأنكر عليه الصحابة ذلك ، وقامت عليه ثورة شعبية عارمة أودت بحياته ، وسبّبتْ فتنة كبرى في الأُمّة لم يندمل جرحها حتى الآن.

أمّا عليّ بن أبي طالب فكان يتقيّد بكتاب اللّه وسنّة رسوله ، لا يحيد عنهما قيد أنملة ، وأكبر شاهد على ذلك أنّه رفض الخلافة عندما اشترطوا عليه أن يحكم مع كتاب اللّه وسنّة رسوله سنّة الخليفتين.

ولسائل أن يسأل : لماذا يتقيّد علي بكتاب اللّه وسنّة رسوله ، بينما اضطرّ أبو بكر وعمر وعثمان للاجتهاد والتغيير؟

والجواب هو : أنّ عليّاً عنده من العلم ماليس عندهم ، وأنّ رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خصّه بألف باب من العلم يفتح لكلّ باب ألف باب (١) وقال له :

« أنتَ ياعليّ تبينّ لأُمّتي ما اختلفوا فيه بعدي » (٢).

__________________

١ ـ نظم درر السمطين : ١١٣ ، كنز العمال ١٣ : ١١٤ ح ٣٦٣٧٢.

٢ ـ المستدرك للحاكم ٣ : ١٣٢ وقال : « هذا حديث صحيح على شرط

١٩٢

أمّا الخلفاء فكانوا لا يعلمون كثيراً من أحكام القرآن الظاهرية فضلاً عن تأويله ، فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما في باب التيمّم بأن رجلاً سأل عمر بن الخطاب أيام خلافته فقال : يا أمير المؤمنين إنّي أجنبتُ ولم أجد الماء فماذا أصنع؟ قال له عمر : لا تُصلّ (١)!!

وكذلك لم يعرف حكم الكلالة حتى مات ، وهو يقول : وددتُ لو سألتُ رسول اللّه عن الكلالة (٢) بينما حكمها مذكور في القرآن الكريم ، وهكذا كان عمر الذي يقول عنه أهل السنّة والجماعة بأنّه من الملهمين على هذا المستوى العلمي ، فلا تسأل عن الآخرين الذين أدخلوا البدع في دين اللّه بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير سوى اجتهادات شخصية.

ولقائل أن يقول : إذا كان الأمر كذلك فلماذا لم يُبيّن الإمام عليّ

__________________

الشيخين ولم يخرّجاه » ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٣٨٧ ، المناقب للخوارزمي : ٨٥ ح ٧٥ ، حلية الأولياء ١ : ١٠٣ ح ١٩٢.

١ ـ صحيح مسلم ١ : ١٩٣ ، كتاب الحيض ، باب التيمّم ، وصحيح البخاري ١ : ٨٧ ، كتاب التيمّم ، باب ٣٣٨ ، وحذف منه قوله : « لا تصل » مع إثبات مسلم لها.

٢ ـ المصنّف لعبد الرزاق ١٠ : ٣٠٢ ح ١٩١٨٥ ، وفيه : « لأن أكون سألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن ثلاثة أحبّ إليّ من حمر النعم : عن الكلالة .... ».

١٩٣

للاُمّة ما اختلفوا فيه بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

والجواب هو : أنّ الإمام عليّاً لم يألُ جهداً في تبيين ما أشكل على الأُمّة ، وكان مرجع الصحابة في كلّ ما أشكل عليهم ، فكان يأتي ويوضّح وينصح ، فكانوا يأخذون منه مايُعجبهم وما لا يتعارض مع سياستهم ، ويدعون ماسوى ذلك ، والتاريخ أكبر شاهد على ما نقول.

والحقيقة هي : لولا عليّ بن أبي طالب والأئمة من ولده لما عرف الناس معالم دينهم ، ولكنّ الناس ـ كما أعلمنا القرآن ـ لا يحبّون الحقّ فاتبعوا أهواءهم ، واخترعوا مذاهب في مقابل الأئمة من أهل البيت الذين كانت الحكومات تحسبُ عليهم أنفاسهم ، ولا تترك لهم حريّة التحرّك والاتصال المباشر.

فكان عليّ يصعد على المنبر ويقول للناس : « سلوني قبل أن تفقدوني » (١) ويكفي عليّاً أن ترك نهج البلاغة ، والأئمة من أهل البيت سلام اللّه عليهم تركوا من العلم ما ملأ الخافقين ، وشهد لهم بذلك أئمّة المسلمين سنّة وشيعة.

وأعود للموضوع فأقول على هذا الأساس : لو قُدّر لعليّ أن يقود الأُمّة ثلاثين عاماً على سيرة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعمّ الإسلام ، ولتغلغلت

__________________

١ ـ نهج البلاغة : الخطبة ٢ : ١٣٠ ، ١٨٩ ، وانظر : كنز العمال ١٣ : ١٦٥ ح ٣٦٥٠٢ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٣٩٧.

١٩٤

العقيدة في قلوب الناس أكثر وأعمق ، ولَما كانتْ فتنة صغرى ، ولا فتنة كبرى ، ولا كربلاء ولا عاشوراء.

ولو تصوّرنا قيادة الأئمة الأحد عشر بعد عليّ ، والذي نصّ عليهم رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والذين امتدتْ حياتهم عبر ثلاثة قرون ، لما بَقِي في الأرض ديار لغير المسلمين ، ولكانت الأرض اليوم على غير مانشاهده اليوم ، ولكانت حياتنا إنسانية بمعناها الحقيقي ، ولكن قال اللّه تعالى :

( ألم * أحَسِبَ النَّاسُ أنْ يُـتْرَكُوا أنْ يَـقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) (١).

وقد فشلت الأُمّة الإسلامية في الامتحان كما فشلت الأُممُ السابقة ، كما نصّ على ذلك رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) في العديد من المناسبات ، وكما أكّد عليه القرآن الكريم في العديد من الآيات (٣).

__________________

١ ـ العنكبوت : ١ ـ ٢.

٢ ـ كحديث « اتباع سنّة اليهود والنصارى شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه » أخرجه البخاري ومسلم وسبقت الإشارة إليه ، وكحديث الحوض الذي يقول فيه رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لا أراه يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم » ( المؤلّف ).

٣ ـ كقوله تعالى : ( أفَإنْ مَاتَ أوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أعْقَابِكُمْ ) آل عمران : ١٤٤ ، وكقوله سبحانه وتعالى : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا القُرْآنَ مَهْجُوراً ) الفرقان : ٣٠ ( المؤلّف ).

١٩٥
١٩٦

شواهد أخرى على ولاية عليّ

وكأنّ اللّه سبحانه وتعالى أراد أن تكون ولاية عليّ هي الاختبار للمسلمين ، فكلّ اختلاف وقع فبسببها ، ولأنّه سبحانه لطيفٌ بعباده فلا يؤاخذ التالين بما فعل الأوّلون ، فجلّتْ حكمته ، وحفَّ تلك الحادثة بأحداث أُخرى جليلة تشبه المعجزات ، حتّى تكون حافزاً للاُمّة فينقلها الحاضرون ويعتبر بها اللاّحقون ، عسى أن يهتدوا للحقّ من طريق البحث.

الشاهد الأول : يتعلّق بعقوبة من كذّب بولاية عليّ.

وذلك أنّه بعد شيوع خبر غدير خم وتنصيب الإمام عليّ خليفة على المسلمين ، وقول الرسول لهم : « فليبلّغ الشاهد الغائب » ؛ وصل الخبر إلى الحارث بن النعمان الفهري ولم يُعجبْهُ ذلك (١) ، فأقبل على

__________________

١ ـ يدلّنا على أنّ هناك من الأعراب الذين يسكنون خارج المدينة يبغضون عليّ بن أبي طالب ولا يحبّوه ، كما أنّهم لا يحبّون محمّداً ، ولذا ترى هذا الجلف يدخل على النبي فلا يسلم ويناديه يامحمّد! وصدق اللّه أن يقول : ( الأعْرَابُ أشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأجْدَرُ ألا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ ) ( المؤلّف ).

١٩٧

رسول اللّه ، وأناخ راحلته أمام باب المسجد ، ودخل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يامحمّد! إنك أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّك رسول اللّه ، فقبلنا منك ذلك ، وأمرتنا أن نصلّي خمس صلوات في اليوم والليلة ، ونصوم رمضان ، ونحجّ البيت ، ونزكّي أموالنا ، فقبلنا منك ذلك ، ثمّ لم ترضَ بهذا حتّى رفعتَ بضبعي ابن عمّك وفضّلته على الناس ، وقُلتَ : « من كنتُ مولاه فعلي مولاه » فهذا شيء منك أو من اللّه؟

فقال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد احمرّتْ عيناه : « واللّه الذي لا إله إلاّ هو إنّه من اللّه وليس منّي » قالها ثلاثاً.

فقام الحارث وهو يقول : اللّهم إن كان مايقول محمّد حقّاً ، فأرسل علينا حجارة من السماء ، أو ائتنا بعذاب أليم.

قال : فواللّه مابلغ ناقته حتّى رماه اللّه من السماء بحجر ، فوقع على هامته فخرج من دبره ومات ، وأنزل اللّه تعالى : ( سَألَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِـع * لِلْكَافِرينَ لَـيْسَ لَهُ دَافِـعٌ ) (١).

وهذه الحادثة نقلها جمع غفير من علماء أهل السنّة غير الذين ذكرناهم (٢) ، فمن أراد مزيداً من المصادر فعليه بكتاب الغدير

__________________

١ ـ المعارج : ١ ـ ٢.

٢ ـ راجع بألفاظه المختلفة : شواهد التنزيل للحسكاني ٢ : ٣٨١ ، تفسير الثعلبي : سورة سأل سائل بعذاب واقع ، تفسير القرطبي ١٨ : ٢٧٨ أورده

١٩٨

للعلاّمة الأميني (١).

الشاهد الثاني : يتعلّق بعقوبة من كَتم الشهادة بحادثة الغدير ، وأصابته دعوة الإمام علي.

وذلك عندما قام الإمام عليّ أيام خلافته في يوم مشهود إذ جمع الناس في الرحبة ونادى من فوق المنبر قائلاً :

« أُنشد اللّه كلّ إمرى مسلم سمع رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم : ( من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ) إلاّ قام فشهد بما سمع ، ولا يقم إلاّ من رآه بعينيه وسمعه بأذنيه ».

فقام ثلاثون صحابياً منهم ستّة عشر بدْرياً ، فشهدوا إنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخذ بيده ، فقال للناس :

« أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم »؟ قالوا : نعم ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من كنتُ مولاه فهذا مولاه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ... » الحديث.

ولكنّ بعض الصحابة ممّن حضروا واقعة الغدير أقعدهم الحسدُ أو

__________________

ضمن الأقوال في شأن نزولها ، وكذلك في السيرة الحلبية ٣ : ٣٨٥ ، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي ٢ : ٣٦٩ ح ٥٥ عن الثعلبي ، تذكرة الخواص لابن الجوزي : ٣٧ ، نظم درر السمطين : ٩٣ ، الفصول المهمة لابن الصباغ : ٤٢ ، نور الأبصار للشبلنجي : ١١٩ عن تفسير الثعلبي.

١ ـ الغدير ١ : ٤٦٠.

١٩٩

البُغْض للإمام ، فلم يقوموا للشهادة ومن هؤلاء : أنس بن مالك ، حيث نزل إليه الإمام علي من المنبر وقال له : « مالك يا أنس لا تقوم مع أصحاب رسول اللّه ، فتشهد بما سَمعتَهُ منه يومئذ كما شهدوا »؟

فقال : يا أمير المؤمنين ، كبُرتْ سنّي ونسيتُ.

فقال الإمام عليّ : « إن كنتَ كاذباً فضربك اللّه ببيضاء لا توَاريها العمامة » ، فما قام حتّى ابيضّ وجهه برصاً ، فكان بعد ذلك يبكي ويقول : أصابتني دعوة العبد الصالح لأنّي كتمتُ شهادته (١).

وهذه القصّة مشهورة ذكرها ابن قتيبة في كتاب المعارف (٢) حيث عدّ أنساً من أصحاب العاهات في باب البرص ، وكذلك الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (٣) حيث قال : « فقاموا إلاّ ثلاثة لم يقوموا فأصابتهم دعوته ».

وتجدر الإشاره هنا بأن نذكر هؤلاء الثلاثة الذين ذكرهم الإمام

__________________

١ ـ نحوه باختلاف شرح الأخبار للقاضي النعمان ١ : ٢٣٢ ، الارشاد للمفيد ١ : ٣٥١ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٤ : ٧٤.

٢ ـ كتاب المعارف لابن قتيبة الدينوري : ٥٨٠ ، باب البرص ، الغدير للأميني ١ : ٣٨٨ ، ويذكر أنّ التعليق الوارد بعد النصّ بعدم قبول الحديث ليس من أصل الكتاب بل هو مضاف إليه ، بدليل أنّ من نقل النصّ عن المعارف لم يذكر هذه الزيادة ، ومضافاً إلى أن السياق يأباها.

٣ ـ مسند الإمام أحمد بن حنبل ١ : ١١٩ ، والرواية عن عبد اللّه بن أحمد.

٢٠٠