حديثه لجابر الجعفي ، قال عليهالسلام : «لا رعى اللّه هذه الأُمّة ، فإنها لم ترعَ حقّ نبيّها صلىاللهعليهوآله ، أما واللّه لو تركوا الحق على أهله لما اختلف في اللّه تعالى اثنان ، ثم أنشأ عليهالسلام يقول :
إنّ اليهود بحبِّهم لنبيِّهم |
|
قد آمنوا من حادث الأزمان |
وذوو الصليب بحبِّ عيسى أصبحوا |
|
يمشون زهواً في قرى نجران |
والمؤمنون بحبِّ آل محمد |
|
يُرمَون في الآفاق بالنيران» (١) |
وعبّر الشاعر أبو ثميلة الأبّار عن رزية البيت النبوي خلال الحكم الأموي ، في قصيدته التي يرثي بها زيداً :
والناس قد أمنوا وآل محمد |
|
من بين مقتول وبين مشرّد |
نصب إذا ألقى الظلام ستوره |
|
رقد الحمام وليلهم لم يرقد (٢) |
لم يترك بنو أمية وسيلة من وسائل الإيذاء إلاّ اقترفوها بحقّ آل أبي طالب وشيعة أهل البيت ومواليهم ، فأمروا العمال والولاة بتشريدهم وملاحقتهم وقطع أرزاقهم والتضييق عليهم ، وملأوا بهم السجون ، وعرضوهم على البراءة أوالسيف ، فقتل من الشيعة خلقاً كثيرا سيما في زمان الحجاج.
وعرض جابر الجعفي في حديث شكوى الشيعة إلى الإمام زين العابدين عليهالسلام ، واقع التشيع في ذلك الوقت ، قال جابر : «اشتكت الشيعة إلى زين العابدين عليهالسلام ، وقالوا : يابن رسول اللّه ، أجلونا عن البلدان ، وأفنونا بالقتل الذريع ، وقد أعلنوا لعن أمير المؤمنين عليهالسلام في البلدان ، وفي مسجد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله
__________________
(١) ينابيع المودة / القندوزي ٣ : ٤٢ ، كفاية الأثر / الخزاز : ٢٤٧.
(٢) مقاتل الطالبيين / ابو الفرج : ١٠٢.