أدم إلى جنب زمزم ، ليعرف فضله على زمزم ، قال : ثمّ غارت البئر فذهبت ، فلا يدرى أين هي اليوم (١).
ولما أخذ خالد القسري سعيد بن جبير وطلق بن حبيب ليرسلهما إلى الحجّاج ، خطب فقال : كأنكم أنكرتم ما صنعت ، واللّه أن لو كتب إليّ أمير المؤمنين لنقضت الكعبة حجراً حجراً (٢) ، واللّه لأمير المؤمنين أكرم على اللّه من أنبيائه (٣).
وأفرغت صلاة الجمعة من محتواها الروحي والعبادي ، فتحوّلت إلى مأدبة غداء ، فقد ورد أن خطباء بني أمية كانوا يأكلون ويشربون على المنبر يوم الجمعة ، لإطالتهم في الخطبة ، وكان المسلمون تحت منبر الخطبة يأكلون ويشربون (٤) ، وأمثلة ذلك كثيرة سوّدت صحائف التاريخ ، وكلّها تحكي انحراف البيت الأموي عما يريد اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله .
اعتمد الأمويون سياسة دموية في تثبيت سلطانهم ، تعتمد القمع والإرهاب والإسراف في دماء المسلمين وإذلالهم ، فقد روي أن عبد الملك كثيراً ما يجلس إلى أُمِّ الدرداء ، فقالت : بلغني أنّك شربت الطلاء (٥) بعد النسك والعبادة! فقال : إي واللّه ، والدماء شربتها (٦).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٢٢٥.
(٢) تاريخ دمشق ٦١ : ١٦١ ، سير أعلام النبلاء / الذهبي ٥ : ٤٢٩.
(٣) الأغاني ١٩ : ٦٠.
(٤) شرح نهج البلاغة ١٥ : ٢٤٢.
(٥) الطلاء : الخمر.
(٦) تاريخ الخلفاء / السيوطي : ٢١٥.