المال؟ قال : فرجعت وقلت : لا أعود (١).
وكان عهد هشام بن عبد الملك حافلاً بالتعسّف والصدام المعلن مع الإمام الباقر عليهالسلام ، فقد أمر بإشخاصه مع ولده الصادق عليهماالسلام إلى الشام ، ولما ورد حجبه ثلاثة أيام (٢) ، وتآمر مع أصحابه ومن كان بحضرته من بني أُميّة للنيل منه وتوبيخه ، فلما دخل عليه أبو جعفر عليهالسلام قال بيده السلام عليكم ، فعمّهم جميعاً بالسلام ثم جلس ، فازداد هشام عليه حنقاً بتركه السلام عليه بالخلافة وجلوسه بغير إذن ، فأقبل يوبّخه ، ويقول فيما يقول له : يا محمد بن علي ، لا يزال الرجل منكم قد شقّ عصا المسلمين ، ودعا إلى نفسه ، وزعم أنه الإمام سفهاً وقلّة علم ، فلما سكت القوم نهض عليهالسلام قائماً ، ثم قال : «أيها الناس ، أين تذهبون ، وأين يُراد بكم؟! بنا هدى اللّه أولكم ، وبنا يختم آخركم ، فإن يكن لكم ملك معجّل ، فإن لنا ملكاً مؤجلاً ، وليس بعد ملكنا ملك ، لأنا أهل العاقبة ، يقول اللّه عزّوجلّ : «وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» (٣). فأمر به إلى الحبس» (٤). وأخيراً تكشّفت سريرة هشام بدسّ السمّ إلى الإمام عليهالسلام والقضاء على حياته (٥).
وقد عبّر الإمام الباقر عليهالسلام عن حالة الظلم المقصود به آل محمد عليهمالسلام ، في
__________________
(١) تاريخ دمشق ١٦ : ٣٤٨ ، سير أعلام النبلاء ٥ : ٧٢.
(٢) نوادر المعجزات / الطبري : ١٢٩ ، دلائل الإمامة / الطبري : ٢٣٣.
(٣) سورة الأعراف : ٧ / ١٢٨.
(٤) الكافي ١ : ٤٧١ / ٥ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٢٢.
(٥) راجع : مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣٩ ، دلائل الإمامة : ٢١٥ و ٢١٦ ، نور الأبصار : ١٩٥ ، الصواعق المحرقة / الهيتمي : ٢٠١ ، اسعاف الراغبين / ابن الصبان : ٢٥٤ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٢ ، أحسن القصص / الشريف علي فكري ٤ : ٢٧٢ ، الفصول المهمة : ٢٢٢ ، بحار الأنوار ٤٦ : ٢١٧ / ١٩ ، التتمة : ٩٦.