أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا |
|
وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا |
فأنّى تسدّ ثلمة أخي رسول اللّه إذ شفعوا ، وشقيقه إذ نسبوا ، ونديده إذ قتلوا ، وذي قربى كنزها إذ فتحوا ، ومصلّي القبلتين إذ تحرفوا ، والمشهود له بالإيمان إذ كفروا ، والمدّعي لنبذ عهد المشركين إذ نكلوا ، والخليفة على المهاد ليلة الحصار إذ جزعوا ، والمستودع الأسرار ساعة الوداع»؟! (١) إلى آخر كلامه.
التقية : هي الحفظ عن ضرر الغير بموافقته في قول أو فعل مخالف للحق ، وهي من الوسائل التي أباحها الشرع من أجل التحرّز من التلف أو الموت والفناء ، في ظروف استثنائية يمرّ بها الفرد المكره أو المضطر ، ولها أدلتها المفصّلة كتاباً وسنّة (٢).
والتقية بمثابة الدرع الحصينة التي تقي المؤمن في ساحات المواجهة مع الظالمين ، يقول أبو جعفر الباقر عليهالسلام : «إنّ التقية جُنّة المؤمن» (٣).
ولا يخفى أن الأوضاع الخطيرة التي مرّ بها الإمام الباقر عليهالسلام في زمان طغاة بني أُميّة ، وأساليب القهر والإرهاب ، دفعته إلى استثمار مفهوم التقية في بعض
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣٤.
(٢) راجع : تعريفات التقية في كتاب التقية في الفكر الإسلامي / الدكتور السيد ثامر العميدي : ١١ ـ ١٢ الطبعة الثانية ، إصدار مركز الرسالة.
(٣) الكافي ٢ : ٢٢٠ / ١٤.