وغاب سبتا (١) وسبتا من ولادته |
|
مع كل ذي جوبٍ (٢) للأرض قطّاعِ |
لا يسأمون به التجواب قد تبعوا |
|
أسباط هارون كيل الصاع بالصاعِ |
شبيه موسى وعيسى في مغابهما |
|
لو عاش عمريهما لم ينعه ناعِ |
تتمّة النقباء المسرعين إلى |
|
موسى بن عمران كانوا خير سراعِ |
أو كالعيون التي يوم العصا انفجرت |
|
فانصاع منها إليه كل منصاعِ (٣) |
إنّي لأرجو له رؤيا فأدركه |
|
حتى أكون له من خير أتباعِ |
بذاك أنبأنا الراوون عن نفر |
|
منهم ذوي خشية للّه طواعِ |
روته عنكم رواة الحقّ ما شرعت |
|
آباؤكم خير آباء وشرَّاعِ (٤) |
وهو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي المدني ، من فحول الشعراء ومتقدّميهم ، ينسب إلى عزّة امرأة أحبّها وشبّب بها ، روي أن الإمام الباقر عليهالسلام شيّعه ورفع جنازته بيده الشريفة وعرقه يجري ، وكان يعد من أصحابه ، غير أنّه كان على مذهب الكيسانية ، كما هو واضحٌ من قوله :
ألا إن الأئمّة من قريش |
|
ولاة الحقّ أربعة سواءُ |
عليٌّ والثلاثة من بنيه |
|
هم الأسباط ليس بهم خفاءُ |
فسبط سبط إيمان وبر |
|
وسبط غيّبته كربلاءُ |
__________________
(١) السبت : الدهر أو برهة منه.
(٢) الجوب : القطع. يقال : جاب الأرض جوبا وتجوابا : قطعها سيرا.
(٣) انصاع : تفرَّق.
(٤) مقتضب الأثر / ابن عياش الجوهري : ٤٦ ، وبعض المصادر تنسبها إلى الكميت.