عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ (٦٦) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ (٦٧) لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٦٨)

____________________________________

القوم أي تلاحقوا وجاء بعضهم إثر بعض ، والمعنى تلاحق (عِلْمُهُمْ) وتتابع (فِي) باب (الْآخِرَةِ) فانتهى علو حدودها ، وقصر عن الوصول إليها يقال هذا ما أدركه علمي أي بلغه ولم يلج فيه فهو منتهى العلم (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها) أي من الآخرة ، فكيف يعرفوا موعدها وخصوصياتها؟ (بَلْ هُمْ مِنْها) أي من الآخرة ومعرفتها (عَمُونَ) جمع عمى ، وهو أعمى القلب لتركه التدبر والنظر ، وهذه مراتب ثلاث متدرجة في الشدة ، فالأولى أن لا يعلمها إطلاقا ، والثانية أن يشك فيها ، والثالثة أن يكون أعمى عنها حتى لا يكون قابلا لتعلمها ، وحيث إن كل مرتبة أشد من سابقتها صحت الرتبة والإضراب ـ وهذا هو الذي نستظهره من الآية ، والله العالم ـ.

[٦٨](وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله واليوم الآخر (أَإِذا كُنَّا تُراباً) بأن متنا وتحولنا إلى التراب (وَآباؤُنا) كانوا ترابا (أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ) من القبور للبعث والحساب؟ قالوا ذلك على وجه التعجب والإنكار ، لأنهم أنكروا أن يتحول التراب إنسانا كما كان.

[٦٩](لَقَدْ وُعِدْنا هذا) أي البعث (نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ) فيما مضى على لسانك ولسان الأنبياء ، ولم يظهر أثر لذلك (إِنْ هذا) أي ما هذا الوعد والإخبار بالبعث (إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أي إخباراتهم الخالية