ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ (٢٠٧) وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ لَها مُنْذِرُونَ (٢٠٨) ذِكْرى وَما كُنَّا ظالِمِينَ (٢٠٩) وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ (٢١٠) وَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَما يَسْتَطِيعُونَ (٢١١)

____________________________________

[٢٠٨](ما أَغْنى عَنْهُمْ) أي ما أفادهم (ما كانُوا يُمَتَّعُونَ) أي مدة متعتهم وبقائهم في الحياة ، وفي هذا تنبيه على أنهم وإن أخّر عنهم العذاب لكن إذا أتاهم ، لم يكونوا يأبهون بما متعوا به في الحياة ، فإن النعيم إذا زال ، كان كأن لم يكن ، ولم تنفع تلك المدة الطويلة من التنعم في التخفيف من العذاب.

[٢٠٩](وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ) «من» لزيادة التعميم (إِلَّا) و (لَها مُنْذِرُونَ) فليخف هؤلاء أن يهلكهم الله سبحانه ، إذ أرسلت إليهم النذر فلم يؤمنوا.

[٢١٠] فقد أرسلنا المنذرين (ذِكْرى) أي لأجل تذكرهم بفساد عقيدتهم وعصيانهم فلما أبوا الإطاعة أهلكناهم (وَما كُنَّا ظالِمِينَ) لهم في عقابهم ، بل لقوا جزاء كفرهم وظلمهم.

[٢١١] وقد كان المشركون يجعلون القرآن من قسم الكهانة التي تنزل بها الشياطين ، فجاءت الآية في مقام ردّهم ، إذ لو كانت كهانة لقدر على مثلها سائر الكهان (وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ) أي بالقرآن (الشَّياطِينُ) يقال تنزل به إذا نزل معه.

[٢١٢](وَما يَنْبَغِي لَهُمْ) أي إنزال القرآن ، إذ الشيطان يأمر بالفساد والكفر والمنكر ، فلا يلائمه الإصلاح والإيمان والمعروف (وَما يَسْتَطِيعُونَ) لأنه خارج عن قدرة المخلوق ، والله سبحانه يحرس الإعجاز عن قدرة