فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ (٨١) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ

____________________________________

لا تزدني من كلامك. وقال عليه‌السلام : يا أرض خذيه فدخل القصر بما فيه في الأرض ، ودخل قارون في الأرض إلى ركبتيه فبكى وحلفه بالرحم فقال له موسى : يا بن لاوي لا تزدني من كلامك يا أرض خذيه فابتلعته بقصره وخزائنه (١) ، أقول : لقد كان موسى عليه‌السلام في منتهى الحلم والرقة ولكن انحراف بني إسرائيل الشديد ، كان يسبب له في بعض الأحيان أن يغضب لله سبحانه ، والغضب لله تعالى من أفضل صفات الأنبياء ، كما قال تعالى : (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) (٢).

(فَما كانَ لَهُ) أي لقارون (مِنْ فِئَةٍ) أي جماعة ، وسميت الجماعة فئة ، لأن الإنسان يعود ويرجع إليها كلما دهمه أمر ، من «فاء» بمعنى : رجع (يَنْصُرُونَهُ) أي ينصرون قارون (مِنْ دُونِ اللهِ) أي سوى الله ، يعني أن الله وحده كان قادرا على دفع العذاب عنه أما غيره فلا أحد كان يقدر على ذلك. وهذا من قبيل الاستثناء المنقطع الذي مرّ الكلام في وجهه مكررا (وَما كانَ) قارون بنفسه (مِنَ المُنْتَصِرِينَ) أي يقدر على أن ينصر نفسه.

[٨٣](وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ) حين خرج عليهم في زينته فقالوا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون (يَقُولُونَ) متعجبين مما نزل بقارون من

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ١٣ ص ٢٥١.

(٢) الفتح : ٣٠.