شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٨) بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ

____________________________________

شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ) بأن يشترك العبيد معكم في أموالكم التي هي لكم ، ورزقكم الله إياها فتكونون أنتم والعبيد (فِيهِ) أي فيما رزقناكم (سَواءٌ) بأن تكون الأموال لكم ولهم على حد سواء (تَخافُونَهُمْ) أي تخافون عبيدكم ، إذا أردتم التصرف في أموالكم ، لأنهم شركاؤكم ، والشريك يخاف من شريكه ، إذا أراد أن يستقل في التصرف بالمال المشترك (كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ) أي كما تخافون سائر شركاؤكم الأحرار ، هل عبيدكم شركاء لكم؟ وإذا أجبتم بالنفي ، وإن العبيد لا يشتركون معنا في أموالنا ، حتى نخافهم خوف الحر شريكه الحر ، قيل لكم ، فكيف جعلتم الأصنام التي هي مملوكة لله ، ومخلوقة له شركاء لله في الألوهية؟ (كَذلِكَ) أي كما بينا هذا المثل ، لأن يردعكم عن عبادة الأصنام (نُفَصِّلُ الْآياتِ) نذكرها مفصلة حتى تظهر ، لا مجملة حتى تكون غامضة ، لا تعرف (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) أي يعملون عقولهم ، ليدركوا ، وإنما خص هؤلاء بالذكر ، لأنهم المنتفعون بالمثل والآية ، أما من لا يعتني فهو لا يدرك ، ولا يعلم.

[٣٠] إن إشراك هؤلاء ، ليس لأنهم لا يعلمون (بَلِ) لأنهم يتبعون الهوى وإن علموا ببطلان أعمالهم ، فقد (اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا) بالشرك بالله ، وأتى بهذا الوصف مكان الضمير ، لبيان أنهم بشركهم ، قد ظلموا أنفسهم (أَهْواءَهُمْ) التقليدية (بِغَيْرِ عِلْمٍ) فليس عملهم مستندا إلى العلم ، وإنما هو مستند إلى الهوى ، ولذا ابتعدوا عن الهدى