وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (٦٥) بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٦) وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ

____________________________________

النقيضان تغير وجه العالم ، فإن كلا من جمع النقيضين ، وتغير وجه العالم ، هكذا ، مستحيل ، إلا أن القضية صادقة للتلازم ، ومن هذا الباب قوله سبحانه (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ) يا رسول الله (وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ) من الأنبياء والرسل (لَئِنْ أَشْرَكْتَ) بالله ، ودعوت معه غيره (لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) وحبط العمل بطلانه ، بأن لا يكون له ثواب ، أي لم يكن لك أجر على أعمالك الحسنة (وَلَتَكُونَنَ) حين أشركت (مِنَ الْخاسِرِينَ) الذين خسروا أنفسهم وأهليهم ، دنياهم وآخرتهم ، وتوجه الخطاب إلى الرسول ، وسائر الرسل ، لتنبيه الناس ، بأن الأمر هكذا ، حتى بالنسبة إلى أعظم الناس.

[٦٧](بَلِ اللهَ) وحده (فَاعْبُدْ) يا رسول الله (وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) لنعمائه.

[٦٨](وَما قَدَرُوا اللهَ) أي الكفار (حَقَّ قَدْرِهِ) أي ما عظموه حق عظمته ، حيث جعلوا له شريكا ، وأنكروا قدرته على البعث ، والحال أنه قادر على كل شيء (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً) بجميعها ، وجميع ما فيها (قَبْضَتُهُ) والقبضة هي ما قبضت عليه بجميع كفك (يَوْمَ الْقِيامَةِ) أي أن يوم القيامة تكون الأرض تحت قدرته سبحانه ، كالشيء الذي في قبضة الإنسان (وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) أي ملفوفات بعضها حول