• الفهرس
  • عدد النتائج:

(أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ) أي : أأنت مالك أمرهم فمن سبق الحكم بشقاوته فأنت تنقذه ، أي : لا يمكن إنقاذه أصلا (لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا) أفعالهم وصفاتهم وذواتهم في التجريد والتفريد من أهل التوحيد (لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ) أي : مقامات وأحوال بعضها فوق بعض كالتوكل بفناء الأفعال فوقه ، الرضاء بفناء الصفات فوقه الفناء في الذات (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) أنهار علوم المكاشفات (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ) الروح ماء العلم (فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ) الحكم في أراضي النفوس بحسب استعداداتها (ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ) زرع الأعمال والأخلاق (مُخْتَلِفاً) أصنافه بحسب اختلاف القوى والأعضاء (ثُمَّ يَهِيجُ) فينقطع عن أصله بأنوار التجليات (فَتَراهُ مُصْفَرًّا) لاضمحلاله وتلاشيه بفناء أصوله ، القائم هو بها من القوى والنفوس والقلوب (ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً) بذهابه وانكساره وانقشاعه عند ظهور صفاته تعالى واستقرارها بالتمكين.

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي) الحقائق المجردة من قشر الأنانية.

[٢٢ ـ ٢٨] (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٢) اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٢٣) أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٢٤) كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (٢٥) فَأَذاقَهُمُ اللهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٢٦) وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٧) قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٢٨))

(أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) بنوره حال البقاء بعد الفناء ونقى قلبه بالوجود الموهوب الحقاني فيسع صدره الحق والخلق من غير احتجاب بأحدهما عن الآخر فيشاهد التفصيل في عين الوحدة والتوحيد في عين الكثرة ، والإسلام هو الفناء في الله وتسليم الوجه إليه ، أي : شرح صدره في البقاء لإسلامه وجهه حال الفناء (فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) يرى ربّه (فَوَيْلٌ) للذين قست قلوبهم من قبول ذكر الله لشدّة ميلها إلى اللذات البدنية وإعراضها عن الكمالات القدسية (أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) عن طريق الحق (مُتَشابِهاً) في الحق والصدق (مَثانِيَ) لتنزلها عليك في مقام القلب قبل الفناء وبعده فتكون مكرّرة باعتبار الحق والخلق ،