موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٥

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٥

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٠٨

عبد الله باشا الكوپرلي الموكل بالتقدم نحو همذان من ناحية (وان). والدواعي الظاهرية وجود الجبال والموانع وحلول موسم الشتاء وصعوبة المرور مع وجود الثلوج وتساقطها وتعذر الذهاب بسبب الجليد والصواب التأهب وإعداد العدة ومن ثم ضرب الوزير خيامه في كرمنشاه وتسمى كرمان شاهان.

مسناة الجسر في الموصل :

في هذه السنة أمر والي الموصل صاري مصطفى باشا ببناء مسناة لجسر الموصل. وعهد بذلك إلى علي العمري ، وإسماعيل آغا الجليلي وقره مصطفى بك. وهذه المسناة لم تتم ، وأن المصروف عليها كان كبيرا ، فلم يجسر الولاة على صرف المبالغ المقتضية لها ، وصارت تعد شؤما ، فلم يقدم وال على تعميرها (١) ...

وفيات :

١ ـ مفتي الموصل العلّامة الشيخ ياسين بن محمود الموصلي.

كان والده مفتيا أيضا كما أن أسرتهم لا تزال معروفة. ومنها آل شريف بك (٢).

حوادث سنة ١١٣٦ ه‍ ـ ١٧٢٣ م

وقفت حوادث كرمنشاه في ١٨ صفر سنة ١١٣٦ ه‍ والوزير لم يستمر في سيره بل تأخر في كرمنشاه للأسباب المارة.

وفاة الوزير حسن باشا :

بينا كان الوزير في انتظار حلول موسم الربيع إذ عاجلته المنية. وهذا ما دعا إلى حزن وأسف كبيرين في المحافل العثمانية وفي جيوش الغزاة ...

__________________

(١) عمدة البيان.

(٢) عمدة البيان.

٢٤١

٢٤٢

راجعنا توارخ عديدة فلم نعثر على تاريخ وفاته إلا في تاريخ كوچك چلبي زاده من أنه توفي في غرة جمادى الآخرة سنة ١١٣٦ ه‍ كما نص في تاريخ نشاطي بقوله «رجاء عفو له در گاهكه كلدى حسن باشا». ولا يلتفت إلى الأقوال الأخرى (١).

ترشيح ابنه أحمد باشا :

وحينئذ ودون أن يطرأ خلل في الجيش قام صهره وكتخداه السابق أمير أمراء شهرزور عبد الرحمن باشا بتدبير الأمور باتفاق من الأمراء وأهل الرأي ، فعرضوا الأمر على الدولة ورشحوا ابنه أحمد باشا مكانه واليا على بغداد وقائدا على الجيش ، وأن يكون عبد الرحمن باشا والي البصرة في محله ، وأن ينصب لولاية شهرزور صهره وكتخداه الأقدم قره مصطفى باشا والي طربزون ...

تم هذا الترشيح على وجه السرعة وطلبوا أن يجاب ملتمسهم وتنفذ رغبتهم. وصاروا ينتظرون الجواب بفارغ الصبر ...

دفنه :

ثم إن الأمراء حذروا من دفنه في كرمنشاه خوفا من تبدل فجائي يطرأ على الأوضاع العسكرية والسياسية وإنما نقلوه إلى بغداد بشق بطنه وتنظيف أمعائه وتطييبه بالأدوية وسيروه مع أحمد آغا كتخدا الحجاب فدفن قرب مرقد الإمام الأعظم. رثاه الشعراء والعلماء واحتفلوا بدفنه. حزن عليه النساء والأطفال والكبار والصغار ولم يبق من لم يأسف لفقدة (٢) ...

__________________

(١) تاريخ كوجك جلبي زاده ص ١٨٠.

(٢) دوحة الوزراء ص ٨.

٢٤٣

مناقبه ومآثره :

أسس النظام في بغداد وحصل على موفقيات كثيرة وتمكن من ضبط المملكة وتأمين حقوق الرعايا وأموالهم. أسس إدارة مكينة في هذه الديار ... ويعد هو وابنه المؤسسين (لدولة المماليك) في العراق فكان فقده ضياعا كبيرا.

ذكرنا بعض أعماله من بناء قنطرة الذهب (آلتون كوپري) ، وقناطر أخرى ، وبناء مسناتين لجسر بغداد (١) ، وأصلح في الضرائب وعمر بعض المراقد المباركة. وبنى صدرا جديدا لنهر الحسينية في كربلاء وكان معروفا بالنهر السليماني. وبنى خانات بين كربلاء وبغداد. وعمر المندثر منها (٢).

__________________

(١) ذكر الدكتور الأستاذ مصطفى جواد أن الشيخ مصطفى بن كمال الدين محمد الصديقي الدمشقي في رحلته «كشط الصدا وغسل الران في زيارة العراق وما والاها من البلدان» وكان قد دخل العراق سنة ١١٣٩ ه‍. قال : «دعانا ليلة السبت المنلا محمود لمنزله المعهود فبتنا لديه فهمعت السحب السماوية ، وأوصل الله إمداده إليه ، وسرنا إلى الزيارة المعروفية «١» ، فرأينا الجسر مقطوع ، فقلنا انتظار الفرج عبادة ، فعسى أن يتصل بالأحباب المقطوع ، وانتظرنا نصبه في التكية المولوية «٢» ، وجاء للانتظار الصديق الشيخ عثمان النجدي ـ بلغه الله وإيانا كل أمنية ـ ثم لم يتعوق أن نصب ، فزال عن الحشا النصب ، فبادرنا لزيارة الحارث بن أسد [المحاسبي] رفيع الحساب ، منيع الرتب. ودخلنا عليه من الباب ، للأمر الوارد في محكم الكتاب.» اه «٣». هذا ، والملحوظ أن الدكتور علق أيضا على (جامع المنطقة) بأنه مشهد العتيقة وليس بجامع براثا. وأورد نصوصا كثيرة تأييدا لقوله. فأكتفي بالإشارة. ومحل التحقيق والبحث (كتاب المعاهد الخيرية). وتعرض أيضا لترجمة إبراهيم متفرقة. فالمعذرة للأستاذ الدكتور وشكرا له على ما أبدى.

[٢] دوحة الوزراء ص ٨ وحديقة الزوراء وتاريخ كوجك جلبي زاده ص ١١٥.

__________________

(١) يعني قبر الشيخ معروف الكرخي.

(٢) أي جامع الآصفية الحالي عند رأس الجسر.

(٣) نسخة المتحفة البريطانية. ورقة ٧٠.

٢٤٤

وله من الأولاد :

١ ـ الوزير أحمد باشا خلفه في منصبه.

٢ ـ فاطمة خانم زوجة عبد الرحمن باشا.

٣ ـ صفية خانم زوجة قره مصطفى باشا. كانت متضلعة بالعلوم ولها معرفة بالمنظوم والمنثور. انتسب زوجها إلى الوزير. صار عنده (كاتب الديوان). ثم جعله كتخداه إلى أن ولي بغداد. وفي السنة الثالثة من وزارته في بغداد زوجه بها. تقدم حتى بلغ الوزارة. وله منها خديجة خانم كانت عالمة فاضلة كاملة وصاحبة خيرات.

قال صاحب الحديقة : وكانت السبب في تأليف هذا الكتاب (حديقة الزوراء) لحرصها على حفظ السير والأنساب. تزوجها محمد باشا ولها منه حسين بك ، وعلي بك ، وعبد الرحمن بك ، وعلي باشا (١).

هذا ، وعرف الوزير حسن باشا ب (فاتح همذان) ، والحال أنه توفي في كرمانشاه ، وإنما كان الفاتح لها ابنه أحمد باشا ومنشأ هذه الشهرة أنه عزم على الفتح وباشر أمره.

جامع السراي

ذكرنا تجديد (الجامع السليماني) في المجلد السابق. وهذا الجامع أعاد الوزير حسن باشا تجديده فصار يسمى ب (جامع جديد حسن باشا). ويقال له (جامع السراي). عمّره ووقف له وقوفا عديدة ، واتخذت فيه مدرسة لا تزال.

__________________

(١) سجل عثماني ج ٢ ص ١٤٩.

٢٤٥

الوزير أحمد باشا :

كان واليا على البصرة وجاءه نعي والده فغادرها في غرة شعبان ووصل إلى بغداد في ٢٩ منه وجهت إليه وزارة بغداد مع القيادة العامة في ٢٣ جمادى الآخرة بترشيح من أمراء والده ، فذهب توا إلى كرمنشاه ، وصل إليها في ٢١ من شهر رمضان وفي ٧ شوال أمر بالتوجه إلى همذان دون توقف (١).

وكان منذ طفولته موصوفا بالاخلاق والخصائل الممدوحة. لازم أباه في حروبه وجلائل أعماله تمرّن على تدريبه وظهرت مواهبه في حياة والده ...

رشحه والده فأودعت إليه إدارة شهرزور برتبة مير ميران سنة ١١٢٧ ه‍ فأرضى الأهلين بحسن معاملته وطيب إدارته ...

ثم نال منصب قونية فحصل على رتبة الوزارة ثم نصب واليا للبصرة في السنة التالية. ومنها إلى قونية ، ثم إنه في آخر سنة ١١٢٩ ه‍ وجهت إليه ولاية حلب. وفي أول عام ١١٣١ ه‍ فوضت إليه البصرة ودام فيها أربع سنوات حصل في خلالها على حب الأهلين. وفي أيامه استتب العدل وانتظمت الإدارة.

ورد أحمد باشا بغداد فأبدى القوم حزنهم لفقد والده كما هنأوه بمنصبه (٢).

وممن مدحه أمين الفتوى السيد عبد الله سبط الشيخ عبد القادر الگيلاني بقصيدة مطلعها :

__________________

(١) تاريخ نشاطي. وتاريخ كوجك جلبي زاده ص ١٨١.

(٢) دوحة الوزراء ص ٨ وحديقة الزوراء ص ٦٨ وكلشن خلفا ص ١٢٨ ـ ٢.

٢٤٦

أقبل السعد والأمان تجدّد

بسم الدهر ثغره عن منضد

وفيها بين مزاياه ومزايا والده وجاء تاريخها :

نزّه الفرد وادعون وأرّخ

دم بحكم تسود فيه وتحمد

بقي في بغداد عشرة أيام في خلالها نظم أموره ، وتأهب للحرب ، ثم توجه نحو ايران.

الحالة :

إن أمير اللّر علي مراد خان كانت سكناه في (خرّم آباد) وكان قائد الجيش الايراني فاضطر أن يطلب الأمان لما رآه في جيشه من انحلال وضعف فحصل عليه. ومن ثم دخلت ديار اللر في حوزة العثمانيين ولكن سوء الإدارة وعدم القدرة على ضبط الجيش مما ساق إلى ارتكاب أمور أخلت بسمعته في أنحاء طهران ولذا ناضل المحصورون عن كيانهم ودافعوا دفاع مستميت.

ثم فوّض منصب البصرة إلى عبد الرحمن باشا صهر الوزير في ٢٣ جمادى الآخرة سنة ١١٣٦ ه‍ ، فشاهده الوزير في طريقه قرب كرمانشاه عازما إلى محل حكومته فلم يوافق فأعاده معه وذهب توا إلى كرمانشاه فوصل إليها في ٢١ شهر رمضان سنة ١١٣٦ ه‍ يوم السبت فاستقبله الجيش استقبالا باهرا ، ثم عهد بلواء شهرزور إلى قره مصطفى باشا والي طربزون صهر الوزير الآخر وكان صحبة الجيش عشائر عربية منها الخزاعل وأخرى كردية بينها الأمير محمد باشا أمير أردلان ... ومعهم والي الموصل حسين باشا الجليلي.

٢٤٧

المباشرة في الحروب :

إثر وصوله أنذر الأهلين في همذان بلزوم الطاعة والانقياد ... فلم يفز منهم بطائل فنهض في ٧ شوال ولما وصل الجيش قريبا منها أحاط بها فاستكمل لوازم الحصار من جميع الجهات. لما أبدوا من تعند وحينئذ اشتعلت نيران الحرب أياما ، يحرض الوزير خلالها جيوشه على القتال ، وينفث روح النشاط والعزم. وما زالت الحرب تزداد وخامة ... وفي كل هذه المطاحنات ضيقوا الخناق ولكن المدينة كانت حصينة ، فلم يجسر الجنود على خرق سياجها. اشترك في القتال أمير أردلان وأمير درنة وأمراء آخرون.

اتخذت عدة ألغام فلم تفلح حتى كان آخر أيام الحصار ثاني يوم عيد الاضحى أعدت ثلاثة ألغام. فنسفت السور من ثلاثة أماكن فهوجمت المدينة وتقدمت الجيوش فكان الهول عظيما فأعملت السيوف واستمرت الحرب ثلاثة أيام بلياليها حتى استولى الجيش عليها.

وحينئذ طلب الأهلون الأمان ثالث يوم المعركة فأمر الوزير بالكف عن القتال ومنع الأسر ...! وذهبت البشائر إلى استنبول فأنعم السلطان على الأمراء بالخلع ، ونصب عبيد الله قاضيا للمدينة وكان قاضي حلب المعزول من قضاء بغداد وصدر الفرمان بشكر مساعي الغزاة.

ثم استولى الجيش على الأنحاء المجاورة وأقام الوزير مدة ليتيسر للجيوش الاستيلاء على البقاع المجاورة ...

دخلت البلاد في حوزة الجيش مثل كرند وسنقور ، وبروجرد ، ونهاوند ، وقرى وقصبات أخرى ... فاحتيج إلى تنظيم ادارتها وضبطها ، وفي هذه الحرب دخلت عشائر الجاف واللر في حوزة العثمانيين (١).

__________________

(١) دوحة الوزراء ص ١٢ وحديقة الزوراء ص ٧٣. والتفصيل في تاريخ كوجك جلبي زاده ص ١٨٢ ـ ١٨٩.

٢٤٨

حوادث سنة ١١٣٧ ه‍ ـ ١٧٢٤ م

العودة إلى بغداد :

وفي هذا الحين توالت الأخبار الموحشة عن بغداد. لما حدث من العيث والفساد ... ومن ثم تحرك الوزير من همذان نحو بغداد. ولعل السبب أن الجيش ضجر من البقاء فاتخذ هذا السبب. دامت هذه الأسفار سنة ١١٣٥ ه‍ و١١٣٦ ه‍ و١١٣٧ ه‍. وإن المؤرخين اكتفوا بذكرها ولم يبينوا ما يخص العراق في هذه المدة. وبعد عودته بدأت حوادث بغداد.

ولما قدم الوزير إلى بغداد مدحه السيد عبد الله أمين الفتوى بقصيدة تبين الحالة ، أوضح أن بني جميل ، وبني لام عاثوا بالأمن فحضه على الوقيعة بهم ، وهنىء بقصائد أخرى (١).

وقعة بني جميل :

ورد الوزير بغداد ولم يبق فيها غير ليلته ، وصباحا عبر دجلة قاصدا بني جميل (٢) ، وصل إليهم في اليوم الثالث. هاجمهم على حين غرة فلم يحجموا عن مقابلته ودامت المعركة أمدا ليس باليسير وكانت الحرب طاحنة والقتال عنيفا ... ثم ولوا الأدبار ولم ينج منهم إلا القليل فغنمت الجيوش أموالهم. ولكن الوزير رعى الأهلين وصان الأعراض. وحينئذ رجع الوزير إلى بغداد. فامتدحه السيد عبد الله أمين الفتوى والشيخ حسين الراوي (٣) وكان إمام الجيش (٤).

__________________

(١) حديقة الزوراء ص ٧٧.

(٢) لا تزال بقاياها في عشيرة المجمع ولم تعرف اليوم مستقلة بهذا الاسم (عشائر العراق).

(٣) هو ابن الشيخ عمر الراوي وهو أخو الشيخ عثمان الراوي جد الأستاذ السيد أحمد عبد الغني الراوي الأعلى.

(٤) دوحة الوزراء ص ١٢ وحديقة الزوراء ص ٧٩.

٢٤٩

والي شهرزور ـ والي همذان :

في هذه السنة وجهت ولاية همذان إلى قره مصطفى باشا والي شهرزور ، كما أن عثمان باشا الدفتري ولي شهرزور مكانه برتبة وزارة. وكان متصرف لواء نخچوان (١).

حوادث سنة ١١٣٨ ه‍ ـ ١٧٢٥ م

حلف ذي الكفل :

في أوائل هذه السنة تجمعت شمر وبنو لام وساعدة والشبل وعشائر أخرى فتحالفت في ذي الكفل (ع) وتعاهدت على مقاومة الحكومة ، ولم يتفق مثل هذا فأغارت على القرى والضياع وقطعت الطرق ومن ثم غزاهم في غرة شهر رمضان. أمر جيشه بالهجوم وكان معهم أعراب وأكراد بأمل تأديبهم وإرغامهم على الطاعة فلم يشعروا إلا والسيوف عملت فيهم عملها فلم ينج منهم إلا القليل. تركوا خيامهم وأسلحتهم وحطامهم فصارت نهبا بيد الجند فانتصر انتصارا باهرا.

قالوا : قامت الحرب على قدم وساق. فأبدى الوزير بسالة ليس وراءها ... فكان يخترق الصفوف ... ولم يفصل بين الفريقين إلا الليل ... وحينئذ هرب الأعراب.

ثم رجع إلى بغداد. فامتدحه شعراء كثيرون منهم الشيخ عبد الله السويدي والسيد عبد الله أمين الفتوى والشيخ حسين الراوي (٢).

__________________

(١) كوجك جلبي زادة ص ٢٢٥ وص ٢٤٨.

(٢) دوحة الوزراء ص ١٣ وحديقة الزوراء ص ٨١.

٢٥٠

واقعة شمر :

ثم إن شمر كانوا يسكنون الجزيرة. وفي هذه المعركة تجمعوا ثانية وهم بقية سيوف الواقعة السابقة ، وضعوا أهليهم بنجوة ، وبيوتهم في أماكن بعيدة في زوايا الغابات وأقاصي البراري لتكون بمأمن من أنظار الحكومة ... وصاروا يشنون الغارات على الأطراف فشوشوا الأمن وقطعوا السبيل ...

فلما سمع الوزير بخبرهم أرسل إليهم سرية داهمتهم على حين غرة فلم يكن لهم بد من القتال ، حدثت معركة دامية فكانت نتيجتها أن دارت الدائرة على شمر وأسفرت عن نهب أموالهم فلم يروا بدا من الاذعان والطاعة فتقدم رؤساؤهم في طلب الدخالة فعفا الوزير عنهم ونصب عليهم شيخا جديدا وعين لهم محلّا للسكنى (١) ...

وهنا نرى العشائر والحكومة في حالة غزو مستمر ، الواحدة تغزو الأخرى. وهذا ما يبرهن على أن المغلوبيات السابقة كانت رسمية ، والإطراء غير حقيقي. وإنما كانت صدودا من وجه العدو بمناوشة قليلة. والملحوظ أن عشائر شمر لا تزال العودة مشهودة لها في حروبها بعد اظهار الهزيمة فيعودون إلى ما كانوا عليه ولذا يسمون (بأهل العودة). وكما يقولون أهل العادة بعد إظهار الكسرة المصطنعة (٢).

المنتفق :

وقالوا عصى محمد بن مانع أمير المنتفق في هذه السنة.

حوادث أخرى :

١ ـ الجراد أكل غلات الموصل وحدث غلاء وحمّى محرقة.

__________________

(١) دوحة الوزراء ص ١٤ ، وحديقة الزوراء ص ٨٥.

(٢) دوحة الوزراء ص ١٤.

٢٥١

٢ ـ افتتح الباب الجديد في الموصل قام بذلك علي أفندي العمري بأمر من الدولة (١).

حوادث سنة ١١٣٩ ه‍ ـ ١٧٢٦ م

تعمير صفة الكيلاني :

اعتاد الوزراء في حالة الراحة والسلم أن يلتفتوا إلى عمارات المراقد والمساجد ..

رأى الوزير صفة الشيخ عبد القادر الگيلاني متداعية. تكاد تسقط لما أصابها من الوهن والخلل حتى أن الزائر أو المصلي كان يخشى أن يتداعى البناء عليه ... فأصدر الوزير أمره بتعميرها وكانت مبنية من جذوع ...

نظم أمين الفتوى السيد عبد الله قصيدتين في مدح الوزير على صنيعه. وفي كل منهما تاريخ (٢) ...

رمية مسدّدة وسهم نافذ :

ومما يحكى أن الوزير رمى سهما فنبت في الحديد. قالوا كان الضرب من بعيد وما ذلك إلا لقوة بنانه ، ومتانة يده. لان له الحديد ، على أنه مشهور بجودة أنواع الشجاعة حتى أنه يجعل القرطاس معلقا في الهواء من فوق فيضربه بالحسام فيقطعه نصفين كأنه قص بمقص. ويبل اللبد ويدرجه فيضربه بالسيف فيقطعه ، وأنه يجيد الطعن بالسمهرية ، ويحسن اللعب على صهوات الخيول العربية.

أرخ السيد عبد الله أمين الفتوى هذه الرمية (٣) مما يدل على درجة

__________________

(١) عمدة البيان في تصاريف الزمان.

(٢) دوحة الوزراء ص ١٤ ، وحديقة الزوراء ص ٨٨.

(٣) دوحة الوزراء ص ١٤ ، وحديقة الزوراء ص ٨٩.

٢٥٢

المتلق. وأمثاله في كل عصر ومصر كثيرون. نكتب ما قالوا وبذا تعرف النفسيات الضعيفة ودرجة التزلف.

آل قشعم :

حارب والي البصرة عبد الرحمن باشا آل قشعم فصالحوه على مال (١).

حروب الافغان :

بعد أن استولى الأمير محمود بن الأمير أويس الافغاني على ايران مدة توفي ، فخلفه (أشرف خان) ابن عبد العزيز أخي الأمير أويس فاستولى على (اصفهان) في منتصف رجب سنة ١١٣٧ ه‍ (٢). وهذا صار يطالب العثمانيين بالبلاد المنسلخة من ايران. فتح بابا للمخابرة. أرسل الرسل في هذا الشأن بأمل استعادتها. كتب كتابا إلى السلطان كما كتب وزيره (زلا خان) إلى الوزير الأعظم بواسطة السفير (عبد العزيز سلطان) ، كتبت الكتب باللغة العربية وفيها أن الحاج الأمير أويس كان استولى على قندهار وبعد وفاته اكتسح الأمير محمود أصفهان ثم خلفه هو على عرش السلطنة وبعد أن حكى فتوحاتهم أشار إلى أن وجود أحمد باشا قائد جيوش همذان مما ينافي وحدة الحكومة راجيا أن يؤمر بإرجاعه ولما كان هو وارث حكومة ايران يأمل أن تكون الحدود كما كانت ويلوح بأن النتائج تكون وبيلة فيما إذا لم يسعف المطلوب وقدم السفير محضرا ممضى من تسعة عشر عالما من

__________________

(١) عمدة البيان في تصاريف الزمان.

(٢) في تاريخ كوجك جلبي زاده أن الأمير محمودا مرض في أوائل شعبان ، وكان ابن عمه (أشرف سلطان) معاديا له فاغتنم الفرصة فاستولى على سرير الحكم في ٩ شعبان بعد الاتفاق مع الافغانيين. وبعد يومين خنق الأمير محمود خان ، فصفا له الملك ص ٢٩١.

٢٥٣

علمائهم في جواز تعدد الائمة وأن أشرف خان أحق بايران.

قالوا : ونحن قرشيون نسبتنا ثابتة إلى خالد بن الوليد (١) بالاتفاق وإننا أحق بالإمامة منكم وأولى بها والأئمة من قريش ولا يجب علينا متابعتكم ولا طاعتكم وإنكم جائرون وعلى غير الحق في دعواكم إذ من شرط الإمام كونه قرشيا مجتهدا وهذان الشرطان مفقودان منكم على أنا نقول : لا إمامة واجبة عقلا وسمعا لقوله (ص) الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا عضوضا. أما قوله (ص) : من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية فالإمام محمول على النبي (ص) ، ونعتقد أن الإمامة لنا لا لكم ونفعل في هذه الأمصار ما يجب على الإمام العادل في هذا الشأن ... إلى آخر ما جاء في فتواهم.

وفتوى شيخ الإسلام للعثمانيين كانت مستندة إلى حديث : إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الثاني منهما ... وكذا كتب علماء استنبول محضرا ممضى من جماعة منهم ومعه كتاب ينصح فيه أشرف خان أن لا يطوح بنفسه في الحرب. وأعيد الرسول عبد العزيز سلطان بتاريخ ٨ رجب سنة ١١٣٨ ه‍ معززا مكرما. ورد استنبول في ٢٠ جمادى الأولى. أرسله قائد جيوش همذان أحمد باشا بصحبة موسى آغا. وكان معه المنلا عبد الرحيم. وفتوى شيخ الإسلام تتضمن أنه لا يصح اجتماع إمامين إلا أن

__________________

(١) نقل الشيخ السيد محمد أبو الهدى الصيادي الرفاعي في كتابه (الروض البسام في أشهر البطون القرشية بالشام) المطبوع بمطبعة الاهرام بالاسكندرية سنة ١٨٩٢ م ص ٨ عند الكلام على بني خالد وطعن ابن الأثير في نسب عقبه ومثله ما حكاه العدواني. فهذا غير صحيح كما ذكره السمعاني وعبد الغافر وغيرهما. قالوا : إن عقب خالد منتشر في الشام ونجد والعراق. ومنهم في مرو الروذ وبلاد الافغان ... والكلام على بني خالد في عشائر العراق. ووجود العشائر يؤيد صحة النسب. وربما كان اشتهار خالد غطى على اسم العشيرة. ولا مانع من انتساب الافغان إلى خالد. والعرب انتشروا.

٢٥٤

يكون بينهما حاجز عظيم بين مملكتيهما ، وإلا فيعد الثاني باغيا وقتاله واجب (١).

وعلى هذا صدر الفرمان إلى الوزير بلزوم الحرب تأييدا لفتوى شيخ الإسلام فامتثل الأمر وجهز جيشا أكبر بقوة فائقة ، ومعدات كافية ، سار إلى ايران للنضال.

ولم تدخر الدولة وسعا في المهمات ولا في إعداد الجنود الكثيرة ، وكان المعمول على الكرد. وبينهم أمير أردلان خانه محمد باشا أخو متصرف لواء بابان خالد بك ، وحاكم العمادية وأمير درنة ودرتنك أحمد بك ، وأمير باجلان علي بك ، وأمير كوي علي بك ، وأمير الجاف صفي قلي بك وأمير كروس حسن بك وأمير حرير مصطفى بك ، وأمير سعد آباد سبحان وبردي بك وأمير كلهر رضا قولي بك ، وأمير زنكنة محمد بك ، وأمير سرطان حسن بك وأمير آلتون كوپري أحمد بك وأمير قزلجة فرهاد بك زاده وأمير شهر بازار فرهاد بك وأمير سروجك حسن بك. وهؤلاء عدا ولاة الترك والأمراء والجيوش العديدة ...

ويلاحظ هنا أن شيوخ الإسلام كأنهم موكلون بتوجيه الفتاوى طبق رغبات السلاطين مما جعلهم يميلون مع الأهواء تزلفا للدولة ومماشاتها ... ومثلهم علماء الأفغان.

وللأستاذ الشيخ عبد الله السويدي مناقشة في الفتاوى منتصرا لوجهة نظر الدولة العثمانية (٢) ...

أما أشرف خان فإنه حين سمع بالخبر استعد أيضا وهيأ جيوشه وفى الوقت نفسه اتخذ دقائق الحيل لتقريب أمراء الكرد لجهته ، فولد

__________________

(١) تاريخ كوجك جلبي زاده ص ٨٩ ـ ٢.

(٢) حديقة الزوراء ص ٩٢ ـ ٢.

٢٥٥

فيهم آمالا وأماني تدعو إلى جذبهم. التقى الجمعان في محل بين اصفهان وهمذان فابتدأوا في المناوشات ثم قاربت الجيوش فدخلت المعركة فكان الهول كبيرا والقتال عنيفا ... دام مدة ولكن الجيش الأفغاني لم يطق الصبر فانهزم شر هزيمة ولم ينج أشرف خان إلا بشق الأنفس. فرّ من ساحة القتال متوجها نحو أصفهان.

قالوا : وإن الوزير عاد لمخيمه فرحا مسرورا بهذا النصر إلا أنه رأى على حين غفلة أن الأكراد الذين بصحبته فارقوه ورجعوا ثم أعقبتهم الطوائف الأخرى بلا مبرر ولم يبق مع الوزير سوى أهل دائرته فدهش مما رأى حتى أنه صار يتمنى الموت فاضطر أن يرجع إلى كرمنشاه وبقي للاستراحة فيها وعرض كل ما وقع على دولته بوجه التفصيل ...

وكان البذل كبيرا ، والمصاريف باهظة ، والمهمات لا تحصى والمعدات الحربية لا حد لها. تركت هذه كلها ، فكانت الخسائر فادحة.

دعت هذه الحادثة إلى الاستغراب واختلفت فيها وجهات النظر إلا أن القوة الوحيدة المعول عليها عشائر الكرد ورجالهم ، فكان الغلط في هذا الاعتماد. فإنهم برجوعهم خذلوا الجيش. رأوا ما يكرهون فرجعوا.

ولكن الدولة كانت وجهة نظرها أن الوزير لم يشاور في الأمر ولم يستطلع آراء الوزراء والقواد فوقع في الغلط ...

عرضت الحالة على الدولة فصدر الفرمان بالاستعداد مرة ثانية. تأهبت الدولة للأمر وأيدت وجهة نظر الوزير. فأعدت المهمات وهيأت الجيوش ووردت إليه التسلية فتوقف في كرمنشاه منتظرا ورود القوة. في غرة ذي القعدة أعاد تنظيم الجيش تحت قيادته بالاستعانة بكتخدا البوابين محمد باشا فتأهبوا للأمر (١) ...

__________________

(١) تأتي باقي حوادث الافغان في السنة التالية.

٢٥٦

الطباعة

في ذي القعدة بدأت الطباعة بالعمل في استنبول بناء على صدور الإذن السلطاني مقرونا بفتوى شيخ الإسلام. شرع بطبع أول كتاب (لغة وإن قولي) ترجمة (صحاح الجوهري) إلى التركية. ثم توالت الآثار الاخرى. وكان نصيب العراق من هذه المطبوعات كتاب (گلشن خلفا) ، و(تاريخ تيمور) لمرتضى آل نظمي. والاستفادة من هذه لم تكن مقصورة على استنبول. وإنما انتشرت في الاقطار العثمانية ، والعراق منها ، وتعد من أول العلاقات الثقافية المؤثرة في الشرق ، وهكذا شاع الكاغد من طريق الغرب بعد صنعه بوسائل فنية. فكان من أكبر مسهلات الثقافة (١).

آل الجليلي في الموصل

في هذه السنة بدأ حكم الجليليين في الموصل. وسنفرد لهم بحثا خاصا في المجلد السابع من هذا الكتاب ليكون مجموعا في صفحات متصلة الأطراف.

حوادث سنة ١١٤٠ ه‍ ـ ١٧٢٧ م

حوادث الأفغان أيضا :

في أوائل هذه السنة جاءت قائمة إلى الوزير تعين له الخطة المثلى في أعماله الحربية وأن لا يقع بمثل ما وقع به بأن يشاور الأمراء الذين معه وأن لا يقطع أمرا حتى يستطلع رأيهم وأن يكون متبصرا متنبها ... فكانت هذه الوصايا نافعة ومهمة جدا فعرف السبب وزالت الغرابة (٢). تكاملت العساكر والمهمات فالتحقت بالوزير ومن ثم هب الوزير لإعادة الكرة فسار من كرمانشاه قاصدا أصفهان. فلما وصل إليها علم الأفغان

__________________

(١) في كتاب الطباعة والمطبوعات عندنا أوضحت هذه المطالب.

(٢) تاريخ كوجك جلبي زاده ص ١٣٣.

٢٥٧

أن لا طاقة لهم فتوسلوا بالصلح. ووافقهم الوزير على أن تكون كرمانشاه وهمذان وما يليهما في يد العثمانيين. وأن يكون للحكومة وكيل في الأنحاء الايرانية مما تحت حكم الأمير أشرف خان.

وكان سفير الصلح من جانب أحمد باشا (عبيد الله) قاضي همذان فصار قاضي الفيلق برتبة أدرنة. ومن جانب الأفغان منلا نصرت. وإن عبيد الله كان قاضيا ببغداد ثم عزل وحصل على رتبة حلب وفي ٢٤ ذي القعدة سنة ١١٣٩ ه‍ نصب قاضيا في مدينة همذان ثم قاضي الجيش. فكان فاضلا قديرا ومن ثم صار رسول الصلح. وكان الصك يحتوي على ١٢ مادة وفيها عدا ما ذكر أن تكون الممالك المفتوحة بيد العثمانيين ومنها مما يعود للعراق نهاوند وخرم آباد وديار اللر وكذا الحويزة ... فانتهت الحرب بين الطرفين وأمضى الصلح وتحددت الحدود وسطرت المصالحة وتسلم كل منهما نسخة منها. فنال الوزير مرامه وحصل على مرغوبه فعاد إلى بغداد (١).

حوادث سنة ١١٤١ ه‍ ـ ١٧٢٨ م

هدايا وفيل :

ورد من أشرف خان هدايا ثمينة أرسلها إلى السلطان منها فيل توثيقا لأواصر الصلح بين الحكومتين. فكان لورود الفيل وقع كبير في النفوس. خرج الوالي والناس لمشاهدته ، وكان مزينا بأنواع الحلل وعليه سرير في شكل قبة وعلى رأسه ثلاثة أنفار وعلى رواية أربعة يومي للسلام بخرطومه. ولما وصلوا إلى الوزير وكان جالسا لاستقبال الرسول

__________________

(١) دوحة الوزراء ص ١٦ تاريخ كوجك زاده ص ١٢ ـ ٢ : ١٣٣ ـ ١ وفيه كتاب الصدر الأعظم إلى الوزير أحمد باشا ص ١٣٠ ـ ١ وفي كتابنا العلاقات بين العراق وايران تفصيل.

٢٥٨

في مسقف (باب الشجرة) وهو (باب المعظم). وقفوا تأدبا له وأومأ بخرطومه. ولكنه لم يتصرف حتى نال جائزة من الوزير. وهذا الفيل أصابه البرد في ديار بكر فهلك. فلم يقو على البرد ...

قال في الحديقة : أن مجيئه كان في سلخ سنة ١١٤٠ ه‍ (١).

شهرزور :

إن أمير أمراء شهرزور (محمد باشا) البو غاز ليانلي ارتكب أنواع المظالم كما أنه تجاوز الحد في التخريب أثناء حرب همذان فعزل فخرج عن البلدة ونصب خيامه خارجها. فهاجمه الأهلون وانتهبوا ما عنده ففر بنفسه ولما وصل إلى (صاوق بولاق) جاء الأمر بقتله فقتل بفتوى من شيخ الإسلام. فخلفه الوزير علي باشا فلم تطل مدة إمارته فصار مكانه في هذه السنة الوزير عبد الرحمن باشا على أن يحافظ على همذان (٢).

خديجة خانم :

تزوج الكتخدا (محمد باشا) بخديجة خانم بنت أخت الوزير. وأوضح الأستاذ السويدي في حديقته ما جرى من أفراح وزينة (٣).

غزو الحويزة :

ثم ظهر من أهل الحويزة عصيان وتمرد فتوجه الوزير عليهم بجيش جرار ... ومن غريب ما كان في طريقهم أن رأوا الأرض مملوءة بالأفاعي. قتلوا كثيرا منها وهي في تزايد فصارت شغلهم الشاغل في

__________________

(١) حديقة الزوراء ص ٩٣ ودوحة الوزراء ص ١٧.

(٢) تاريخ كوجك جلبي زاده ص ١٤٩.

(٣) حديقة الزوراء ص ٩٢. ودوحة الوزراء ص ١٧.

٢٥٩

تلك الليلة. لم يهجعوا إلى الضحى ... مضت الليلة ولم تلسع أحدا ولا حصل منها أذى على الجيش ولا على الحيوانات.

حمل بعضهم ذلك على طبعها وأنها لا تلحق ضررا ، ولكن الجيش رأى السكان لم ينتسبوا إلى الطريقة الرفاعية ولم يصبهم ضرر ...

وصل الجيش إلى الحويزة. وحينئذ خاف الأهلون فقدموا إلى الوزير الهدايا وسلموا إليه مفاتيح البلد وطلبوا العفو عنهم فعفا ونصب الأمير السابق المولى محمدا حاكما عليهم (١). وكان عزله الايرانيون بعد أن نصبته الدولة العثمانية. وفي هذه المرة أعيد ، ومن ثم نظم الوزير أمورهم وأخذ المدافع الكبيرة وعاد إلى بغداد ظافرا منصورا ... وفي هذه الحرب قامت عشائر المنتفق وعلى رأسهم محمد المانع. وعشائر بني لام فتغلبوا عليهم (٢).

كرمانشاه :

ثم وجه منصب كرمانشاه إلى حسن بك الپچوي برتبة أمير الأمراء. وهذا كان أثناء سفر أصفهان مبايعا الذخائر وله الاطلاع الكافي فعهد إليه لما أبداه من الخدمة (٣).

عصيان :

ثم زاد عصيان بعض العربان. عاثوا فقطعوا السبيل. فأمر الوزير بمطاردتهم والقبض على زعمائهم المعروفين فتمكن من القبض على كل

__________________

(١) هو المولى محمد بن المولى عبد الله بن هبة الله من المشعشعين. ورد في كتاب (مشعشعيان) الفارسي للأستاذ أحمد كسروي ص ٩٢ و١٠٤ وأغفل هذا الحادث.

(٢) تاريخ كوجك جلبي زاده ص ١٤٤ وحديقة الزوراء ص ٩٦ ـ ٢ ودوحة الوزراء ص ١٧.

(٣) كوجك جلبي زادة ص ١٤٤ ـ ٢.

٢٦٠