تفسير المراغي - ج ٢٢

أحمد مصطفى المراغي

المعنى الجملي

بعد أن هدد المشركين بجريان سنته فيهم ، بإهلاكهم كما أهلك المكذبين من قبلهم ـ نبههم إلى ذلك بما يشاهدونه من آثارهم في رحلاتهم للتجارة في الشام والعراق واليمن ، فقد خلت منهم منازلهم وسلبوا ما كانوا فيه من النعيم بعد كمال القوة وكثرة العدد والعدد ، وكثرة المال والولد ، وما أغنى ذلك عنهم شيئا ولا دفع عنهم من عذابه لما جاء أمره ، لأنه لا يعجزه شىء إذا أراده.

ثم ذكر حلمه بعباده وأنه لو آخذهم بما اجترحوا من السيئات ما ترك على ظهر الأرض إنسانا يدبّ على وجهها ، لكنه أخّر عقابهم إلى يوم القيامة فيحاسبهم ويوفى كل عامل جزاء عمله إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر ، وهو البصير بحال عباده

الإيضاح

(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) أي أولم يسر هؤلاء المشركون بالله في الأرض التي أهلكنا فيها أهلها ، بكفرهم بنا وتكذيبهم ، رسلنا أثناء رحلاتهم التي يسلكونها إلى طريق الشام فى تجاراتهم ، فينظروا كيف كانت عاقبتهم ـ ألم نهلكهم ونخرب مساكنهم ونجعلهم مثلا لمن بعدهم ، فيتعظوا بهم ويزدجروا عما هم عليه من الشرك بعبادتهم الآلهة من الأوثان والأصنام؟

ثم بين أنهم إذا ساروا على تمردهم وعنادهم فهم لا يفلتون من عقابه فقال :

(وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) أي ولن يعجز الله هؤلاء المشركون به المكذبون لرسوله ، فيسبقوه هربا وينجوا من الهلاك إذا هو أراد ذلك بهم ، لأنه لا يعجزه شىء يريده في السموات ولا في الأرض.

١٤١

وغير خاف ما في هذا من شديد الوعيد وعظيم التهديد لهم.

ثم علل عدم عجزه عن شىء فيهما بقوله :

(إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً) أي إنه تعالى عليم بمن يستحق أن تعجّل له العقوبة ومن قد تاب وأناب إلى ربه ورجع عن ضلالته ، قدير على الانتقام ممن شاء منهم ، وعلى توفيق من أراد الإيمان.

ولما كان المشركون يستعجلون بالوعيد استهزاء فيقولون «اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ» بيّن أنه لا يعاجلهم بالعقوبة على ما كسبوا ، لعلهم ينيبون أو ينيب بعضهم إلى ربه ، ويثوب إلى رشده فقال :

(وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ) أي ولو يعاقب الله الناس ويكافئهم بما عملوا من الذنوب واجترحوا من الآثام ما ترك على ظهر الأرض نسمد تدب لشؤم المعاصي التي يفتنّون فيها (وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) أي ولكن يؤخر عقابهم ومؤاخذتهم بما كسبوا إلى أجل حدده عنده لا يقصرون دونه ولا يتجاوزونه إذا بلغوه.

(فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً) أي فإذا حل ذلك الأجل فإن الله يجازى المكلفين بما عملوا من خير أو شر ، لا يخفى عليه شىء من أمرهم ، دقّ أو جلّ ، ظهر أو بطن.

اللهم أحسن أعمالنا ظواهرها وبواطنها ، وتقبل منا ما نعمل مما يرضيك إنك أنت الخبير البصير.

١٤٢

مجمل ما اشتملت عليه السورة الكريمة من حكم وأحكام

(١) الأدلة على قدرة الله بإبداعه للكون وأنه المنعم المتفضل.

(٢) تذكير الناس بالنعم ليشكروها.

(٣) تثبيت فؤاد رسوله بذكر قصص المكذبين للأنبياء والمرسلين.

(٤) نداء الناس عامة بأن يتحلّوا بالفضائل ، ويتخلّوا عن الرذائل ، ولا يتبعوا خطوات الشيطان ، وينظروا فيما أبدع الرّحمن ، من الآيات في الأرض والسموات.

(٥) ضرب الأمثال لما سلف من القسمين ، وإيضاح الطائفتين المؤمنة والكافرة.

(٦) تقسيم المؤمنين إلى علماء محققين ، وصالحين متقين ، ثم تقسيمهم من حيث العمل أقساما ثلاثة.

(٧) وصف عاقبة الكافرين والمؤمنين وما يلقاه كل منهما يوم القيامة.

١٤٣

سورة يس

هى مكية إلا قوله : «وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ» فمدنية.

وآيها ثلاث وثمانون ، نزلت بعد سورة الجن.

ووجه اتصالها بما قبلها :

(١) إنه لما جاء في السورة السالفة قوله : «وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ» وقوله : «وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ» وقد أعرضوا عنه وكذبوه ـ افتتح هذه السورة بالقسم بصحة رسالته وأنه على صراط مستقيم لينذر قوما ما أنذر آباؤهم.

(٢) إنه قال فيما قبلها «وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى» وقال في هذه : «وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها» وقال : «وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ».

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣) عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٥) لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ (٦) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٧) إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (٨) وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (٩) وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (١٠) إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ

١٤٤

اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (١١) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (١٢))

تفسير المفردات

(يس) : تقدم الكلام في نظائره من الحروف المقطعة في أوائل السور ، وأن الرأى الرجيح فيها أنها حروف تنبيه نحو ألا ويا ، وينطق بأسمائها فيقال (ياسين).

روى عن ابن عباس أنه قال يس : أي يا إنسان بلغة طيىء. والحكيم : أي ذى الحكمة ، على صراط مستقيم : أي طريق قويم ، من عقائد صحيحة ، وشرائع حقة ، حق : أي ثبت ووجب ، الأغلال : واحدها غلّ ، وهو ما تشدّ به اليد إلى العنق للتعذيب والتشديد ، والقمح : الذي يرفع رأسه ويغضّ بصره.

قال أبو عبيدة : يقال قمح البعير : إذا رفع رأسه عن الحوض ولم يشرب. من بين أيديهم : أي من أمامهم ، فأغشيناهم : أي فغطّينا أبصارهم ، والذكر : القرآن ، وخشى الرّحمن : أي خشى عقابه ، بالغيب : أي قبل حلوله ومعاينة أهواله ، ما قدّموا :

أي ما أسلفوا من الأعمال الصالحة والطالحة ، وآثارهم : أي ما أبقوه بعدهم من الحسنات كعلم علّموه ، أو كتاب ألّفوه ، أو بناء في سبيل الله بنوه ، أو من السيئات كغرس بذور الضلالات بين الناس ، فى إمام مبين : أي في أصل يؤتم به.

الإيضاح

(يس. وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ. إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) أي أقسم بالقرآن المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. إنك أيها الرسول لمن المرسلين لذين هم على دين قويم ، وشرع مستقيم.

١٤٥

(تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) أي هذا الصراط المستقيم ، والدين القويم ، تنزيل من ذى العزة والرحمة بعباده.

ونحو الآية قوله : «وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ. صِراطِ اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ».

(لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ) أي إنا أرسلناك لتنذر العرب الذين لم يأتهم نذير من قبلك ، فهم في غفلة عن معرفة الشرائع التي فيها سعادة البشر ، وإصلاح المجتمع.

وذكرهم وحدهم هنا ؛ لأن الخطاب كان معهم ، وهذا لا يمنع أنه مرسل إلى الناس كافة كما قال : «قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً».

(لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) أي لقد وجب العقاب على أكثرهم ، لأنه سبحانه سجل عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون به ، ولا يصدّقون برسوله ، لما علم من خبث نفوسهم وسوء استعدادهم ، فلا تعمر قلوبهم بالإيمان ، ولا تخبت لله في أي زمان.

ثم ضرب لهم مثلا فقال :

(إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ) أي إنا جعلنا فى أعناقهم أغلالا فهى واصلة إلى الأذقان ملصقة بها ، فهم من جراء ذلك مقمحون أي مرفوعو الرءوس ، إذ أن طوق الغلّ الذي في عنق المغلول يكون في ملتقى طرفيه تحت الذقن حلقة فيها رأس العمود خارجا من الحلقة إلى الذقن ، فلا يمكّنه من أن يطأطئ رأسه فلا يزال مقمحا.

والمراد منعناهم بموانع عن الإيمان تشبه ما ذكر ، فهم غاضو أبصارهم ، لا يلتفتون إلى الحق ، ولا يعطفون أعناقهم نحوه ، ولا يطأطئون رءوسهم له.

ثم أكد ما سبق وزاده بيانا وتفصيلا فقال :

١٤٦

(وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) أي إنه زيّن لهم سوء أعمالهم ، وأعجبوا بأنفسهم ، واستكبروا عن اتباع الرسول ، وشمخوا بأنوفهم ، ولم يخضعوا لما جاءهم به ، وصدّوا أبواب النظر عما ينفعهم ، ولم يقبلوا شيئا سوى ما هم عليه ؛ فما مثلهم إلا مثل من أحاط به سدّان من الأمام والخلف فحجباه عن النظر فهو لا يبصر شيئا.

والخلاصة ـ إنهم محبوسون في سجن الجهالة ، ممنوعون عن النظر في دلائل الأنفس ودلائل الكون ، محرومون عن التأمل فيما حل بمن قبلهم من الأمم الخالية ، والتفكر في العواقب المستقبلة.

ثم ذكر فذلكة لما تقدم فقال :

(وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) أي وسواء على هؤلاء الذين حق عليهم القول ، إنذارك إياهم وتركه ، فإنه قد طبع الله على قلوبهم فهم لا يؤمنون ، إذ قد خبثت نفوسهم ، وساء استعدادهم ، وغشّيت أبصارهم فلا تقدر على النظر في الدلائل المشاهدة ، ولا تستطيع التأمل في جمال الكون.

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد

وينكر الفمّ طعم الماء من سقم

ثم أعقب ذلك بيان من يتأثر بالإنذار فقال :

(إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) أي إنما ينفع إنذارك من آمن بالقرآن ، واتبع ما فيه من الأحكام ، وخشى عقاب الله قبل حلوله ومعاينة أهواله ، فإنه سبحانه عظيم الرحمة ، أليم العذاب كما قال : «نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ».

فبشّر هذا الذي اتبع أحكام الدين ، وخاف العقاب بمغفرة ما فرط منه من الزلات ، وأجر كريم ، ونعيم مقيم ، لا يستطاع وصفه مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

١٤٧

ونحو الآية قوله : «إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ».

ثم ذكر ما يؤكد الخشية من الله وخوف عقابه بقوله :

(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ) أي إنا نحيى الموتى جميعا من قبورهم يوم القيامة ، ونكتب ما أسلفوا من عمل ، وتركوا من أثر حسن بعدهم ، كعلم علّموه ، أو حبيس في سبيل الله وقفوه ، أو مستشفى لنفع الأمة أنشئوه ، أو أثر سيىء كغرس الأحقاد والأضغان ، وترتيب مبادئ الشر والعدوان بين الأنام.

روى ابن أبى حاتم عن جرير بن عبد الله البجلي قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم «من سنّ حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ، ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيئا ، ثم تلا : ونكتب ما قدّموا وآثارهم» والمراد من كتابة ذلك مجازاتهم عليه إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر.

ثم ذكر أن الضبط والإحصاء لا يخص أعمال بنى آدم ، بل يتناول جميع الأشياء فقال :

(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) أي وبيّنا كل شىء وحفظناه ، فى أصل عظيم يؤتم به ، ويتبع ولا يخالف ، وهو علمنا الأزلى القديم الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.

ونحو الآية قوله : «عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى» وقوله : «وكلّ شىء فعلوه في الزّبر. وكلّ صغير وكبير مستطر».

(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (١٣) إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ

١٤٨

مُرْسَلُونَ (١٤) قالُوا ما أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (١٥) قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (١٦) وَما عَلَيْنا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (١٧) قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (١٨) قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (١٩) وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٢١) وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٢) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ (٢٣) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٤) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (٢٥) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦) بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (٢٧))

تفسير المفردات

ضرب المثل : يستعمل تارة في تشبيه حال غريبة بأخرى مثلها كما في قوله : «ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ» الآية ، ويستعمل أخرى في ذكر حال غريبة وبيانها للناس من غير قصد إلى تشبيهها بحال أخرى نحو قوله : «وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ» أي وبيّنا لكم أحوالا غاية في الغرابة كالأمثال ، والقرية : هى أنطاكية كما روى عن قتادة وعكرمة ، والمرسلون : هم رسل عيسى من الحواريين ، فعززنا : أي فقوّينا وشددنا ، البلاغ المبين : أي التبليغ الواضح الظاهر للرسالة ،

١٤٩

تطيّرنا : أي تشاء منا ، لنرجمنكم : أي لنرمينكم بالحجارة ، طائركم : أي سبب شؤمكم ، مسرفون : أي مجاوزون الحد في العصيان ، أقصى المدينة : أي أبعد مواضعها ، يسعى : أي يعدو ويسرع ، لا تغن : أي لا تنفع ، ولا ينقذون : أي لا يخلصونى.

المعنى الجملي

بعد أن ذكر أن هؤلاء المشركين قد ختم الله على قلوبهم فهم لا يؤمنون ـ أردف ذلك ذكر مثل لقوم حالهم كحالهم في الغلوّ في الكفر والإصرار على التكذيب ، والاستكبار على الرسل ، وصم الآذان عن سماع الوعظ والإرشاد ، وهم أهل قرية أنطاكية ببلاد الشام ، فقد كان قصصهم مع رسل الله كقصص قومك معك ، فى العناد والاستكبار والعتوّ والطغيان.

الإيضاح

(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ) أي واجعل أصحاب قرية أنطاكية مثلا لهؤلاء القوم ، إذ أصروا على تكذيب الرسل الذين أرسلوا إليهم كما أصر قومك على تكذيبك عنادا واستكبارا.

والمشهور لدى المفسرين ومنهم قتادة وغيره أن الرسل هم رسل عيسى عليه السلام من الحواريين بعثهم إلى أهل أنطاكية ، وكان منهم ما قصه الله علينا في كتابه.

ويرى ابن عباس واختاره كثير من جلّة العلماء أن الرسل هم رسل الله أرسلهم ردءا لعيسى عليه السلام مقررين لشريعته كهرون لموسى عليه السلام ، ويؤيد ذلك.

(١) قولهم (رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ. وَما عَلَيْنا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ).

(٢) إنهم لو كانوا رسل المسيح لما قالوا لهم : (إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا).

(٣) إن أهل أنطاكية آمنوا برسل المسيح إليهم ، فقد كانوا أول أهل مدينة آمنت بالمسيح ومن ثم كانت إحدى المدن الأربع اللاتي فيهن بطارقة ، وهن القدس

١٥٠

وأنطاكية والإسكندرية ورومية ، لأنها مدينة الملك قسطنطين الذي نصر دينهم ووطده ، ولما ابتنى القسطنطينية نقلوا البطرين من رومية إليها.

ثم فصل ما تقدم وزاده بيانا فقال :

(إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ) أي حين أرسلنا إليهم رسولين من عندنا فأسرعوا في تكذيبهما فقويناهما وشددنا أزرهما برسول ثالث فقالوا لأهل القرية : إنا إليكم مرسلون من ربكم الذي خلقكم ، بأن تخلصوا له العبادة ، وتتبرءوا مما تعبدون من الآلهة والأصنام.

والمشهور أن الرسولين الأولين كانا يوحنا وبولس والرسول الثالث شمعون.

ثم ذكر شبهة ، كثيرا ما تمسك بها المكذبون للرسل من الأمم الماضية.

(قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ) أي قال أصحاب القرية للثلاثة الذين أرسلوا إليهم : ما أنتم إلا بشر مثلنا من غير مزية دعية لاختصاصكم بما تدّعون ، وما أنزل الرّحمن إليكم رسالة ولا كتابا ولا أمركم فينا بشىء ، ما أنتم إلا كاذبون في قيلكم إنا مرسلون إليكم.

وفي قولهم «ما أنزل الرّحمن» إيماء إلى أنهم يعترفون بالألوهية لكنهم ينكرون الرسالة ويتوسلون بالأصنام. وحينئذ رد عليهم الرسل مؤكدين رسالتهم.

(قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ) أي فأجابهم الرسل قائلين : الله يعلم إنا رسله إليكم ولو كنا كذبة عليه لا نتقم منا أشد الانتقام ، ولكنه سيعزنا وينصرنا عليكم وستعلمون لمن تكون عقبى الدار؟

ونحو الآية قوله : «قُلْ كَفى بِاللهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ».

ثم ذكر الرسل ما أمروا به فقالوا :

١٥١

(وَما عَلَيْنا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) أي إنما علينا أن نبلغكم ما أرسلنا به إليكم ، فإن أطعتم ربحتم وكانت لكم سعادة الدارين ، وإن لم تجيبوا فستعلمون عاقبة تكذيبكم حين يحيق بكم الوبال والنكال.

والتبليغ المبين إنما يكون إذا صحبته الآيات الباهرة ، والمعجزات الدالة على أنهم رسل من عند الله.

والخلاصة ـ ما علينا من جهة ربنا إلا التبليغ المعزّز بالآيات البينات وقد فعلنا فأىّ شىء تطلبون منا حتى تصدقوا دعوانا؟.

ولما ضاقت بهؤلاء المكذبين الحيل ، وأعيتهم الحجج لجئوا إلى التهديد والوعيد.

(قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ) أي قالوا إنا تشاء منا من تبليغكم ودعوتكم ، فقد افتتن بعض القوم بكم ، وتفرقت كلمتنا وانفرط عقد وحدتنا ، ولئن لم تنتهوا عن بثّ هذه الدعوة بيننا لنرجمنكم بالحجارة رجما ، ولنمثلن بكم شر التمثيل أو لنعذبنكم عذابا شديدا وأنتم أحياء.

والخلاصة ـ إنا إما أن نقتلكم أو نلقيكم في غيابات السجون وننكل بكم تنكيلا عظيما.

حينئذ أجابهم الرسل :

(قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ) أي قالوا لهم سبب شؤمكم من أفعالكم لا من قبلنا كما تزعمون ، فأنتم أشركتم بالله سواه ، وأو لعتم بالمعاصي واجترحتم السيئات ، أما نحن فلا شؤم من قبلنا ، فإنا لا ندعو إلا إلى توحيد الله ، وإخلاص العبادة له والإنابة إليه ، وفي ذلك منتهى اليمن والبركة.

(أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) أي أمن جرّاء أنا ذكرناكم وأمرناكم بعبادة الله مخلصين له الدين تقابلوننا بمثل هذا الوعيد؟ بل أنتم قوم ديدنكم الإسراف ومجاوزة الحد في الطغيان ، ومن ثم جاءكم الشؤم ولا دخل لرسل الله في ذلك.

١٥٢

والخلاصة ـ أنتم قوم مسرفون في ضلالكم ، متمادون في غيكم ، تتشاءمون بمن يجب التبرك بهم من هداة الدين ، فقد جعلتم أسباب السعادة أسبابا للشقاء ولا يخفى ما في ذلك من شديد التوبيخ وعظيم التهديد والتنبيه إلى سوء صنيعهم بحرمانهم من الخيرات.

ونحو الآية قوله تعالى حكاية عن قوم فرعون «فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ ، أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ».

ثم أبان أنّ الحق لا يعدم نصيرا ، وأن الله يقيّض له من يدافع عنه فقال :

(وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ. اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ) أي وجاء من أطراف المدينة رجل يعدو مسرعا ، لينصح قومه حين بلغه أنهم عقدوا النية على قتل الرسل ، فتقدم للذبّ عنهم ابتغاء وجه الله ونيل ثوابه ، قال يا قوم اتبعوا رسل الله الذين لا يطلبون منكم أجرا على تبليغهم ولا يطلبون علوا في الأرض ولا فسادا ، وهم سالكون طريق الهداية التي توصل إلى سعادة الدارين.

روى أن هذا الرجل يسمى حبيبا ، وكان نجارا ، قال ابن أبى ليلى : سباقو الأمم ثلاثة لم يكفروا قط طرفة عين : على بن أبى طالب ، وصاحب يس ، ومؤمن آل فرعون.

ورواه الزمخشري حديثا ، وقال ابن كثير إنه حديث منكر.

ثم أبان لهم أنه ما اختار لهم إلا ما اختاره لنفسه فقال :

(وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ؟) أي وما يمنعنى من إخلاص العبادة للذى خلقنى ، وإليه المرجع للجزاء يوم المعاد فيجازيكم على أعمالكم إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر.

وفي هذا تقريع لهم بتركهم عبادة الخالق وعبادة غيره ، وتهديد بتخويفهم بالرجوع إلى شديد العقاب.

١٥٣

ثم أعاد التوبيخ مرة أخرى مبينا عظيم حمقهم فقال :

(أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ؟) أي أأعبد من دون الله آلهة لا تملك من الأمر شيئا ، وهو لو أرادنى بسوء فلا كاشف له إلا هو ، ولا تملك الآلهة دفعه عنى ولا منعه.

(إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي إنى إذا فعلت ذلك واتخذت من دونه آلهة لفى ضلال بيّن لا يخفى على من له أدنى مسكة من عقل ، فإن إشراك من لا يخلق وليس من شأنه النفع والضر ، بمن يخلق وهو القادر على كل شىء ـ خطأ ظاهر ، وغلط واضح لدى أرباب الأحلام وذوى الحجا.

ثم التفت إلى الرسل وخاطبهم منيبا إلى ربه فقال :

(إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ) أي إنى آمنت بربكم الذي أرسلكم فاشهدوا لى بذلك عنده.

روى أنه لما قال ذلك وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه ولم يجد من يدافع عنه.

قال قتادة : جعلوا يرجمونه بالحجارة وهو يقول : اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون ، فلم يزالوا به كذلك حتى فارق الحياة.

ثم ذكر مآل أمره وما قاله حين وجد النعيم والكرامة ، فقال :

(قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ، قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ. بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) أي قال الله له : ادخل الجنة كفاء ما قدمت من عمل وأسلفت من إحسان ، فلما دخلها وعاين ما أكرمه الله به لإيمانه وصبره قال : ليت قومى يعلمون بما أنا فيه من نعيم ، وخير عميم ، لإيمانى بربي وتصديقى برسله وصبرى على أذى قومى ، وإنما تمنى علم قومه بحاله ، ليحملهم ذلك على اكتساب المثوبة مثله بالتوبة عن الكفر والدخول فى حظيرة الإيمان والطاعة اتباعا لسنن أولياء الله الذين يكظمون الغيظ ويترحمون على الأعداء.

١٥٤

قال ابن عباس : نصح قومه حيا بقوله : (يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) وبعد مماته بقوله : (يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ. بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ).

وإلى هنا وقف القلم في تفسير هذا الجزء من الكتاب الكريم. وكان الفراغ منه بمدينة حلوان من أرباض القاهرة قاعدة الديار المصرية في اليوم الثامن عشر من شعبان سنة أربع وستين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة النبوية.

والحمد لله على إحسانه وإنعامه ، وصلّ ربنا على محمد وآله الطيبين الأخيار وصحبه الأبرار.

١٥٥

فهرست

أهم المباحث العامة التي في هذا الجزء

مضاعفة ثواب أمهات المؤمنين رضى الله عنهن....................................... ٣

مكانتهن بين النساء وأمرهن بالقرار في البيوت...................................... ٥

من هم أهل البيت؟.............................................................. ٧

ما أعده الله للمسلمين والمسلمات من لأجر والكرامة في الدار الآخرة.................. ٨

الأوصاف التي يستحق بها عباده الثواب العظيم...................................... ٩

أىّ المجاهدين أعظم لله أجرا؟.................................................... ١٠

قصة زينب بنت جحش........................................................ ١١

الحكمة في زواجه صلّى الله عليه وسلم بها......................................... ١٢

ما كانت تفخر به زينب على أزواج النبي صلّى الله عليه وسلم...................... ١٥

أبوّة محمد صلّى الله عليه وسلم للمؤمنين أبوة تعظيم وإجلال........................ ١٦

أولاد النبي عليه الصلاة والسلام................................................. ١٧

أمره عليه الصلاة والسلام باحتمال أذى المشركين وبالتوكل عليه.................... ١٩

لا عدّة للمطلقة قبل الدخول..................................................... ٢٠

بعض خصائص النبي صلّى الله عليه وسلم في الزواج................................ ٢٣

تخييره صلّى الله عليه وسلم في مضاجعة من شاء من نسائه........................... ٢٥

نهيه صلّى الله عليه وسلم عن زواج غير الموجودات معه ، وعن استبدال غيرهن بهنّ..... ٢٦

آية الحجاب وما فيها من أحكام وآداب........................................... ٢٧

النهى عن إزعاج النبي صلّى الله عليه وسلم إذا كان في الخلوة........................ ٢٨

يحرم اللبث على المدعوّ إلى طعام بعد أن يطعم إذا كان في ذلك أذى لرب البيت...... ٢٩

١٥٦

قال عمر : وافقت ربى في ثلاث................................................. ٣٠

منع المؤمن عن نكاح أزواج النبي صلّى الله عليه وسلم.............................. ٣١

احترام النبي صلّى الله عليه وسلم في الملا الأعلى والملإ الأدنى......................... ٣٣

من نسب إلى مؤمن أو مؤمنة ما لم يعملا فقد اجترح إثما عظيما..................... ٣٥

أمر النساء بالتستر وإرخاء الجلابيب صيانة لهن عن الأذى.......................... ٣٧

توعد الله أصنافا ثلاثة : بالقتال ، والقتل ، أو النفي من الديار....................... ٣٨

ندم المشركين يوم القيامة وتمنيهم أن لو كانوا أطاعوا الله............................ ٤١

الأقوال والأفعال التي تكون سبب الفوز العظيم.................................... ٤٤

فعل التكاليف الشرعية وسيلة الظفر والفلاح...................................... ٤٦

أسباب تعدد زوجاته صلّى الله عليه وسلم......................................... ٤٧

الأسباب العامة لذلك........................................................... ٤٨

الأسباب الخاصة بزواج كل واحدة من أمهات المؤمنين.............................. ٤٩

أسباب إباحة تعدد الزوجات في الإسلام.......................................... ٥٢

ما حوته سورة الأحزاب من أغراض ومقاصد...................................... ٥٣

وجه اتصال سورة سبأ بما قبلها.................................................. ٥٥

شمول علمه تعالى لكل ما في السموات والأرض.................................... ٥٦

إثبات البعث والجزاء............................................................ ٥٧

الحكمة في البعث والجزاء........................................................ ٥٨

أهل الكتاب الذين آمنوا بمحمد صلّى الله عليه وسلم يعتقدون قيامها ومجيئها........... ٥٩

ما قاله المشركون على سبيل التهكم ممن قال بالبعث................................ ٦٠

ادعاؤهم أن هذه المقالة لا يقولها إلا مفتر أو مجنون................................. ٦١

تنبيههم إلى ما يرون من آثار قدرته تعالى.......................................... ٦٢

ما آتى الله داود من فضل ونعمة................................................. ٦٣

تسخير الريح لسليمان.......................................................... ٦٤

تسخير الجن................................................................... ٦٦

الأرضة دلت على موت سليمان عليه السلام...................................... ٦٧

١٥٧

عقاب المعرضين عن شكر النعم.................................................. ٧٠

سدّ مأرب ـ سدّ العرم......................................................... ٧١

الكشف الحديث دل على صدق ما جاء في القرآن................................. ٧٢

النعم التي أوتيها السبئيون....................................................... ٧٣

عقاب أهل سبأ باتباعهم لوساوس الشيطان........................................ ٧٤

طغيانهم في الأرض وإفسادهم إلا قليلا منهم....................................... ٧٥

تأنيب قريش على عبادتها الأوثان والأصنام........................................ ٧٦

الشفاعة لا تنفع إلا لمن أذن الله له بها............................................. ٧٨

أمر الرسول بأن يقول للمشركين : علىّ إجرامى وعليكم إجرامكم ، والحاكم بيننا هو الله. ٧٩

رسالة محمد صلّى الله عليه وسلم عامة للأسود والأحمر............................. ٨٢

استعجال المشركين للعذاب تهكما وازدراء........................................ ٨٣

إنكار المشركين للقرآن والكتب التي قبله......................................... ٨٤

الحوار الذي بين المشركين ومعبوديهم يوم القيامة.................................. ٨٥

تسلية الرسول صلّى الله عليه وسلم على إنكار مترفى قومه له ، وبيان أنهم ليسوا ببدع في ذلك.    ٨٦

سعة الرزق لا تدل على رضا الله عن المرء ولا غضبه عليه........................... ٨٨

العمل الصالح مع الإيمان هو الزلفى عند الله....................................... ٨٩

في الحديث : «اللهم أعط منفقا خلفا ، وممسكا تلفا».............................. ٩٠

أكثر المشركين مؤمنون بالجن مصدقون لهم فيما يقولون............................ ٩١

قال المشركون : القرآن إفك مفترى وإنه سحر بين................................ ٩٤

ما ردّ به سبحانه على هذه المقالة................................................. ٩٥

طالب الله الكفار بالتريث في هذا الحكم ليعلموا الحق............................... ٩٦

سبب نزول الآية (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ).......................................... ٩٧

١٥٨

العدة بنشر الإسلام وتبلج نوره.................................................. ٩٨

«إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا» الحديث......................... ٩٩

أن لهم الإيمان يوم القيامة وقد كفروا من قبل؟................................... ١٠١

الأجنحة ـ فى العالم المادي تساعد على الطيران ، وفي عالم الأرواح ترشد إلى القدرة. ١٠٤

ما كان يقوله صلّى الله عليه وسلم إذا انصرف من الصلاة وبعد الرفع من الركوع... ١٠٦

الأمر بذكر النعم والشكر عليها................................................ ١٠٥

تسلية الرسول صلّى الله عليه وسلم بأنه ليس ببدع بين الرسل..................... ١٠٧

لحزب الشيطان العذاب الشديد ولحزب الله المغفرة................................ ١٠٩

ضرب المثل على تحقق البعث والنشور........................................... ١١٠

لمن سعى في ضعف الإسلام عذاب شديد والله يحبط عمله......................... ١١٣

الآجال والأعمار أحصاها الله في كتاب......................................... ١١٤

البراهين الدالة على الوحدانية والقدرة........................................... ١١٥

النعي على المشركين في عبادة الأصنام والأوثان.................................. ١١٧

من أصول الدين أن لا تزر وازرة وزر ـ أخرى................................. ١١٨

البشارة والإنذار إنما تجدى نفعا لدى من يخشى الله............................... ١١٩

تسلية الرسول عن عدم قبول المشركين دعوته................................... ١٢٠

لم يترك الله أمة سدى بلا نذير................................................. ١٢١

الهداية والتوفيق بيد الله سبحانه................................................. ١٢٣

قومك ليسوا ببدع في الأمم.................................................... ١٢٤

الاعتبار بالآيات الكونية....................................................... ١٢٥

لا يعلم بديع صنع الله إلا العالم بأسرار الكون.................................... ١٢٦

الذين يتبعون أحكام الدين لهم تجارة لن تبور..................................... ١٢٨

القرآن الكريم مصدق لما بين يديه من الكتب السماوية............................ ١٢٩

١٥٩

المؤمنون أقسام ثلاثة.......................................................... ١٣٠

المؤمنون حين يدخلون الجنة يقولون : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن............. ١٣١

الكافرون يوم القيامة يطلبون العودة إلى الدنيا ليعملوا صالحا....................... ١٣٢

ما أجيبوا به عن هذا الطلب................................................... ١٣٣

علم الله تعالى محيط بجميع الأشياء............................................... ١٣٤

تبكيت المشركين على عبادة الأوثان............................................ ١٣٦

نظام الجاذبية................................................................. ١٣٧

إنكارهم لرسالة النبي صلّى الله عليه وسلم بعد أن كانوا مترقبين لها................. ١٣٩

تهديد المشركين بحلول العقاب كما حل بمن قبلهم................................ ١٤٠

تنبيهم إلى آثار الغابرين الذين خلوا من قبلهم..................................... ١٤١

لو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة.......................... ١٤٢

مجمل ما حوته سورة فاطر من حكم وأحكام..................................... ١٤٣

وجه اتصال سورة يس بما قبلها................................................. ١٤٤

المراد بياسين................................................................. ١٤٥

جعل الأغلال في عنق أهل النار................................................ ١٤٦

لا فائدة في إنذار هؤلاء المشركين.............................................. ١٤٧

من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده......................... ١٤٨

ضرب المثل بأهل أنطاكية..................................................... ١٤٩

من رسل الله الذين أرسلوا إلى أهل أنطاكية؟..................................... ١٥٠

مقالة أهل القرية للرسل....................................................... ١٥١

ما ردّ به الرسل عليهم........................................................ ١٥٢

الحق لا يعدم نصيرا........................................................... ١٥٣

مآل أمر ذلك الواعظ......................................................... ١٥٤

١٦٠