تفسير ستّ سور

الملّا حبيب الله الشريف الكاشاني

تفسير ستّ سور

المؤلف:

الملّا حبيب الله الشريف الكاشاني


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسّسة شمس الضحى الثقافيّة
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 964-95245-3-3
الصفحات: ٤٨٥

لمخالفته للأصل ، والأشبه كما ذهب إليه الخليل وغيره أنّ العامل هو التبعيد ، وهي معنويّ كالابتدائيّة في المبتدأ.

وأمّا (الْعالَمِينَ) فمجرور بالإضافة أو بالمضاف على الاختلاف.

و (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) مجروران على كونهما صفتين بعد الصفة.

ولا يخفى أنّه قد اختلف في أنّه إذا تعدّدت الأوصاف ، فهل الأخير وصف لسابقه المتلوّ أم للأسبق المتقدّم على الكلّ؟ وهو الأظهر ، واللام فيهما ليست للتعريف ، بل للتفخيم ؛ كما مرّ.

المرصد الثاني : في معنى «الربّ» وما يتعلّق به

فنقول : وقد يظهر من كتب اللغات والتفاسير أنّ للربّ معان كثيرة :

منها : وهو الأظهر أنّه من «التربية» و «التدبير» ، فالحقّ ربّ أي مربّ للخلائق ومدبّرها ومصلحها ومصيّرها بحدّ الكمال تدريجا ، وسيجيء بعض كيفيّات التربية عن قريب في حقّ بعضها.

ومنها : وهو القريب من الأوّل أنّه بمعنى «الخالق».

ومنها : وهو قريب أيضا أنّه بمعنى «المصلح للأمور».

ومنها : وهو قريب أيضا أنّه بمعنى «المحوّل للأوضاع والأحوال».

ومنها : وهو قريب أيضا أنّه بمعنى «الثابت».

ومنها : أنّه بمعنى «الدائم لطفه».

ومنها : أنّه بمعنى «السيّد المطاع» كما قال : (أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً) (١).

__________________

(١) يوسف : ٤١.

٦١

ومنها : أنّه بمعنى «المالك» كما قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : أربّ غنم أنت أم ربّ إبل (١).

قال الطبرسيّ والكفعميّ : لا يطلق «الربّ» على غير «الله» إلّا مقيّدا فيقال : ربّ الدار ، وربّ البيت.

خاتمة :

قيل : الربّ من أسماء الأعظم ؛ إذ به أسند استجابة الدعوات في القرآن في مواضع كثيرة ؛ كما قال : (ادْعُوا رَبَّكُمْ) (٢) (فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ) (٣) إلى آخره.

وخواصّه كثيرة :

منها : حفظ الأولاد ؛ إذا أدمن على ذكره.

منها : قضاء الحاجات والمطالب.

المرصد الثالث : في ذكر بعض كيفيّات تربيته تعالى لبعض الخلائق

فنقول : إنّه قد علمت أنّ الأظهر من معاني «الربّ» ما أخذ من التربية وهي على ما قاله البهائيّ رحمه الله والكفعميّ رحمه الله : تبليغ الشيء كماله شيئا فشيئا ، أي على سبيل التدريج ، ولا يخفى أنّ لله تعالى خلقا كثيرا لا يمكن عدّها وإحصاؤها ، ولكلّ منها تربيته خاصّة من جانب الله ، وفي الكلّ

__________________

(١) مصباح الكفعميّ : ٣٣٥.

(٢) الأعراف : ٥٥.

(٣) آل عمران : ١٩٥.

٦٢

تدبيرات لا يعلم أكثرها العارفون ولا يطّلع عليها الحكماء والعالمون ، وما أتى الله علمها إلّا قليلا من عباده الصالحين ، وليس في طاقة البشر إحصاء كيفيّات التدبير في جميع الخلق إلّا القليل منها كالإنسان مثلا ، فلو نظر العاقل فيه بعين البصيرة لرأى فيه تدبيرات عجزت عن دركها أفهام السالكين وأوهام المجتهدين ، مع أنّه كان في الأوّل من سلالة من طين ، ثمّ صار نطفة ، ثمّ علقة ـ وهي القطعة الجامدة من الدم ـ ثمّ مضغة بعد أربعين يوما ، فكساها عظاما ، فكسى العظام لحما ، وجعل له أعضاء شريفة ظاهرة وباطنة ، كان محتاجا إليها كالعين ليرى ويفرّق السهل من الجبل ، والبئر من القفر ، والسمع ليدرك بها الأصوات ويميّز خفيّها عن جليّها ، وحسنها من كريهها ، والدماغ ليدرك بقوّته الرياح الطيّبة والخبيثة ، والذائقة ليدرك بها المرّ والحلو والحامض ، واللامسة ليدرك بها البرودة والحرارة ، والمتخيّلة ليتخيّل ويتفكّر بها ، وكذلك سائر الأعضاء والجوارح الّتي تشاهدها والّتي لا تشاهدها ، وفي كلّ منها لحكم كثيرة لا نعلمه ولا يعلمه إلّا هو.

وفي «توحيد المفضّل رحمه الله» : يا مفضّل ، إنّ الشكّاك جهلوا الأسباب والمعاني في الخلقة ، وقصرت أفهامهم عن تأمّل الصواب والحكمة فيما ذرأ الباري وبرأ من صنوف خلقه في البرّ والبحر ، والسهل والوعر ، فخرجوا بقصر علومهم إلى الجحود ، وبضعف بصائرهم إلى التكذيب والعنود ، حتّى أنكروا خلق الأشياء ، وادّعوا أنّ كونها بالإهمال لا صنعة فيها ولا تقدير ، ولا حكمة من مدبّر ولا صانع ، تعالى الله عمّا يصفون ، وقاتلهم الله أنّى يؤفكون ، فهم في ضلالهم وعميهم وتحيّرهم بمنزلة عميان

٦٣

دخلوا دارا قد بنيت أتقن بناء وأحسنه ، وفرشت بأحسن الفرش وأفخره ، وأعدّ فيها ضروب الأطعمة والأشربة والملابس والمآرب الّتي يحتاج إليها ولا يستغنى عنها ، ووضع كلّ شيء من ذلك موضعه على صواب من التقدير ، وحكمة من التدبير ، فجعلوا يتردّدون فيها يمينا وشمالا ، ويطوفون بيوتها إدبارا وإقبالا ، محجوبة أبصارهم عنها ، لا يبصرون هيئة الدار وما أعدّ فيها ، وربّما عثر بعضهم بالشيء الّذي قد وضع موضعه وأعدّ للحاجة إليه ، وهو جاهل بالمعنى فيه ، ولما أعدّ ، ولما ذا جعل كذلك ، فتذمّر وتسخّط وذمّ الدار وبانيها ، فهذه حال هذا الصنف في إنكارهم ما أنكروا من أمر الخلقة وثبات الصنعة ، فإنّهم لمّا عزبت أذهانهم عن معرفة الأسباب والعلل في الأشياء صاروا يجولون في هذا العالم حيارى ، ولا يفهمون ما هو عليه من إتقان خلقته ، وحسن صنعته ، وصواب تهيئته ، وربّما وقف بعضهم على الشيء فجهل سببه والإرب فيه ، فيسرع إلى ذمّه ووصفه بالإحالة والخطأ ، كالّذي أقدمت عليه المانويّة الكفرة ، وجاهرت به الملاحدة الماردة الفجرة ، وأشباههم من أهل الضلال.

يا مفضّل ، أوّل العبر والأدلّة على البارئ تهيئة هذا العالم ، وتأليف أجزائه ونظمها على ما هي عليه. فإنّك إذا تأمّلت العالم بفكرك وميّزته بعقلك ، وجدته كالبيت المبنيّ المعدّ فيه جميع ما يحتاج إليه عباده ، فالسماء مرفوعة كالسقف ، والأرض ممدودة كالبساط ، والنجوم منضودة كالمصابيح ، والجواهر مخزونة كالذخائر ، وكلّ شيء فيها لشأنه معدّ ، والإنسان كالمملّك ذلك البيت ، والمخوّل جميع ما فيه ، وضروب النبات مهيّأة

٦٤

لمآربه ، وصنوف الحيوان مصروفة في مصالحه ومنافعه.

ففي هذا دلالة واضحة على أنّ العالم مخلوق بتقدير وحكمة ونظام وملاءمة ، وأنّ الخالق له واحد ، وهو الّذي ألّفه ونظمه بعضا إلى بعض ، جلّ قدسه ، وتعالى جدّه ، وكرم وجهه ، ولا إله غيره ، تعالى عمّا يقول الجاحدون ، وجلّ وعظم عمّا ينتحله الملحدون.

وسنبدأ يا مفضّل ؛ بذكر خلق الإنسان فاعتبر به ، فأوّل ذلك ما يدبّر به الجنين في الرحم ، وهو محجوب في ظلمات ثلاث : ظلمة البطن ، وظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة ؛ حيث لا حيلة عنده في طلب غذاء ، ولا دفع أذى ، ولا استجلاب منفعة ، ولا دفع مضرّة ؛ فإنّه ليجري إليه دم الحيض ما يغذوه كما يغذو الماء النبات ، فلا يزال ذلك غذاءه حتّى إذا كمل خلقه ، واستحكم بدنه ، وقوي أديمه على مباشرة الهواء ، وبصره على ملاقاة الضياء ، هاج الطلق بأمّة فأزعجه أشدّ إزعاج ، وأعنفه حتّى يولد ، فإذا ولد صرف ذلك الدم الّذي كان يغذوه من دم أمّه إلى ثدييها ، فانقلب الطعم واللون إلى ضرب آخر من الغذاء ، وهو أشدّ موافقة للمولود من الدم ، فيوافيه في وقت حاجته إليه ، فحين يولد قد تلمّظ شفتيه طلبا للرضاع فهو يجد ثديي أمّه كالإداوتين المعلّقتين لحاجته ، فلا يزال يغتذي باللبن مادام رطب البدن ، رقيق الأمعاء ، ليّن الأعضاء ، حتّى إذا تحرّك واحتاج إلى غذاء فيه صلابة ليشتدّ ويقوى بدنه ، طلعت له الطواحن من الأسنان والأضراس ليمضغ الطعام ، فيلين عليه ، ويسهل له إساغته ، فلا يزال كذلك حتّى يدرك ، فإذا أدرك وكان ذكرا

٦٥

طلع في وجهه الشعر ، فكان ذلك علامة الذكر ... (١) إلى آخره.

أقول : حديث المفضّل طويل الذيل ، لكنّه محتو لبعض التدبيرات الإلهيّة ، والتربيات الربّانيّة المصنوعة في الإنسان والحيوانات من السباع والبهائم والطير والهوامّ وكلّ ذي روح من الأنعام والنبات والشجر والحبوب والبقول ، وفي الصنائع السمائيّة ، والبدائع الفلكيّة ، والفوائد الفصوليّة ، والخواصّ الأرضيّة ، وغير ذلك ، فعليك بالتدبّر.

المرصد الرابع : في بيان (الْعالَمِينَ)

وفيه مقامان :

المقام الأوّل : في معناه وما يتعلّق به

فنقول : المشهور أنّ «العالمين» جمع «للعالم» وذلك لا يخلو عن إشكال ؛ إذ العالمين ـ على ما قيل ـ دالّ على العقلاء فقط ، والعالم دالّ عليهم وعلى غيرهم ، فلا يكون جمعا لاشتراط الزيادة في الجمع. فتأمّل.

والحقّ أنّه اسم جمع للعالم ؛ وهو ما سوى الباري على المشهور ، والقول بأنّه اسم لكلّ صنف وأهل كلّ قرن منقول عن بعض.

وعن بعض أنّه خاصّ بما يعقل من الملائكة والجنّ والإنس.

وعن بعض أنّه خاصّ بالجنّ والإنس ، لقوله : (لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) (٢)

__________________

(١) انظر خبر المفضّل بن عمر ؛ المشتهر بـ «توحيد المفضّل» في : بحار الأنوار ٣ : ٥٧ ـ ١٥٢.

(٢) الفرقان : ١.

٦٦

وفيه نظر لقوله : بعثت على كلّ أسود وأحمر.

وعن بعض أنّه الإنس خاصّة ، لقوله : (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ) (١) وفيه إشكال لاحتمال التبعيض في كلمة «من».

وعن بعض أنّه هو الجسمانيّ المنحصر في الفلك العلويّ ، والعنصر السفليّ ، لقوله : (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا) (٢) في جواب قوله (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) (٣).

وقريب منه ما قيل : من أنّ العالم المصنوع اثنان : المادّيّات والمجرّدات ، والكائن في الأوّل الجسم والفلك والعنصر ، وفي الثانية الملائكة المسمّاة بالملأ الأعلى ، والعقول والنفوس والأرواح البشريّة ، نقله صفيّ الدين الطريحيّ النجفيّ في «مجمع البحرين».

وبالجملة : «العالم» ـ على ما قاله الطبرسيّ وغيره ـ جمع لا مفرد له من لفظه ؛ كالنفر والجيش ، واشتقاقه من العلامة ، لأنّه يدلّ على صانعه.

وقيل : إنّه من العلم ، لأنّه اسم يقع على ما يعلم.

أقول : وهو الموافق لما قاله الغزاليّ في «الكشف» من أنّ العالم في الوضع اللغويّ اسم لما يعلم به شيء ، ومشتقّ من العلم على الأظهر ، كالخاتم لما يختم به ، فعلى هذا كلّ موجود عالم ، لأنّه ممّا يعلم به شيء. انتهى.

__________________

(١) الشعراء : ١٦٥.

(٢) مريم : ٦٥.

(٣) الشعراء : ٢٣.

٦٧

وقوله «العالم في الوضع اللغويّ ... إلى آخره» مخالف لما قاله الطبرسيّ من أنّ العالم في عرف اللغة عبارة عن جماعة من العقلاء ، لأنّهم يقولون : جاء في عالم من الناس ، ولا يقولون في عالم من البقرة. انتهى.

ويمكن الجمع بأن يقال مراد الغزاليّ بالوضع اللغويّ هو ما تعارف في لغات الناس وألسنتهم ؛ كما أشار إليه الطبرسيّ بقوله : وفي المتعارف بين الناس عبارة عن جميع المخلوقات. انتهى.

وبقي هنا كلام آخر ، وهو أنّ العالم وضع للجميع ، فكيف يطلق على نوع منه؟

ويجاب بأنّ إطلاق العالم على مجموع أجزاء الكون يكون من باب إطلاق القرآن على كلّ سورة منه ، بل آية فيها ، وكإطلاق الماء على البحر الخاصّ ، فلذا يصحّ أن يقال في جمع «العالم» : «العوالم» كما يقال في «الماء» : «المياه».

فلو قيل : قد مرّ من كلام الطبرسيّ أنّه لا يقال جاء عالم من البقرة مع أنّها أيضا من أجزاء العالم ، فلا يصحّ القياس المذكور في القرآن والماء.

قلنا : أوّلا إنّا لا نسلّم عدم ذلك الإطلاق في غير العاقل.

وثانيا : إنّ تغليب استعمال العالم في بعض الأفراد المعظمة لا ينافي عدم جواز الاستعمال في الآخر ، كيف وقد نسب تربيته تعالى إلى العالمين وهم العقلاء على قول مع أنّ تربيته عامّة لجميع الممكنات ، فالتخصيص إمّا لشرافتهم وأفضليّتهم على الغير ، وإمّا للتغليب ، وهو مطّرد عند الفصحاء ، وإمّا لأنّ كلّا منهم بمنزلة العالم الكبير ؛ إذ كلّ ما اندرج فيه وجعل عليه فقد اندرج في العالم الصغير الّذي هو الإنسان الّذي كان نسخة للكبير ، فلذا قال مولى السالكين أمير المؤمنين عليه السلام :

٦٨

أتزعم أنّك جرم صغير

 وفيك انطوى العالم الأكبر (١)

وقال بعض :

آنچه در عالم كبير بود

همه در جبّه ورداى من است

فتخصيص التربية ببعض الأفراد لخصوصيّة لا ينافي تربيتها للجميع ، فتخصيص إطلاق العالم على العقلاء غير مناف لصحّة إطلاقه على غيرهم على سبيل الحقيقة كالإنسان ، فإنّ إطلاقه على الحيوان الناطق الّذي كان له رأسان غير شائع ، مع أنّ إطلاق الإنسان عليه حقيقة.

وثالثا : بأنّ إطلاق «العالم» على ما يعقل إنّما هو خاصّ بالعرف وهو لا ينافي الوضع اللغويّ ؛ إذ هو فيه مستعمل لجميع الأجزاء على السويّة ؛ كما أنّ «الرحمن» موضوع في اللغة لكلّ من يرقّ قلبه ، لكنّه في العرف لا يطلق على غير «الله» عزّ وجلّ.

المقام الثاني : في ذكر بعض العوالم وما يتعلّق بذلك إجمالا

فنقول : لله عزّ وجلّ عوالم كثيرة لا يحصي جزئيّاتها أحد من الخلائق ، وإنّما علمه عند الله ، لكنّ العالم ينقسم مجملا :

إلى «الغيب» وهو ما غاب عن مشاهدتنا.

وإلى «الشهادة» وهي ما يشاهد ، وقد خلقها تعالى في ستّة أيّام عرفيّة على المشهور.

ونقل المجلسيّ في البحار عن بعض أنّه خلقها في ستّة آلاف عام ؛

__________________

(١) ديوان الإمام عليّ عليه السلام : ١٧٥.

٦٩

بدليل قوله (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (١).

وبالجملة : الأخبار في كثرة العوالم والخلائق متواترة كما في الوافي عن ابن عبّاس : إنّ لله عزّ وجلّ ثلاثمائة عالم وبضعة عشر عالما خلف قاف ، وخلف البحار السبعة ؛ لم يعصوا الله طرفة عين قطّ ، ولم يعرفوا آدم ولا ولده ، كلّ عالم منهم يزيد على ثلاثمائة وثلاثة عشر آدم وما ولد (٢).

وفيه : عنه قال : دخل علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ونحن في المسجد حلق حلق ، فقال لنا : فيم أنتم؟ قلنا : نتفكّر في الشمس كيف طلعت وكيف غربت؟ قال : «أحسنتم كونوا هكذا ، تفكّروا في المخلوق ولا تفكّروا في الخالق ، فإنّ الله خلق ما شاء لما شاء ، وتعجبون من ذلك أنّ وراء قاف سبعة بحار ، كلّ بحر خمسمائة عام ، ومن ذلك سبع أرضين يضيء نورها لأهلها ، ومن وراء ذلك سبعين ألف أمّة خلقوا من ريح ، وطعامهم من ريح ، وشرابهم من ريح ، وثيابهم من ريح ، وآنيتهم من ريح ، ودوابّهم من ريح ، لا تستقرّ حوافر دوابّهم إلى الأرض إلى قيام الساعة ، أعينهم في صدورهم ، ينام أحدهم نومة واحدة وينتبه ورزقه عند رأسه ، ومن وراء ظلّ العرش سبعون ألف أمّة ما يعلمون أنّ الله خلق آدم ولا ولد آدم ولا إبليس ؛ ولا ولد إبليس وهو قوله : (وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ) (٣) (٤).

وفيه : سئل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن القاف وما خلفه ، قال :

__________________

(١) الحجّ : ٤٧.

(٢) تفسير القمّيّ ٢ : ٤٠٩.

(٣) النحل : ٨.

(٤) بحار الأنوار ٥٤ : ٣٤٨.

٧٠

خلفه سبعون أرضا من ذهب ، وسبعون أرضا من فضّة ، وسبعون أرضا من مسك ؛ خلفه سبعون أرضا كأنّها الملائكة ، لا يكون فيها حرّ ولا برد ، وطول كلّ أرض مسيرة عشرة آلاف سنة.

قيل : وما خلف الملائكة؟

قال : حجاب من ظلمة.

قيل : وما خلفه؟

قال : حجاب من ريح.

قيل : وما خلفه؟

قال : حجاب من نار.

قيل : وما خلفه؟

قال : حجاب من نور.

قيل : وما خلفه؟

قال : حيّة محيطة بالدنيا كلّها ، تسبّح الله إلى يوم القيامة ، وهي ملك الحيّات كلّها.

قيل : وما خلفه؟

قال : حجاب من نور.

قيل : وما خلفه؟

قال : علم الله وقضاؤه (١).

وفيه : عن الحسن بن عليّ عليه السلام : إنّ لله مدينة في المشرق ومدينة

__________________

(١) جامع الأخبار : ١٢٦.

٧١

في المغرب ، على كلّ واحد سور من حديد ، وفي كلّ سور سبعون ألف مصراع ، يدخل في كلّ مصراع سبعون ألف لغة آدميّ ليس منها إلّا لغة مخالفة الاخرى ، وما منها لغة إلّا وقد علمناها ، وما فيهما وما بينهما ابن نبيّ غيري وغير أخي ، وأنا الحجّة عليهم (١).

وفيه : عن أبي جعفر عليه السلام : إنّ من وراء شمسكم هذه أربعين عين شمس ، ما بين شمس إلى شمس أربعون عاما ، فيها خلق كثير ما يعلمون أنّ الله خلق آدم أم لم يخلقه ، وإنّ من وراء قمركم هذا أربعين قمرا ما بين قمر إلى قمر مسيرة أربعين يوما ، فيها خلق كثير ما يعلمون أنّ الله خلق آدم أم لم يخلقه ، قد ألهموا كما ألهمت النحل لعنة «الأوّل» و «الثاني» في كلّ وقت من الأوقات ، وقد وكّل بهم ملائكة متى لم يلعنوهما عذّبوا (٢).

وفيه : عن أبي الحسن عليه السلام : إنّ لله خلف هذا النطاق زبرجدة خضراء ، فمن خضرتها اخضرّت السماء.

قيل : ما النطاق؟

قال : الحجاب ، ولله وراء ذلك سبعون ألف عالم أكثر من عدد الجنّ والإنس وكلّهم يلعن فلانا وفلانا (٣).

وفيه : عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنّ لله مدينة بالمشرق اسمها «جابلقا» لها إثنا عشر ألف باب من ذهب ، بين كلّ باب إلى صاحبه مسيرة

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٤٩٢.

(٢) بصائر الدرجات : ٤٩٣.

(٣) بصائر الدرجات : ٤٩٢.

٧٢

فرسخ ، وعلى كلّ باب برج فيه إثنا عشر ألف مقاتل ، يهلبون الخيل ويشحذون السيوف والسلاح ؛ ينتظرون قيام قائمنا ، وإنّ لله بالمغرب مدينة يقال لها «جابرسا» لها اثنا عشر ألف باب من ذهب ، بين كلّ باب إلى صاحبه مسيرة فرسخ ، على كلّ باب برج فيه إثنا عشر ألف مقاتل يهلبون الخيل ويشحذون السلاح ؛ ينتظرون قائمنا (١).

أقول : وأمثال تلك الأخبار في كتب الآثار أكثر من رمل القفار ، فمن يرجوها فليطلب من المفصّلات.

فائدة :

قالت الصوفيّة : العوالم أربعة ؛ عالم الشهادة المحسوسة ، وعالم الغيب ، وعالم الملكوت ، وعالم الجبروت ، وهو عالم الذات الأحديّة القديمة.

وقيل : تسمّى صفاتها بعالم الملكوت ، وهنا أبحاث كثيرة ذكرت في المطوّلات ، وذكرنا بعضها في بعض كتبنا العرفانيّة ، فعليك بالرجوع إليها.

خاتمة : في بعض ما يتعلّق بـ (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

فنقول : قد مرّ تفصيلهما في «البسملة» فإن قيل ما وجه التكرار؟ لقلنا : لا تكرير ؛ إذ هما في «البسملة» كانا تاليين لعالم السبب المفاد من «الباء» والنسب المفاد من الإضافة ، لكنّهما هنا ليسا كذلك ، فهما على الأوّل من صفات الفعل ، وعلى الثاني من صفات الذات. فليتأمّل.

ولو سلّم التكرار ، فهو للمبالغة ـ على ما قاله الطبرسيّ رحمه الله في «المجمع».

__________________

(١) بحار الأنوار ٥٤ : ٣٣٤ الحديث رقم ١٩ نقلا عن «منتخب البصائر».

٧٣

ونقل عن الرمّانيّ أنّه قال : في الأوّل ذكر العبوديّة ، فوصل ذلك بشكر النعم الّتي بها يستحقّ العبادة ، وهاهنا ذكر الحمد ، فوصله بذكر ما يستحقّ الحمد من النعم ، فليس فيه تكرار.

أقول : هذا الوجه ليس بوجيه ، لأنّه إن أراد من ذكر العبوديّة التصريح بذكرها فغير مسلّم قطعا ، بل التصريح إنّما هو هنا لقوله : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) وإن أراد من الذكر : الذكر التقديريّ ، وهو ذكر الاستعانة بالتسمية نظرا إلى أنّها عبادة ، فمسلّم ، لكنّه معارض بالحمد ، فإنّه أيضا عبادة. على أنّ الاستعانة مذكورة هنا أيضا صريحا كما في قوله : (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ، فتخصيص تقابل الرحمة بالعبادة في البسملة غير وجيه. فليتأمّل.

ويمكن أن يقال : إنّ المراد بالأوّل الرحمة القديمة الّتي هي من صفة الذات من دون وجود خلق يرحم بها ، وذلك هو العدالة القديمة الذاتيّة المقابلة للظلم ، وبالثاني الرحمة الحادثة الّتي حدثت بحدوث الخلق ، فلذا تليها لقوله : (رَبِّ الْعالَمِينَ) ليدلّ أنّه تعالى هو العدل الّذي وسعت رحمته كلّ شيء ، بسبب تربيته للجميع بقدر القابليّة.

٧٤

الفصل الرابع

في بعض ما يتعلّق بتفسير قوله عزّ وجلّ (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)

وفيه مقالات.

المقالة الأولى : في ما يتعلّق بإعرابه

فنقول : القراءة المشهورة جرّ «الكاف» من «مالك» بل نسبها الطبرسيّ إلى جميع القرّاء ، ليكون صفة «لله» و «للرحيم» على الاختلاف.

ونقل الطبرسيّ عن الأعمش نصب «الكاف» أيضا ؛ إمّا لكونه من باب القطع وحذف الفعل ، وإمّا لكونه منادى المضاف وحذف آلة النداء على حدّ قوله : (يُوسُفُ أَعْرِضْ) (١) فتأمّل ، وكذا في (رَبِّ الْعالَمِينَ).

فالمعنى : إنّ الحمد لله ، ولك الحمد يا ربّ العالمين ، ويا مالك يوم الدين.

و (يَوْمِ الدِّينِ) مجرور بالإضافة ، وقد ينصب على قراءة «ملك» فعلا ماضيا على المفعوليّة وعلى قراءة «مالك وملك» أيضا على الظرفيّة.

ويحتمل أن يقال إضافة «المالك» أو «الملك» إلى «يوم» هو إضافة الشيء

__________________

(١) يوسف : ٢٩.

٧٥

إلى المفعول به ، على حدّ قوله : (وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) (١) أي يعلم الساعة ويعرفها ، أو إلى الظرف بتقدير المفعول ، أي هو مالك يوم الدين القضاء والحكم ، ويؤيّده قوله : (وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) (٢). انتهى.

وقد يقرأ «المالك» ملك بسكون «اللام» وهو نادر. قيل هو مخفّف «ملك» بكسر «اللام» كالفخذ في فخذ ، وهل يمال مدّ «المالك» أم لا؟ قاعدة الإمالة يقتضيها ويعمّها ، ولا يمنعها ما قاله الطبرسيّ من أنّه لم يمل أحد ألف «مالك». انتهى.

إلّا أن يحمل على وفاق الحجازيّين الّذين منعوا الإمالة مطلقا ، وأمّا التميميّون فيجعلونها من المحسّنات مطلقا ، لكنّ الاحتياط عدم الإمالة في «المالك» بل في القرآن ، لأنّ ترك المحسّن الّذي يقابله القول بالمنع أولى. فليتأمّل.

المقالة الثانية : في معنى «المالك» و «الملك»

فنقول : يقال : ملكه يملكه أي سلّطه عليه بحيث لا ينبغي لغيره أخذه بدون إذنه ، والحقّ مالك الملك أي الملك بيده يتصرّف فيه حيث يشاء ، والملك هو السلطان ذو المجد والعظمة ، له الكبرياء ، وله تمام الملك الجامع لأصناف المملوكات من الأرضين والسماوات.

وقيل : أي القادر الواسع الّذي له السياسة العظمى والتدبير الأكبر.

__________________

(١) الزخرف : ٨٥.

(٢) الانفطار : ١٩.

٧٦

وقيل : أي المتصرّف بالأوامر والنواهي.

وقيل : أي المستغني في ذاته وصفاته عن الجميع مع احتياجه إليه.

قال الكفعميّ في «الرسالة الواضحة» : إن وصف الله أنّه ملك كان ذلك من صفات الذات ، وإن وصف بأنّه مالك كان من صفات الأفعال.

أقول : لعلّ نظره في ذلك إلى أنّ المالك للملك يحتاج إلى وجوده ، وليس في الأزل معه تعالى شيء حتّى يملكه.

وفيه : إنّ ذلك منقوض بالملك ؛ إذ معناه السلطان وسلطنة الشيء متوقّف على وجود الرعايا والأملاك ، فتخصيص الأوّل بصفة الفعل دونه غير وجيه ، والأشبه أنّ المالك أيضا من صفة الذات ؛ إذ معناه حينئذ القادر على التصرّف في ملكه ، والقدرة من صفة الذات ، وإلّا يلزم أن لا يكون تعالى عالما في الأزل ، فكان العلم من صفة الفعل ؛ فالحقّ أنّ لجميع الصفات معنيين : معنى يرجع إلى الذات ، ومعنى يعود إلى الفعل. فليتأمّل ، فإنّه دقيق.

عائدة :

من أراد دوام الملك والسلطنة والغنى فليدمن على ذكر «المالك والملك» ، قيل : ذلك لمن واظب على ذكره في كلّ يوم أربعة وستّين مرّة.

المقالة الثالثة : في أنّ الأحسن في القراءة هو مالك أو ملك ، ويظهر من ذلك

الفرق بينهما أيضا

فنقول : قد اختلف في ذلك على قولين :

الأوّل : إنّ الأمدح في القراءة هو «الملك» بحذف «الألف» لوجوه :

٧٧

الأوّل : العموم ، وتوضيحه أنّه ليس ملك إلّا وهو مالك ، والعكس منتف بالضرورة.

الثاني : إنّ أمر الملك نافذ على المالك ، بل هو رعيّته بالضرورة لا بالعكس ؛ كما لا يخفى.

الثالث : إنّ ما في تصرّف الملك وحيطة ملكه أكثر ممّا في يد المالك. فليتأمّل.

قال الطبرسيّ : من قرأ «ملك» قال : إنّ هذه الصفة أمدح ، لأنّه لا يكون إلّا مع التعظيم والاحتواء على الجمع الكثير. واختاره ابن السرّاج ، وقال : إنّ «الملك» الّذي يملك الكثير من الأشياء ويشارك غيره من الناس في ملكه بالحكم عليه ، وكلّ ملك مالك وليس كلّ مالك ملكا ، وإنّما قال تعالى (مالِكَ الْمُلْكِ) (١) لأنّه يملك ملوك الدنيا وما ملكوا ، فمعناه إنّه يملك ملك الدنيا ، فيؤتي الملك فيها من يشاء ، فأمّا يوم الدين ، فليس إلّا ملكه ، وهو ملك الملوك يملكهم كلّهم ، وقد يستعمل هذا في الناس يقال : فلان ملك الملوك وأمير الأمراء. انتهى.

الرابع : قوله تعالى : (فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ) (٢). فليتأمّل.

الثاني : إنّ الأمدح والأحسن في القراءة «مالك» بالألف لوجوه :

منها : قوله تعالى : (مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) (٣) وجوابه يظهر من كلام ابن السرّاج.

__________________

(١) آل عمران : ٢٦.

(٢) طه : ١١٤.

(٣) آل عمران : ٢٦.

٧٨

ومنها : إنّه يقال مالك الدراهم ، ولا يقال ملك الدراهم.

والجواب أوّلا : إنّ ذلك العموم لا يكافي العموم في «ملك» وقد مرّ.

وثانيا بأنّ نسبة المالك إلى تلك الجزئيّات لا تدلّ على أمد حيّته في القراءة ؛ إذ الملك لا ينسب إلّا إلى المعظّم فيقال : ملك الدهر ، ولا يقال : مالك الدهر ، ويقال : ملك الزمان ، ولا يقال : مالكه ، ويوم الدين من الظروف الحقيقيّة ، فنسبة الملك إليه أولى من نسبة المالك ، على أنّ الملك أنسب بعد ذكر «الربّ» إذ هو بمعنى السيّد ، يقال : سيّد القوم أي عظيمهم وملكهم ، ومعنى السيّد هو الملك الّذي يجب طاعته ـ على ما قاله الكفعميّ وصاحب «العدّة».

فإرداف الملك للربّ المتقاربين في المعنى أولى من إردافه للمالك له ، وذلك أوفق بالمعنى ؛ إذ قوله تعالى : (رَبِّ الْعالَمِينَ) يدلّ على أنّه ملك أهل الدنيا وسلطانهم ، فيفتقر إلى ما يدلّ على أنّه ملك في الآخرة أيضا ، فأشار بقوله تعالى : ملك يوم الدّين إلى آخره.

فالأمدح في القراءة عندي هو «ملك» بدون الألف ولا «مالك» معها ، وإن كانا في حقّ الله تعالى على سواء ؛ إذ مالكيّته عين ملكيّته على الأقوى ؛ وفاقا لابن حاتم أيضا ـ على ما نقل عنه الكفعميّ في «الرسالة الواضحة» ـ وذلك أي الأمدحيّة إنّما هي باعتبار المناسبة الظاهريّة وهو أحسن. فليتأمّل.

ومنها : إنّ المالك للشيء يلزم كونه مملوكا له ، والملك قد لا يكون مالكا كما يقال هو ملك العرب أي سلطانهم غير كونهم في ملكه ، فلو قرأ «ملك» لم يمحّض الدلالة على أنّ الخلق مملوكه.

٧٩

والجواب : إنّ ذلك معارض بما مرّ من أنّ المالك للشيء لا يلزم كونه ملكا له ، فلو قرأ «مالك» يلزم محذوران : الأوّل عدم التمحيض للدلالة على أنّه سلطان في يوم الجزاء ، والثاني ما مرّ من عدم التناسب للربّ ، فارتكاب محذور واحد أولى من ارتكاب المحذورين ، على أنّه قد مرّ أنّ الملك أملك في الأشياء ، وأشدّ تصرّفا فيها من المالك ، فالتمليك الملكيّة أقوى من التملّك المالكيّة ، فلا يلزم الحذر أصلا.

فلو قيل : قراءة «المالك» أشهر فهي المتعيّن.

قلنا : أوّلا بمنع حجّيّة الشهرة ، وثانيا بأنّ تلك القراءة ما قرأها إلّا عاصم والكسائيّ وخلف ويعقوب الحضرميّ ، وقرأ الباقون كلّهم «ملك» بحذف الألف على ما نقل عنهم الطبرسيّ ؛ فقراءة الأشهر تعارض قراءة الأكثر. فليتأمّل.

المقالة الرابعة : في تفسير قوله (يَوْمِ الدِّينِ)

فنقول : قد اختلف في ذلك اليوم ، فقيل : المراد به «الوقت» كما في قوله تعالى : (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) (١) إلى آخره.

وقيل : المراد امتداد الضياء واستدامته.

واختلف في «يوم الدين» أيضا ففي «المجمع» عن الباقر عليه السلام أنّه يوم الحساب ، أي يوم يحاسب العبد عند الله ويستقرّ كلّ من أهل الجنّة والنار فيهما.

__________________

(١) الأعراف : ٥٤.

٨٠