قوله سبحانه : (إِذا
أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) وليس في شيء من هذه الروايات إيماء فضلاً عن الدلالة على
أنّ له تعالى إرادة ذاتية أيضاً ، بل فيها ما يدل على نفي كون إرادته سبحانه ذاتية
، كصحيحة عاصم بن حميد عن أبي عبدالله عليهالسلام قال « قلت : لم يزل الله مريداً؟ قال : إنّ المريد لا يكون
إلاّ لمراد معه لم يزل الله عالماً قادراً ثمّ أراد » ورواية الجعفري قال « قال الرضا عليهالسلام : المشيئة من صفات الأفعال ، فمن زعم أنّ الله لم يزل
مريداً شائياً فليس بموحد » فهاتان الروايتان تنصّان على نفي الارادة الذاتية عنه
سبحانه.
ثمّ إنّ سلطنته
تعالى حيث كانت تامّة من كافّة الجهات والنواحي ولا يتصور النقص فيها أبداً ،
فبطبيعة الحال يتحقق الفعل في الخارج ويوجد بصرف إعمالها من دون توقفه على أيّة
مقدّمة اخرى خارجة عن ذاته تعالى كما هو مقتضى قوله سبحانه : ( إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ
فَيَكُونُ ).
وقد عبّر عن هذا
المعنى في الروايات تارة بالمشيئة ، وتارة اخرى بالاحداث والفعل.
أمّا
الأوّل : كما في صحيحة
محمّد بن مسلم عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « المشيئة محدثة » . وصحيحة عمر بن اذينة عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « خلق الله المشيئة بنفسها ، ثمّ خلق الأشياء
بالمشيئة » ومن الطبيعي أنّ
__________________