أشهر ، ثم أطلقه بعد
جدال بينهما ، فعاد إلى الكوفة وكلّه عزم على الثورة والمناهضة للجور والباطل
والاستبداد في أُمور المسلمين ، فاجتمع إليه غالب أهلها ، وبايعوه على قتال
الأُمويين ، والدعوة إلى كتاب اللّه ، وسنّة نبيّه صلىاللهعليهوآله
، وجهاد الظالمين ، والدفع عن المستضعفين ، وإعطاء المحرومين ، والعدل في قسمة الفيء
، وردّ المظالم ، ونصرة أهل الحقّ. وكان في المبايعين الفقهاء والقضاة وأعلام
الفكر والأدب ، فظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويطالب بثارات الحسين
عليهالسلام ، ويدعو إلى
الرضا من آل محمد صلىاللهعليهوآله
، ثم أنّهم نقضوا بيعته وأسلموه ، فقُتل عليهالسلام
وصلب منكوساً في سوق الكناسة أربع سنين ، ونصب رأسه الشريف على باب دمشق ، ثم في
المدينة ومصر ، ولمّا قُتل حزن له الإمام أبو عبد اللّه الصادق عليهالسلام حزناً عظيماً حتّى بان عليه ، وفرّق من
ماله على عيال من أُصيب معه من أصحابه ألف دينار ، وكان مقتله يوم الاثنين لليلتين
خلتا من صفر سنة١٢٠ هـ وكانت سنّه يومئذ اثنتين وأربعين سنة ، وقيل : كان ذلك في
المحرم سنة١٢٢ هـ ، فسلام عليه يوم وُلد ويوم جاهد ويوم استُشهد ويوم يُبعث حيّاً .
٢ ـ الحسين بن علي عليهالسلام :
وكان الحسين بن علي بن الحسين عليهماالسلام فاضلاً ورعاً ، روى حديثاً كثيراً عن
أبيه علي بن الحسين ، وعمّته فاطمة بنت الحسين ، وأخيه أبي جعفر عليهالسلام.
روى أحمد بن عيسى عن أبيه ، قال : كنت
أرى الحسين بن علي بن الحسين يدعو ، فكنت أقول : لا يضع يده حتّى يُستجاب له في
الخلق جميعاً.
وعن سعيد صاحب الحسن بن صالح ، قال : لم
أرَ أحداً أخوف من الحسن ابن صالح ، حتى قدمت المدينة ، فرأيت الحسين بن علي بن
الحسين عليهماالسلام ، فلم أرَ
__________________