فترك إسهامات علمية
واسعة ورصيداً معرفياً لا ينضب ، فقد واصل نشاط مدرسة آبائه المعصومين عليهمالسلام
، وكان له دور كبير في رفدها بعلومهم الغرّاء وسننهم السمحاء ، مما له الأثر الفاعل في ترسيخ مبادئ العقيدة وتربية نخبة صالحة من أصحابه الرواة الثقات والفقهاء والمؤلفين أمثال : علي بن يقطين ومحمد بن أبي عمير وهشام بن الحكم وغيرهم ، الذين يعدّون القاعدة المؤمنة بمرجعية الإمام عليهالسلام
ويشكّلون الامتداد الروحي والفكري له في أوساط الأُمّة ، وتتأكد الحاجة إلى مثل هذه الجماعة الصالحة في زمان الإمام الكاظم عليهالسلام بسبب سياسة القهر والإقصاء المفروضة عليه من قبل السلطة.
وفي هذا الاتجاه ترك الإمام الكاظم عليهالسلام بحوثاً كلامية
وعقائدية عديدة انبرى فيها لخدمة عقائد الإسلام والدفاع عن أصوله ونشر فروعه ، منها مناظراته المتضمنة تأصيل مبدأ الإمامة ، وبيان حقوق أهل البيت عليهمالسلام ، فضلاً عن سعة الرواية عنه في كافة أبواب شرائع الإسلام ، كما توجه إلى تهذيب النفس والسلوك ضمن إطار قصار الحكم والمواعظ والوصايا التي خاطب بها أصحابه ، وعلى رأسها وصيته إلى هشام بن الحكم المشتملة على المواعظ البليغة والحكم الرائعة والأقوال الجامعة سيما في مجال العقل وأهميته وجنوده.
وضمن هذا الإطار أسهم عليهالسلام في رصد الانحرافات
التي كانت تفرض نفسها على حركة الفكر الإسلامي ، ليصحّحها ويقوّمها في الاتجاه الصحيح ، كسعيه في إبطال القياس والرأي والاستحسان ، ورفض البدع وتأكيد السنن.
ولعل من أبرز إسهاماته في الحياة
الإسلامية صلته الفقراء ومساعدة المحرومين في غلس الليل ، وكانت صراره يضرب بها المثل ، فكان يقال : عجباً لمن جاءته صرار موسى وهو يشتكي الفقر !
وكان عليهالسلام
في سيرته اختصاراً لسيرة جده المصطفى صلىاللهعليهوآله
في التوجّه إلى الله