وبلدح في ضواحي مكة تلقتهم الجيوش العباسية ، في يوم التروية سنة ( ١٦٩ ه ) ، وكان القتال شديداً ، فانهزم من كان معه ، وصبر لهم الحسين محتسباً حتى قتل مع جماعة من أهله ، وحملوا رؤوسهم إلى الهادي العباسي مع جمع من الأسرى فأمر بهم فضربت أعناقهم.
وذكر الرواة أنه حين جاء الجند بالرؤوس إلى موسى والعباس وعندهم جماعة من ولد الحسن والحسين ، فلم يتكلم أحد منهم بشيء إلاّ موسى بن جعفر عليهماالسلام فقيل له : « هذا رأس الحسين. قال : نعم ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، مضى واللّه مسلماً صالحاً صوّاماً قوّاماً آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ، ما كان في أهل بيته مثله ، فلم يجبه أحد بشيء ».
واقترف العباسيون ابّان هذه الحرب جرائم تشابهت مع جرائم الأمويين في كربلاء ، فقد رفعوا رؤوس العلويين على الرماح ، وطافوا بأسراهم في الأقطار وهم مقيدون بالسلاسل ، ثم أجهزوا عليهم فقتلوهم صبراً وصلبوهم ، وتركوا شهداء أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله مجزرين تسفي عليهم الريح مبالغة منهم في التشفّي والانتقام ، ذكر المؤرخون : بقي قتلاهم ثلاثة أيام دون أن توارى في الثرى حتى أكلتها الحيوانات الضارية والطيور الجارحة ، ولهذا يقال : لم تكن مصيبة بعد كربلاء أشد وأفجع من فخ. وروى أبو نصر البخاري عن أبي جعفر الجواد عليهالسلام أنه قال : « لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ ».
هو يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، أبو الحسن ، من كبار الطالبيين ، رباه الإمام جعفر الصادق عليهالسلام في المدينة ، فأكثر الرواية عنه وتفقه عليه ، وكان إذا حدّث عنه قال : حدثني حبيبي جعفر بن محمد ، وكان حسن السمت والهدي ، مقدماً في أهل بيته.
وكان يحيى قد خرج مع ابن عمه الحسين
شهيد فخّ في ثورته بالمدينة أيام