وكان نتيجة جهود الإمام عليهالسلام في هذا المضمار أن وجدنا في هذا الوقت رجالاً من أصحابه يقاسمون إخوانهم المال والثياب ديناراً ديناراً ودرهماً درهماً وثوباً ثوباً (١) ، لأنه عليهالسلام كان يتابع أعمالهم بدقة في هذا الاتجاه.
كان الإمام الكاظم عليهالسلام حريصاً على تحذير أصحابه مما يتعرضون له من دسائس للإطاحة بهم ، وذلك لتفويت الفرصة على رجال السلطة من أن ينالوا من أصحابه ، فقد بعث عبد الرحمن بن الحجاج إلى هشام بن الحكم ، يأمره أن يسكت عن الخوض في الكلام ، فكف هشام عن ذلك حتى مات المهدي العباسي (٢) ، وذلك في أعقاب تشديد المهدي العباسي على أهل الأهواء من الزنادقة وغيرهم (٣).
وحذر الإمام عليهالسلام علي بن يقطين أكثر من مرة ، لكونه متهماً بالولاء للإمام عليهالسلام ومعرضاً لأقوال الوشاة وما يختلقه رجال البلاط من اتهامات ، فحدث مرة أن الرشيد أهدى إليه ثياباً أكرمه بها ، وكان من جملتها دراعة خزّ سوداء موشاة بالذهب ، فأهدى علي بن يقطين الثياب ومعها الدراعة إلى الإمام الكاظم عليهالسلام ، ولما وصلت إلى الإمام عليهالسلام ردّ الدراعة إلى علي بن يقطين وأمره أن يحتفظ بها ، وبعد أيام سعى بعض الوشاة إلى الرشيد ، وذكر له أن ابن يقطين يعتقد بإمامة موسى بن جعفر ويحمل إليه خمس ماله ، وأنه قد حمل إليه الدراعة التي أكرمه بها ، فاستشاط الرشيد غيظاً ، فاستدعى علي بن يقطين وطلب منه إحضارها ، فلم يلبث أن جاء بها في سفط مختوم ووضعه بين يدي الرشيد ، فنظر
__________________
(١) راجع الحديث في بحار الأنوار ٤٨ : ١٧٤ عن كتاب قضاء حقوق المؤمنين.
(٢) رجال الكشي : ٢٢٧ / ١٣١.
(٣) بحار الأنوار ٤٨ : ١٩٦.