الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا
) وكان ممن اصطفى الله ، وكان من
السابقين بالخيرات .
من هنا كان المنصور يراجعه حيثما يعييه
أمر ما ، وكان الإمام عليهالسلام
يجيبه طالما يتعلق الأمر بمصالح المسلمين ، فحين أراد المنصور أن يزيد في المسجد الحرام ، وقد شكا الناس ضيقه ، فكتب إلى زياد بن عبيدالله الحارثي أن يشتري المنازل التي تلي المسجد حتى يزيد فيه ضعفه ، فامتنع الناس من البيع ، فذكر ذلك للإمام الصادق عليهالسلام
، فقال : « سلهم
، أهم نزلوا على البيت أم البيت نزل عليهم ؟ فكتب بذلك إلى زياد ، فقال لهم زياد بن
عبيدالله ذلك ، فقالوا : نزلنا عليه ، فقال الإمام عليهالسلام
: فإن
للبيت فناءه. فكتب أبو جعفر إلى
زياد بهدم المنازل التي تليه » .
ولما جُمع للمنصور القضاة ، قال لهم : «
رجل أوصى بجزء من ماله ، فكم الجزء ؟ فأشكل ذلك عليهم ، فأبرد بريدا إلى صاحب المدينة أن يسأل الصادق عليهالسلام
فأتى والي المدينة أبا عبدالله عليهالسلام
، فقال له : هذا
في كتاب الله بيّن ، إن الله تعالى يقول : (
رَبِّ
أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ
) إلى
قوله : (
عَلَىٰ
كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا )
فكانت
الطير أربعة ، والجبال عشرة ، يخرج الرجل من كلّ عشرة أجزاءٍ جزءاً واحداً
» .
ومثل هذه المواقف التي يضطر إليها
المنصور ، لا تعكس حقيقة دخيلته وما
__________________