وامتنعوا عن بيعته حتى فارقوا الحياة ، وكان إمامنا الحسين عليهالسلام أولى بهذا الامتناع والإنكار.
كما أثار البعض اشكالية اُخرى مفادها أن خروجه يمثل شقا لعصا الطاعة ، ويُعرّض الوحدة الإسلامية إلى الخطر. وقد بدا واضحا لذوي البصائر أن المحافظة على الوحدة السياسية للمسلمين كانت تعني التفريط بالمحتوى العقيدي والتشريعي للمؤسسة السياسية الإسلامية ، لذا قد يغدو التضحية بالوحدة السياسية للمسلمين واجبا في سبيل حفظ الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاجا بعد أن غدا الحكم الأموي يشكل خطرا ، لا على المسلمين كوحدة سياسية فحسب ، بل على الاسلام نفسه (١).
ويرى إمام الأزهر السابق محمد عبده أنّه : « إذا وجد في الدنيا حكومة عادلة تقيم الشرع ، وحكومة جائرة تعطّله ، وجب على كل مسلم نصر الأولى .. ومن هذا الباب خروج الإمام الحسين سبط الرسول صلىاللهعليهوآله على إمام الجور والبغي الذي وليَ أمر المسلمين بالقوَّة والمكر يزيد بن معاوية خذله اللّه وخذل من انتصر له من الكرامية والنواصب » (٢).
على هذا الصعيد فان البعض أشار على الحسين عليهالسلام بضرورة الانحناء أمام عاصفة التحول السياسي ، فدعا إلى مهادنة وموادعة يزيد ، ولكنه آثر الوقوف في خط المواجهة الساخن ، لكونه يتبع منهجا في التفكير والسلوك لا يجامل فيه على حساب الحق والقيم. ثم أن يزيد يريد منه الاستسلام
__________________
(١) ثورة الحسين في الوجدان الشعبي : ٣٨.
(٢) حياة الإمام الحسين / القرشي ٢ : ٢٧١.