وحسبه ونسبه وقربه من رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، زد على ذلك أنه عقد مباحثات مطولة مع أركان وقادة الجيش المعادي له.
يروي الطبري أنّ أحد الحضور في كربلاء قد أقرّ باتّباع الحسين عليهالسلام للمنطق في حواره معهم لتبيان الحقائق ، قال : « فواللّه ما سمعت متكلّما قط قبله ولا بعده أبلغ في منطق منه » (١).
وذكر الطبري كذلك أنّ الحسين عليهالسلام خاطبهم قائلاً : « أمّا بعد فانسبوني فانظروا من أنا؟ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها ، فانظروا هل يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ ألست ابن بنت نبيّكم صلىاللهعليهوآله ، وابن وصيّه ، وابن عمّه ، وأوّل المؤمنين باللّه والمصدّق لرسوله بما جاء به من عند ربه؟ أوليس حمزة سيد الشهداء عمّ أبي؟ أوليس جعفر الشهيد الطيّار ذو الجناحين عمي؟ أولم يبلغُكم قول مستفيض فيكم : إنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قال لي ولأخي : هذان سيّدا شباب أهل الجنّة! فإنْ صدّقتموني بما أقول ـ وهوالحقّ ـ فواللّه ما تعمّدت كذبا مذ علمت أنّ اللّه يمقت عليه أهله ، ويضرّ به من اختلقه ، وإن كذّبتموني فإنّ فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم ... أفما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي! فقال له شمر بن ذي الجوشن : هو يعبد اللّه على حرف إن كان يدري ما يقول! فقال له حبيب بن مظاهر : واللّه إني لأراك تعبد اللّه على سبعين حرفا ، وأنا أشهد أنّك صادق ما تدري ما يقول ، قد طبع اللّه على قلبك » (٢).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٢٢٨ ، حوادث سنة إحدى وستين.
(٢) تاريخ الطبري ٦ : ٢٢٨ ، حوادث سنة إحدى وستين.