لقاء
اللّه ، فاني لا أرى الموت إلاّ سعادة ، والحياة مع الظالمين إلاّ برما
» .
وكان لخطبته هذه وما سبقها تأثير فعال
على عقول وقلوب الأصحاب ، فعبّروا عن عميق تأثرهم بعبارات بليغة ، استمع إلى رد
فعل زهير بن القين على هذه الخطبة ، قال للحسين عليهالسلام
: « قد سمعنا ـ هداك اللّه يا ابن رسول اللّه ـ مقالتك ، ولو كانت الدنيا لنا
باقية وكنا فيها مخلدين لآثرنا النهوض معك على الاقامة! » .
هـ
ـ الشعر :
لم يترك الإمام الحسين عليهالسلام وسيلة إعلامية في عصره إلاّ واستخدمها
في سبيل الكشف عن زيف بني أمية وضلاهم ، بعد أن جعلوا بدعايتهم المضلّلة على
القلوب أكنة ، وعلى الأسماع وقرا ، وعلى الأبصار غشاوة.
فمن الضرورة بمكان أن يلجأ الحسين عليهالسلام إلى الوسائل الإعلامية السائدة
والمتاحة له كالخطابة والمراسلات واللقاءات الفردية والجماعية ، وكذلك لجأ إلى
الشعر كوسيلة مؤثرة في نفوس الناس ، ومن الشواهد على ذلك أنه لما قُتل مسلم ابن
عقيل عليهالسلام ، استعبر
الحسين عليهالسلام باكيا ، ثم
قال : « رحم اللّه مسلما ، فلقد صار إلى روح اللّه وريحانه وجنته ورضوانه ، أما
إنه قد قضى ما عليه وبقي ما علينا .. » ثم أنشأ يقول :
فإن تكن الدنيا تعدّ نفيسة
|
|
فان ثواب اللّه أعلى وأنبلُ
|
__________________