أكتب إلى الآفاق أنك أشعر العرب ، فقال : أكتفي بقول أمير المؤمنين ، فخلع عليه وأمر بجفنة كانت بين يديه فملئت له دراهم ، ثم أرسل معه غلاما فخرج به وهو يقول : هذا شاعر أمير المؤمنين ، هذا أشعر العرب.
قال الأخطل هذه القصيدة في عبد الملك بن مروان بعد فتحه العراق وانتصاره على مصعب بن الزبير ، وفرض عليه موقفه السياسي أن يهجو أعداء بني أمية ، فقال :
إلى امرىء لا
تعدينا نوافله |
|
أظفره الله ،
فليهنأ له الظفر |
الخائض الغمرة ،
الميمون طائره |
|
خليفة الله
يستسقى به المطر |
في نبعة من قريش
يعصبون بها |
|
ما إن يوازى
بأعلى نبتها الشجر |
تعلو الهضاب
وحلوا في أرومتها |
|
أهل الرّباء
وأهل الفخر إن فخروا |
حشد على الحق
عيافو الخنا أنف |
|
إذا ألمت بهم
مكروهة صبروا |
شمس العداوة حتى
يستقاد لهم |
|
وأعظم الناس
أحلاما إذا قدروا |
أعطاهم الله جدا
ينصرون به |
|
لا جدّ الاّ
صغير ، بعد ، محتقر |
بني أمية قد
ناضلت دونكم |
|
أبناء قوم ، هم
آووا ، وهم نصروا |
أفحمت عنكم بني
النجار قد علمت |
|
عليا معد ،
وكانوا طالما هدروا |
يقول الأخطل شاعر البلاط الأموي المتكسب بشعره : إن الأمويين ، حشد على الحق ، وعداوتهم قاسية على من يتمرد عليهم. وقد ناضل الشاعر دونهم الأنصار وهم قبيلتا الأوس والخزرج الذين آووا النبي محمدا في يثرب لما هاجر من مكة.
ثم يمننهم ويقول إنه بمدحهم هذا أسكت عنهم بني النجار وهم قوم من الأنصار ومنهم شاعر النبي حسان بن ثابت إنه شاعر يبيع كلامه بدنانير الأمويين وهمه الوحيد كسب المال ولا فرق عنده بين الحق والباطل. ولم يكتف بمدحهم بل تكفل أيضا بهجاء أعدائهم.
ومن مدح الملوك إلى مدح الولاة ، إلى مدح أكثرهم فجورا وظلما وغدرا ، هو الحجاج بن يوسف الذي سفك الدماء وقتل الأحرار وهدم