علما ، فوضع قواعدها وأرسى أصولها » (١).
ومن الذين ألّفوا من الأئمة الطاهرين الإمام زين العابدين عليهالسلام ، فقد كانت مؤلفاته نموذجا فريدا لتطور الفكر الإسلامي وتقدم الحركة العلمية والثقافية في العالم العربي.
١ ـ الصحيفة السجادية
هي من ذخائر التراث الإسلامي ، ومن مناجم المباحث البلاغية والأخلاقية والتربوية والأدبية في الإسلام ونظرا لأهميتها فقد سماها كبار رجال الفكر والعلم ، بأخت القرآن وإنجيل أهل البيت وزبور آل محمد (٢).
ومما زاد في أهميتها أنها جاءت في عصر طغت فيه الأحداث الرهيبة في السياسة التي أحالت حياة المسلمين إلى جحيم مظلم ليس فيه أي بصيص نور من هدي الإسلام وإشراقه ، فالتكتل الحزبي والسياسي الذي سعى وراءه أصحاب المصالح والأطماع الشخصية حيث اختفى أي ظل لروحانية الإسلام وتعاليمه السمحة وآدابه الإنسانية وحكمه الخالدة.
لقد فتحت الصحيفة السجادية آفاقا جديدة للوعي الديني ، كان المسلمون قد فقدوه ، ودعت إلى التبتل الروحي والصفاء النفسي والطهارة والتجرد من الأنانية ونبذ الجشع والطمع وغير ذلك من الرذائل والنزعات الشريرة التي نهى عنها الإسلام. كما دعت الصحيفة إلى الاتصال بالله تعالى خالق الكون وواهب الحياة ومصدر الخير والحق والجمال سبحانه وتعالى أحسن الخالقين.
__________________
(١) عبقرية الإمام علي للعقّاد.
(٢) حياة الإمام زين العابدين ، ص ١١٦. عن الذريعة في تصانيف الشيعة ، ج ١٥ ، ص ١٨.