لها أن تقبض عن إعطاء الحق إلى أصحابه ولا تقوم بمساعدة المساكين وقضاء حاجة المحتاجين.
اللهم ساعدني لتكون يدي أمينة عفيفة في الدنيا لا تهمل ما عليها من الواجبات لتنال شرف العاجل وثواب الآجل في الدار الآخرة.
٨ ـ حق البطن :
« وأما حق بطنك فأن لا تجعله وعاء لقليل للحرام ، ولا لكثير ، وأن تقتصد له في الحلال ، ولا تخرجه من حد التقوية إلى حد التهوين ، وذهاب المروءة ، وضبطه إذا همّ بالجوع والظمأ فإن الشبع المنتهي بصاحبه إلى التخم مكسلة ، ومثبطة ، ومقطعة عن كل بر وكرم ، وأن الري المنتهي بصاحبه إلى السكر مسخفة ومجهلة ومذهبة للمروة .. » (١).
يدلي الإمام (ع) في هذه الفقرات بحقوق البطن على الإنسان وهي عديدة منها :
أ ـ أن لا نجعل البطن وعاء للحرام فنتغذى بمال مغصوب حرام وما ينتج عن ذلك من مضاعفات سيئة مما يؤدي بنا إلى الانحراف عن الطريق القويم.
ب ـ الاعتدال في الأكل وعدم الإسراف في تناول العديد من المآكل الدسمة والمتنوعة حتى الإصابة بالتخمة ، فعلى المسلم الاقتصاد في تناول الطعام الحلال ، لأن التخمة تسبب الإصابة بالكسل والابتعاد عن البر والكرم ؛ كما أنها تعطل جميع القوى العقلية ، بالإضافة إلى ما تحدثه من أضرار صحية كالإصابة بضغط الدم والسمنة ومرض السكر وغير ذلك من الأمراض الأخرى.
__________________
(١) اقتصد في الأمر : اعتدل. والتخمة : ثقل تسببه كثرة الأكل. المكسلة : ما يدعو إلى الكسل. مثبطة : ما يعوق ويشغل.