تهتم بشؤون المسلمين وتحافظ على كرامة الناس وعزتهم هي التي تقلب مفاهيم الناس وتحولهم إلى أعضاء صالحين يتمسكون بالفضيلة وينشدون الخير. فإن كان الحاكم ورعا تقيا صالحا عالما انعكس ذلك على مجتمعه كله فتسود الفضيلة وينتشر العدل ويعم الرفاه. أما إذا كان غاضبا فاسدا فاسقا منحرفا انعكس ذلك على مجتمعه فانتشر الفساد وساد الظلم واضطربت أمور الناس. وما نراه اليوم من مظالم وما نعيشه من نكبات واستغلال واستعباد ، كل ذلك نتيجة للانحراف عن الإسلام.
والإمام زين العابدين (ع) في رسالته المباركة وضع الحاكم أمام واجبه ومسؤولياته ويضع المواطن أمام واجبه أيضا فإذا أخطأ الحاكم الظالم عليك إرشاده بأيسر الطرق بحيث تخرج عن تبعة ما يلحقك من وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
١٥ ـ حق المعلم :
« وأما حق سائسك بالعلم فالتعظيم له ، والتوقير لمجلسه ، وحسن الاستماع إليه ، والإقبال عليه ، والمعونة له على نفسك في ما لا غنى بك عنه ، بأن تفرّغ له عقلك ، وتحضره فهمك ، وتذكي له قلبك ، وتجلي له بصرك ، بترك اللذات ونقص الشهوات ، وأن تعلم أنك في ما ألقى إليك رسوله إلى من لقيك من أهل الجهل فلزمك حسن التأدية عنه إليهم ، ولا تخنه في تأدية رسالته ، والقيام بها عنه إذا تقلدتها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .. ».
المعلم من أكرم رجال الأرض الذين ساهموا في نشر العلم وفك عقال الجهل ، إنه صانع الفكر والحضارة ، ينير دروب السالكين للوصول إلى الحقيقة وشاطىء السلامة. لقد ارتفع عن الأنانية البغيضة ليفتح قلوب الآخرين المغلقة ويزرع في نفوسهم حب الخير ونداء التقدم وثورة التحرير ، يدفع طلابه نحو الأمجاد العظيمة في كل مجالات العلم والأدب