ومنطق لا يقبل الرد ولا أعرف أسلوبا أروع من هذا الأسلوب ، وفكرا صالحا للمجتمع أصلح من هذا الفكر ، وهي مواضيع عامة منبعثة عن حاجات المجتمع الإنساني يصلح تطبيقها ، والسير على نهجها في كل زمان ، وهي تكفل للناس السعادة والهناء في الدارين » (١).
رسالة إصلاحية يحتاجها الفرد في حياته الخاصة ليصلح أموره ويعرف حدوده ، كما يحتاجها المجتمع البشري بكل أفراده وطبقاته ، يحتاجها الراعي ليحكم بالعدل وتحتاجها الرعية لتقاوم الظلم والقهر وتعيش حياة كريمة هنية.
أما الدوافع التي دفعت الإمام السجاد إلى كتابة هذه الرسالة الخالدة ونشرها فهي دوافع إنسانية أملتها عليه الظروف السياسية والتدهور الأخلاقي والفساد المستشري في البنية الحاكمة. لقد تعلم من أبيه الإمام الحسين (ع) سيد الشهداء الذي خرج « لا أشرا ولا بطرا وإنما ليصلح رسالة جده » النبي المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وهذا عرض موجز للحقوق :
١ ـ أول هذه الحقوق التي بلغت خمسين حقا ( حق الله ) :
قال الإمام عليهالسلام : « فأما حق الله الأكبر عليك فإنك تعبده لا تشرك به شيئا ، فإن فعلت ذلك بإخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة ، ويحفظ لك ما تحب منهما ».
إن من أعظم حقوق الله تعالى على عباده أن يعبدوه بإخلاص ، ولا يشركوا بعبادته أحدا ، لا إله إلا الله محمد رسول الله ، الرفض المطلق لكل الآلهة التي صنعتها الأيدي البشرية والعقول الضالة ، وبمقدار هذا الرفض يتأكد التوجه للإثبات ، فالله واحد أحد في ذاته ، واحد أحد في صفاته ،
__________________
(١) رسالة الحقوق لمحمد صادق الصدر ، ص ٣٦.