الموت بحسرات وآلام وخوف لأنه ينتقل من الجنة إلى سجن موحش وعذاب دائم.
٧ ـ الزهد :
سئل الإمام زين العابدين عليهالسلام عن الزهد فأجاب : « الزهد عشرة أشياء ، فأعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع ، وأعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين ، وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا (١) ، ألا وإن الزهد في آية من كتاب الله قوله تعالى : ( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) (٢).
حفل هذا الحديث بحقائق هامة من المعرفة التي تنور عقل الإنسان وتشرح صدره للتلقي وفهم معاني الحياة على حقيقتها ، بعض هذه الحقائق العرفانية :
أ ـ إن أسمى درجة الزهد لا تعادل أدنى درجة من الورع عن محارم الله الناشىء عن ضبط النفس ، والسيطرة عليها.
ب ـ وأرقى درجة من الورع هي أدنى درجة من اليقين بالله تعالى الذي هو من أسمى مراحل الإيمان.
ج ـ وأعلى مرتبة من اليقين هي أدنى درجة من الرضا بما قسم الله تعالى فإنه جوهر الإيمان.
د ـ حقيقة الزهد حوته الآية الكريمة التي حذرت من الحسرة والأسى على ما يفوت الإنسان من المنافع في دار الدنيا ، كما حذرت من الفرح والابتهاج بما يكسبه الإنسان ويظفر من ملذات هذه الحياة ومفاتنها المادية ، التي تؤول إلى تراب.
__________________
(١) أصول الكافي ، باب ذم الدنيا.
(٢) الحديد ، الآية ٥٧.