وما حال المرأة في صلاتها معهم وقد كانت صلّت الظهر؟ قال : « لا يفسد ذلك على القوم ، وتعيد المرأة (١) » (٢).
وهذا الطريق وإنْ كان غير سليم كما يعرف مما مضى ، إلاّ أنّ الشيخ روى المتن في صلاة الجماعة عن علي بن جعفر (٣) ، والطريق إليه صحيح في المشيخة (٤) ، فيكون الخبر صحيحاً.
وقول بعض المحققين من المتأخّرين رحمهالله بعد نقله عن العلاّمة الحكم بصحة الخبر : إنّ الظاهر كون الصحة لأنّ علي بن جعفر فيه ، والطريق إليه صحيح. ثم اعترض على هذا ، بأنّه غير داخل في الطرق (٥) ؛ لا وجه له بعد ما ذكرناه.
وقد يظن من هذه الرواية الدلالة على عدم صحة صلاة المرأة مع المحاذاة ؛ لأنّ إعادة المرأة منحصرة في أحد أمرين ، إمّا لظن العصر أو للمحاذاة ، لكن الأوّل قد ورد فيه أخبار بعدم الإعادة ، فتعيّن الثاني.
وفيه : أنّ الثاني ورد أيضاً فيه الأخبار بعدم الإعادة فلا وجه للترجيح ، ولو حمل على الاستحباب من كلّ من الجهتين أمكن.
وفي الرواية المذكورة كلام طويل أنهيته في محل آخر ، والمقصود هنا الإشارة إلى ما لا بدّ منه في المقام ، وبالله الاعتصام.
__________________
(١) في التهذيب ٢ : ٢٣٢ / ٩١٣ زيادة : صلاتها.
(٢) التهذيب ٢ : ٢٣٢ / ٩١٣ ، الوسائل ٥ : ١٣٠ أبواب مكان المصلي ب ٩ ح ١.
(٣) التهذيب ٣ : ٤٩ / ١٧٣.
(٤) مشيخة التهذيب ( التهذيب ١٠ ) : ٨٦ / ٧٥.
(٥) انظر مجمع الفائدة والبرهان ٢ : ١٣١.