سجدتي السهو أو الوجوب لاحتمال الزيادة ؛ لكن احتمال الزيادة وحدها لم أقف على القائل به ، وقد يشعر به كثير من الأخبار كما يعرف بالتتبّع وما سيأتي (١) من كلام الصدوق.
ثم إنّ الخبر المبحوث عنه ربما يؤيّد القول المنقول في الشكوك بالأخذ بالمتيقن ، وقد أجاب عن الرواية العلاّمة في المختلف على ما نقله شيخنا قدسسره (٢) بالحمل على كثرة (٣) الشك ، ولم أقف عليه في المختلف ، وهو غريب ؛ لأنّ كثير الشك لا يبني على الجزم بل على الفعل المشكوك فيه.
ونقل شيخنا قدسسره أيضاً عن الصدوق في الفقيه القول بجواز البناء على الأقل في مسألة من لم يدرِ كَم صلّى (٤).
والذي رأيته في الفقيه : وروى عن علي بن أبي حمزة عن العبد الصالح ، وذكر الرواية الرابعة ، ثم قال : وروى سهل بن اليسع في ذلك عن الرضا عليهالسلام أنّه « يبني على يقينه ويسجد سجدتي السهو بعد التسليم ويتشهد تشهداً خفيفاً » وقد روي أنّه « يصلي ركعة من قيام وركعتين وهو جالس » وليست هذه الأخبار مختلفة ، وصاحب السهو بالخيار بأيّ خبر منها أخذ فهو مصيب ، وروى عن إسحاق بن عمار أنّه قال : قال لي أبو الحسن الأوّل عليهالسلام : « إذا شككت فابن على اليقين » الحديث (٥). وقد مضى نقله.
ولا يخفى أنّ كلام الصدوق صريح في العمل بالتخيير.
فإن قلت : ما حال أسانيد الأخبار المذكورة في الفقيه؟
__________________
(١) في ص ١٨٨٧.
(٢) المدارك ٤ : ٢٥٤.
(٣) في « رض » : كثير.
(٤) المدارك ٤ : ٢٥٢.
(٥) الفقيه ١ : ٢٣٠ و ٢٣١ : بتفاوت يسير.