شأنهم يوم القيامة (١) ، ولا محالة أنّ من كان فيه مثل هذا ليس بفاسد العقيدة ، هذا ، مع أنّ في أخبار الأئمّة عليهمالسلام أيضاً ما يدلّ على كون تلك النسبة إليهم تهمة ، كما سيظهر .
ثمّ إنّه لا شكّ ثالثاً : في أنّ أكثر أعيان علماء الرجال وأرباب السير نصّوا فيهم أيضاً بكمال حسن الحال وبرئهم عن مثل هذا المقال ، بل ذكروا ما يدلّ على أنّ أصل ما نُسب إليهم فرية من كلام الحُسّاد عليهم ، لا سيّما المخالفين لهم في الدين .
قال الصدوق ابن بابويه في مفتتح كتابه في التوحيد : إنّ الذي دعاني إلى تأليف كتابي هذا أنّي وجدت قوماً من المخالفين لنا ينسبون عصابتنا إلى القول بالتشبيه والجبر تهمة (٢) ، إلى آخر كلامه .
ويؤيّده ما ذكره بعض أئمّة الزيديّة في كتابه المسمّى بـ : «البحر الزاخر» وهو من الجاروديّة ، حيث قال ـ بعد أن استدلّ على مذهبه بحديث التمسّك بالثقلين ، ثمّ اعترض بأنّ دلالته على مذهب الإماميّة أظهر ـ : إنّ الإماميّة حيث قالوا بالجبر والتشبيه خرجوا عن الحقّ .
بل قد ذكر مثله من المخالفين (٣) ، وكفى ما ذكره الشهرستاني ، حيث قال : إنّ الإماميّة صارت بعضها معتزلة إمّا وعيديّة ، وإمّا تفضيليّة ، وبعضها إخباريّة إمّا مشبّهة ، وإمّا سلفيّة ، ثمّ قال : ومن ضلّ الطريق وتاه لم يبال اللّه
__________________
(١) انظر رجال الكشّي : ٧٠ / ٢٠ ، و٢٧٣ / ٣٥٧ و . . .
(٢) التوحيد للصدوق : ١٧ .
(٣) لم نعثر عليه .