ابن عطاء (١) أي : اصطفيناه قبل إبداء خلقه (٢) .
قال : وقيل : إنّ استدلال إبراهيم عليهالسلام بالكواكب والقمر والشمس كان وهو ابن خمسة عشر سنة ، وإلقاءه في النار كان وهو ابن ستّة عشر سنة ، وإنّ ابتلاء إسحاق أو إسماعيل بالذبح كان وهو ابن سبع سنين (٣) .
قال : وقيل : أوحى اللّه إلى يوسف عليهالسلام وهو صبيٌّ عند ما همّ إخوته بإلقائه في الجبّ ، بقوله : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا ) (٤) ، الآية ، إلى غير ذلك من أخبار سائر الأنبياء (٥) .
قال : وقد حكى أهل السير أنّ آمنة بنت وهب أخبرت أنّ نبيّنا صلىاللهعليهوآله وُلد حين وُلد باسطاً يديه إلى الأرض ، رافعاً رأسه إلى السماء (٦) .
ثمّ ذكر شاهداً لما ذكره جملة من كمالات النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فذكر في ذلك علمه بما في التوراة والإنجيل والكتب المنزلة ، وحكم الأنبياء ، وسير الاُمم الخالية ، وما كان وما يكون ، وقال : وإنّ كلّ ذلك ممّا علّمه اللّه إيّاه وأطلعه عليه مع سائر عجائب قدرته وعظيم ملكوته ، كما قال سبحانه : ( وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ) (٧) ، الآية ، من دون تعلّم من أحد ، ولا مدارسة ،
__________________
(١) لعلّه عمر بن عطاء بن أبي الخوار المكّي ، روى عن ابن عبّاس ، والسائب بن يزيد ، وعبيد اللّه بن عياض ، وروى عنه ابن جريح ، وإسماعيل بن اُميّة .
أو أنّه ابن عطاء بن ورّاز الحجازي الذي روى عن عكرمة ، وسالم بن غياث .
انظر : المنفردات والوحدان للقشيري : ٢٢٢ / ١٠٩٢ ، تهذيب التهذيب ٧ : ٤٢٥ / ٨٠٣ ، و٨٠٤ ، و٨٠٥ ، لسان الميزان ٩ : ٤٧٨ / ١٥٤٣٨ .
(٢و٣) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١٦ : ٥٦ .
(٤) سورة يوسف ١٢ : ١٥ .
(٥و٦) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١٦ : ٥٦ ، وانظر : دلائل النبوّة لأبي نعيم ١ : ١٧٢ / ١٨٠ ، الشفا للقاضي عياض ١ : ٢١٢ ـ ٢١٣ ، الوفا بأحوال المصطفى ١ : ٩٥ .
(٧) سورة النساء ٤ : ١١٣ .