الباء ـ الذي هو ثاني حروف أبان ـ وهكذا يقدّمون(أبان)على(أحمد) ، لتقدّم حرفه الثاني على ثاني حروف(أحمد) ، ويقدّمون(أبان)على(إبراهيم) لأنّهما وإن تساويا في الحرفين الأوّلين ، إلاّ أنّ الحرف الثالث من (أبان) ـ وهو الألف ـ مقدّم على الراء ـ الذي هو ثالث حروف(إبراهيم) ـ.
وأيضا يقدّمون المكبّر على المصغّر ك : الحسن والحسين ، وعمر وعمير ، بل كلّ ما فيه حرف زائد يؤخّر عمّا خلا من ذلك الحرف ، فيقدّم (حارث)على(حارثة) ، و (عمّار)على(عمارة) ، و (سلام)على(سلامة) ، و (عبيد)على(عبيدة) .. وهكذا مراعيا في ذلك وجها اعتباريّا ، هو أنّ الزيادة فرع ما زيد عليه فحقّه التأخير .. وهو منقوض بتقديمهم كلّ ما زيادته الألف
__________________
(١) الواو على الهاء ـ ومنهم الجوهري في صحاحه ـ.
ثمّ قال : فأما حروف المغاربه ؛ فإنّهم وافقوا المشارقة من أوّلها إلى الزاي ، ثم قالوا : طاء ، ظاء ، كاف ، لام ، ميم ، نون ، صاد ، ضاد ، عين ، غين ، فاء ، قاف ، سين ، شين ، هاء ، واو ، ياء ..
ثم قال : وترتيب المشارقة أحسن وأنسب ؛ لأنّهم أثبتوا الألف أوّلا وأتوا بالباء والتاء والثاء ثلاثة ، وبعدها جيم حاء خاء ثلاثة متشابهة في الصور أيضا ، ثم إنّهم سردوا كل اثنين اثنين متشابهين إلى القاف ، وأتوا بعد ذلك بما لم يتشابه .. فكان ذلك أنسب.
ثم قال : وبعضهم رتّب ذلك على حروف أبجد وليس بحسن. وبعضهم رتب ذلك على خارج الحروف .. والتحقيق أن تقول : همزة ، ألف ، باء ، تاء ، ثاء .. فإنّ الهمزة غير الألف.