المسلك الذي اقتضاه اصولهم، ولم يعهد لأحد من أصحابنا في هذا المعنى، الا ما ذكره شيخنا أبو عبد الله (۱) رحمهالله ، في المختصر
____________________________________________
أو متعلقاته الى رد المخالف ، اما بتقرير واف يظهر به على المنصف اللبيب بطلان المخالف . واما ينقله بقيل ، والتصريح بما يرد عليه .
هذا مع ان الحق الصريح في الاصولين ، والفقه ، والتفسير ، انما هو في الكتب الموثوق بها في أحاديث أهل البيت عليهمالسلام .
فمن وفقه الله تعالى لحسن ملازمتها ، لا عبرة له كثيراً بغيرها من الكتب . ولكني أسففت اذ أسفوا ، وطرت اذ طاروا ، وأعوذ بالله من التورط في الجدال والمراء لغير المغفور في الدين ، والاحتجاج فيه بما لا يطابق كلام أهل الذكر الأئمة عليهمالسلام من أهل البيت عليهمالسلام .
فقد روي في الكافي، في باب النهي عن الكلام في الكيفية (٢) ، عن أبي
__________________
(۱) هو الشيخ المتقدم الوحيد ، أبو عبد الله ، محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن نعمان بن سعيد العربي ، الكبرى ، البغدادي ، الملقب بـ (الشيخ المفيد) ، والمعروف به (ابن المعلم) . كان من أجل مشايخ الشيعة ورئيسهم ، واستاذهم. و كل من تأخر عنه استفاد منه . و فضله أشهر من أن يوصف ، في الفقه و الكلام و الرواية . أوثق أهل زمانه وأعلمهم . انتهت رئاسة الامامية اليه في وقته .
خرجت له من صاحب الأمر صلوات الله عليه وعلى آبائه كتب ثلاث ، في كل سنة كتاباً ، وكان نسخة عنوان الكتاب : للاخ السديد ، والولى الرشيد ، الشيخ المفيد أبي عبد الله ، محمد بن محمد بن النعمان أدام الله اعزازه .
كان مولدة الشريف يوم الحادى عشر من شهر ذي القعدة سنة ست وثلاثين وقيل : ثمان وثلاثين وثلثمائة. وتوفى رحمهالله ، ليلة الجمعة ، لثلاث خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة .
(۲) اصول الکافی ۱ : ۹۲ حدیث ٤ .