أبوابه، على سبيل الايجاز والاختصار . على ما تقتضيه مذاهبنا ، وتوجبه اصولنا . فان من صنف في هذا الباب ، سلك كل قوم منهم
____________________________________________
للمختصر الحاجبي (١) ، أسد تحريراً بل أتقن حجة من كتب أصحابنا .
واني كنت برهة من الزمان مشغولا بقرائته، وبرهة اخرى مشغوفاً بمدارسته وترويجه ، بالتكلفات كما هو عادة المدرسين ، في دفع الاشكالات المتوجهة على الكتب المقروءة عليهم ، وكان توجه الاخوان اليه باعثاً على رواج كثير من أباطيل النواصب و برهانهم . حتى صار ذلك قادحاً في ايمان بعض من ضعفاء العقول ، بحيث لا يشعر ، وكبرهان النواصب على صدق مقالاتهم.
ثم تنبهت ، فرأيت ان صرف طلب العلم من أصحابنا وفقنا الله تعالى و اياهم للتقوى، عن مثل هذه الطريقة من أكرم المثوبات . فعلقت هذه الحواشي على كتاب العدة في اصول الفقه ، لشيخ الطائفة الامامية محمد بن الحسن الطوسي ، جزاه الله تعالى جزاء السابقين ، وبسطت بعض الحواشي بحيث يصلح لان يجعل رسالة مفردة ، ولا سيما الحاشية الأولى (٢) . افصاحاً عن بعض سر وجوب الائتمام بأهل البيت عليهمالسلام ، وافضاحاً لمن لم يصف آثارهم عليهم السلام كائناً من كان .
وقصدت في أكثر المباحث التي يقع الخلاف فيها بينه وبين المختصر
__________________
(۱) منتهى السوؤل والأمل ، لجمال الدين ، عثمان بن عمر، المعروف بابن الحاجب المالكي . المتوفى سنة ٦٤٦ هـ . صنفه أولا ، ثم اختصره ، وهو المعروف اليوم بـ مختصر ابن الحاجب ، أو مختصر المنتهى)
وشرحه ، عضد الدين ، عبد الرحمان بن أحمد الايجى . المتوفى سنة ٧٥٦ هـ .
(۲) لعل المراد بالحاشية الأولى ، هي الحاشية التي ذكرناها في ذيل هذه المقدمة لانها أوسع الحواشي التي عثرنا عليها لحد الان .