حد العلم ما اقتضى سكون النفس (۱)
____________________________________________
يسمى يقيناً . ومرادهم امتناع الزوال، بشرط بقاء كمال العقل . وتذكر ما حصل عنه من البرهان ، أو المشاهدة ، أو نحوهما على الوجه الذي حصل عنه .
وقد يطلق اليقين على أخص من هذا ، وهو أن يكون المعلوم بهذا العلم منظوراً للعالم . كأنه يشاهده ، فيعمل به ، ولا يخالفه أصلا كما يظهر من الكافي في كتاب الايمان والكفر ، في باب حقيقة الايمان واليقين (٢) .
وقد يطلق العلم على هذا ، ويمكن أن يحمل عليه قوله تعالى : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ ) (۳) وان لم يكن ثابتاً يسمى تقليد .
و قد يطلق التقليد على العمل بقول الغير مطلقاً ، كما سيظهر بقول المصنف
( وأما المقلد الخ) . والعلم يطلق على ثلاثة معان :
الأول : عند المنطقيين ، وهو الصورة الحاصلة في الذهن .
الثاني : عند المتكلمين ، وهو ما يتناول اليقين والتصور مطلقاً . قال في التجريد ، في بحث الكيفيات النفسانية : منها العلم ، وهو اما تصور أو تصديق جازم مطابق ثابت (۴) (انتهى) .
الثالث : عند الاصوليين، وأهل اللغة ، وهو اليقين. وعليه مبنى الاطلاقات في الكتاب والسنة ، مع عدم القرينة الصارفة . واليه يرجع حد المصنف .
(۱) قوله (حد العلم ما اقتضى سكون النفس) السكون أمر عدمي ، والعلم وجودي . فلا يتوهم اتحاد المقتضي والمقتضى ، ولم يقل ( ما اقتضى تمييزاً لا
__________________
(۲) اصول الكافي ٢ : ٥٢
(۳) سورة محمد : ۱۹
(٤) كشف المراد شرح تجريد الاعتقاد : ۱۷۲