ولابد أيضاً من بيان ما لا يتم العلم الا به (۱) من حقيقة النظر ، و شرائط الناظر ، وما يجب أن يكون عليه (۲) وبيان معنى الدلالة و سایر متصرفاته واختلاف العبارة عنه .
ولما كان الاصل في هذا الباب الخطاب ، وكان ذلك كلاماً فلا بد من بيان فصل يتضمن معنى الكلام، وبيان الحقيقة منه، والمجاز وانقسام انواعه .
ولما كان الكلام صادراً من متكلم ، فلابد من بيان من يصح الاستدلال بكلامه ومن لا يصح ، ويدخل في ذلك الكلام فيما يجب أن يعرف من صفات الله تعالى وما لا يجب. وصفات النبي (ص) وصفات الأئمة عليهمالسلام القائمين مقامه ، الذين يجرى قولهم مجرى قوله صلىاللهعليهوآله . ونحن نبين جميع ذلك في أبوابه على غاية من
____________________________________________
العالم . وألا تكليف ، الا لفعل المكلف ، والظن الذي يصح أن يكون مطلوباً ما يكون في محل الحكم ، ومالا يصح ما يكون في نفس الحكم ، كما سيذكره في الفصل الثاني بقوله ( وأما الظن فعندنا وان لم يكن أصلا الخ) .
(۱) قوله : ( ما لا يتم العلم الابه) اللام للعهد والمراد اما العلم الذي يصح أن يكون مطلوباً ، وهو المكتسب . واما علم اصول الفقه. أو اللام للجنس، وحينئذ يراد بالتمام الكمال .
(۲) قوله: ( وما يجب أن يكون عليه) عطف تفسير بشرايط الناظر، والضمير في (يكون) للناظر ، وفي (عليه) لما .