على مادل عليه ، وان دل على أنه لم يرد الخاص (۱) نظر فيه ، فان كان ذلك الخاص مما لا يتسع الا فى وجه واحد، وجب أن يحمل على انه مراد به، والا أدى ذلك الى أن يكون ما أراد بالخطاب شيئاً أصلا. وان كان ذلك مما لا يتسع به في وجوه كثيرة ، وجب التوقف فيه، ولا يقطع على انه اريد به البعض، لعدم الدليل، ولانه اريد به الجميع لانه لا دليل أيضاً عليه.
____________________________________________
نحو : رأيت أسداً في الحمام، ليحصل فرق بينه وبين قوله (فان كان ذلك الخاص مما لا يتسع الخ) والمراد بالخاص هذا اللفظ، وبضميره معناه الحقيقي . وكذا بالخاص في قوله (لم يرد الخاص) معناه الحقيقي، والمراد بالخاص في قوله (فان كان ذلك الخاص اللفظ .
(۱) قوله (لم يرد الخاص) أي بدون أن يكون في ظاهر اللفظ ما يدل على تعيين المراد والتوسع الاتيان بالمجاز . ومثال التوسع في وجه واحد ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ) (۱) ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ ) (۲) عند بعض .
فان الأول يتوسع في وجه واحد وهو كلها .
والثاني انما يتوسع في ملامستهن . وعند بعض آخر هذان المثالان مما يتوسع في وجوه كثيرة ، فيجب التوقف ان كان قبل الحاجة ، على ما ذهب اليه المصنف . أو يجب حمل الأول مثلا على حرمة أكل الميتة واشترائها والانتفاع بها وكل ما يتعلق بها على ما قاله قوم .
__________________
(۱) النساء : ٢٣
(۲) المائدة : ٣