وصارفاً عن الاخلال بها ، سمى عقلا تشبيهاً بعقال الناقة التي يمنعها من السير .
والثاني: انه لما كانت العلوم الاستدلالية لا تثبت (۱) الامع ثبوت هذه العلوم سميت عقلا تشبيهاً أيضاً بعقال الناقة . ولاجل ما قلناه (۲) لا يصح وصف القديم تعالى بانه عاقل ، لان هذا المعنى لا يصح فيه (۳) .
وأما الامارة فليست موجبة للظن (۴) بل يختار الناظر فيها عندها الظن ابتداءاً لانا نعلم انه ينظر جماعة كثيرة في امارة واحدة من جهة واحدة ، فلا يحصل لجميعهم الظن ، فلو كانت مولدة لوجب ذلك، كما يجب ذلك في الدليل.
____________________________________________
هداية ، وكذا الكلام في الداعي والتشبيه بالعقال ، لا يجب أن يكون تشبيها له من جميع الوجوه .
(۱) قوله (لا تثبت) أي لا يحصل شيء منها ، ولما كان حصول العلم ممتنعاً بدون ثبوته ورسوخه قال (لا تثبت) .
(۲) قوله (ولاجل ما قلناه) أي في الوجه الثاني .
(۳) قوله (لان هذا المعنى الخ) أي لان كون بعض العلوم لا يثبت الا ببعض آخر ، لا يصح فيه تعالى .
(٤) قوله (وأما الامارة فليست موجبة للظن الخ) يعني ان النظر في الامارة ليس موجباً للظن ، ويظهر مما حررناه في استلزام النظر في الدليل العلم ، و عدم استلزام النظر في الشبهة الجهل . ان المقصود هنا ان النظر في الامارة لا يصل الى حد يستلزم بدون انضمام شيء آخر ، خارج عن حقيقته ، ليس من