و يمكنه معرفة ما يمارسه من الصنائع ، ويمكنه أيضاً معرفة مخبر الاخبار وغير ذلك
فاذا حصلت هذه العلوم فيه كان كامل العقل يصح منه الاستدلال على الله تعالى، وعلى صفاته ، وعلى صدق الانبياء عليهم السلام . ووصفت هذه العلوم (۱) التي ذكرناها بالعقل لوجهين .
أحدهما : انه لما كان العلم بقبح كثير من المقبحات صارفاً له عن فعلها (۲) و علمه لوجوب كثير من الواجبات داعياً له الى فعلها
____________________________________________
يستلزم ضعف النهي ، والتخصيص في العلة مع عموم المعلل يوجب قصور التعليل ولاسيما تخصيصها بأمر نادر جداً أو غير متحقق أصلا .
ومثل هذه الركاكة لا تليق بكلام أوساط الناس ، فضلا عن القرآن المعجز وفي نهج البلاغة في ذيل ، ومن كلام له عليهالسلام خاطب به أهل البصرة على جهة اقتصاص الملاحم عن النبي صلىاللهعليهوآله انه قال : ( يا علي ان القوم سيفتنون بأموالهم ) الى قوله صلىاللهعليهوآله : (ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة والاهواء الساهية ، فيستحلون الخمر بالنبيذ ، والسحت بالهدية ، والربا بالبيع) (۳) .
(۱) قوله (ووصفت هذه العلوم) هى مسامحة كما ذكرنا ، والمقصود وصفتها هذه العلوم كاشفة عنه .
(۲) قوله (صارفاً له عن فعلها) ليس المرادانه لا يقع معها شيء من المقبحات للعلم بصدورها عن كثير من العقلاء ، بل المراد انه يقتضي عدم فعلها اقتضاء
__________________
(۳) نهج البلاغه ، خطبة رقم ١٥٦ ، ص ۲۲۰ من الطبعة البيروتيه لصبحي الصالح .