ويعلم قبح كثير من المقبحات مثل: الظلم المحض، والكذب العارى من نفع، ودفع ضرر، وغير ما عددناه (۱) ويعلم تعلق الفعل بالفاعل (۲)، وقصد المخاطبين (۳) .
____________________________________________
العقاب وتوهموا اشتمال القاعدة عليه .
وبعضهم أقروا باستحقاق الذم على الترك ، وانكرواكونه نفس الفعل بدون ملاحظة العادات والشرايع . ومقصود المصنف أصل استحقاق الذم على الترك ولم ينكره أحد . واحترز بقوله ( كثير ) عن الواجبات الشرعية والتجربية والعادية فان العلم بوجوبها لا يلزم العقل المبحوث عنه هنا .
(۱) قوله (وغير ما عددناه) أي من المحسنات والمقبحات الداخلة في ضابطة (الكثير) المذكورة .
(۲) قوله (و يعلم تعلق الفعل بالفاعل) أي كون حادث له محدث ، اما بلا واسطة أو بواسطة ما هو موجب ، فلا ينافي هذا ذهاب بعض العقلاء الى كون الافعال المولدة حوادث ، لا محدث لها ، كثمامة بن أشرس (۴) .
(۳) قوله (وقصد المخاطبين) بكسر الطاء أي المتكلمين . والمراد العلم بالمتداول من اللغة التي فشابين أهلها ، ويمكن أن يدخل فيه العلم بعدم حمل اللفظ على محض منطوقه فيما يعلم بمجرى العادة الى القصد ، الى زائد مع معاشرة أهل العرف والعادة ، كأن يقول السيد لعبده المعاشر للناس : ارفع
__________________
(٤) قال ابن النديم في الفهرست ۲۰۷ : هو أبو بشر ثمامة بن أشرس النميري من بني نمير صليبة من جلة المتكلمين من المعتزلة ، كاتب بليغ ، بلغ من المأمون منزلة جليلة ، وأراده على الوزارة فامتنع . وكناه ابن حجر في لسان الميزان ۲ : ۸۳ بأبي