وارتفع عنها اللبس ، وأن يعلم أن الموجود لا يخلو من قدم أو حدوث، وان المعلوم لا يخلو (۱) من وجود أو عدم ، ويعلم وجوب كثير من الواجبات (۲) وحسن كثير من المحسنات ، مثل وجوب رد الوديعة، وشكر النعمة، وحسن الاحسان .
____________________________________________
( لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) (۳) وقوله : ( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ) (۴) .
(۱) قوله (وان المعلوم لا يخلو) لا ينا في ذلك ذهاب بعض العقلاء الى الواسطة لانهم خصصوا المعدوم بما هو أخص من نقيض الموجود .
(۲) قوله (ويعلم وجوب كثير من الواجبات) أي وجوبها العقلي الواصلي وكذا المراد بحسن كثير من المحسنات ، وبقبح كثير من المقبحات ، والضابط لهذا الكثير ما كان وجه وجوبه أو حسنه أو قبحه فيه لا يتعداه الى غيره ، بأن يكون لطفاً فيه ، وسيجيء بيانه في (فصل في ذكر ما يصح معنى النسخ فيه) وفي (فصل في ان العبادة لم ترد بوجوب العمل بالقياس) وفي آخر فصول الكتاب .
ولا ينافي ذلك انكار بعض العقلاء قاعدة التحسين والتقبيح العقليين (اما أولا) فلانه محض اتباع هوى المعارضة وهمية ناشئة عن أمرين :
الأول : شبهة لا يقدرون على دفعها ، وقد بينا الحق في دفعها ، في المقدمة الثانية ، من مقدمات بيان الحاجة .
الثاني : حبهم حوالة ذنوبهم على الغير .
( و اما ثانياً ) فلان بعضهم أقروا باستحقاق الذم على الترك ، وانكروا استحقاق
__________________
(۳) الملك : ١٠
(٤) الحجرات : ٤ .