(خائِنَةَ الْأَعْيُنِ) بمسارقتها النظر إلى محرّم (وَما تُخْفِي الصُّدُورُ) (١٩) القلوب (وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ) يعبدون أي كفار مكة بالياء والتاء (مِنْ دُونِهِ) وهم الأصنام (لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ) فكيف يكونون شركاء لله (إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ) لأقوالهم (الْبَصِيرُ) (٢٠) بأفعالهم (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ) وفي قراءة منكم (قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ) من مصانع وقصور (فَأَخَذَهُمُ اللهُ) أهلكهم (بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ) (٢١) عذابه (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) بالمعجزات الظاهرات (فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ) (٢٢) (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ) (٢٣) برهان بيّن ظاهر (إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا) هو (ساحِرٌ
____________________________________
قوله : (يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ) خبر رابع عن المبتدأ الذي أخبر عنه برفيع وما بعده ، والإضافة على معنى من ، أي الخائنة من الأعين. قوله : (بمسارقتها النظر إلى محرم) ومن جملة ذلك : الرجل ينظر إلى المرأة ، فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره ، فإذا رأى منهم غفلة تدسس بالنظر ، فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره. قوله : (وَما تُخْفِي الصُّدُورُ) أي عن العبادة من خير وشر. قوله : (أي كفار مكة) تفسير للواو في (يَدْعُونَ). قوله : (بالياء والتاء) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله : (لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ) من باب التهكم بهم ، إذ الجماد لا يوصف بقضاء ولا بغيره. قوله : (إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) وعيد لهم على أفعالهم وأقوالهم ، أي فيجازيكم بها.
قوله : (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) لما بالغ في تخويف الكفار بأحوال الآخرة ، أردفه بتخويفهم بأحوال الدنيا فقال (أَوَلَمْ يَسِيرُوا) الخ ، وقوله : (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ) الخ (كَيْفَ) خبر (كانَ) مقدم ، و (عاقِبَةُ) اسمها ، والجملة في محل نصب على المفعولية ، وقوله : (كانُوا) الخ جواب (كَيْفَ) والواو اسم (كانَ) والضمير للفصل ، و (أَشَدَّ) خبرها. قوله : (فَيَنْظُرُوا) يجوز أن يكون منصوبا في جواب الاستفهام ، وأن يكون مجزوما نسقا على ما قبله. قوله : (عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ) أي حال من قبلهم من الأمم المكذبة لرسلهم ، كعاد وثمود وأضرابهم. قوله : (وفي قراءة منكم) أي بالالتفات من الغيبة إلى الخطاب. قوله : (وَآثاراً فِي الْأَرْضِ) عطف على (قُوَّةً). قوله : (من مصانع) أي أماكن في الأرض تخزن فيها المياه كالصهاريج. قوله : (وَما كانَ لَهُمْ) الخ. (لَهُمْ) خبر (كانَ) مقدم ، و (واقٍ) اسمها مؤخر على زيادة (مِنَ اللهِ) متعلق بواق ، و (مِنْ) فيه ابتدائية ، ومفعول (واقٍ) محذوف قدره بقوله : (عذابه) وكان للاستمرار ، أي ليس لهم واق أبدا.
قوله : (ذلِكَ) أي أخذهم بسبب أنهم كانت ، الخ. قوله : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى) الخ ، شروع في ذكر قصة موسى مع فرعون ، وحكمة تكرارها وغيرها ، تسليته صلىاللهعليهوسلم وزيادة في الاحتجاج على من كفر من أمته. قوله : (وَسُلْطانٍ مُبِينٍ) قيل : المراد به نفس الآيات ، فالعطف مرادف ، وإنما التغاير باعتبار العنوانين ، وقيل : المراد به بعض الآيات وهو العصا واليد ، وحينئذ فيكون من عطف الخاص على العام ، والنكتة الاعتناء بهما.
قوله : (إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ) خصهم بالذكر لأنهم الرؤساء ، فإن فرعون كان ملكا ،