بقذفها (عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) جماعة من المؤمنين ، قالت : حسان بن ثابت وعبد الله بن أبيّ ومسطح وحمنة بنت جحش (لا تَحْسَبُوهُ) أيها المؤمنون غير العصبة (شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) يأجركم
____________________________________
تنتهي بقوله : (أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) ومناسبة هذه الآيات لما قبلها أن الله لما ذكر ما في الزنا من الشناعة والقبح ، وذكر ما يترتب على من رمى غيره به ، وذكر أنه لا يليق بآحاد الأمة ، فضلا عن زوجة سيد المرسلين صلىاللهعليهوسلم ذكر ما يتعلق بذلك. قوله : (أسوأ الكذب) أي أقبحه وأفحشه. قوله : (على عائشة) متعلق بالكذب ، وقد عقد عليها النبي صلىاللهعليهوسلم بمكة وهي بنت ست سنين أو سبع ، ودخل عليها بالمدينة وهي بنت تسع ، وتوفي عنها وهي بنت ثماني عشرة سنة. قوله : (عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) العصبة من العشرة إلى الأربعين ، وإن كان من عينتهم وذكرتهم أربعة فقط ، لأنهم هم الرؤساء في هذا الأمر. قوله : (من المؤمنين) أي ولو ظاهرا ، فإن عبد الله بن أبي من كبار المنافقين. قوله : (قالت) أي عائشة في تعيين أهل الإفك. قوله : (وحمنة بنت جحش) هي زوجة طلحة بن عبيد الله.
قوله : (لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ) المخاطب به النبي صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر وعائشة وصفوان تسلية لهم. قوله : (بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) أي لظهور كرامتكم على الله وتعظيم شأنكم ، وتهويل الوعيد لمن تكلم فيكم ، والثناء على من ظن بكم خيرا. قوله : (يأجركم الله به) أي بسبب الصبر عليه. قوله : (ومن جاء معها) أي يقود بها الراحلة. قوله : (وهم صفوان) أي السلمي بن المعطل. قوله : (في غزوة) قيل هي غزوة بني المصطلق ، وكانت في السنة الرابعة ، وقيل في السادسة. وسببها : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بلغه أن بني المصطلق يجتمعون لحربه ، وقائدهم الحرث بن ضرار أبو جويرية زوج النبي صلىاللهعليهوسلم ، فلما سمع بذلك خرج اليهم ، حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع ، من ناحية قديد إلى الساحل ، فاقتتلوا فهزم الله بني المصطلق ، وأمكن رسوله من أبنائهم ونسائهم وأموالهم ، وردها عليهم. قوله : (بعد ما أنزل الحجاب) أي وهو قوله تعالى : (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ). قوله : (وآذن) بالمد والقصر ، أي أعلم. قوله : (وقضيت شأني) أي حاجتي كالبول مثلا. قوله : (فإذا عقدي انقطع) أي وكان من جزع ظفار ، وهو الخرز اليماني غالي القيمة ، وكان أصله لأمها ، أعطته لها حين تزوجها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقيل لأختها أسماء. قوله : (ألتمسه) أي أفتش عليه. قوله : (فجلست في المنزل الذي كنت فيه) أي وهذا من حسن عقلها وجودة رأيها ، فإن من الآداب ، أن الإنسان إذا ضل عن رفقته ، وعلم أنهم يفتشون عليه ، أن يجلس في المكان الذي فقدوه فيه ولا ينتقل منه ، فربما رجعوا فلم يجدوه. قوله : (فنمت) أي وكانت كثيرة النوم لحداثة سنها. قوله : (وكان صفوان قد عرس) أي وكان صاحب ساقة رسول الله لشجاعته ، وكان إذا رحل الناس قام يصلي ثم اتبعهم ، فما سقط منهم شيء إلا حمله ، حتى يأتي به أصحابه. قوله : (فسار منه) أي فادلج بالتشديد سار من آخر الليل ، وأما دلج سار من أوله. قوله : (في منزله) أي منزل الجيش الذي مكثت فيه عائشة. قوله : (وطىء على يدها) أي الراحلة خوف أن تقوم. قوله : (موغرين) أي اتينا الجيش في وقت القيلولة. قوله : (فهلك من هلك) أي تكلم بما كان سببا في هلاكه. قوله : (فيّ) أي بسببي. قوله : (ابن أبي ابن سلول) نسب أولا لأبيه ثم لامه. قوله : (انتهى قولها) هذا باعتبار ما اختصره ، وإلا فحديثها له بقية كما في البخاري وهي : فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهرا ، وهم يفيضون